قصة#الشك ..الفصل الخامس والاخير
قالت ام قاسم :اهلا تفضل سأناديه في الحال ..ثم ذهبت الى قاسم وقالت له :ان هناك رجلا غريبا طلب رؤيتك وهو ينتظرك في الصالة ..قال لها :غريب فانا لا انتظر احدا ..ساذهب وارى من يكون…
وعندها رآه فوجئ كثيرا.. انه الشاب نفسه الذي كان مع رنا … .قال لنفسه :يا لوقاحة هذا الرجل ..وصلت به الجرأة ان ياتي لمنزلي ..يا رب ساعدني ان اصبر لاعرف فقط ما يريد ..كم اتمنى قتله ...
فاقترب منه وقال له :نعم تفضل انا قاسم ..ماذت تريد ??قال :انت لا تعرفني بالطبع… ولكني اعرفك جيدا… قال قاسم: ماذا تريد ??ليس لدي وقت لاضيعه معك ..قال الرجل :لقد قالوا لي انك متواضع وطيب الاخلاق… لماذا تتتكلم معي بهذه الطريقة… قال قاسم : قلت لك ما هو المطلوب مني ??لا احتاج لاسمع مواعظ هنا وهناك ..قال الرجل : انا رامي ..علمت بمشاكلك مع زوجتك .. وامرها يهمني كثيرا ..اخبرني ما الذي غير معاملتك لها … انت لا تعلم كم هي تعاني الآن لحرمانها منك ومن مرام…
قال له :لعمري ما رايت اوقح منك ايها الرجل… ما دخلك انت بيني و بين زوجتي ..ثم ان كان امرها يهمك لهذه الدرجة ..فمن مصلحتك ان تتطلق ..اليس كذلك ??قال له :اذن كما توقعت ..وهذا ما جعلك تتغير معها ..والآن لا بد من كشف الحقيقة… قال قاسم ساخرا :كل شيئ واضح… ولا عليك قريبا ساطلقها .. اطمئن ..قال الرجل :يبدو ان الغيرة والشك قد اكلت قلبك وعقلك… نعم انا اعشق رنا ..واتمنى لو ابقى دائما بقربها… فهي انسانة رائعة جدا ولا تستحق منك كل هذا الحقد… قال له قاسم غاضبا:اخرج من منزلي هيا…
ولكن الرجل لم يخرج ..واكمل كلامه ..: قاسم… انا اخو رنا من امها ..وامي تحتضر الآن حيث اصابها مرض خبيث وقد اعترفت لي منذ فترة بوجود اخت لي… ورجتني ان اكون دائما بجانبها .. واعطيها حصتها من الميراث ..فاتصلت برنا وطلبت مقابلتها عدة مرات .. ورجوتها ان لا تخبرك حتى لا اسبب لها المشاكل ..لكن امي اخبرتني البارحة انك على علم بوجود اهل لزوجتك… وعندما رايت اختي منهارة احببت ان افهم منك سبب تقلبك ..وتوقعت ان يكون هذا السبب… كل هذا الكلام وقاسم يقف مذهولا مما يسمع والدموع تنهمر من عينيه…اكمل رامي :ارجوك قاسم لا اريد ان يتكرر تاريخ اختي مع ابنتها… اذهب واحضرها…قال قاسم :آه كم ظلمتك يا رنا ولكن هل ترضى ان تسامحني ??
قال رامي :نعم ..فهي تحبك جدا ..عندها توجه قاسم مباشرة الى المدرسة ..وطلب السماح من زوجته ..واعادها الى المنزل.. واصبحت علاقتها مع رامي لا يسودها الخوف ..وبعد فترة توفيت امها وورثت رنا مالا كثيرا وقد تبرعت بنصف ميراثها للأيتام لانها تشعر بحالهم… وقررت ان تقوم بزيارة والدها وقد رافقها قاسم ..
وعندما وصلت وعرفت عن نفسها .. شعرت زوجة ابيها بالغيظ وقالت :ما الذي اتى بك الى هنا فنحن نعتبرك ميتة ..قال والدها غاضبا :اخرسي انت .. لقد زينت لي فعلتي كل هذه السنوات وانا كنت كالدمى تحركينني كيفما تريدين ..وحرمتني من ابنتي ..ثم نظر لرنا واشار اليها ان تحتضنه ..ففعلت ..
وطلب منها المسامحة ..فسامحته لطيبة قلبها ..ثم عادت الى منزلها وعاشت مع زوجها حياة هانئة ملؤها الحب والتفاهم ..
نعم اعزائي ..علينا الا نجعل الشك السيئ يتسرب الى قلبنا حتى نعرف الحقيقة كاملة ..ولا ننسى ان بعض الظن اثم ..دائما علينا ان نحاول ايجاد العذر لمن حولنا حتى لا نقع في شرك الشيطان…
النهاية
