رواية قهر ودموع الفصل الخامس5 بقلم جناة


 رواية قهر ودموع الفصل الخامس

جلس عبد الرحمن مع زوجته ممسكا  وجهه بين يديه و الغضب مهيمن على ملامحه، سأل نفسه :

_كيف سأقف بين يدي الله وأنا تركتكم تفعلون هذا معها؟ 

لينطق بها علنا أمام زوجته بعصبية:

_ إزاي تعملو كده إزاي ولا علشان هيا يتيمة ملهاش حد ياويلنا من ربنا ولسه لما ابنك يرجع هيعمل إيه معانا. 

كانت تحاول أن تدافع عن نفسها وعن ولدها ولكن ماذا تقول وكل شئ واضح أةلقد استضعفوا هذه الفتاة، ففي هذه الدنيا يأكل القوي الضعيف. 

تركهز ودخل غرفته يبكي بسبب تأنيب ضميره فهو يحس بأنه قد ظلم هذه الفتاة معهم. 

كانت تحاول نور الاتصال بزوجها ولكن هاتفه مغلق ظلت تحاول وتحاول حتى جلست وبقلبها ألم شديد،تفكر في حياتها وأسئلة تعصف بعقلها لتجعلها في دوامة حيرة:

_ هل يوجد لها مكان وسط هذه الأسرة أم يكفي إلى الآن ما حدث ؟ لا يمكن أن تكون سببا في  تفرقة الأخوين عن بعضهما  و إن ابتعدت وتركتهم، كيف ستعيش وسط هذه الغابة من دون  أهل، ماذا تفعل؟ كيف ستتصرف؟ يا لها من حيرة كل ما أمامها الآن هو  أن تحدث صديقها

فارس. 

نور:أعمل إيه يا فارس؟ 

وقصت له ما حدث مؤخرا. 

قال لها فارس بحزن على حالها:

_ استحملي شوية يا نور لغاية ما زوجك يوصل  و نشوف هنعمل  إيه. 

فارس شاب يحمل من الرجولة ما يكفي، طويل ذو بشرة خمرية اللون وعينين عسلية ولكنها جذابة!

في منتصف الثلاثينات ولديه ابنة، كان متزوجا و لكن زوجته قد توفيت بعد ولادة طفلتهما، حزن كثيرا على فراقها لدرجة أنه لم يتزوج مرة أخرى  ولم يسمح لأي امرأة  باختراق  حصون قلبه بعد زوجته. 

جلس فارس على الكرسي الذي أمامه وبدأ يحدث نفسه، 

حاول أن ينام ولكن لم يجافيه النوم. 

ليحدث حوار بينهم وبين نفسه:

_مالك يا فارس أنت مهتم قوي بنور لي؟ 

_عادي يا عم صعبانه عليا بس٠ 

_لا شكلك وقعت أنت نور مش بتفارق خيالك أساسا. 

_يا عم إيه اللي إنت بتقوله ده بالعكس دا أنا بحاول أخليها تفضل مع زوجها ومتخربش بيتها. 

_تنكر إنك بتتمنى أنها تسيبه؟ 

_يووووو أنا مشفتش شكلها حتى أنا كل اللي اعرفه عنها  اللي بتحكيهولي و بس، بس منكرش إني بستنا مكلمتها طول الوقت مش عارف بقى؟ 

 بدأت أسئلة كثيرة تدور بينه وبين نفسه إلى أن ذهب في سبات عميق وهي لا تفارق أحلامه. 

نور كانت نايمه حتى سمعت أصواتا مرتفعة في الممر خارج شقتها استيقضت بفزع و بدأ قلبها يرتعش من الخوف ولم يهدأ إلى أن سمعت صوت إيهاب زوجها. 

_يااااااه إيهاب جه كويس قوي قالتها والفرحة بادية على وجهها الذي لا يخلو أيضا من الألم والحيرة. 

فتحت بابها ودخل إيهاب وقفل الباب وراءه

نور بسعادة:

_ إيهاب حمدلله علي سلامتك. 

إيهاب بابتسامة:

_الله يسلمك. 

وظلت تعانقه و يعانقها تعبيرا عن غيابهم  

_تعالي يا نور أنا عاوز أتكلم معاكي الأول. 

نور:

_ ارتاح النهارده وبعدين نتكلم. 

إيهاب:

_ لا يا نور هنتكلم دلوقت 

نور:

_مين قالك أساسا وعرفت إزاي 

إيهاب:

_إيه يا نور مكنتيش عاوزاني أعرف؟ أنتم يوميها صوتكم كان موصل للجيران ياهانم! 

ليسألها بشك:

_انتي كنتي تعرفي أن أحمد بيحبك؟ 

نور  بصدق:

_لا مكنتش أعرف والله. 

 ليكمل بنفس النبرة:

_يعني عمرك متكلمتي معاه؟ 

لتحيبه نور بغضب وقد انهمرت عبراتها على وجنتيها :

_إنت شاكك فيا ياإيهاب؟ 

 إيهاب بعصبية:

_نور متغيريش الكلام! 

لتجيبه هي الأخرى بغضب:

_أنا مبغيرش الكلام إنت اللي مش عارف إنت بتقول إيه! بدأ يعلى صوتهما ويوجد في المنزل من هو سعيد ومن هو حزين علي ما يحدث. 

نور بعصبية شديدة :

_ أنا مش ممكن أعيش هنا بعد الكلام ده ولا أفضل على زمتك ثانيه واحدة. 

لتحتل الصدمة وجه إيهاب بيقول بغضب:

_إنتي بتقولي إيه يا نور إنتي اتجننتي؟! 

أجابته بقوة لم تعهدها:

_لا ياإيهاب أنا عقلت أسألتك ليا مش مجرد اسئله دي اتهام وأنا مش هسمح بيه. 

 أتى عبد الرحمن وهو يطرق الباب بقوة:

_ افتح يا بني! افتحي يابنتي! استهدو بالله مينفعش كده. 

فتحت له نور و وجهها محمر أثر بكائها. 

نور بحزن و خيبة:

_تعال يا بابا شايف ابنك بيتهمني. 

عبد الرحمن محاولا تهدئة هذا الجو المكهرب بينهما:

_يابنتي ميقصدش. 

ليقول إيهاب محاولا إخماد غضبه:

_أنا كلامي واحد أنا بسالها بس. 

لتجيب نور ببكاء:

_لا دي مش أسألة دي اتهامات.

 نظرت إلى والد زوجها  و هي تقول:

_لو سمحت يابابا إنت وعدتني قلت لي أي حاجة تطلبيها مني هنفذهالك صح؟ مشيني من هنا وخلي ابنك يطلقني! 

ظهرت الصدمة على وجوه الجميع 

عبد الرحمن :

_طيب ادخلي نامي دلوقت  وبكره نتكلم! 

دخلت غرفتها وأغلقت الباب عليها بالمفتاح كادت أن تختنق من شدة حزنها دخلت إلى الشرفة  ووقفت تنظر حولها بأعين ذابلة و فجأة سمعت صوتا..

_أيوه هو أنا اسيب حقي؟  أنا اتصلت على جوزها قلتله أنهم خينين الاتنين وبيستعبطونا وجوزها وصل ومن بدري سامعة صوتهم الظاهر بيتخانقو  يالا يارب نخلص منها بقا هيا طول ما هي  قدامه هيفضل يفكر فيها ومش  هيقدر ينساها. 

كانت تسمع الكلام ودموعها منهمرة على وجهها كادت أن تجف من كثرة البكاء، دخلت وأغلقت الشرفة،

وعزمت أمرها على أن في الصباح ستحسم هذا الأمر. 

                   الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>