قصه ساتان كامله للكاتب محمد شعبان



ماكنش مجنون زي ما بيقولوا، ده كان مخاوي يا ابني؛ كان مخاوي ساتان...

بدأ ابويا الحكاية بالكلام ده، ابويا اللي لما سألته عن قضية غريبة اكتب عنها تحقيق في الجورنال اللي انا بشتغل فيه بدأ يحكيلي الحكاية اللي بدأها بالكلام ده، لما قال لي كده سألته باهتمام وترقب..
-هو مين ده يا بابا اللي ماكنش مجنون؟!

بدأ ابويا يحكي ويقول:
زمان يا ابني في منطقة اسمها الرشاح في المطرية، كان في عيلة عايشة في بيت ملكهم، العيلة دي كانت لرجل عنده محل خضار وفاكهة؛ الرجل ده بقى كان عنده ولدين وبنتين، كانوا عايشين في نعمة بيحمدوا ربنا عليها لحد ما الواد ابنه الكبير اتجنن؛ الواد كان عنده ٢٤ سنة وكان هو اللي بيساعد ابوه في شغله، الواد اتجنن مرة واحدة وبقى يصحى بالليل يصرخ وياما جاتله حالات صرع بتنتهي بإنه بيغيب عن الوعي، ولما كان بيفوق ماكنش بيبقى فاكر أي حاجة من اللي حصلتله، الناس قالوا إنه اتجنن أو اتلبس لسبب ما يعني، بس اللي حصل بعد كده كان صدمة للكل.. في يوم المنطقة صحيت على حادثة ماتتنسيش، الواد دبح ابوه واخوه الصغير وبعد كده ضرب نفسه بنفس السكينة اللي دبحهم بيها في قلبه!

أم الواد كانت مصدومة؛ قالت إن ابنها قبل ما يتعب كان بقاله فترة مش مظبوط، كان بيقعد لوحده في أوضته بالليل وأوقات كان بيخرج ويرجع الفجر، الست كانت ست كبيرة وطيبة، ماكانتش عارفة حاجة من اللي ابنها كان بيعمله، هي اتفجأت أن ابنها تعب وبقى بيتشنج وبعد تعبه ده بشهر دبح ابوه واخوه وهم قاعدين في الصالة وبعد كده انتحر، الشرطة بقى لما جت تحقق لقت في أوضة الواد حاجات غريبة، ورق صغير مرمي في الدولاب مكتوب عليه كلام غريب وجنبه رسومات أغرب، وفي وسط الورق ده كله لقوا كتاب غلافه أسود مكتوب عليه (أقسام الأمراء السبعة)

لما الظابط اللي بيحقق في القضية مسك الكتاب لقى جواه ورقة او اعتراف من الشاب اللي انتحر ده، الورقة كان ملخصها أنه مش عاجبه عيشة أهله ولا عاجبه شغلانة ابوه وعشان كده حاول يبقى غني بأي طريقة، ولأنه كان غبي ومابيفكرش ف راح اشترى كتاب سحر قوي من مكتبة قديمة، الكتاب كان بيتكلم عن تحضير أمراء الجحيم السبعة، أو بمعنى أصح.. الشياطين الأقوى في دنيتنا دي، الواد الغبي كان فاكر إنه لما يحضر واحد منهم هيقدر يخاويه ويجيبله فلوس بقى ويخليه غني، لكن اللي حصل إنه فعلًا حضر واحد منهم، وفعلًا الشيطان اللي حضر ده أقنعه بأنه هيساعده ويخليه غني وكمان هيخليه مُخلد، وكل ده طبعًا في مقابل قتله لاخوه ولابوه وبعد كده قتله لنفسه، الواد كان كاتب في الورقة اللي الظابط لقاها في نص الكتاب كل التفاصيل اللي مر بيها من أول ما قرر يحضر أمير من أمراء الشياطين أسمه "ساتان" لحد ما حضره فعلًا وبقى يشوفه في شكل كلب أسود، الشيطان ضحك عليه ولعب بدماغه لحد ما خلاه يعمل اللي عمله ده، ولو هتسألني اشمعنى ابوه واخوه وليه ماقتلش امه واخواته البنات ف انا هقولك ماعرفش لأن الحكاية اللي اتحكت لي من ابويا ماكنش واضح فيها الجزئية دي أو ممكن جدًا مايكونش الولد كتب اشمعنى دول اللي قتلهم، المهم أن أخر حاجة كان كاتبها إنه بعد ما هيقتل اخوه وابوه وبعد كده يموت نفسه حياته هتتغير وهيبقى عايش للأبد، بس هو نسي يا ابني إن ما باقي إلا وجه الله، الواد مات والقضية اتقفلت والست وبناتها سابوا المطرية خالص وبعد كده البيت اتهد، روح يا ابني واسأل عن البيت رقم (..) في منطقة الرشاح بالمطرية، البيت ده اتبنى مكان البيت اللي كنت بحكيلك عليه.
خلص ابويا حكايته وانا على طول روحت على المطرية، سألت الناس هناك عن الحكاية بس ماحدش فادني، الناس كلامهم ماكنش واضح ومعظمهم ماكنوش يعرفوا الحكاية أصلًا أو مش فاكرينها لأنها حصلت من زمان وكمان أسم المنطقة اتغير؛ كل ما كنت اسأل حد كان يقولي ماعرفش أو يقولي مثلًا.. أمممم أسمع عن حاجة زي كده بس مش متأكد!

المهم في الأخر ماطلعتش بأي معلومة مفيدة فقررت أن انا ارجع لابويا واسأله عن السنة اللي حصلت فيها الحادثة دي، بس أبويا طبعًا ماكنش فاكر لأن اللي حكاله الحكاية دي كان جدي الله يرحمه، وعشان كده حاولت ادور على أي قضية بالمواصفات دي حصلت في منطقة المطرية زمان لكني مالقتش.. بس انا مايأستش وفضلت ادور في أراشيف الجرانين اللي اعرفها لحد ما لقيت في صفحة الحوادث في عدد قديم اوي لجورنال حكومي خبر صغير كده بيتكلم عن حادثة شبه دي، الخبر كان بدون أسامي وكان تحديدًا مكتوب بعنوان..
(مريض نفسي بالمطرية يقتل بعض من أفراد أسرته ثم ينتحر)

وتفاصيل الخبر ماكانتش واضحة، يعني ماكنش مذكور فيها أسامي ولا كان مذكور فيها أي تفاصيل، وقتها صورت العدد ده وقررت احتفظ بيه معايا لحد ما اوصل لتفاصيل جديدة اكتبها في تحقيقي الصحفي اللي بدور عليه بقالي أسابيع، عدى كام يوم على كلام ابويا، وفي ليلة وبعد شهر تحديدًا صحيت من النوم على صوت رفيع بيقول..
"من سعى خلف أحد ضحايايا أصبح واحدًا منهم... أنا ساتان أمير من أمراء بني أبليس... أنا الأمير الموكل بالغضب"
لما فتحت عيني لقيت قصاد سريري كلب اسود وبعد كده ماحسيتش بحاجة، انا بغيب عن الوعي لفترات ولما بفوق ماببقاش فاكر حاجة، انا مش عارف انا فيا أيه!

(ذلك ما دونه الصحفي -ش.ع- قبل أن ينتحر بعدة أيام، والجدير بالذكر أنه قد طعن قلبه بسكين بعد أن قتل بها والده)
حد
انتهت

تعليقات



<>