رواية أحبت فنسيت انها أم ( الجزء الرابع )
توقفنا فيما سبق حينما وافقت مها على زواج ابنها عمر من نوسه ، وفرح عمر بذلك كثير وذهب مسرعا ليخبر حبيبته نوسه بالامر .
كانت نجيبه الشهيره بنوسه شخصيه شعبيه غريبه ، كان كل ما يشغل تفكيرها هو الزواج ، فهى توريد ان تتزوج ولا يفرق معها من يكون زوجها ، فهى مثل معظم الفتيات التى تخاف ان يفوتها سن الزواج ، لذلك رغبت بالزواج من عمر ، رغم انه لايوجد ما يميزه او يجعل اى فتاه توريد الارتباط به ، ولكن نوسه لم تجد امامها غيره .
قام عمر بالاتصال بنوسه ليتقابلان ، وبالفعل حدث ذالك ، وقالت نوسه لعمر : خير يا اخرة صبرى متصربع كدا ليه ، دا ابويا لو عرف انى خرجت من غير ما يعرف هينفخنى .
عمر : هههههه يا بت انهدى عندى خبر ليكى بمليون جنيه ؟
نوسه : وحيات امك ، طيب خلى الخبر ليك وادينى المليون جنيه .
عمر : جتك القرف ، تموتى فى الفلوس .
نوسه : انجز كنت عاوزنى فى ايه سيبه الاكل على النار ولو اتحرق ابويا هيحلقلى ظلبطه .
عمر : احنا هنتجوز يا بت ، انا كلمت امى ووفقت نتجوز .
نوسه : ليه هى امك كانت مش موفقه ، هى تطول تجوز ابنها لنوسه ، دا انا كل شباب المنطقه بيجروا ورايا .
عمر : ما تتلمى يا بت ، هو انتى شيفانى شوال بطاطس .
نوسه : هههههه طيب خلاص ماتزعلش ، انا كنت بعرفك بس ان انا خطابى كتير بس مفيش غيرك خطف قلبى .
عمر : ايوه كدا اظبطى الكلام ، يلا روحى روحى وهبقى اجى انا وامى علشان نطلبك من ابوكى .
نوسه : بس ابقى قولى قبلها بفتره علشان اشوف ابيا فاضى ولا ايه .
عمر : ليه يا روح اميك هيكون مشغول بايه ، متخلنيش اتكلم يا نوسه ، دا ابوكى من كتر الفضا اللى فيه بيقعد على القهوه وبيلاعب نفسه دومنه ، والنصيبه انه بيخسر هههههه .
نوسه : ما تتلم يا ابن مها ، متخلنيش افرشلك الملايه قدام الناس ، اسم الله عليكم يا حبيبى .
عمر : لا خلاص اقفلى البكابورت دا مش ناقصه فضايح ، يلا امشى وهبقى اقولك هنجيلكم امتى .
نوسه : ماشى سلام يا ولا .
عمر : سلام يا فورتيكه .
فى نفس هذا الوقت كان هناك شخص قد ذهب الى فهمى والد دعاء ليطلب منه الزواج من ابنته فتحدث هذا الشخص وقال : انا شريف يا عمى ، دكتور شغال فى المستشفى اللى شغاله فيها الدكتوره دعاء ، وكنت جاى اتقدملها وعاوز اتجوزها ، ولو حضرتك موافق اجيب اهلى ونيجى ؟
فهمى : اهلا وسهلا بيك يا دكتور شريف ، بس الاصول انك تجيب اهلك الاول ولا ايه .
شريف : انا الحاجه ولدتى صحتها تعبانا اليومين دوول ، ومحبتش اتعبها ، وكمان بصراحه انا مفتحتش الدكتوره دعاء فى الموضوع وقولت ادخل البيت من بابه زى الاصول ما بتقول ، وان شاء الله لو حصل نصيب اجيب الحاجه واخواتى البنات ونقراء الفاتحه .
فهمى : انا محتاج اعرفك اكتر يا دكتور شريف .
شريف : بص يا عمى انا سنى 35 سنه ، والدى متوفى من فتره ومليش غير امى ربنا يخلهالى واخواتى البنات ، انا كبير العيله ، حلتى الماده الحمد لله كويسه جدا ، عندى عياده خارجيه بروحها بعد ما بخلص شغل فى المستشفى ، ساكن فى بيت خاص بينا وطبعا فى شقه للدكتوره دعاء باذن الله لوحدها فى البيت ، احنا الحمد لله سمعتنا طيبه ، ملناش فى المشاكل ومنحبهاش نهائى ، وباذن الله هكون عند حسن ظنكم .
فهمى : هو انت ليه متكلمتش مع دعاء قبل ما تيجى تقابلنى ، ايه اللى منعك .
شريف : الدكتوره دعاء بصراحه قمه فى الاخلاق وهى مابتسمحش لحد ان يكلمه فى اى حاجه غير الشغل بس ، وبصراحه هى مدتنيش فرصه اكلمها ، ودا شدنى ليها اكتر ، دانا حتى جيب عنونها من قسم شئون العاملين بالمستشفى .
فهمى تبسم فلقد فرح بحسن تربيته لابنته ، شعر بالفخر بها وبتصرفاتها ، وقال : تمام يا دكتور شريف ادينى فرصه اسئل الدكتوره دعاء وكمان اسئل عنك وان شاء الله خير .
شريف : اكيد يا عمى ، وانا هنتظر رد حضرتك ، ثم كارت له وقال : الكارت دا فيه ارقامى يا ريت حضرتك تكلمنى اول ما تقرر ، ثم غادر شريف منزل فهمى .
جلس فهمى ليتحدث مع ابنته دعاء فى امر العريس القادم لخطبتها فقالت له : يا بابا انا مابفكرش فى الجواز دلوقتى خالص .
فهمى : ليه يا بنتى ، هو انتى فى حد شاغل تفكيرك ؟
دعاء تبسمت وقالت : وانت يا ابو دعاء تفتكر ان بنتك ممكن تفكر فى حد .
فهمى : ليه يا بنتى وايه المانع هو فى حد يقدر يجبر نفسه ميفكرش فى حاجه .
دعاء : انا يا بابا اقدر اجبر نفسى على اى حاجه ، المهم انت ليه عاوز تخلص منى ، ايه شيفلك عروسه لنفسك وعاوز تخلص منى علشان يخلالك الجو .
تبسم فهمى وقال : دا انا معملتهاش وانا كنت لسه صغير وبصحتى ، هفكر دلوقتى بعد ما عجزت .
دعاء : مين اللى عجز دا يا ابو دعاء عيب متقولش كدا ، دا انت لسه فى عز شبابك وروش كمان .
فهمى : بطلى بكش ومتهربيش من الموضوع ، قوليلى شريف دا اخلاقه ايه ، سمعتى عنه حاجه وحشه .
دعاء : ابدا يا باب ، بصراحه محترم جدا .
فهمى : طيب الحمد لله ، بس ايه سبب رفضك ومن غير ما تخبى عليا .
دعاء صمتت قليلا وكانها تخبى شيء وهى تعرف انه سوف يحزن والدها ، حينها فهم ابوها ما تريد قوله فقال هو : رفضك للجواز دا ليه علاقه بامك ؟
دعاء : متقولش عليها امى ، انا مليش غيرك ، انت ابويا وامى واخواتى وكل اهلى ، هى وحده غريبه ومعرفهاش وميشرفنيش انى اعرفها .
فهمى : طيب اهدى وجوبينى ، اللى بفكر فيه صح .
دعاء : يا بابا انا علشان اوافق ارتبط بحد يبقى لازم اعرفه حكايتك مع مها ، وسعتها مش عارفه هيكون رد فعله ايه لو مشى ورفضنى اكيد دا هيوجعنى ، ولو وافق من باب الشفقه بردو هتوجع ، ولو بعد الجواز عايرنى بيها حتى لو بدون قصد سعتها هكره حياتى كلها زى ما كرهت الست دى ، ثم بداءت دعاء فى البكاء من الحديث فى هذا الموضوع ، وحينها قام فهمى بضمها الى صدره واخذ يطبطب عليها ويواسيها وقال : انتى ليه فكره ان كل الناس وحشه ، اكيد هتلاقى حد محترم يقدر اللى حصل ، وكمان انتى غير مها ، انتى متربيه احسن تربيه ، دا الناس كلها بتحلف باخلاقك وسمعتك الحلوه ، ومليون واحد يتشرف بيكى ، انتى متعرفيش انا ببقى فخور بيكى قد ايه وسامع الناس اللى انتى بتسعديهم ، هو انتى فكرانى مش عارف انك لو حد من اهل المنطقه اللى عيشين فيها راح المستشفى يكشف انتى بتهتمى بيه ازاى وبتوصى عليه ، كل واحد انتى بتسعديه بيجى فرحان يحكيلى ويقعد يدعيلى بسببك ويدعيلك ، ايه يا دكتوره اجمدى ، وانا هحكى لشريف كل حاجه ولو قبل بكدا نحطه فى عنينا مقبلش الباب يفوت جمل ، بس الاول اسئل انا عليه وعلى اهله منا لازم اطمأن على الراجل اللى هسلمك ليه ، يلا امسحى دموعك دى ومش عاوز اشفها تانى .
دعاء : حاضر يا بابا ، بس ممكن حضرتك بعد ما تسئل على شريف وتطمأن انا اللى اكلمه فى موضوع مها .
فهمى : معنديش مانع بس افهم السبب ؟
دعاء : معلش انا محبش احطك فى اى موقف يزعلك .
فهمى : يا بت ابوكى جامد ، متقلقيش عليا ؟
دعاء : لو سمحت يا بابا اسمع كلامى المرادى .
تبسم فهمى وقال : ماشى يا دكتوره اسمع كلامك ، اسئل عليه وبعدين يحلها ربنا .
