قصة نور (الفصل الاول1والثاني2 بقلم منة الشامي)
دايما كنت بتخيل أن حد هيحبني من شغل او مكان معين ،حد هسحبه ليا من بين الاف النساء...حد يبذل مجهود علشان يخليني اقع في حبه مكنتش متخيله ان ممكن الخيالات تبقي حقيقه...
كنت اول ما باجي المكتب بلاقي عليه وردة عباد الشمس علي مكتبي هو عارف انها الوردة الاقرب الي قلبي ،اول شخص بيفتكر عيد ميلادي ويحطلي هديه علي المكتب بيكون نفسي فيها ،ازاي قادر يعرف كل ده من مراقبته ليا بس ،كل رسايله مش بس بتحسسني انه عارفني كويس ده كأنه ساكن جوايا عارف لو كنت فرحانه ولا زعلانه ،جعانه او راضيه ،هو عارف كمان اني شخصيه متردده ودايما بيكتب في رسايله انه بيحب الصفه دي لانها بتحسسه اني طفله تايهه محتاجه شخص يطمنها وانا الشخص ده...انا فاكره اول رساله جت من الشخص الغامض ده كنت قاعده في مكتبي وكنت تعبانه جدا في اليوم ده وحاسه اني شغاله بقالي 3ايام روحت اصلي ورجعت لاقيت اكلي المفضل ومعاه رساله مكتوب فيها "كنت عايز احضنك علشان يخف تعبك بس انا عارف انك مش محتاجه حضن دلوقتي كل اللي محتاجاه هو اكلك المفضل يرجعلك ابتسامتك لاني بحبها" المره دي مهتمش غير بالاكل لاني كنت جعانه جدا،وافتكرت انه ممكن يكون شخص سخيف طلب اكل بس مكنش جعان ففكر انه يعاكس بيه حد ولاني كنت في مكان فيه حوالي 50مكتب فمستحيل اعرف هو مين...كان الاكل جميلا جداً ،قريت الرساله كذا مره لكن مهتمش بيها.
كنت فاكره ان الموضوع مش هيتكرر تاني ... ولكن هو بقي محور حياتي دايمًا عقلي مشغول بتساؤلات
مين هو؟ ليه بيعمل كده؟ هيظهر امتى؟
معرفش ازاي شخص يملى عقلي ويومي وانا معرفش هو مين ،كان بيوحشني لو ملقتش الورده او الرساله علي المكتب في يوم ،بقيت بشك في اي راجل يكلمني او حتي يسلم عليا بقيت زي اللي بيدور علي حاجه تايهه منه،ازاي حبيت شخص عمري ما شوفته،كنت بحلم بيه كتير كان بيجي علي شكل شخص ملامحه مش واضحه وماسك في ايده ورده،عدت شهور وشهور وانا كنت عايزه افهم مين الشخص ده ..فحطيت رساله في نفس المكان اللي بيحط فيه رسايله علي المكتب وكتبت (اما ان تظهر نفسك او لا تقم بهذه الحماقات مره اخري ) مش عارفه كتبت ليه باللغه العربيه وليه كتبت كده لما كان ممكن اكتب انك مليت حياتي وخليت ايامي ملونه ليه مقولتش أظهر علشان انا حبيتك الغريب انه مخدش رسالتي ولاقيتها علي المكتب تاني يوم والظرف مفتوح ،أنبت ضميري بعد ما فضل اسبوعين ميبعتش اي رساله او ردة فعل بعد رسالتي طب هي الرساله كانت قاسيه! ،ازاي يعمل كده!!
انا كنت غبيه اني اخليه يسيطر علي تفيكري بالشكل ده ،غبت من الشغل يومين وتمنيت ارجع الاقي رساله او اي حاجه ...كان من عادته انه بيحط اي حاجه قبل ما اجي الشغل الصبح،كنت بتعمد احيانا اجي بدري عن معادي علشان اقفشه بس محاولاتي فشلت كأنه بيبات في الشركه او بيحط طاقيه اخفا،روحت الشغل وقاعده على المكتب بفكر ليه مبقاش يبعت حاجه تاني او ممكن يكون زعل
*زميلي بيقطع حبل افكاري * -مبقتيش تحطي الورد علي المكتب ليه يا منه كان شكله حلو ومبهج ؟
=ايه! لا مش انا اللي بحطهم انا باجي الاقيهم واحيانا بلاقي رسايل وهدايا مشوفتش حد بيحطهم علي المكتب يا عمر؟
-معقول ازاي انا بفتكرك انتي اللي بتحطيهم عمري ما شوفت حد بيحط حاجه علي مكتبك انتي متاكده ان في حد بيحطهم !
=ايوة طبعا متاكده !!
-معرفتيش مين؟
=لا بس نفسي اعرف قربت اتجنن
* سكت شويه وبعدها ابتسم ابتسامه غريبه مش فاهمه معناها *
-ممكن تشوفي مين بيحط الحاجات دي كلها من الكاميرا دي ولما تعرفي قوليلي بقي مين
=ايوة ايوة صح انا ازاي فاتت علي دي ده انا غبيه اوي
-اي خدمه يا ستي بس خلاص مش هتلاقي حد علشان كله هتلاقيه روح يلا نروح احنا كمان
-لالا انا هروح اشوف يمكن لسه مروحوش
=طب حسبي طيب توقعي وانتي بتجري كده
*طلعت جري بسرعه علي الاوضه اللي بيبقي فيها الكاميرات لكن لاقيتها مقفوله اضايقت بس قولت اني ان شاء الله هعرف بكرا وروحت
قصة نور (الجزء الثانى)
كان الليل طويل وكنت مستنيه شروق الشمس زي السجين اللي مستني معاد الافراج ..معرفش ليه لبست احلي حاجه عندي واتمكيجت وكأني راحه معاد غرامي
كنت متشوقه جدًا للحظه دي ،روحت الشغل وطلعت بسرعه لاوضه الكاميرات لاقيت راجل اتخض اول ما شافني مهتمتش مركزتش معاه ومع شكله كل اللي خدت بالي منه ان لسانه تقيل وبيتلعثم كان كل تركيزي علي الشاشه اللي هيشغل عليها الفيديو .
-انا عايزه اشوف حاجه علي كاميرات المراقبه
=السسسسب يا يا يا يا فندم!
*فكرت اكدب واقوله اتسرقت علشان يرضي يوريني*
-في حاجه ضاعت مني وكنت عايزه اشوف هي اتسرقت ولا وقعت
=حضرتك لازم تكتبي هنا اليوم اللي عايزه تشوفي فيه الفيديو والسبب ورقم التليفون وانا بديه للمسؤول واول ما يوافق عليه هنتصل علي حضرتك
* كل الكلام كان بيقوله ببطئ شديد ولقلقه*
ايه كل ده يعني انا يتسرق مني الحاجه واستني كل ده هو انا محتاجه موافقه علشان اشوف الكاميرات انت بتهزر!!!
-انا اسف يا فندم هي دي القوانين
*مكنش قدامي غير اني اعمل اللي قالي عليه واستني برغم اني مكنتش قادره اصبر خالص خدت الورقه والقلم واحترت اكتب تاريخ يوم ايه وبعدين اخترت يوم 1/3 ده يوم عيد ميلادي هو وماما بس اللي افتكروا اليوم ده ماما اتصلت عليا علشان هي مسافره وقالتلي كل سنه وانا طيبه وهو جاب هديه كان نفسي فيها وكتب رساله اعتقد انها اجمل واصدق كلام اتقالي في حياتي
اديته الورقه وكان بيفتح معايا كلام بس انا مهتمتش وكان كل همي اني اشوف الفيديو انهارده قبل بكرا وأكدت عليه يتصل عليا اول ما الموافقه تيجي،فات اسبوع وانا كنت خلال الاسبوع ده بطلعله وبعدين اتصل عليا جريت بسرعه من علي المكتب علي اوضه الكاميرات ياااه اخيرا اللحظه دي جت هشوفه وهعرف هو مين من اهم لحظات حياتي فعلا متحمسه جدًا
-الموافقه جت يا فندم تقدري تشوف...
=ايوة ايوة شغله ارجوك بسرعه
-واضح ان الحاجه اللي اتسرقت منك مهمه جدا
=هو الفيديو هيشتغل من اول اليوم
-اللي حضرتك عايزاه
=انا عايزاه من اول اليوم خالص
*وبدأ الفيديو يشتغل وانا حاسه ان قلبي هيقف*
=هو ده من اول اليوم خالص
-ايوة زي ما حضرتك شايفه المكاتب فاضيه وبعدين المكاتب بتتملي وحده وحده وحضرتك اهو ايه ده هي دي الهديه اللي ضاعت هي ضاعت ولا اتسرقت ؟
=بس بس ارجوك كفايه اسئله علشان انا متوتره،طب ينفع تجبلي قبل معاد الشغل
-بس كده الشركه كانت قافله بس حاضر هشغله
=ايه ده اييييه ده هو مفيش كاميرا تانيه تبين الوش
-لا الكاميرا جايبه الظهر بس
*يارتني ما شوفت الفيديو ياريتني ما جيت وفضلت في احلامي والامل الوهمي مكنتش متخيله ان اجابه سؤال هو مين ؟ هيكون دي اجابتها !! انا مش مصدقه معقول مستحيل
من الصدمه اللي كنت فيها اغمى عليا ومحستش بإي حاجه
لما فوقت لاقيت نفسي في المستشفي اول ما صحيت فضلت اصرخ واغمى عليا تاني اتكرر الموضوع ده كذا مره فالدكتور اقترح اني محتاجه دكتور نفساني واني مش بشتكي من حاجه عضويه وفعلا روحت لدكتور نفسي وحكتله كل حاجه
-ازيك يا منه انا عايز ندخل في الموضوع عالطول اتصدمتي في ايه وصلك للحاله دي ؟
=اتصدمت فيا! عارف يا دكتور افتكرت اني لاقيت فتى احلامي اللي كنت بتخيله كل يوم قبل ما انام الشخص اللي لمس خيالي من غير ما اشوفه كان بيفرحني كتير وكان كلامه جميل كنت متشوقه اعرف هو مين بس مكنتش متخيله ان اطلع انا اللي ابقي ببعت لنفسي كل ده انا فضلت مستنيه لغايت ما بقي عندي 25سنه علشان ارتبط بالشخص اللي بتمناه ولما الاقيه يطلع انا! بس انا مش مصدقه ايوة انا متاكده اني في شخص انا مش مجنونه متاكده مليون في الميه ان في شخص
-انا عايزك تهدي خالص ومتنفعليش علشان اعصابك انتي مش مجنونه انتي كان نفسك في شخص يحبك بالطريقه اللي انتي عايزها ولما ملقتهوش اتخيلتي شخص وحطيتي حاجات ملموسه زي الهدايا والورد والرسايل علشان تقنعي نفسك انه موجود في الحقيقه
=انا مش مصدقاك ولا مصدقه الكاميرا انا هصدقك قلبي اللي عمره ما خيب ظني انا متاكده اني مش مريضه
-استني بس راحه فين احنا لسه مخلصناش كلام
=انا خلصت
خرجت من عند الدكتور حاسه اني عريانه وان الناس كلها بتبص عليا وحسيت اني مخنوقه قلبي مكنش مصدق اللي الدكتور بيقوله ولا اللي شوفته بعيني
مكنتش مصدقه ان كل الكلام والهدايا مني انا لكن المنطق بيقول ان انا اللي كنت داخله الشركه فضلت ماشيه في الشارع افكر وصلت البيت فضلت اعيط واصوت بهستريه صراع جوايا بين قلبي وعقلي بين المنطق والخيال.
جرس الباب رن مفتحتش بعدها بخمس دقائق رن تاني بس طول قومت وفتحت الباب لاقيت رساله معاها ورده