رواية فوق الغيوم الفصل الخامس5 بقلم ليلي مظلوم


 ☁️فوق الغيوم☁️

الفصل الخامس ..5️⃣


ورمت الهاتف من يدها ..ونظرت إلى أمها بحرقة وهي لا تدري ماذا تفعل ..ولم تمض ربع ساعة حتى حضر سامر إلى المكان ووجد مجدولين في إحدى  الزوايا وهي مذهولة ومحتارة ..يا لصعوبة هذا الموقف !!لا أحد إلا سامر ..الذي اقترب منها وقال لها: 

-لابأس… هدئي من روعك ..أنا إلى جانبك الآن لست وحدك ..


-ماذذااااا أفعععععل الآااااان ؟؟!!لقد أبت إلا أن تغادر هذا العالم بسببي أنا وبسبب كلماتي ..أخبرني يا ساااامر بربببك ماذا أفعل ؟؟؟


-دعينا ندفن الجثة الآن ...


فوقفت صارخة :

-كلاااا ..اريدها أن تبقى إلى جانبي… أنت لا تعرف أن أمي بارعة في التمثيل ولا بد أنها تمثل الآن.  


ثم نظرت إلى أمها :اليس كذلك يا أمي ؟

..هيا قومي وكفاك تمثيلا !!


ولكن أنى للموتى أن يتحدثوا ..وكان سامر ينظر إليها بحزن وشفقة ..ويريد التخفيف عنها ولكنها كانت منهارة ..وبكت وبكت إلى أن وقعت أرضا ..فأخذها إلى  المشفى بسرعة ..وكان هاتفه لا يتوقف عن الرنين فاصدقاؤه في المنزل كانوا بانتظاره ولم يرد إخبارهم بما حصل ..وقد أخبره الطبيب أن المريضة تحتاج إلى أن تبقى في المشفى لمدة يومين لأن حالتها صعبة جدا ..وتتطلب العناية ..وعندما سأله عن صلة القرابة بينهما قال :إنها خطيبتي وأهلها مسافرون !!


فأجابه الطبيب أن الفتاة تعيش حالة سيئة جدا ..وطلب منه التعامل معها بحذر ..وبعد ذلك ذهب إلى منزل مجدولين ..وقام بدفن الجثة وخشي أن يراه أي أحد حتى لا يتهم بجريمة قتل ..تلك الراقصة التي كان يحوم حولها الكثير من الناس دفنت وحدها ولم يحضر جنازتها حتى ابنتها ..ثم عاد سامر إلى المشفى واتصل بأصدقائه واعتذر منهم ..وأخبر أهله أنه مضطر للنوم خارج المنزل لأن صديقه قد تعرض لحادث مؤسف ويريد البقاء إلى جانبه ..


وبعد يومين خرجت مجدولين من المشفى وقد تمنت لو أن الموت أخذها وأراحها مما  هي فيه ..وأول سؤال قامت بطرحه على سامر هو مكان قبر والدتها ..ثم ذهبت معه إلى هناك وبدأت تعاتب أمها بحرقة ..ثم نظرت إلى سامر وشكرته على حسن صنيعه ..وطلبت منه أن يعود إلى منزله فلا بد أن أهله يشعرون بالقلق تجاهه ..فقال لها: 

-لا بد وأن أذهب الآن ..وأنا أوقن أن وضعك النفسي ليس مستقرا ...ما رأيك أن تذهبي وتنامي في إحدى الفنادق حتى لا تنامي وحيدة في المنزل ؟؟


-سأنام الليلة هناك بلا شك ..ولا أعلم ما قد يخطر إلى بالي بعد ذلك ..لا تنسَ أن الذكريات التي تخص أمي كلها موجودة هناك ..ولا بد أن أجد ما يرشدني إلى أبي !!


-لم أفهم ؟؟أليس والدك ميتا؟


-لا أعلم ..لا أعلم أي شيئ أنا ضائعة !!!


ورحل سامر من المكان ..ولكن تفكيره كله مع تلك الفتاة الغريبة التي يشعر تجاهها بحنو ملفت ..وكان يتساءل دوما إن كان هذا ما يسمى الحب !!وهل  سيتزوج يوما بفتاة في مثل وضع مجدولين ؟؟!!وخاصة أنه يعرف عنها كل شيء! وماذا عن اعتقاداته حول الإنسانية ..هل هي مجرد كلام جرائد ..بالفعل إنه اختبار واقعي لمعتقداته ..وأفضل أنواع الصدق هو الصدق مع النفس ..حتى لو اضطر أن يواجه المجتمع بأكمله ..وبكل الأحوال الظروف ليست مؤاتية لطرح مثل هذه المواضيع والمشاعر ..


أما مجدولين فعادت إلى المنزل وبدأت تتأمله والدموع سيدة الموقف ..ووقفت أمام النافذة لتراقب القمر.. وفجأة بدأ يدق باب المنزل بقوة ..وأحدهم يصرخ  خارجا يريد الدخول ..فهرعت مجدولين إلى الباب وراقبت من المنظار الداخلي ..وعلى ما يبدو أنه أحد الزبائن ..ويريد الدخول بقوة ..فقالت له  من خلف الباب بصوت مرتجف :

-ماذا تريد؟؟


-أريد أن أرى أمك يا ست الحسن والجمال ؟؟


-ماذا تريد منها؟؟


-أريد أن أصفي حسابي معها ..!!


-حسابكما في العالم الآخر ..لقد ماتت فارحل من هنا قبل أن أطلب لك الشرطة ..


-أنت كاذبة ..البارحة كانت على قيد الحياة فما الذي يميت الثعابين ؟


-قلت لك لقد ماتت ..ولا داعي لأن تقف كثيرا هنا ..لأني لن أفتح لك ..


وبدأ الزبون يتوعد يمينا ويسارا ..ويصرخ بأعلى صوته إلى أن مل من ذلك ورحل وهو يعد المسكينة بصباح أسود ..

فهمست مجدولين :سامحك الله يا أمي ..ماالذي يجبرني على تحمل هذه الإهانات الآن ..؟


ثم دخلت إلى غرفة أمها ووجدت الصندوق الخاص بها على السرير.. ففتحته وتأملت صورة والدها جيدا وقالت لنفسها: أين أنت يا أبي؟ ..أنت لا تعلم كم أنا بحاجة إليك ..؟؟!!


ووقعت عينها على ورقة داخل الصندوق مكتوبا فيها: 

أنا آسفة. ياابنتي إن سببت لك الأذى ..وعندما تقع بين يديك هذه الرسالة أكون أنا قد أصبحت في العالم الآخر وأرجو أن يصفح لي الله عما ارتكتبته من أخطاء في حق نفسي ..أتحدث عن الله الحقيقي الذي يعرف  ما في قلوب البشر ويقدر ظروفهم ..وليس الإله الجزار ..قد تسخرين من كلماتي هذه ..ولكنك لا تعلمين كيف تحسنت علاقتي مع الله في اليوم الأخير من حياتي لذلك قررت الذهاب إليه لأرتاح من هموم هذه الدنيا وأريحك أنت تحديدا ..كل الذي أطلبه منك أن. تبحثي عن والدك ..وأن تريه صورك وأنت في صغيرة في السن ..واطلبي منه أن يقوم بفحص جيناتك كي


يتأكد أنك ابنته فإنه سيشك في ذلك ..أنا أعرفه جيدا ..اسمه مدون داخل هذه الرسالة ..وعلى ماأظن أنه ستلتقين به فالدنيا صغيرة جدا ..احفري صورته في ذاكرتك جيدا ..فقد تلتقين به يوما ..ولا تلوميه على بعده فهو لا يعرف بوجودك أصلا ..هناك من يريد شراء المنزل بثمن  بخس ..فبعيه ولا تترددي لأن المنزل مشبوه ولن تجدي زبونا أفضل منه ..وخذي الذهب والحلى الموجود في الصندوق واعتاشي منه بعدما تشترين منزلا يخصك ..وانتبهي أن يخدعك أحدهم بكلماته المعسولة ..فالذكور يستخدمون هذه الحيلة ليحصلوا على فريستهم والباقي تعرفينه من قصة حياتي الظاهرية ..وهذا رقم الزبون ..@@@@@@@@

سامحيني مجددا وإلى آخر العمر ..وأكرر أنا لست نادمة على أي شيء ..ولا علاقة لك بقراري في الإنتحار فلا تحملي نفسك عقدة الضمير. .

أمك التي تحبك وتتمنى لك حياة أفضل من حياتها ..

                          الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>