قصة#السك الفصل الرابع
وفي اليوم التالي… استيقظ قاسم كعادته وحضّر نفسه ليذهب الى العمل… وتظاهر بانه ذاهب ..ولكنه بقي قريبا من المنزل ليراقب عن كثب ماذا يحصل مع زوجته لان الشك بدأ يتسرب الى قلبه مثل النار في الهشيم… وما هي الا ساعة حتى خرجت زوجته وهي تحمل ابنتها وذهبت الى منزل ام قاسم ووضعت ابنتها عندها ..ثم طلبت سيارة الاجرة وركبت بها… عندها لحق بها بسيارته… من دون ان تلاحظ ذلك ..وعندما وصلت الى مكانها المقصود وهو احدى المطاعم الموجودة في المدينة .. نزلت من سيارتها والتقت باحدى الشباب فسلمت عليه بيدها .. وبدآ الاثنان يتبادلان الحديث ولكن قاسم لم يسمع كلامهما لانه كان يراهما من البعيد و لاحظ انه هناك انسجاما بينهما وكانهما يعرفان بعضهما من زمن بعيد ..صدم من المشهد وبدأ يفكر فيما بينه وبين نفسه ..هل يذهب اليهما ويظهر غضبه ام يبق في مكانه ليرى ماذا سيحدث بعد ذلك??? .. وبينما هو غارق في تفكيره رأى الشاب قد وضع يده بيد رنا فاغتاظ كثيرا وشعر بالاختناق ..وبدأ يقول لنفسه :لماذا يا رنا ??ما هو الذنب الذي اقترفته في حقك حتى استحق منك ذلك ??وبدأت دموعه تنهمر من دون ان يدري ..فكظم غيظه وقرر ان يكمل مراقبته من البعيد وهو لا يصدق ما يرى ..وبعد قليل غادرت رنا المطعم ومرت على منزل ام قاسم. ثم خرجت وابنتها بين يديها ورجعت الى بيتها ..فلحق بها قاسم وما ان وصل حتى سالها اين كنت ??قالت له :قاسم لماذا رجعت باكرا من العمل ..قال لها : اجيبيني اولا اين كنت ?? قالت له :لقد كنت في السوق لاحضر بعض الحاجيات قال لها :حقا !!وماذا احضرت معك ??قالت له :بصراحة لم يعجبني شيئ.. قال لها :حسنا…انا ذاهب لارى احد اصدقائي وقد اتاخر قليلا ..قالت له :رافقتك السلامة يا عزيزي ..وانا ساطعم مرام..ثم وضعت هاتفها على الطاولة وذهبت الى المطبخ ..وبينما قاسم يهم بالخروج وكله حزن وخيبة امل رن هاتف رنا ..فاخذه بين يديه وفتحه واذا بها رسالة مكتوبا فيها (لقد سعدت جدا بلقائك اليوم ..يا ليتني عرفتك منذ زمن لكانت اشياء كثيرة قد تغيرت )..
لم يتمالك نفسه وخرج من المنزل غاضبا ..وقاد سيارته بسرعة ومن دون وعي حتى ارتطم بعامود واخذه احد المارة الى المستشفى وهو غائب عن الوعي ..وقد فتش في هاتفه عن ارقام تخصه فوجد رقم رنا واتصل بها واخبرها بما جرى ..فهرعت الى المستشفى مذعورة وانتظرت الطبيب الى ان خرج من غرفته واخبرها انه بحال سيئة ...فحزنت حزنا شديدا وبدات تدعي له ليقوم بالسلامة ..ثم اتصلت باهله واخبرتهم بما جرى فاسرعوا الى المستشفى ..وفي صباح اليوم التالي اخبرهم الطبيب ان الخطر قد زال عنه ولكنه يعاني من انهيار عصبي بسبب سماعه لاخبار مزعجة ..وقد تعجبت رنا وعائلة قاسم من حالته وبدأوا يتساءلون عن السبب ..وما هي الا ايام حتى تحسنت احواله فدخلت رنا الى غرفته لتسلم عليه ولكنها تفاجأت انه لم ينظر اليها ولم يرغب بوجودها اصلا ..وقد بدا هذا واضحا ..فتعجبت من ذلك… وسالته عن السبب ولكنه لم يجبها واشار بيده ان تخرج فهو لا يود رؤيتها ..وعندما حضر الطبيب اخبرهم انه يستطيع الخروج من المستشفى ولكنه يحتاج الى رعاية خاصة فتعهدت رنا بذلك ..فعارض بشدة وطلب الى والدته ان تاخذه الى منزلها وتقوم هي بذلك واخبر اهله انه يريد ان يطلق زوجته ..فسالوه عن السبب ولكنه لم يجبهم وقال هذا موضوع شخصي جدا ..فرجته رنا ان لا يفعل ذلك على الاقل من اجل مرام… ولكنه اصر على قراره ..فقالت لها امه ان تذهب الى مدرسة الايتام وتبتعد عنه بضعة ايام عله يغير رايه ..فاستجابت لطلبها والحيرة تكاد تقتلها من تصرفاته وبدات تسائل نفسها :لماذا اتخذ قاسم هذا القرار الصارم ..ترى هل علم شيئا عن الشاب ??ولكنه لو عرف على الاقل فانه سيواجهها ..وبعد مرور شهر تقريبا تحسنت حالته نوعا ما وبدا يفكر في مصير ابنته مرام ..وكيف ستعيش من دون امها ..ولماذا شاء القدر ان يعيد التاريخ نفسه بين رنا وابنتها ..??وكان كلما تخيل مستقبلها شعر بقلق شديد.. ولكنه كان يهدئ نفسه لانه لن يتخلى عنها مهما حصل وسيقوم بتربيتها وتعويضها عن كل شيئ وسياخذ دور الاب والام…وذات مساء وبينما كان قاسم يسهر مع عائلته ويلاعب ابنته ..دق جرس المنزل ..فذهبت الام لتفتح الباب ففوجئت بضيف غريب ...سلم عليها وطلب رؤية قاسم ..
