رواية بنت الجيران الفصل الاول1والثاني2 بقلم امنيه يونس


بنت الجيران : 

الفصل الأول : 


كان العمل علي قدم وساق في منزل الأستاذ كامل الأسيوطي المدرس بالتربية والتعليم فاليوم سيأتي شاب وعائلته لخطبة ابنته الكبري نادين والتي تدرس في عامها الأخير بكلية تجارة انجليزي 

الأم ( عفاف ) : انجزي انتي وهي يلا خلينا نخلص 

نادين : حاضر يا ماما 

الابنة الصغري ( سيلا ) والتي تدرس في الصف الثالث الثانوي وتحلم بدخول كلية الطب 

سيلا : يا ماما أنا تعبت مش قادرة بقا 

عفاف : مش قادرة ايه يا بت انتي عملتي حاجة ما اختك بتعمل اهيه وساكتة 

سيلا بغضب طفولي : كدا يا مامتي يا حبيبتي دا أنا بحبك يا ماما وبساعدك علطول 

عفاف : يا سولي دا أنا اللي مربياكي هتضحكي عليا بكلمتين 

سيلا بضحك : الواحد ميعرفش يضحك عليكي 

ضحكت نادين علي مشاكسات أختها 

عفاف بغرور مصطنع : لا طبعاً متقدروش 

احتضنت الفتاتان والدتهم بحب 

دخل كامل إلي المنزل

 فسمع صوت ضحكات زوجته الحبيبة وبناته فلذات أكباده 

كامل بجدية مصطنعة : قاعدين كدا ولا كأن وراكوا حاجة 

فزع الجميع وهبوا من أماكنهم 

كان كامل يكتم ضحكته بصعوبة علي أشكالهم  ولكنه لم يستطع فانفجر ضاحكاً 

توقف الجميع في مكانه 

قامت عفاف بتضييق عينيها   اقترب كامل منها 

كامل : بهزر معاكي يا فوفا 

سيلا بخبث : مع فوفا بس 

انفجرت نادين ضاحكة 

عفاف : بنت 

وضعت سيلا يدها علي فمها كعلامة السكوت 

كامل بجدية : ضحكنا وهزرنا خلاص  يلا نكمل اللي ورانا وأنا هساعدكوا

سيلا : بجد يا بابا هتساعدنا 

كامل : طبعاً هساعدكوا هي أول مرة ولا ايه ، أنا دايماً معلمكم إن الحياة مشاركة

مفيش مشكلة أبداً إن الراجل يساعد مراته وولاده  في شغل البيت ويخفف عنهم 

العبء 

النبي (ص) نفسه كان بيساعد زوجاته 

والسيدة عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي ( ص) في مهنة أهله " أي في خدمة أهله 

وفي رواية " كان رسول الله (ص) يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته " 

فأنا مش بعمل حاجة غريبة ومش كل مرة تحسسوني إني غريب كدا 

نظرت له عفاف نظرات ممتنة وهو تقبلها بأخري محبة

مهما مرت السنون لن تندم علي اختيارها بل كل يوم تتأكد من حسن اختيارها


أما الفتيات فكانوا يرون في صفات والدهم فتي أحلامهم 

كلاً منهما تتمني زوجاً كأبيها 

لاحظ كامل نظراتهم وفهم ما يفكرون فيه وفرح بذلك كثيراً

فأي أب يتمني أن يكون فارس أحلام ابنته الأول ودعي لهم بالأزواج الصالحين 

القادرين علي إسعادهم 

فتح لهم ذراعيه فجرت الفتاتان لاحتضانه كانت عفاف تنظر لهم بفرحة وبدموع

فأخذ الفتاتان بجانب وفتح لها ذراعه فجرت بسعادة 

بعد بعض الوقت كان الجميع انتهي من أعمال المنزل 


جلست سيلا بإرهاق علي كنبة الصالون 

سيلا : اه ياني  يا تعبانة مش قادرة اقوم من مكاني اه ياني علي زهرة شبابي اللي بتضيع كان نفسي تضييع بطريقة أشيك من كدا 

أمسكتها عفاف من ملابسها من الخلف 

عفاف : انتي عملتي ايه يا بت  اسكتي بدل ما اخليكي تروقي لوحدك وتنضفي بعد ما الضيوف يمشوا 

شهقت سيلا بفزع : لا يا مامتي خلاص أنا أصلاً ورايا مذكرة ورايحة اشوفها 

وذهبت مسرعة 

عفاف : أيوة كدا ناس مبتجيش إلا بالعين الحمرا

ضحك كامل علي مناغشتهم اليومية  

وتناولوا غداءهم في جو من الحب والألفة 

وفي المساء كان المنزل وأصحابه في أتم استعداد لاستقبال الضيوف


*************************


أما في مكان أخري 

رأي شاب ويبدو أن معه ووالده ووالدته يدخلون إلي منزل الأستاذ كامل ويبدو أنه 

عريس 

مراد : معقولة عريس 

لم يتوقع أنها ستخطب أثناء دراستها لم يتوقع ذلك أبداً ، لقد أحبها منذ فترة وكان يراقبها من بعيد فهو جارهم منزله يبعد عن منزلهم مسافة صغيرة ولكنه رأها وأعجب بها وقرر خطبتها ولكن بعد أن تنهي دراستها 

هل يعاقبه الله علي مراقبته لها يشهد الله أنه لم يتجاوز حدوده مطلقاً 

فهي بالأساس لا تعرفه فالأستاذ كامل ليس ممن يختلط بجيرانه 

يا الله لقد كان يحافظ عليها حتي من نفسه لم يقترب منها أبداً ، كان كأنه الحارس 

الخاص لها ، حلم باليوم الذي تكون زوجته فيه هل تبخرت كل أحلامه لا وألف لا

لكن ماذا سيفعل ليس أمامه إلا الدعاء وهل فعل غير ذلك يوماً وهو متأكد أن الله لن يخذله فهو أرحم بعبده من أمه وسيستجيب له 

لا يعلم ماذا سيحدث ولكن لديه يقين في الله 

عاد إلي المنزل عازماً علي الوضوء والصلاة والدعاء فهذا ما يستطيع فعله 

فالدعاء يغير القدر وثقته بالله لا حدود لها 

وصل إلي المنزل وغير ملابسه وتؤضأ ووقف علي سجادة الصلاة رافعاً يديه إلي

السماء والله لا يرد من لجأ إليه أبداً

مراد : يا الله إنا ندعوك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا يا الله اسألك بكل اسم

هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أن تجعلها من نصيبي يا الله 

إن كانت خيراً لي فيسرها لي ويسرني لها 

كانت عيناه قد أغرورقت بالدموع 

  

**************


وأخيراً وصل الضيف المنتظر ووالديه

جلس كامل وعفاف مع أنس ووالديه سامية وسالم

كامل : منورنا يا جماعة

سامية : نورك يا حاج

كامل : أنت خريج ايه يا أنس وبتشتغل ايه 

قبل أن يرد سبقته والدته للرد

سامية : أنس ابني بشمهندس قد الدنيا وشغال في شركة كبيرة أوي

نظر كامل وعفاف إلي بعضهما باستغراب فلم ترد بدلاً من ابنها لكنهما لم يعيرا اهتماماً للأمر 

كامل : ولو حصل نصيب يعني هتسيب نادين تشتغل 

سامية : ابني راجل ملو هدومه يقدر يعيشها في أحسن مستوي مش محتاجين لشغلها 

كامل : بس الشغل مش فلوس وبس 

سامية : لا هو فلوس وبس ، مش هنشوف عروستنا ولا ايه

عفاف : طبعاً طبعاً 

ذهبت عفاف لإحضار نادين وهي مستغربة من تصرفات تلك ، فزوجها وابنها لا يتحدثان أبداً

دخلت نادين إلي الغرفة تحمل صينية موضوع عليها كؤوس من العصير وأطباق من الجاتوه 

وبدأت تقدمها للجميع بدءاً من سالم والد العريس

سامية : عروستنا زي الفمر تعال اقعدي جمبي يا حبيبتي ، وكالعادة لم يعلق

 سالم ولا أنس

سامية : احنا هنجيب دهب ب **** وهنفرش شقة هنسيبكم بقا تفكروا وتردو علينا 

عشان نقرأ الفاتحة ونجيب الدهب

نظر كامل وزوجته إلي بعضهما بإستغراب هل النساء عندهم من يتحدث والرجال صامتون

 

بنت الجيران : 

الفصل الثاني : 


رحلت تلك العائلة العجيبة في صمت كلا الرجلين 

عفاف : دا ايه دا محدش بيتكلم غير الست والكل ساكت ، أنا محبش البيت اللي كدا طاب تسيب جوزها يتكلم ولا حتي خلت الواد والبت يقعدوا مع بعض يعرفوا بعض 

أنا لا يمكن أوافق علي الجوازة دي

كامل بهدوء : من غير ما تقولي أنا مش هوافق أصلاً أجوز بنتي لواحد ملوش قرار 

أمه اللي هتتحكم في حياة بنتي 

لما يتصلوا هقول مفيش نصيب وربنا يرزقها باللي أحسن منه

تنهدت نادين بارتياح فهي لم تشعر بالإرتياح لهذا الموضوع مطلقاً

وفي اليوم التالي استيقظ الجميع بهمة ونشاط

ذهب كامل وعفاف إلي مدرستهم فهما يعملان معاً في نفس المدرسة 

وذهبت نادين إلي جامعتها وسيلا إلي دروسها


**************


 أما عنه فكان يفكر هل خطبت أم هل وافقوا علي ذلك العريس أم لا 

هل إذا تقدم لها ستوافق عليه ، دخلت والدته فوجدته شارداً في أفكاره 

مسحت علي رأسه فنظر لها 

نادية : مالك يا قلب أمك 

مراد : مالي يا ماما منا كويس اهو

نادية : هتخبي عليا احكيلي يا حبيبي

اندفع يحكي لها ما حدث منذ بداية إعجابه بنادين ومراقبته لها حتي هذا العريس

كانت والدته تستمع له بانتباه حتي انتهي من سرد كل ما حدث

نادية : طاب وايه عرفك إن دا عريس ما يمكن حد قريبهم ولا حاجة

انتعش الأمل بداخله بعد حديث والدته

أكملت نادية حديثها 

نادية : وبعدين ليه التردد ، من امتي وأنت متردد كدا يا دكتور 

كنت قولي من الأول وروحنا خطبناها علطول كان زمانها بقت خطيبتك دلوقتي

مراد : مش تردد والله يا ماما أنا فكرت أنها مش هتتخطب وهي في الدراسة 

عشان كدا متحركتش علي طول

نادية : مفيش حاجة اسمها كدا يا حبيبي ، احنا مش عارفين هما تفكيرهم ايه 

كلم والدها علطول ولو كدا نروح نزورهم أنا وأنت وربنا يقدم اللي فيه الخير

مراد : بجد يا ماما حضرتك موافقة

نادية : طبعاً يا مراد دا أنت نور عيني اللي طلعت بيه من الدنيا بعد موت والدك

احتضنها مراد بسعادة

مراد : ربنا يخليكي ليا يا ست الكل

احتضنته والدته بحب 

نادية : ويخليك ليا يا حبيبي يلا عشان متتأخرش علي شغلك

تناول الفطور مع والدته في سعادة وذهب إلي عمله فهو يعمل معيداً في كلية

الآداب 

كانت والدته تناظره بسعادة وفرحة بالسعادة البادية علي وجهه وتدعو له

نادية : ربنا يفرحك يا ابني ويسعد أيامك ويرزقك الخير ويكفيك شر طريقك


وفي صلاة العشاء في نفس اليوم كان الأستاذ كامل يؤدي الصلاة في المسجد 

هم أن يخرج من المسجد حتي سمع أحدهم يناديه


مراد : أستاذ كامل

التفت له كامل


كامل : خير يا أستاذ بتنادي عليا          مراد : أيوة بنادي علي حضرتك

خرج كلاهما يتحدثان في الخارج

كامل : اتفضل يا ابني

مراد : أنا مراد المنشاوي جار حضرتك هنا

كامل : أهلاً بيك يا ابني

مراد بأدب : أهلاً بحضرتك يا عمي

مراد : عمي أنا عندي ٢٦ سنة معيد في كلية الآداب قاعد مع والدتي بعد ما والدي

توفي 

كامل : ما شاء الله يا ابني ربنا يحميك ويرحم والدك بس بردو بتقولي الكلام 

دا ليه  ، وهو في داخله يعلم ماذا يريد

مراد : عمي أن يشرفتي إني أطلب أيد الآنسة نادين بنت حضرتك وكنت عايز

 أقول لحضرتك عشان اجاي أنا ووالدتي البيت

كامل : وأنت شوفتها فين

مراد بتوتر : شوفتها وهي رايحة الكلية ولقتها مؤدبة وعرفت أنها بنت حضرتك

فقولت أكلم حضرتك

كامل : تمام يا ابني هشوف كدا وارد عليك

مراد : تمام يا عمي اتفضل حضرتك رقمي

أخذ رقمه وعاد كل منهما إلي منزله

دخل كامل إلي المنزل وجدهم يحضرون طعام العشاء 

تناول معهم العشاء ولا يعرف ماذا يفعل حتي قرر مفاتحة زوجته علي انفراد أولاً

انتهي الجميع من طعام العشاء ودخلت الفتاتان إلي غرفهم للمذاكرة 

وكذالك دخل كامل وعفاف إلي غرفتهم

جلس كامل صامتاً فنظرت له عفاف

عفاف : عايز تقول ايه يا كامل قول أنا سمعاك

نظر لها كامل باستغراب 

عفاف بابتسامة : متستغربش كدا يا كامل أنا ببقا عارفة إنك عايز تقول حاجة من غير ما تتكلم دا احنا عشرة عمر يا كيمو

كامل بضحك : لسه بتدلعيني احنا كبرنا بقا

عفاف : اتكلم عن نفسك وبعدين ما أنت بتدلعني وقولي بقا ايه الموضوع

كامل بضحك : الفضول

عفاف : أيوة يا سيدي الفضول قول بقا 

كامل : عريس لنادين يا ستي

وحكي لها كل شئ عن مقابلة مراد 

عفاف : شكله عريس كويس وابن ناس بس قولي الأول مش كنا رفضنا عريس امبارح وبعدين فكرنا

كامل : هو أنا هتكلم مع دا والتاني مترفضش بردو لا أنا كلمت أبوه النهاردة وأنا في 

الشغل وقولتله مفيش نصيب 

عفاف : طاب كدا تمام أوي نسأل علي دا الأول ونشوف أخلاقه وكدا لو كان كويس

يجي أهلاً و سهلاً ولو مش كدا أرفضه من برا ومتقولش للبنت حاجة

كامل : نفس دماغي بالظبط كنت عايز اعمل كدا بردو ويلا ربنا ييسر الأمور

عفاف : آمين يا رب العالمين بس شكله جدع طيب وابن حلال وأنا هسأل عليه بردو وربنا يقدم اللي فيه الخير


********************


أما عن مراد فقد عاد إلي البيت وحكي لوالدته كل ما حدث 


نادية : معني كدا إن مفيش عريس او كان فيه واترفض

مراد مش مهم يا ماما أين كان المهم إن بقا عندي فرصة وربنا يسهل الحال

نادية : ربنا يسعدك يا رب يا حبيبي بس كنت عيزاك تكلم عمك يروح معانا هو كبيرنا دلوقتي وتتفق معاه علي كل التفاصيل عشان هو اللي يتكلم 

مراد : حاضر يا ماما أول ما والدها يتصل بيا إن شاء الله

                  الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

stories
stories
تعليقات



<>