رواية الخمس بنات الجزء السابع عشر17 بقلم ايمان طايل


الخمس بنات
(الجزء 17)

بقلم ايمان طايل



الصبح ف المستشفى..
البنات صحيوا وجهزوا نفسهم والدكتور كتب لرضوى ع العلاج الي هتنتظم عليه .. هيقعدوا منتظرين أكرم عشان يرجعوا الشقة.. وف نفس الوقت خايفين يرجعوا بسبب الي أكرم قاله انبارح وقاعدين يتكلموا..

هدى بخوف وتوتر : انا انا قلبي مش متطمن.. بالله عليكي يا رضوى مش عايزين نرجع الشقة دي.. ابن عمك هيوصلنا وأكيد مستنينا هناك.
أمل بقلق شديد: ا ايوا يا رضوى.. شوفيلنا اي مكان تاني.. احنا مش عايزين بعد كل الي حصل دا نرجع لعمك بردو ..وبدر خلاص وصلنا.
سميرة واقفة متوترة ومش بتتكلم وعينيها ع رضوى منتظراها ترد..
رضوى هتبصلها بصوت حزين : ها يا سميرة! مش عايزة تقولي حاجة انتي كمان!
سميرة بصوت ضعيف حزين : والله الي تشوفيه يا رضوى.. مع اني شايفة ان البنات عندهم حق.. واحنا م حقنا نخاف وناخد حذرنا جدا بعد الي حصل دا.. وابن عمك مش بس وصل للمدينة الي احنا فيها.. دا كمان وصل لشقتنا بالظبط.. يعني مش بعيد يكون واقف تحت عند المستشفي منتظرنا نخرج.
رضوى هتبصلهم بيأس وهتنزل عينيها ف الارض وتسكت وهي حاسة بنار جواها لأنها عارفة انهم ف موقف صعب ومعلقين أملهم ع احتمال ضعيف وممكن ف اي لحظة كل الي عملوه والهم والصعب الي استحملوه يروح بدون فايدة لو ابن عمهم لقاهم.. وهيبقا سهل ياخدهم لانه ممكن يغصب عليهم ويهددهم بأميرة زي ماحصل آخر مرة .. وتفكر ف أميرة الي وحشتهم وكان نفسها تروحلها وتاخدها وتجمع شمل اخواتها تاني..
هتتنهد بوجع لما تحس بعجز قدام خوف اخواتها ومش عارفة تعملهم حاجة وحتي عاجزة ترد عليهم وتطمنهم..
سميرة هتحس بـ رضوى وهتحاول تخفف عنها وعن اخواتها شوية وهتقطع الصمت الي سيطر عليهم وهي بتقول بلهفة : بقولكم ايه! ..انا لما فكرت ف كلام عمي أكرم لقيت ان دا فعلا الحل الوحيد الي قدامنا.. لأن زي ماقال كدا.. الي خلي بدر يوصل لعنوان شقتنا يخليه يوصلنا ولو روحنا المريخ.. ف احنا بقا نعمل ايه!
نرجع الشقة تاني وطبعا هو هيكون استبعدها لأنه ملقاش لينا أثر هناك ..وخصوصا انه راح ع أساس حد قاله ع العنوان لانه لو بيراقبنا كان عرف اننا مش هناك.
وكمان رضوى عندها حق.. اننا حتي لو بقينا ف خطر بس واحنا جنب ناس نعرفهم ويعرفونا ومستعدين يقفوا جنبنا ويحمونا أفضل مانبقا لوحدنا ف مكان غريب وبردو مش ضامنين هنبقا ف آمان ولا لا!
ف انا بقول نتوكل ع الله ونرجع الشقة وكدا كدا محدش فينا هيخرج الفترة دي واول ما رضوى تخف بإذن الله.. نبقا نشوف منطقة تانية نروحها .. ايه رأيكم!
أمل واقفة ساكتة مش مقتنعة بكلام سميرة أوي والخوف والقلق لسه مسيطر عليها..
هدى بتردد وصوت هادي حزين: ماشي يا سميرة.. بس انتي عارفة انا ايه الي مطمني !
سميرة بتعجب: ؟!!
هدى بهدوء : ان حتي لو بدر لقانا ورجعنا لعمك.. ف احنا هنكون سوا ومع بعض.. أنا مستعدة أواجه أي حاجة وأنا معاكم.. لأن الخوف الاكبر هو الفراق..
وتسرح وهي بتفتكر لما كانت عند عمها وعرفت ان أميرة كانت هتنتحر وتفتكر لما كانت عند حسام وجات لحظة حست فيه بالضعف وقلة الحيلة وتتنهد بوجع وتكمل كلامها بهمس... الفراق بيضعف اوي يا بنات.
رضوى هتقوم بهدوء وتقرب منهم وتمسك ايديهم وتجمعهم ع بعض وهي بتقول بثقة : ان شاءالله مفيش فراق.. ان شاءالله هيكون فيه قوة وانتصار.. وان شاءالله أميرة هتبقا معانا وهنتجمع قريب..
وبثقة تقول.. دا وعد مني يا بنات.
البنات هيبتسموا ابتسامة خفيفة تدل ع اطمئنانهم..
يدخل أكرم ويقاطعهم باستغراب : السلام عليكم.. انتو واقفين كدا ليه! خير ان شاءالله!
البنات هيبتسموا ويردوا السلام وهما بيقربوا منه.. وهدى تقول: كل خير يا عمي أكرم.. هنتوكل ع الله ونرجع الشقة وقلبنا جامد.
أكرم بابتسامة: أحلي كلام..ومن يتوكل علي الله فهو حسبه.. ومتنسوش انكم ف عينينا كمان.
رضوى بابتسامة هادية : ربنا مايحرمنا منكم يارب.

(بعد الضهر ف بيت عاشور..)
عاشور مجمع أولاده ف الصالون وبيتكلموا..
عاشور عينيه ع صابر وبحدة : بدر فين يا صابر.. انت أكيد عارف!
صابر بتردد: قولتلك ماعرفش ياحج غير مشوار صاحبه دا.. وكلمته انبارح قالي هيجي انهارده.
عاشور بغضب: وفين حضرته بقا!! يعني مش مكفيه يومين برا البيت واحنا بنجهز لفرح أخوه!
بدل مايقف جنبي ونستقبل الناس الي بتجيلنا راح لصاحبه!
ماااشي.. ماشي يابدر اما ترجع بس الحساب هيجمع.
سعيد بنظرة خبيثة: ماتزعلش نفسك يا حج.. احنا موجودين وممكن نعمل المصلحة م غيره... قولنا انت بس ايه الي ف دماغك واحنا هنشرفك.
عاشور هيتنهد ويبصلهم وهو بيقول: ماينفعش م غيره.. بس هقولكم ع العملية وانتو تبقوا تعرفوه
اسمعوني كويس..
انبارح كنت عازم تاجر قديم ف السوق وف وسط الكلام كدا وصلتله يعني اني عندي بضاعة لا مؤاخذة قديمة وعايز أخلص منها.. انتو طبعا فاهمين !
صابر هيبلع ريقه وبتوتر شديد : تـ تقصد البضاعة الي نقلناها وبقالها فترة كبيرة ف المخزن!
عاشور : بالـظبـط.. هو فيه غيرها!
طارق هيبص لسعيد بتوتر وسعيد هيحاول يتجاهله ويكون طبيعي وهيرد بثقة : المهم يا حج!
عاشور هيكمل كلامه : المهم اني لقيت التاجر دا بيكلمني بعدها وقالي انه اشترك مع واحد معرفة عنده وناويين يشيلوا كل البضاعة القديمة الي موجودة ف المخزن وعرضوا عليها مبلغ هيبهركم.
صابر متردد يقول لعاشور وبيحاول يخفي توتره ويتكلم بصراحة لكن مش هيقدر ويقول: و.. وبعدين يا حج!
عاشور بحدة : ودي فيها بعدين يا ضلم.. فرصة م دهب جات لحد عندنا ولا يمكن نضيعها..
بس انا كنت بفكر بقا ف حاجة كدا!
أشرف بتعجب : حاجة ايه!
عاشور هيتعدل ف قعدته ويسند ع الكرسي بأريحيه وهو بيقول بابتسامة خبيثة : بفكر نصرف البضاعة دي ف ليلة فرحك يا أشرف.. منها هتكون زحمة ودوشة وتبقا ساتر لينا ومنها نبعد عن عيون الحكومة شوية لانهم واخدين بالهم الفترة دي وكل شوية يمسكوا واحد م التجار.. ايه رأيكم!
أشرف: فكرة بردو.
طارق بتوتر: الي الي تشوفه يا حج.
عاشور هيبصلهم بحدة : الي انا شايفه بقا ان أشرف هيطلع برا العملية دي.. والي هيتكلف بيها هو انتم.. وكلموا بدر وعرفوه وخلوه يجي ولو م تحت الارض..مفهوم!!
كلهم بصوت ضعيف يردوا : مفهوم..
عاشور : خلاص يلا.. كل واحد يروح يشوف شغله.
طارق وسعيد هيقوموا عشان يروحوا ع الوكالة ويباشروا الشغل هناك.. وبعديهم أشرف هيطلع عشان يكمل شغل ف أوضته.. أما صابر هيفضل قاعد متردد وعايز يقول لعاشور ولكن عاشور هيجيله ضيوف وهيخرج علطول..
صابر هيخرج بعديهم وهو مرتبك ويطلع الجنينة وهو بيتصل ع بدر.. وبعد أكتر م محاولة هيرد..
صابر بلهفة وتوتر : انت فين يا بدر ومش بترد علطول ليه!! ....يانهاراسود انا مش قولتلك تعالي ضروري ياعم.... قولتلك هتعرف لما تيجي.... طيب اتصرف وتعالي ضروري..... يوووه يابدر... ياعم عاذرك بس مش وقتها يابدر قولها انك مشغول وهتقابلها وقت تاني ...طيب حاول يا بدر وانا هكلمك تاني بس رد... يلا سلام.

(ف نفس الوقت عند بدر...)
ع يخت كبير ف وسط البحر..
بدر واقف بيقفل الموبايل بعد مكالمة صابر وهيتوجه ناحية الاستراحة الي قاعد فيها تاجر السلاح وواقف قدامه اتنين حرس..
بدر هيقعد قصاد التاجر وهو بيقول : معلش يا باشا كان لازم أرد.. أصل صابر دا مزعج ولو ماردتش كان هيفضل يتصل بيا لحد ما أزهق وأرد.
التاجر بابتسامة : ولا يهمك..
بدر هيشرب م الكاس الي ف ايديه ويبصله ويقول : طيب كدا بقا انا قولتلك نوعية السلاح الي اختفي م المخزن كله.. الدور عليك بقا يا باشا.
التاجر بابتسامة خبيثة: وأنا هعمل الي أقدر عليه وهجبلك تاريخهم من يوم ماطلعوا م المخزن.
بدر بضحكة : لا مش للدرجادي.. وبنظرة شك يقول.. انا عايز بس أعرف مين الي صرفهم ومن هنا هعرف مين الي أخدهم.
التاجر بتخمين: انت بتشك ف حد يا بدر؟
بدر بتردد: مش بالظبط... وهيشرب م الكاس ويحاول يداري نظرته المتوترة.
التاجر بخبث: امممم... واضح ان وسطكم خاين.. مش كدا!
بدر هيبصله بهدوء ويتصنع انه اتفاجئ: خاين! ممكن بردو!
التاجر بضحكة غامضة : الخونة بقوا ف كل مكان يا بدر.. وممكن حتي يبقوا م بيتك.. افتكر كلامي.
بدر بنظرات تفكير : تمام يا باشا..
ويقوم وهو بيبص ف الساعة ويقول.. انا همشي بقا.
التاجر: واضح انك مشغول!
بدر : عندي ميعاد تاني.
التاجر بابتسامة خبيثة: امممم...طيب ع كل حال انا لو وصلت لحاجة هكلمك.. ومبروك لأشرف اخوك.
بدر بابتسامة متصنعة: الله يبارك فيك يا باشا.. سلام.
ويمشي بدر وهو نازل م ع السلم عشان يركب اللانش الي هيوصله للشط.. يسمع نغمة رسالة جياله.. هيفتح الرسالة ويلاقيها من مي ومكتوب فيها :" أنا وصلت بقالي ساعة.. انت فين ؟ "
بدر هيقفل الموبايل وهو بيهمس : جايلك يا بختي الاسود..

(ف الوكالة ...)
طارق وسعيد قاعدين ف المكتب بيتفقوا هيعملوا ايه..
طارق يهمس بخوف : انت اتجننت يا سعيد!! عايز تصرف البضاعة وأبوك لسه بيقولنا انه اتفق مع تجار ياخدوها!
سعيد بغضب يهمس: هشش.. اكتم صوتك دا هتودينا ف داهية.. يا غبي انا بقولك نصرفها بعدين وبرا البلد ..يعني بعد ما اخواتك وأبوك هيتورطوا ف المصلحة دي مش هيبقا قدامهم غير حلين.. ان أبوك ينشف دماغه بسبب كلمته مع التجار ويشيل الليلة كلها لبدر وصابر لأنهم المسؤولين عنها وهما يتصرفوا زي المرة الي فاتت.. يا إما يلغي الاتفاق دا ويخلينا ندور ع الي اخد البضاعة وكدا كدا مش هيوصلولها لأننا هنصرفها بعديها بطريقتنا..
طارق بتوتر: أولا أبوك مش هيلغي الاتفاق لأنهم عرضوا عليه مبلغ كبير وانت عارف أبوك.. مستعد يبيعنا كلنا مقابل المبلغ دا.. ثانيا بقا لو أبوك قال لبدر يتصرف ف البضاعة تاني .. دا هيدخلنا احنا ف متاهات مع بدر لأن الكمية كبيرة ولأنه أصلا بيشك فينا يا معلم والله أعلم هو اتأكد من حمادة وانك هددته ولا لا.. ولو اتكلم وقتها بقا قول علينا يا رحمان يا رحيم ..
سعيد يقاطعه وهو بيزقه م كتفه بعصبية: عشان كدا قولتلك انك غبي.. فكرك يعني انا قولتلك هناخد الكمية كلها المرادي ليه!
عشان انا اصلا مش ضامن اذا كان حمادة دا قاله ولا لا.. ولا ضامن بدر يعرف ولا مايعرفش وعشان احنا ف موقف غامض.. يعني فيه احتمال ان بدر عرف اني المسؤول عن الي حصل المرة الي فاتت..وف نفس الوقت لو كان عرف اني الي عملت كدا كان أكيد هيقول لأبوك .. وطالما ماقالش يبقا حمادة ماتكلمش.. والا بقا يكون الاحتمال التالت..
طارق بتوتر شديد : الي هو ايه!!
سعيد بتردد وقلق: انه يكون عارف وساكت.. ودي بقا هتدخلنا ف طريق تاني.. لأن دا معناه انه بيدبر لضربة كبيرة ليا.. وعشان كدا كان لازم نأمن نفسنا ونتوقع أي حاجة تحصل ف أي وقت.. ف أخدت كل الكمية الي كانت ف المخزن.
طارق بارتباك: طيب طيب وافرض انه عرف وسكت فعلا.. بس بس هيقول لأبوك المرادي؟؟
سعيد بابتسامة خبيثة : لا مش بدر الي هيسكت أول مرة ويرجع يشتكي لأبوك لما يضعف.. أكيد هيلاقي صرفة تانية عشان يوصل للي ف دماغه.. وحتي ياخي لو قال لأبوك ف احنا كدا كدا مفيش علينا دليل.. وحمادة دا ابوك اصلا كان بيشك فيه ومش هيصدقه .. يعني احنا ف السليم يا باشا.
طارق هيسكت شوية.. وبعدين هيبص لسعيد بتردد وخوف: سعيد! خلينا نرجع البضاعة ونعدي المصلحة دي ع خير.. وبعدين ابقا..
سعيد يقاطعه بغضب: انت تخرس خالص.. خوفك دا هو الي هيوديك ف داهية يا جبان.. زي بالظبط لما بترتبك وتخاف قدامهم كل مايجيبوا سيرة البضاعة وكأنك بتقولهم انا الخاين الي وسطكم..
ثم لو حصل حاجة انا الي هكون مسؤول مش أنت.. وبعدين انا عملت دا كله عشان مين!! مش عشانك يا غبي! مش انت الي طلبت مني اساعدك وتنتقم منهم! دلوقتي بتتراجع مع اول موقف صعب!
طارق بانفعال: ما انت الي زودتها يا سعيد..
سعيد يقاطعه: ماهو دا لعب الكبار ياض افهم.. انك تضرب وماتنضربش.. انك تاخد ومحدش يحس بيك.. كنت عايز تفضل زي العيال كدا! وتبقا مكشوف م اول خطة تعملها! دا الواد كان هيقول اسمك وكنت هتروح ف داهية لولا اني ضربته بالنار ف لحظتها.
طارق هيتنهد ويبصله وهو بيقول بغضب: خلاص يا سعيد.. قولي هنعمل ايه دلوقتي !
سعيد بنظرة وملامح خبيثة: هنضرب عصفورين بحجر واحد.
طارق يعقد حاجبه بتعجب: ازاي!
سعيد : هنحاول نخلي أبوك واخواتك يشكوا ف حمادة تاني وهو الي يلبسها.. لأنهم كدا كدا بيشكوا فيه.. وانا متأكد انها لو صابت المرادي ...حمادة دا هينتهي قريب ونبقا خلصنا منه وخلصنا م شكوك بدر كمان..

ف نفس الوقت قدام المكتب واقف حسام يتصنت عليهم وسمعهم وعرف انه بقا هدفهم التاني.. هيتحرك بشويش ويبعد عن المكتب وهو بيهمس لنفسه : طيب وبعدين! دول هيوقعوا الخطة الي احنا عاملينها بالكامل .. انا لازم اتصرف قبل مايدخلوني اللعبة دي ويهدوا كل الي بنيته.. بس هتصرف ازاي بقا؟؟... الله يخربيتك يا سعيد دا انت طلعت مش سهل وهتضيع المهمة مني ..

( بليل عند البنات.. )
البنات ارتاحوا واتعشوا وقاعدين جنب رضوى ف الاوضة وبيتكلموا..
هدى بتردد: لحد دلوقتي الحمد لله ماحصلش حاجة ومفيش حد جالنا غير البنات الي فوقنا.
سميرة بنظرة غضب: احنا قولنا ايه يا هدى.. افصلي بقا شوية وغيري السيرة دي خلي اليوم يعدي ع خير.
أمل بتوتر : دا لما الباب خبط والبنات جايين انا قلبي كان هيقف.
رضوى هتحذرهم: خدوا بالكم بس وافتكروا الي قولنا عليه.. ان الي تروح تفتح تبص الاول ف العين السحرية وتلبس النقاب قبل ماتفتح والباقيين يسكتوا وكأنهم مش موجودين.. يارب ماتنسوش بقا.
فجأة يسمعوا حد بيخبط ع الباب خبطات سريعة..
هدى هتنط م مكانها وتروح تستخبي جنبهم وهي بتهمس برعب: يالهووووي... خبوني.. خبوني.. دول وصلووووا..
سميرة تبص لاخواتها وتقول بتوتر: البت دي هي الي هتودينا ف داهية وافتكروا كلامي دا.
رضوى هتهمس بلهفة: بس ماتنسيش الي قولتلك عليه وروحي شوفي مين ولو حد غريب ماتفتحيش وارجعي بدون نفس واوعي يحس بيكي.
سميرة بتوتر شديد: حـ حاضر.
هتخرج م الاوضة وهي بتلبس النقاب وهتقرب ع الباب وهو لسه بيخبط.. هتقرب منه بهدوء شديد جدا وتبص م العين السحرية وفجأة هترفع ايديها ع قلبها وتتنهد براحة شديدة لما تلاقيه مصطفي..
هتفتح الباب وهي بتحاول تبتسم..
مصطفي اول ما يشوفها ملامحه هتتحول لدهشة ويقول :السلام عليكم.. البنات هنا لو سمحتي!
سميرة هتهمس لنفسها بتعجب: البنات! ولو سمحتي!
وبعدين تنتبه وبصوت عالي تقول.. آااااه ..
وهتخلع النقاب وهي بتقول بابتسامة.. معلش ما اخدتش بالي.
مصطفي باستغراب: سميرة!
سميرة بابتسامة : اتفضل يا مصطفي..
مصطفي بتوتر: أنا أنا لسه عارف ان رضوى تعبانة وكنت عايز أتطمن عليها لو ممكن يعني!
سميرة بلهفة: ايوا طبعا.. اتفضل.
يقاطعهم أكرم وهو خارج م شقته وبيقول لمصطفي: انا مش قولتلك استني هاجي معاك! ماشي يا مصطفي.
سميرة بابتسامة خفيفة: حصل خير.. اتفضلوا.
هيدخلوا ويقعدوا وسميرة هتجري تدخل الاوضة تقول لاخواتها عشان يخرجوا وهتطلع علطول.
رضوى مترددة وخايفة تواجه مصطفي ..لما أمل تخرج هدى هتقرب من رضوى وتهمس: ماظنش انه ممكن حتي يلمح بالموضوع ف ظروفك دي..بالعكس الي حصل دا هيساعدك تاخدي وقت أكبر ع ماتردي عليه.
كلمات هدى هتطمنها وبعد شوية هيخرجوا ورضوى متوترة واول ما يشوفها مصطفي هيقوم يقف بدهشة وملامحه كلها قلق وبلهفة هيقول: رضوى انتي بخير؟؟ ألف سلامة عليكي.. ازاي حصل دا !
رضوى بهدوء: انا تمام الحمد لله ..جات سليمة.
مصطفي بصوت حزين: سليمة ازاي بس وحصلك كدا!
وبنظرة عتاب وصوت هادي..وبعدين انتي ليه وصيتي بابا مايقوليش! عملتي كدا ليه يا رضوى! هو أنا غريب للدرجادى !
رضوى هترتبك م نظراته وبتوتر: لا انا انا ماقصدتش كدا ..كل الحكاية اني ماحبتش اقلقك وهي حاجة بسيطة.. وتبص لأكرم وهي بتقول بابتسامة وسخرية.. مش كدا بردو يا عمي اكرم!!
البنات هيبصوا لأكرم ويضحكوا..
أكرم بضحكة : لا ماتبصوليش كدا ..وحياتك يا رضوى مكنتش هقوله بس لقيته جاي وقالي انه جايب كتب معاه لأمل ف اضطريت بقا اني اقوله واتضايق اني خبيت عليه ف قولتله انك الي طلبتي مني كدا.. بعديها جري علطول عليكم حتي مش استناني آجي معاه.. ولا حتي جاب الكتب.
سميرة بابتسامة متكلفة وصوت متغير : ياه للدرجادي!
أكرم : طبعا يابنتي.. دا مصطفي ف مقام أخوكم وبيخاف عليكم أوي والله.
هدى لاحظت ان قلق مصطفي الزايد بدأ يضايق سميرة لأنها مركزة معاه وواخدة بالها من ملامحه وكلامه.
هدى هتحاول تغير الموضوع وهتبص لمصطفي وبتردد: و.. وكتب ايه دي الي كنت جايبها لأمل!
مصطفي : دي كتب هتفيدها وتعطيها فكرة عن الطب قبل ما تبدأ دراسة عشان تسهل عليها.
أمل بفرحة : والله انت جيتلي م السما.. لأني فعلا كنت بفكر اني اقرأ وآخد فكرة قبل ما أبدأ دراسة.
مصطفي بابتسامة خفيفة: بس لاحظي ان مفيش وقت لأن الدراسة هتبدأ م الاسبوع الجاي.
رضوى بصدمة : م الاسبوع الجاي؟؟؟
مصطفي بتردد: ايوا.. فيه حاجة!
رضوى افتكرت أميرة الي لسه مخلصتش وافتكرت المصاريف الي هتحتاجها أمل.. هترد بيأس وصوت حزين: لا ابدا.. ع خير ان شاءالله.
مصطفي : انا عموما هتأكد تاني واقولكم.. وهبقا اجيب جدول المحاضرات بالمرة.
أمل بابتسامة وهي بتسرح : الله..اخيراً هروح الجامعة وهحضر محاضرات وهشوف دكاتره واتعرف ع صحاب جداد ..و..
تقاطعها هدى بسخرية: وهتذاكري بردو ... بس يا قلبي كل الي ذاكرتيه قبل كدا ف حياتك حمادة.. والمذاكرة الي لسه هتذاكريها دي حمادة تاني خالص.
كلهم هيضحكوا وف وسط الكلام والابتسامات مصطفي عينيه بتروح ع رضوى بحزن وملاحظ انها حزينة..وسميرة بدأت تلاحظ اهتمامه برضوى وساكتة مش بتتكلم ورضوى أخدت بالها..
فجأة مصطفي يبصلها بتعجب: صحيح يا سميرة.. انتي كنتي لابسه نقاب ليه لما فتحتي الباب!
أكرم هيبصله وهو بيتنهد ويقول: دي حكاية طويلة هبقا احكيهالك أنا ..دلوقتي يلا بينا عشان تروح تجيب الكتب لأمل ونسيب البنات يرتاحوا بقا.
مصطفي هيقوم يقف وهو بيقول: حاضر يا بابا.
أمل بابتسامة: خليكم شوية يا عمي أكرم.
أكرم وهو بيقوم : لا كويس كدا يابنتي.. هبقا أتطمن عليكم بعدين..يلا السلام عليكم.
مصطفي وهو واقف هيقرب م رضوى ويهمس: الف سلامة عليكي وابقي خدي بالك م نفسك بعد كدا..سلام..وهيخرج علطول ورا باباه.
هيدخل شقة اكرم وياخد الكتب ويرجع يعطيها لأمل.. وبعدين هيرجع تاني الشقة وهو محتار ويبص لأكرم بتعجب ولهفة: قولي بقا يا بابا.. هي ليه سميرة كانت لابسه نقاب وهي بتفتح الباب!؟

عند البنات..
دخلوا الاوضة عشان يناموا بس قعدوا الاول يتفرجوا ع الكتب الي مصطفي جابها وأمل هتاخد كتاب وتفضل تقرأ فيه وتندمج.. وهدى ورضوى بيتكلموا وسميرة مش معاهم خالص وسرحانة وملامحها حزينة وهما ملاحظين دا..
هدى هتبصلها وتحاول تتكلم معاها: مالك يا سميرة!
سميرة بلا مبالاة: مفيش.. انا هنام.. يلا تصبحوا ع خير.. وهتنام.
هدى هتبص لرضوى بحزن لانهم فاهمين..
فجأة موبايل رضوى هيرن ..هتاخده وتلاقيه المدير.. هتبص للاسم وهي مترددة ترد.
هدى هتغمز وبابتسامة : واضح انه واقع اوي يا رضوى.. دي المرة الرابعة يتصل بيكي انهارده عشان يتطمن عليكي.
رضوى هتسرح شوية وكأنها افتكرت حاجة وفجأة هتسيب الموبايل وتتجاهل الاتصال وهتنام وهي بترد ع هدى بهمس: تصبحي ع خير يا هدى.
هدى هتبص لأمل ولسه هتتكلم..
أمل هترد وهي بتقفل الكتاب : تصبحي ع خير يا هدى.
كلهم ناموا وهدى الي لسه قاعدة.. هتبصلهم وهي بتقول بغضب: بقا كدا!!! كل ماكلم واحدة تقولي تصبحي ع خير.. طيب والله لأنام انا كمان.. ومن غير تصبحوا ع خير هاه.
البنات هيبتسموا وهما نايمين ع كلامها وهيناموا كلهم بعد يوم كله قلق وخوف.

(تاني يوم ف بيت عاشور ..)
الضيوف بيزيدوا وعاشور مشغول معاهم ومشغول بالعملية الجديدة..
كريمة وبناتها الكبار وسمية قاعدين مع الحريم ف الصالة.

ف المطبخ..
واقفة أميرة وأسماء بيعملوا شربات للضيوف..
أسماء بتحضر الكاسات وهتبص لأميرة من تحت لتحت هتلاقيها مندمجة ف تحضير الشربات..هتقرب منها وهي بتقول ببردو : سمعت ماما بتنادي عليا.. هروح أشوفها عايزة ايه.
أميرة مش هتبصلها وبلا مبالاة هتهمس من جواها: يعني هي جات عليكي..مع ألف سلامة.
أسماء هتحس بتجاهلها وهتخرج علطول وتفضل أميرة لوحدها وهي لسه بتتألم من الوقوف بسبب صوابعها الي كانت وارمة.
وبعد لحظات وهي واقفة شاردة وسرحانة أثناء تحضير صينية التقديم وخلصتها ولسه هتاخدها تطلعها للضيوف هتلاقي الي جاي م وراها وبيهمس: مش هتقوليلي مبروك !
أميرة هتتخض وتلتفت بسرعة وأول ما تشوفه وتشوف ابتسامته الخبيثة هتقول بتعجب شديد ونظرة غضب: انت هنا بتعمل ايه!!
أشرف هيضحك ببرود ويقرب عليها ويمد ايديه ياخد كاس شربات م جنبها ويشرب منه شوية وعينيه عليها ويقول بنظرات غامضة وهدوء خلاها ترتبك :امممم طعمه حلو أوي أوي..
ويقرب منها أكتر وهو بيهمس بخبث ...كنتي هتبقي انتي عروستي.. بس ملكيش ف الطيب نصيب.
أميرة بسرعة بعدت عنه وتبصله بقرف وبنبرة حادة وفيها توتر : لو الطيب بالشكل دا ف انا ماحبش يكون ليا فيه نصيب ابدا.. الحمد لله انه عفاني م الابتلاء دا.
أشرف هيغضب م كلامها وهيقرب عليها بعصبية وهو بيرمي الكاس م ايديه بقوة ع الرخام وصوته وهو بيتكسر خضها ووترها أكتر..
هيحبسها قدامه ويشاور بايديه عليها وهو بيتكلم وعينيه كلها شر : لو بصحيح فاكرة انك نفدتي م ابتلاء فأحب اعرفك انك وقعتي ف ابتلاء أشد..
ويمسك دقنها بعنف وهو بيهمس.. وبكره هتفتكري كلامي دا وتصدقيه يا حلوة .
أميرة زاد توترها م كلامه الي مش فاهمة هو يقصد بيه ايه بالظبط ..بسرعة هتضربه تبعد ايديه عنها وتقول بعصبية وغضب: انا عمري ماهصدق واحد كذاب ومنافق زيك ..
وبنظرة سخرية وحزن تكمل.. انا بجد بشفق عليها الي وافقت عليك وأنا متأكدة انها مخدوعة ولسه مش عارفة حقيقتك القذرة والجحيم الي هي جاية ليه .
أشرف هيمسكها م دراعها بقوة ويزعق: انتي اتجننتي!! انتي ازاي تكلميني كدا يابت ؟! بقا انا يتقالي الكلام دا من حتة عيلة زيك!!
وهو بيتكلم أميرة هتتوجع م ايديه وتضربه بايديها الضعيفة وعايزاه يفلتها لكن قبضته أقوى هتصرخ بغضب: اوعي ايدك دي.. سيبني بقولك..ولكن ضربها وصراخها بدون فايدة ومحدش سامعهم بسبب الدوشة الي ف البيت.
فجأة هتقرصه جامد ف ايديه وتزقه بسرعة بعيد عنها وترجع لورا وهي بتزعق :قولتلك ااابعد عني وماتلمسنيش..
أشرف هيزداد غضب لما يلاقي دم آثار ضوافرها الي علمت ف ايديه..هيبصلها وهو بيقول بغيظ: دا انتي ليلة أهلك سودة..
أميرة بترتعش وبتبعد بضهرها وعينيها عليه بخوف.. ولسه بتسند ايديها ع الرخام الي وراها هتصرخ بوجع وتبعد عنه بسرعة.. هتلاقي ايديها جات ع الازاز المكسور واتجرحت..
أشرف هيتوتر لما يشوف ايديها بتنزف و هيفضل ثابت مكانه..
أميرة بسرعة هتكتم الدم وعينيها عليه بوجع مختلط بغضب تزعق : منك لله يا اخي ..حسبي الله ونعم الوكيل فيـك.
أشرف هيمسكها م دقنها تاني وهو بيقول بغضب: هو انتي الي فيكي فيكي! انا بقا هقطعلك لسانك دا خالص.
أميرة كاتمة الدم بايديها ومش قادرة تبعده عنها وبتقاومه بضعف بسبب جرح ايديها.. هتبلع ريقها وتقول بحدة ونبرة تهديد: ابعد عني يا أشرف والا مش هيحصل خير!
أشرف بيقرب وشها منه أكتر وبابتسامة سخرية و تعجب : ايه .. هتقولي لبدر!!
روحي قوليله يا حلوة.. بس يا تري بقا هتقوليله ازاي وهو مش هنا !! وحتي لما يرجع هتقوليله ايه؟ كنت بشتم أخوك وبطول لساني عليه بدل ما أقوله مبروك؟؟!
أميرة بغضب تزعق: انت حقييييير.. وأنا هقـ..
فجأة عينيها هتروح ع الباب وتعقد حواجبها باندهاش وتسكت..
أشرف هياخد باله م سكوتها فجأة ونظرتها وراه.. هيلتفت بشويش ويتفاجئ لما يشوف سمية واقفة ع باب المطبخ رافعة ايديها ف جنبها وشايفة وسامعة الي بيحصل بس ثابتة مكانها بهدوء غريب حتي بعد ما شافوها.. هيرجع يبص لأميرة بعصبية وهو بيفلتها م ايديه ويهمس: الي جاي أكتر يا مرات أخويا..
ويسيبها ويروح ناحية الباب ..بس وهو خارج هيبص لسمية بنظرة سريعة غامضة وهيخرج علطول.

أميرة لسه واقفة مندهشة م وجود سمية ووقفتها بالشكل دا وكأنها كانت مستمتعة بالي بيحصل.. أميرة هتتجاهل نظراتها لما تحس بوجع شديد وحرقان ف الجرح وتلاقي الدم غرق ايديها .. بسرعة هتجري تغسلها ف الحوض وهي بتتألم..
ف نفس اللحظة سمية أخيراً اتحركت ودخلت وبتقرب ع أميرة ببرود وبابتسامة مستفزة : والله وطلعلك صوت يا بت يا أميرة.. بقا بتزعقي لابن عمك الي قدك مرتين؟!
دا أنا شوفت وسمعت كل حاجة.
أميرة وهي بتاخد منديل وتلفه ع الجرح هتبصلها بتعجب مختلط بغضب: وطالما حضرتك شوفتي وسمعتي.. كنتي واقفة ساكتة ليه؟؟ مدخلتيش وقفتيه ليه!!
سمية هترفع ايديها ف جنبها باعتراض وبنبرة باردة وفيها تكذيب مع نظرة وابتسامة خبيثة: بقا كنتي عيزاني اتدخل بينكم ف الوضع دا ! وانتو مقربين ع بعض وبتهمسوا وتتوشوشوا!
أميرة بتعجب شديد وذهول: بـ بنهمس ونتوشوش!!
مش معقول!! انتي مش بتقولي سمعتي وشوفتي الي حصل؟؟؟ انتي اكيد فاهمة غلط!
سمية بنبرة فيها سخرية وتلميح تقول: الله!! متعمليش عليا الشوية دول.. الله يرحم ..
وتغمز بعينيها وهي بتقول.. هو مش دا أشرف بتاع السطوح بردو ولا حد غريب !
أميرة أصلا مش طيقاها وخصوصا بعد الي حصل منها آخر مرة وهتتعصب منها وتفقد أعصابها أكتر لما تلاقيها بتكذب الي شافته وبتفتري عليها كمان .. وبرد فعل مفاجئ هتصرخ ف وشها: انتي ايه!!! ..ما بتخافيش م ربنا!! هو دا الي انتي شوفتيه يا مفترية !! انتي بتعملي كدا ليه!! انا عملتلك ايه عشان تفتري عليا كدااا؟؟ حرااام عليكي!
سمية هتتصدم م ردها وانفعالها عليها وهتتوتر جامد وفجأة هترفع ايديها وتضربها بالقلم وهي متغاظة وبغضب تزعق: اااخرسي يا قليلة الادب!!
اما صحيح بنت مش محترمة وماتربتيش.. والله لأقول لعمك وأخليه يعلمك الادب م اول وجديد عشان تعرفي ازاي تكلمي الي أكبر منك يا سافلة.. أدي أخرة التعليم والشهايد!
ع آخر الزمن حتة مفعوصة زيك ولا راحت ولا جت بترفع صوتها عليا وبتكذبني كمان! والله هو دا الي كان ناقص!
أميرة واقفة رافعة ايديها ع خدها الي دموعها نزلت عليه بشدة وهي مصدومة ومش مركزة ف كلام سمية ولسه مش مستوعبة الي حصل وازاي اتجرأت أصلا وردت ع سمية كدا وفجأة هتنتبه لنفسها وهتجري م قدام سمية الي لسه بتعاتبها بصوت عالي كله غضب.. هتخرج م المطبخ وهي منهارة ومخبية عينيها عشان لو حد قابلها وهتحاول تشوف كريمة بس هتلاقيها مشغولة مع الضيوف ..هتطلع ع فوق علطول ..

(عند البنات ...)
رضوى نايمة ع السرير وجنبها أمل قاعدة بتقرأ ف الكتب بصمت.. وهدى وسميرة ف المطبخ بيحضروا الغدا..

فجأة رضوى تقوم م النوم مفزوعة ومش قادرة تاخد نفسها ..أمل هتقرب عليها بتوتر : رضوى انتي كويسة!
رضوى هتقوم وتسند ع المخدة وهي بتهمس بصوت نايم ضعيف : كابوس..كابوس وحش أوي.
أمل بحزن: انتي لسه بتشوفي كوابيس.. ربنا يبعد عنك الاحلام دي .
رضوى م جواها تهمس بحزن: مش هتبعد عني غير لما أميرة ترجع ونخلص م عمي..
تدخل سميرة الاوضة وتبص لرضوى وتقول : كويس انك صحيتي يا رضوى.. يلا عشان نتغدا وتاخدي الدوا.
رضوى هتهز راسها لتحت بضعف: حاضر يا سميرة.
يقاطعهم صوت حد بيخبط ع الباب ..
هدى بسرعة هتجري تدخل الاوضة عند البنات بدون صوت.. ورضوى هتهمس ليهم: الي هتطلع تلبس النقاب.. ماتنسوش.
هدى بخوف: أكيد مش أنا.
سميرة هتاخد النقاب تلبسه وهي بتقول : آه يا خوافة..أنا الي هطلع.

هتخرج وتقرب م الباب بهدوء وتبص م العين السحرية هتلاقيه شخص غريب بلبس غريب ومعاه ورد.. هتنزل النقاب وتفتح الباب بشويش وهي بتقول من وراه: مين!
: الورد دا للآنسة رضوى يا فندم.
سميرة بتوتر: طيب سيبه عندك لو سمحت.
:تمام يا فندم.
هيسيب الورد قدام الباب ويمشي.. سميرة هتخرج بشويش وتاخد الورد وهتقفل الباب بسرعة وتدخل للبنات وهي بتتفرج ع الورد ومندهشة م جماله.
أمل لما تشوفها هتقف وبتعجب : واو.. مين الي بعت الورد دا ؟؟
سميرة وهي بتقرب منهم : مش عارفة ..فيه ورقة هنقرأها ونعرف.
هدى هتقرب م سميرة وهي بتلمسه : الله.. دا جميل أوي.. يمكن يكون من المدير يا رضوى!
سميرة هتفتح الورقة وبتعجب: الله!!
دا نفس الي بعت ورد المستشفي.. مكتوب
"أتمني لكي الشفاء العاجل.. أحمد".
هدى بشك : لا بقا.. أكيد الحكاية دي فيها إن.. وأكيد مش جاي بالغلط المرادي كمان.. دا الورد جالها لحد الشقة.
رضوى عينيها ع الورد وسرحانة بتفكر ومش بتتكلم معاهم..
أمل هتقعد جنبها وهي بتقول بتعجب: ماتعرفيش أي حد اسمه أحمد يا رضوى؟!
رضوى هتنتبه: هاه!... لا يا أمل ماعرفش.
سميرة بتعجب: طيب ايه حكاية الورد دا بقا! ومين أحمد الي يعرفك ويعرف العنوان كمان دا!
أمل بتخمين: هو المدير بتاعك اسمه أحمد يا رضوى!
رضوى بهدوء : لا.
أمل بتفكير: امممم.. غريبة!
هدى هتبعد عن الورد وهي بتقول بتوتر : أنا قلبي بدأ يتوغوش م ناحية الورد دا.
سميرة بابتسامة سخرية : دا ورد يا هدى مش حاجة تخوف.
هدى بجدية: طيب افرض ياختي مثلا الورد دا فيه مخدر الي يشمه ينام! ولا يكون فيه جهاز تصنت وبيتجسسوا علينا!
البنات هيضحكوا وسميرة هتقول بتريقة: هما مين دول يا هدى!
هدى بقلق : هما الي باعتين الورد عشان يتأكدوا اننا هنا.. أكيد ولاد عمك!
أمل بضحكة سخرية : انتي دماغك بتروح لبعيد اوي يا هدى.
رضوى هتفتكر حاجة وهتشرد شوية وتبصلهم وهي شبه سرحانة وتقول بهدوء: ع فكرة فيه حاجة عايزة أقولكم عليها يا بنات.
أمل بفضول: ايواا بقا.. قولي.
هدى بلهفة: ايه يا رضوى شوفتي ورد فيه جهاز تصنت قبل كدا!
رضوى بابتسامة : لا يا هدى..بس حصل معايا حاجة كدا ف المستشفى وعايزة احكيلكم عليها.
سميرة وهي بتقعد جنبها : قولي يا رضوى..احنا سامعينك.
وتبدأ رضوى تحكيلهم الي حصل معاها ف المستشفي.
بعد شوية ..
البنات كلهم قاعدين متجمعين جنب رضوى ومركزين معاها..
رضوى عينيها عليهم بنظرات شك وبتقول : صدقوني انا كنت حاسة بحد جنبي وكلمني.. بس مش فاكرة كان بيقول ايه ولما فتحت عيني مالقيتوش.. وتقريبا لمحت واحد خرج م الاوضة.
أمل بشفقة : يا حبيبتي دي أكيد هلاوس بسبب الحادثة .
سميرة هتبص لأمل وبتخمين: وليه مايكنش حصل بجد!.. مش معقول كل دي هلاوس! ما يمكن يكون الشخص الي خبطها دخل اتطمن عليها مثلا ومشي علطول!!
هدى هتفكر وتقول : اممم ويمكن هو الي بعت الورد كرمز للاعتذار ؟!
أمل بسخرية :لاحظوا انها بتتكلم عن شاب والي خبطها راجل عجوز ..وبعدين انتو مش سامعين قالت ايه! بتقولكم شافت واحد ف الحلم وفتحت عينيها شافته ف الحقيقة! يا بنات واضحة جدا انها كان بيجيلها تخيلات وتهيؤات بسبب صدمة الحادثة.
هدى بتريقة: طيب قوليلنا بقا يا أذكي اخواتك مين أحمد الي بيبعتلها الورد! ولا دي كمان هلاوس!!
أمل بثقة: أولا هو مش الي خبطها لأن اسمه موجود ف المحضر ومش أحمد..
هدى ترفع ايديها ع راسها وهي بتقول: ايوا صح.. ازاي فاتتني دي!
أمل تكمل كلامها : ثانيا هو ممكن يبقا شخص مجهول بالنسبة لرضوى بس هو يعرفها..ولما عرف انها عملت حادثة بعتلها الورد باسمه وخلاص.. ومش بعيد يكون زميل معاها ف الكافتيريا وعرف م شيماء مثلا ف بعت الورد باسمه بس لأنه مُحرج يكشف عن نفسه.
سميرة بتفكير: اممم كلام منطقي بردو يا أمل.. بس ف الاخر كلها احتمالات.
أمل بثقة: لا أنا متأكدة ان الي رضوى شافته مجرد هلاوس.. حتي رضوى ف كلامها بتقول تقريبا وحسيت.. يعني مش متأكدة م الي بتقوله.
وهما بيتكلموا رضوى ساكتة وسرحانة وبتحاول تفتكر الي حصل تاني وتهمس م جواها : بس الي أنا متأكدة منه هو الحلم.. ولو افتكر بس الصوت الي كان جنبي قال ايه!

(ف بيت أحمد...)
أحمد بعد مابعت الورد رجع البيت ..
قاعد ف أوضته بيقرأ ف مذكرات رضوى ومندمج معاها وع ملامحه تعجب شديد مختلط بحزن..
هيقاطعه حد بيخبط ع الباب ..
أحمد هيرفع عينيه ع الباب بتوتر : اتفضل!
وهيقفل المذكرات بسرعة وهو بيتعدل ف قاعدته.
مامته هتدخل وع وشها ابتسامة حزينة خفيفة..
أحمد بتعجب: فيه حاجة يا ماما!
هتقرب منه وتقعد جنبه وهي بتقول بهدوء: مالك يا أحمد!
أحمد بتعجب: مالي!
مامته بصوت حزين: ايوا.. حالك متغير أوي اليومين دول!
أحمد بابتسامة متصنعة: ليه بتقولي كدا يا ماما! انا كويس خالص..
تقاطعه مامته بحزن وايديها ع كتفه : شوف يا أحمد.. انا بالذات ماتقدرش تضحك عليا ..أنا عارفة ان فيه حاجة شغلاك.. انت بقالك يومين مش بتروح الشركة ومعظم الوقت قاعد ف أوضتك لوحدك ودي مش عادتك خالص! قولي يبني ايه الي فيك يمكن أقدر أساعدك!
أحمد هيتنهد ويسكت وعينيه هتروح ع المذكرات الي ف ايديه..
مامته بتخمين: الموضوع فيه بنت!
أحمد هيرفع عينيه ليها بتعجب ..
مامته بابتسامة: بنت مش كدا!
أحمد بصوت هادي متردد : ايوا.
مامته بابتسامة خفيفة : طيب قولي بقا ايه الحكاية.
أحمد هياخد نفس عميق ويسرح وهو بيقول بهدوء وكأنه بيهمس: البنت الي خبطتها بالعربية م يومين.
مامته بتوتر شديد: حصلها حاجة ؟؟ انت مش قولت انها بقت كويسة؟؟
أحمد بصوت حزين : هي هتبقا كويسة ان شاءالله..بس ..بس أنا الي مش كويس ..
مامته بقلق: انا مش فاهمة حاجة يا أحمد!
أحمد يهمس وهو شبه سرحان : أنا هحكيلك كل حاجة يا ماما..

(بليل ف بيت عاشور... )
بدر وصل وبيركن عربيته وسامع أصوات وحركة ضعيفة ف الجنينة.. وأول ما ينزل هيجيله اتصال ويلاقيه م عمدة..
هيسند ع العربية وهو بيرد بتعجب: ها يا عمدة! وصلت لحاجة؟
عمدة :احنا استبعدنا العنوان الاول دا لما اتأكدنا بنفسنا ودلوقتي بندور ف باقي المناطق لحد مانوصل للعنوان الصحيح .
بدر بيأس: وبتكلمني عشان تقولي كدا مثلا!!
عمدة بضحكة: ياعم اهدا عليا انا بس عايز أقولك اننا وصلنا لحاجة تانية كدا.
بدر : حاجة ايه!
عمدة : فاكر انك قولت ان ف البنات واحدة اسمها هدى مش كدا!
بدر بتعجب: ايوا.. بس اشمعنا!
عمدة: واحنا بنسأل العيون بتاعتنا بقا.. اتضح ان فيه واحد تاني موصي ع البنات بردو وخصوصا ع البنت الي اسمها هدى دي.
بدر بصدمة : واحد مين؟؟



stories
stories
تعليقات



<>