قصة ثلاثية بيت كابوس الجزء الثاني


(بيت باكووووس)
أول ما قالت كده قربت مني بسرعة رهيبة و ابتدت تخنقني بكل قوة؛ حاولت اقاومها أو اشيل إيدها من على رقبتي لكنها كانت قوية جدًا، فضلت اضربها و احاول ابعدها عني لحد ما فجأة سمعت صوت سعد وهو بيقولي...
- تيسير... اصحى تيسير، أصحى يا ابني بقى احنا اتأخرنا و بعدين هو انت بتتخانق و انت نايم؟!
بصيت حواليا لقيت نفسي نايم على سريري اللي جنبه كان واقف سعد بيصحيني!

قومت قعدت عالسرير و بصيت لسعد و بعد كده بصيت للدولاب و بلعت ريقي من القلق لأني ماكنتش لاقي تفسير للي شوفته، قطع قلقي و فوقني سعد اللي قال لي...
- يلا يا ابني قوم اغسل وشك ويلا بينا عشان نلحق القطر، و بعدين انت كنت بتتخانق مع مين و انت نايم، انت حلمت بكابوس؟!
رديت عليه و انا بقوم من عالسرير و بروح للحمام...
- أه حلمت بكابوس و فوقت على كابوس ابشع لما صحيت على سحنتك.
ضحك سعد وهو بيقولي...

- ماشي يا عم توشكر... يلا بقى اغسل وشك و فوق كده عشان نفطر سوا قبل ما نسافر، جايب لك بقى ياض يا تيسير كام قرص طعمية و شوية فول ايه.. عجب!
خرجت من الحمام بعد ما غسلت وشي وروحت ناحية الترابيزة اللي في الصالة، كان سعد فارش عليها الأكل اللي بدأت آكل منه و انا بقوله...
- تصدق انك تنفع ست بيت ياض ياسعد.
ضحك بصوت عالي و قال لي..
- خدامتك يسي تيسير.

المهم أكلت انا وهو و فضلنا نهزر و بعد ما خلصنا فطار غيرنا هدومنا وروحنا من الدرب الاحمر لرمسيس (تحديدًا لمحطة مصر) اللي خدنا منها قطر وصلنا لحد اسكندرية، وَصلنا اسكندرية و من عند محطة القطر ركبنا تاكسي وصلنا لحد المنطقة اللي احنا كنا عاوزين نروحها اللي هي منطقة (باكوس)..
لما وصلنا هناك قعدنا على قهوة في الشارع اللي فيه البيت، قعدنا عالقهوة و طلبنا كوبايتين شاي مسك سعد كوباية منهم و قال لي وهو بيشرب منها...
- المنطقة هنا تتوه و البيوت كلها شبه بعضها؛ و بعدين احنا غُرب و الغريب أعمى ولو كان بصير.
مسكت كوباية الشاي اللي قصادي و شربت منها و انا بقوله...
- عاوز تقول ايه يا سعد... انجز.
رد عليا...

- نسأل الشاب القهوجي اللي جاب لنا الشاي عن البيت وهو أكيد هيدلنا... ألا صحيح هو البيت رقم كام؟!
طلعت الحُجة من الظرف اللي كنت واخده معايا و قريت رقم البيت و انا بقول لسعد...
- البيت رقم ٩... أه رقم ٩ صح.
أول ما قولت كده نده سعد على الشاب القهوجي و أول ما جه قال له...
- ونبي يا بلدينا... هو البيت رقم ٩ فين؟!
لما قال للقهوجي كده بصيت له باشمئزاز...
- بلديكوا أيه بس.. انت مفكر نفسك في الصعيد...
بصيت للقهوجي وكملت كلامي...
- معلش يا معلم ماتخدش على مصطلحاته لأنه ضايع زي ما انت شايف كده.

رد الشاب القهوجي و قال لي...
- لا يا برنس ولا يهمك... انتوا بقى كنتوا بتسألوا على البيت رقم ٩ ليه، خير في حاجة؟!
رد سعد عليه و قال له...
- أصل البيت ده يبقى بيت الأستاذ تيسير، ورثه عن عمه اللي ورثه عن ابوه و حوار كبير كده ماتشغلش نفسك انت بيه، المهم البيت فين بقى؟!
أول ما سعد قال كده ملامح الشاب اتغيرت و قال...
- بيت أيه اللي بتاعه، البيت ده يبقى بتاع ست خياطة كانت عايشة هنا زمان و من بعد ما ماتت و البيت بقى مقفول... ده حتى عفشها جوة لحد النهاردة.
رديت عليه بهدوء و قولتله...

- ماهو حضرتك الخياطة دي كانت مأجراه من جدي و انا بقى دلوقتي الوريث الشرعي للبيت و المفروض ان انا اروح اعاينه عشان بفكر ابيعه.
أول ما قولتله كده اتعصب و قال لي بغضب...
- تعاينوا أيه و تبيعوا أيه... انتوا شكلكوا مش مريحني و باين عليكوا كده نصابين و احنا بقى مش هنسيبوكوا إلا لما نوديكوا القسم.
أول ما قال كده قام سعد و بدأ يمسك فيه لكن فجأة كل حاجة سكتت لما اتدخل صاحب القهوة اللي فض الخناقة اللي كانت هتحصل بين سعد و بين الشاب القهوجي، وقتها اتدخلت انا و حكيت لصاحب القهوة على كل حاجة بسرعة كده بس الغريب بقى إن الرجل صدقني و قال لي ادخل انا و سعد جوة القهوة عشان يتكلم معانا بهدوء؛ دخلنا و قعدنا مع الرجل اللي قال لي...

- ها... احكيلي بقى بالتفصيل عن الحُجة اللي معاك دي.
رديت عليه و قولتله...
- أنا ماكنش ليا في الدنيا غير عمي اللي بعد ما مات لقيت في الدولاب بتاعه الظرف ده و الظرف كان جواه الحُجة بتاعت البيت و ورقة فيها تفاصيل بتوضح إن البيت ده يبقى ورثي و معاهم كمان لقيت مفتاح البيت.
بص لي الرجل و بص لسعد و بعد كده قال لي...
- وريني الحُجة اللي معاك كده!
اديت للرجل الحُجة اللي بعد ما بص فيها ادهالي وهو بيقول...
- مظبوط... انت فعلًا الوريث بتاع البيت لأنك معاك الحُجة الأصلية، و فعلًا البيت ده كانت الست الخياطة مأجراه من رجل قفله و راح يعيش في القاهرة، و كمان المفتاح بتاع البيت هو أكبر دليل على صدق كلامك.

قال الرجل كلامه ده و بعد كده نده عالشاب القهوجي و قاله إنه ياخدنا يودينا لحد البيت و اعتذر لنا عن اللي حصل و فسر عصبية الشاب اللي بيشتغل معاه بأن مش كل شباب المنطقة يعرفوا مين صاحب البيت الحقيقي، الشباب فاكرين ان الست دي تبقى صاحبة البيت لكن الناس القديمة بس هي اللي عارفة الحكاية كلها، المهم وصلنا القهوجي لحد باب البيت اللي أول ما حطيت فيه المفتاح اتفتح.. وقتها وقف الشاب و قال بصوت عالي..
- اللهم صلي عالنبي انتوا فعلًا صحاب البيت، حقكوا عليا يا رجالة.

شكرته و دخلت انا و سعد للبيت، البيت اللي كان شكله قديم و بابه الرئيسي الخشبي بيدل على إنه تحفة أثرية مش مجرد بيت... طلعنا على السلم و اكتشفنا إن البيت بيتكون من ٣ ادوار؛ دور أرضي فيه شقة بابها تحت السلم و دورين كمان بشقتين، أبواب الشقق كانت مقفولة و لما جربت افتحهم بالمفتاح اللي معايا ماتفتحتش؛ فقررت إن انا اخرج اجيب نجار عشان يكسر لنا الكوالين بتاعت أبواب الشقق التلاتة و يركب غيرهم ٣ جداد، و فعلًا خرجت جيبت نجار شال الكوالين القديمة و ركب كوالين جديدة و بعد ما خلص و مشي أخدت منه المفاتيح الجديدة للشقق و بدأت انا و سعد نتفحصها من فوق لتحت و إليكم وصفهم؛ الدور التالت كان دور فاضي مافيهوش عفش ولا أي حاجة (كان عبارة عن شقة فاضية بس متشطبة كويس و طبعًا مش نضيفة) أما الدور التاني ف كان فيه عفش قديم متغطي بملايات بيضا و طبعًا كانت مليانة تراب هي كمان زي بقية البيت، و الدور الأول أو الارضي بقى ماكنش فيه أي حاجة زيه زي الشقة اللي في الدور التالت بالظبط؛ شقة فاضية بس متشطبة كويس و مافيهاش أي عفش، طبعًا ماكنش ينفع نقعد في أي دور غير الدور التاني اللي نضفناه انا و سعد في وقت قياسي و بعد ما خلصنا قال لي...

- وله يا تيسير... انا عاوز اصطبح و عاوز أكل، روح هاتلنا أكل عقبال ما الف لنا سيجارتين.
خدت بعضي و روحت عند باب الشقة و انا بقوله...
- ماشي يا سعد حاضر.. هجيبلك اللي انت عاوزه، أصل انا الخدامة اللي ابوك جابهالك قبل ما يموت.
شوح لي بإيده و قعد على كنبة من كنب الانتريه و حط قصاده أدوات لف الحشيش و بدأ يلف زي ما قال و انا خدت بعضي و نزلت اشتريت أكلة سمك محترمة و بعد ما رجعت و كلت انا و سعد و كمان شربنا السيجارتين حسينا بتعب و قررنا اننا ندخل ننام..

دخل سعد أوضة من الأوض كان فيها سرير و انا فرشت و نمت عالأرض في الصالة، أول ما دخل سعد نام على طول و ده كان واضح من الأصوات العجيبة اللي كانت بتخرج من الأوضة، أما انا بقى ف انا قومت قعدت عالكنبة لأني مارتحتش لما كنت نايم عالأرض؛ قعدت على الكنبة و رجعت راسي لورا و غمضت عيني في هدوء لحد ما فجأة سمعت صوت مكنة خياطة مزعج اوي خلاني فتحت عيني و بصيت على مصدره و ساعتها حسيت ان جسمي اتشل لما شوفت اللي شوفته..

أنا لقيت نفسي واقف في نفس الصالة اللي شوفتها في الحلم بس المرة دي كانت فاضية (مافيهاش عفش) ماكنش فيها بس غير مكنة خياطة قاعدة بتشتغل عليها الست اللي شوفتها في الحلم قبل كده و جنبها نفس الجرامافون اللي طالع منه صوت نفس الأغنية بتاعت ام كلثوم، بس المرة دي و في الحلم ده عرفت الصالة اللي انا واقف فيها دي مكانها فين، الصالة دي هي صالة الشقة اللي في الدور الأرضي!!
قومت وقفت وروحت ناحية الست اللي كانت منهمكة اوي في اللي بتعمله، بس أول ما قربت منها لقيتها قامت من على المكنة و مشيت في هدوء ناحية أوضة من أوض البيت، ماكانتش بتبص لي ولا كانت مديالي أي اهتمام.. هي بس قامت و دخلت الأوضة اللي انا لقيت نفسي غصب عني بدخلها وراها، أول ما دخلت الأوضة لقيت الست دي وقفت عند ركن من أركان الأوضة و وقفت تبص لي بعينيها اللي فجأة بقى لونهم أبيض تمامًا!!

أول ما بصت لي حسيت ان شعر جسمي كله وقف من الفزع و الرعب اللي كنت حاسس بيهم، لكن الفزع و الرعب راحوا لما الست دي ابتدت تشاور على حاجة تحت رجليها و ف نفس الوقت ابتدت تتكلم بصوت واطي كلام انا ماكنتش فاهمه أو تحديدًا يعني ماكنتش سامعه كويس ف قربت منها و انا بقولها...
- بتقولي أيه؟!... مش سامعك!
رفعت الست طرف الفستان الغريب اللي كانت لابساه و شاورت على الأرض و هي بتقول بصوت عالي...
(أناتولي... أناتولي... كاليجولا... كاليجولا)
و فضلت تكرر في الأسمين دول كتير بصوت عالي لدرجة إن انا حطيت إيديا على وداني و قولتلها بغضب...
- بس بقى كفاية.. كفاية... كفااية...
أول ما قولتلها كده سمعت صوت سعد جاي من بعيد وهو بيقول...

- اصحى.. اصحى يا تيسير الحقني.. اصحى يا عم كفاية أيه بس!
أول ما سعد قال كده بصيت حواليا لقيت نفسي نايم على الكنبة في الصالة!
فتحت عيني بصعوبة و انا بقول لسعد...
- في أيه يا زفت الطين.. حد يصحي حد كده؟!
رد عليا و هو بيقعد على الكرسي اللي جنب الكنبة اللي انا نايم عليها...
- قوم يا عم انت عشان نشوف بيعة للبيت المسكون ده و نغور من هنا.
قومت قعدت عالكنبة و انا بقول له...
- بيت ايه اللي مسكون يا متخلف!!
رد عليا بخوف...

- انا بالليل شوفت ولية بتمشي في الأوضة و انا نايم.. و لما جيت اقوم انور النور ماعرفتش لأني حسيت اني متكتف، و لما جيت حتى استسلم للأمر الواقع و انام ماعرفتش برضه بسبب الأصوات الغريبة اللي كنت عمال اسمعها، أصوات كتير داخلة ف بعض.. شوية صوت أغنية قديمة و شوية صوت واحدة بترطن بلغة انا مش فاهمها... قوم يا عم الله يرضى عليك خلينا نشوف بيعة للبيت ده بقى و نغور من هنا.
قومت من مكاني و دخلت الحمام غسلت وشي و بعد كده خرجت و قولت لسعد..
- يلا البس هدومك عشان نروح عالقهوة ندور لنا على سمسار يعرض البيت ده للبيع.
أول ما قولتله كده دخل جري على أوضته غير هدومه و نزلنا انا وهو قعدنا عالقهوة اللي كنا قاعدين عليها قبل ما نروح البيت، الشاب اللي شغال هناك أول ما شافنا رحب بينا و قال لنا..

- شباب القاهرة منورين باكوس والله... تشربوا أيه يا...
ألا صحيح هو انتوا أسمأكوا أيه؟!
رديت عليه...
- انا تيسير و ده سعد.
أول ما قولتله أسمي قال لي وهو بيضحك...
- تيسير ههه... عدم المؤاخذة أصل الأسم حريمي حبتين.
وقتها سعد ضحك و قال له...
- أه و النعمة معاك حق... اهو جايب لي الكلام كده في كل حتة بنروحها!
بصيت لسعد و قولتله بتريقة...
- يعني أسم تيسير مش عاجبك و أسم سعد زغلول عادي يعني؟!
وقتها ضحك الشاب القهوجي و قال لنا بجدعنة الاسكندرانية المعروفة...
- تيسير و سعد زغلول.. والله العظيم انتوا شباب زي العسل، أجيبلكوا أيه بقى؟!
رد عليه سعد...
- هات لنا اتنين قهوة مظبوط عقبال ما اروح اجيب لنا فطار، و انت يا تيسير ماتتحركش من هنا عقبال ما اجيب الفطار و اجيلك.

بصيت له و انا بضحك و قولتله...
- حاضر يا بابا سعد.
دخل الشاب القهوجي للقهوة و هو بيقول...
- اتنين قهوة مظبوط؛ واحد لتيسير و واحد لسعد زغلول الله يرحمه.. وسعد سعد يحيا سعد.
بصيت له و ضحكت و لسه بلف وشي و ببص ناحية الشارع لقيت الرجل صاحب القهوة داخل عليا، قومت من مكاني سلمت عليه، بعد السلامات قعد جنبي على الترابيزة و مسك لي الشيشة اللي جابهاله الشاب أول ما شافه و قال لي...
- ها يا استاذ تيسير، ناوي تعمل أيه؟!
رديت عليه ب حيرة...
- والله يا معلم انا عاوز ابيع البيت، امبارح انا و سعد ماعرفناش ننام فيه، هو بيقول انه شاف عفريتة واحدة ست و انا طول الليل كنت بشوف برضه واحدة ست خياطة في الحلم.

لما قولتله كده رد عليا و قال...
- غريبة.. هو عفريتها لسه بيطلع في البيت!... المفروض إن الموضوع ده خلص من زمان.
بصيت له باستغراب و قولتله...
- عفريتها؟!... عفريت مين؟!
رد المعلم و قال لي باهتمام...
- زمان البيت ده كانت مأجراه واحدة خياطة، كانت عاملة الدور التاني شقة و مشغل بتفصل فيه فساتين، بس بعد فترة ابتدى الشغل عندها يزيد و مع زيادة الشغل اضطرت إنها تفتح الدور الأرضي مشغل كبير، بس للأسف من وقت ما فتحته وهي اتجننت، كانت بتصرخ بالليل و بتقول إنها بتشوف عفريتة لواحدة أتينية لابسة لبس روماني من بتاع زمان ده؛ المهم الست اتجننت و بقت تصرخ و تتشنج لحد ما يا عيني في يوم الصبح الناس لقيتها ميتة في المشغل بتاعها، شنقت نفسها و انتحرت بسبب العفريتة الرومانية اللي كانت بتشوفها.. المهم بقى يا سيدي من يومها و جدك قفل البيت و فضل مقفول لحد ما اتفتح تاني من فترة، من فترة كبيرة كده جدك جه حط عفش في الدور التاني و كان ناوي يقعد في البيت بس ماعرفش لأنه بقى يشوف عفريت الولية (بياضة الخياطة) فقفل البيت تاني و سابه مقفول لحد ما انت جيت...

أول ما قال لي كده حطيت إيدي على راسي و قولتله...
- طب انا دلوقتي عاوز ابيع البيت ده، اعمل أيه ولا اروح لمين؟!
رد عليا و قال لي وهو مركز اوي في الفراغ...
- ماهو البيت ده مين هيشتريه و كل الشارع و المنطقة عارفين انه مقفول من سنين و مسكون!
وقتها حسيت بالإحباط و قولتله..
- يعني خلاص كده... يأما اسكن فيه و اتلبس بقى أو انتحر زي الست اللي انتحرت دي يأما اخد بعضي و ارجع القاهرة و اسيبه مقفول.. صح كده؟!
رد عليا صاحب القهوة...
- والله يا ابني ده قرارك انت... و عمومًا انت ممكن تقعد في البيت و تشغل قرأن و تستفاد بيه بدل ماهو مقفول كده، ده اللي اقدر اقوله لك.. و اللي اقدر اقوله لك كمان إنك ماتتعبش نفسك و لا تدور على سماسرة لأن ماحدش هيشتريه.
أول ما المعلم قال كده جه سعد بالفطار ف سابنا الرجل نفطر و دخل القهوة، بعد ما خلصنا فطار حكيت لسعد على الكلام اللي الرجل قاله لي و بعد ما خلصت كلامي لقيت سعد بيقولي...
- يا عم احنا ناخد بعضنا و نرجع الدرب الاحمر يا عم، ده بيقولك عفريتة أتينية و عفريتة تانية لواحدة مشنوقة، العمر مش بعزقة يا عم.
أول ما سعد قال لي كده رديت عليه و قولتله...
- طب تمام هنرجع و هسمع كلامك، بس هنرجع بكرة،دلوقتي نقوم نتمشى عالبحر شوية و بعد كده نرجع نبات في البيت الليلة دي و بكرة الصبح إن شاء الله نبقى نركب القطر و نرجع عالقاهرة.

أول ما قولتله كده رد عليا بعصبية...
- يا عم ولا ليلة ولا ليلتين... انت عاوزنا نموت؟!
رديت عليه و انا بقوم من مكاني...
- انا هروح اتمشى عالبحر شوية و بالليل هنرجع نبات في البيت و هنفضل فيه لحد الصبح.. لحد الصبح بس، ماتخافش يا سعد مش هسيبك لوحدك ولا دقيقة طول ما احنا في البيت.
بصراحة سعد سمع كلامي بعد رغي كتير لأنه اتطمن إن انا مش هسيبه طول ما احنا في البيت، قومنا دفعنا حق القهوة و بعد كده روحنا اتمشينا في اسكندرية و اتغدينا و بعد العشا كده روحنا عالبيت، قعدنا نتكلم و نرغي شوية لحد ما حسيت إن انا عاوز انام، بصراحة استسلمت للنوم عشان عاوز اعرف الست دي بتظهر ليه... انا أصلًا قعدت في البيت ليلة كمان عشان اعرف الست دي كانت عاوزة تدلني على أيه في الحلم!

المهم نمنا انا و سعد في أوضة واحدة و أول ما غمضت عيني حلمت تاني بنفس الحلم اللي كانت فيه الست بتشاور على حاجة في ركن من أركان أوضة من أوض الدور الأرضي، بس المرة دي قالت لي كلمة غير الأسامي الغريبة اللي قالتها لي قبل كده.. الست في الحلم ده قالت لي (أحفر)
أول ما قالت كده صحاني سعد و قال لي وهو مرعوب...
- قوم يا أخي... قوم بقى انا مش عارف انام، انا شوفت العفريتة دي في الحلم و ماعرفتش انام.
قومت من النوم و انا مفزوع من صوت سعد أكتر من الست اللي شوفتها في الحلم، قومت قعدت على كرسي قصاد السرير و قولتله...
- ما انا كمان بتنيل بشوفها كل ليلة من يوم ما عمي مات؛ و من شوية شوفتها في الحلم و هي بتقولي احفر في أوضة من أوض الدور اللي تحت.
رد عليا وهو متعصب..

- طب ده عمك انت و ورثك انت.. انت مالي انا بقى تطلعلي ليه، و بعدين أيه كوكاكولا اللي بتقولها لي الست دي في الحلم، هي ماتت وهي عطشانة؟!
رديت عليه و انا بقوم اقف من مكاني...
- تقصد إنك لما شوفتها قالتلك كاليجولا؟!
رد عليا...
- أه يا سيدي، بشوفها واقفة قصاد السرير و بتفضل تقول الكلمة دي ووراها كانت واقفة ست تانية ماقدرتش احدد شكلها ولا شكل الأولانية لأن الدنيا ضلمة أصلًا، و بعدين بصراحة كده انا ماعرفش انا ببقى نايم ولا صاحي!
سيبت سعد بيتكلم و خرجت ناحية باب الأوضة و انا بقول له...
- تعالى ورايا... هننزل الدور الأرضي.

فضل سعد يتكلم و يعترض لكن انا خدت المفتاح بتاع الشقة اللي في الأرضي و نزلت فتحت بابها و دخلت ناحية الأوضة اللي بشوف الست بتشاور على ركن فيها في الحلم، روحت عند الركن و وقفت و انا مش عارف اعمل أيه، وقتها كان سعد نزل ورايا وأول ما دخل الأوضة اللي كنت واقف فيها قال لي...
- انت أيه اللي موقفك في الركن ده؟!
رديت عليه و انا بشاور على الأرض...
- عاوز احفر هنا... لازم احفر هنا.
رد عليا و قال لي...
- سهلة... هخرج اشتري أدوات حفر و جاروف و اجيلك، أما نشوف أخرتها.
و فعلًا راح سعد اشترى أدوات نحفر بيها و بدأنا نحفر في الركن اللي الست شاورت عليه في الحلم بس و احنا بنحفر سعد قال لي...

- تفتكر ممكن نلاقي كنز... ممكن تكون الست دي ظهرتلك و قالتلك احفر هنا عشان في كنز.. تيسير انت مابتردش عليا ليه؟!
رديت عليه بعصبية و قولتله...
- ماعرفش يا سعد ماعرفش... هو انا اعرف منين إذا كان في كنز ولا...
فجأة سكتت انا و سعد و وقفنا حفر لما لقينا قصادنا درجة سلم، كملنا حفر بسرعة تاني لحد ما اكتشفنا إن قصادنا سلم بيدخل لمكان ما تحت البيت....!

            الجزء الثالث والأخير من هنا
stories
stories
تعليقات



<>