رواية❤️إدمان❤️..
الجزء الثالث..
ولكن لم يعنيها تلك النظرات… بقدر ما كانت مهتمة بتحذير اختها من إخبار مراد بالأمر ..فهو ان عرف ذلك سيعيد الاستخارة مجددا ..وقد
ضحكت فيما بينها وبين نفسها ..وقالت :غريب امر الاستخارة ..لقد استخار مراد مرتين ..في الاولى كانت النتيجة هي النهي.. وفي الثانية كانت النتيجة هي الأمر ..والصدفة انها الشخص ذاته ..فهمست لاختها: اياك ثم اياك ثم اياك ان تخبري مراد بالأمر…
قالت لها مطمئنة :لا عليك ..
وهنا تدخل صوت ام ربى قائلة بلهجة يشوبها المزاح :ما بال الاختين تتهامسان ??
فابتسمت ام مراد وقالت :لقد اخبرني ولدي بامر دهس ابنك ..وجاء اليكم ليعتذر عما بدر منه ..وبما ان الاجواء لطيفة ووجوهكم مبتسمة وتبشر بالخير ..اريد ان اطلب ابنتكم ربى للزواج !!من ابني مراد !!!
وعندما سمعت ربى ذلك شعرت بالخجل الشديد ..وخرجت من الغرفة مباشرة ..ليكون رد والدتها :لقد فاجأتنا يا ام مراد ..وهل قراركم وُلد لتوه ..?
فنظرت ام مراد بفخر لولدها وقالت :كلا ..انه وليد اليوم ..بعد ان راى مراد كريمتكم ..واعجبته باخلاقها قبل جمالها الأخاذ حماها الله ..
قالت ام ربى :انه لشرف كبير لي بالانتساب لعائلتكم الكريمة ..فانا بمجرد ان رايت اختك الى جانبك عرفتكم… فانت مشهورون في هذا البلد باخلاقكم الرفيعة ..ولكن هذا القرار لا يمكنني ان اتخذه وحدي ..عليّ استشارة زوجي وربى ..
فابتسم مراد قائلا ;ويمكنكم الاستخارة ايضا ..
فنظرت امه وخالته اليه باستغراب ..لتقول ام ربى :مزحة لطيفة لابأس… ولكن في امور الزواج الاستشارة اولى من الاستخارة ..
وقبل ان يهم مراد بالاجابة ..انقذ الموقف وصول والد ربى الى المنزل الذي رحب بهم كثيرا.. وفرح للقائهم في منزله ..فتلك العائلة حسنة الصيت لاخلاقها ووضعها المادي ..وبعد ان تبادلت العائلتان الاحاديث المتنوعة ..وفي كل الوقت كانت ربى تنسج احلامها الوردية ..استاذنت ام مراد واختها وولدها الرحيل.. قائلة :انتظر جوابا منكم في اسرع وقت ..
وبعد رحيلهم درست عائلة ربى الامر بجدية ..واعرب الجميع عن موافقته لان الامر لايحتاج الى الكثير من الوقت ..وارسلوا الجواب بالموافقة على طلبهم
بعد عدة ايام ..حيث هذا ما كانت تتطلبه العادات والتقاليد ..وعندما عرف مراد بايجابية الجواب قال لخالته :ما رايك في اختياري ..??هل ربى افضل من اقتراحك ام ماذا ??
فضحكت خالته مهنئة اياه ..ثم غمزت لام مراد قائلة: المهم ان تكون سعيدا يا خالتي ..
ولم تعش الخطوبة اشهرا قليلة ..الا وقد انتقلت ربى الى منزلها الجديد ..لتعيش حياتها مع زوجها ووالدته بسعادة في بداية الامر ..ولكن ماذا تخبئ لها الايام هذا ما لم تستطع ادراكه هي ..ولا حتى اي شخص يمكنه ذلك. .فالزواج كما صنفه المثل هو صندوق مقفل ..ما ان نفتحه
حتى نبدا بتلقي المفاجآت ..وقد جد مراد في عمله ..ولكن ادمانه على الاستخارة جعله
يخسر احيانا ويربح احيانا اخرى ..فاعتماده عليها اكثر من اعتماده على اساليب العمل المتوجبة ..وكان يخفي هذا الامر عن ربى وامه التي كانت تدرك جيدا ادمانه على هذا الامر ..فهو اشبه بالادمان على المخدر الذي يفتك بالجسد وهذا يفتك بالروح والمعنويات ..وذات يوم كانت ربى تقوم بطهي الطعام في المطبخ ولا تدري بما يحدث حولها.. حيث عاد مراد من عمله باكرا على غير عادته فقالت له: ما لي اراك قد عدت باكرا ..
فاجابها بصوت يملؤه الثقة :لا حاجة بان اعمل ..
فنظرت اليه مستغربة وقالت له: وكيف سنعيش ..وماذا تقصد من كلامك ..
قال لها: لقد قمت بالاستخارة ..وتبين لي ان رزقي سيزيد ..حتى لو لم اعمل فلماذا اعذب نفسي ..
فاقتربت منه ووضعت كفها على جبينه قائلة: هل تتحدث بطريقة جدية ..كيف سيزيد مالك ان لم تعمل??
قال لها: اطمئني فحرارتي ليست مرتفعة ..
قالت له: ولكن ما هذه المعادلة الصعبة ..هل وجدت من يعمل بدلا عنك ..
فضحك ساخرا من ردة فعلها ثم قال لها: ومنذ متى تتدخلين في شؤون عملي ..ام ان عودتي الى المنزل باكرا الى المنزل قد فاجاتك ست ربى..
قالت له: لو عشت عمري كله الى جانبك لحظة بلحظة لما مللت ..فانت تعلم صدق وقوة مشاعري تجاهك ..ولكن كلامك مريب ..ويحمل عدة اوجه ..
قال لها: خذي الامر ببساطة ولا داعي لهذا الخوف ..ساترك العمل لان هذا ما امرتني به الاستخارة ..والله يرزق من حيث لا تعلمون ..
قالت له: ولكن اسع يا عبدي ..
فقاطعها قائلا :اصنعي لي فنجانا من القهوة وكفاك هذيانا ..
قالت لنفسها: لا اعلم من منا يهذي ..كيف سيزيد ماله وقد ترك العمل ..هل المال يقوم بالتزاوج ..
ثم احترمت قراره الذي لم تقتنع به… وصنعت له القهوة ..وذهبت لتجلس الى جانبه في الصالة وتخبره بامر حملها ..
ففرح كثيرا لهذا الخبر السعيد والذي كان ينتظره بفارغ الصبر ..ثم انطلق مباشرة الى غرفته وغاب عدة دقائق ليعود اليها قائلا :ستنجبين ولدا ..
فتسمرت مكانها للحظات ..وقالت له: هذه امنيتك ..??ام انك متاكد من ذلك ..
فقال لها: بل متاكد ..
فرفعت من نبرة صوتها وقالت :مراد ..وماذا ان انجبت بنتا كيف ستكون ردة فعلك ..