قصة#الشك الفصل الثالث
عندها توجه قاسم مباشرة الى غرفة المديرة وقال لها :احتاج ان اكلمك في موضوع هام ..قالت المديرة :نعم تفضل قاسم ..قال لها :بصراحة ..انا افكر في الزواج… وقد اعجبتني احدى الطالبات في المدرسة ..وانت تعلمين عني كل شيئ.. ابتسمت المديرة واعجبها الموضوع وقالت :قاسم اني لا اجد افضل منك زوجا لاي بنت من بناتي الطالبات… فانت رجل مناسب بكل ما للكلمة من معنى ..وطلبك مجابا عندي باذن الله… ولكن قل لي من هي الفتاة التي حظيت باعجابك ..قال لها :رنا ..فتفاجأت المعلمة وقالت :رنا!! ولكن…قال مقاطعا اياها : نعم رنا ..لماذا تفاجات هكذا ..??قالت له : بصراحة ان رنا هي الوحيدة من بين الطالبات التي لا استطيع الموافقة او الرفض على امر زواجها ..? قال لها : لماذا/? قالت له :انها ليست يتيمة كما تظن وهي لا تعلم بذلك ..وعلي ان اطلب المشورة من امها ..ولا اعلم ان كان هذا سيؤثر على قرارك ..قال لها :لا تخافي .. فانا احبها ولن اتخلى عنها ..حسنا كلمي امها اليوم ..وانتظر منك جوابا غدا ..واعلمي ان الخطبة لن تطول .. وساساعدها لتحصّل شهادتها الرسمية وهي زوجة لي… قالت له :طيب ..غدا ارد لك الجواب واتمنى ان توافق امها .. وبالتاكيد لن تندم على ذلك ..وبصراحة ان والدها ايضا على قيد الحياة ولكنه تخلى عنها ..ولن يشارك في هكذا قرار ..
شكرها قاسم وذهب الى منزله واخبر امه بقرار زواجه ففرحت كثيرا ..وسألته :من هي العروس ?? قال لها :انها احدى الطالبات في المدرسة ..قالت له :انها يتيمة اذن ..قال :نعم نوعا ما ..قالت : بارك الله لك هذا الزواج ..وستؤجر على زواجك منها انشاءالله ..سعد قاسم برأي والدته… وذهب في اليوم التالي الى المدرسة ..فوجد ان المديرة وام رنا تنتظرانه ..وقد عرفتهما المديرة على بعضهما ..قالت الام :لقد سمعت كثيرا عن اخلاقك من المديرة ..وانا اريد لابنتي زوجا يصونها ويعوضها عن الحنان الذي افتقدته ..اما بخصوص المال فان احتجت لاي شيئ فانا جاهزة ..وكل الذي اطلبه منك ان تكون لرنا اخا وزوجا وابا وصديقا ..قال لها :لا تخافي على ابنتك فهي بين ايد امينة… اما بخصوص المال فالحمدلله انا لا احتاج لاحد الا لله فهو الرزاق ..وابنتك لن تجوع عندي ..قالت له :آسفة لم اقصد الاهانة ولكن خوفي على ابنتي دفعني لقول ذلك ..وبارك الله لكم هذا الزواج ..قال قاسم فيما بينه وبين نفسه :تخاف على ابنتها وتركتها تعيش في مدرسة للأيتام ..اي خوف هو هذا ..وبعد فترة تم تحديد موعد الزفاف.. وانتقلت رنا الى منزل زوجها الذي عاملها احسن معاملة ..وقدم لها هاتفا بمناسبة عيد ميلادها ..وقد حصلت على الشهادة الثانوية بتفوق…ومرت الايام وعاشت هذه العائلة بهدوء وتفاهم تام .. وقد حملت رنا فانجبت طفلة اسمتها مرام ..ولكن الفرحة لم تكتمل ..حيث لاحظ قاسم بعض التغييرات على مزاج رنا ...فقد اصبحت عصبية المزاج .. ودائمة الشرود وكانها تخفي شيئا ما .. وكلما سألها كانت تجيبه بانه لا يوجد شيئ سوى انها متعبة من عمل المنزل .. فقرر ان يحضر لها خادمة ...لكنها رفضت وقالت :انها فترة قصيرة وستتعود بعد ذلك ..وذات يوم اتصل بها من العمل ليطمئن عليها فوجد ان خطها مشغول ...وكرر اتصاله عدة مرات الى ان ردت عليه اخيرا ..فسلم عليها وسألها عن حالها فقالت له انها كانت تعمل في المنزل .. فقال لها :هل اتصل بك احد اليوم ?? فقالت له :لا لم يتصل احد سواك ..فاستغرب من جوابها وكانت هذه المرة الاولى التي تكذب بها رنا عليه.. ولكنه لم يواجهها ..وعند عودته للمنزل وجده غير مرتب وتذكر قولها انها كانت مشغولة في العمل ..شعر قاسم بالحزن لان زوجته تكذب عليه ..وقال لنفسه :ترى لماذا هي تكذب عليّ..ومع من كانت تتحدث.. وما الذي تخبئه عني .. وفي اليوم التالي عاد من عمله باكرا ..ولكنه لم يجد رنا في المنزل ..فانتظرها الى ان حضرت ..وقد لاحظ انها رجعت في الموعد الذي يفترض ان يعود هو فيه .. فسالها اين كانت ..فقالت له :لقد شعرت بضيق واحببت ان اتمشى قليلا .. قال لها :ولكنك لم تخبريني انك خرجت من المنزل وهذا ليس من عادتك ..قالت له :لقد اتيت الآن وهذا هو المهم ..فصمت قاسم وبدأ يشك في تصرفاتها ..وقرر ان يراقبها ليعلم ما بها حتى لا يظلمها ..
