رواية❤️الارملة ❤️
الجزء السابع عشر…
وبعد الانتهاء من التبرع شكرت سارية المتبرعيْن على طيبتهما ..فقالا لها: على الرحب والسعة ..وكلما احتجت الى متبرعين اتصلي بنا ..
وكانت حالة سارية ليست مستقرة ..وبالطبع فان حلا اتت لتطمئن عن حالها ..فقالت لها: اشعر بالنعاس واريد ان اخلد الى النوم فهلا اهتممت بابنتي.. ?
قالت حلا :طبعا.. فقد تعودت على هذا النوع من الاهتمام ..فابنتي تعاني منه ايضا ..
وخلدت سارية الى النوم من الساعة الثانية عشرة ظهرا ..الى اول الليل ولم تشعر بالوقت من شدة تعبها فهي تفتقد النوم منذ دخول منال الى
المشفى ..وطبعا بعد استيقاظها لم تتناول طعامها فهي وابنتها في حالة شبه اغماء ..وتناولت قارورة من عصير العنب علها تسترجع شيئا
من حيويتها ..ولكن ما فائدته في حالتها تلك ..ولم يكن هذا مهما بالنسبة اليها بقدر ما كان اهتمامها في تامين الدم الذي تحتاجه ابنتها فهي بحاجة دائمة اليه لان كمية الدم كانت تنقص باستمرار ..
وبينما كانت تتامل ابنتها بعينيها المتكسرتين بعد استيقاظها وشكر لحلا ..طرق باب غرفتها وكان هادي الذي نظر اليها معاتبا ..وقال لها بنبرة فيها اشد انواع الايلام :لماذا خالفت تعليماتي ??
فقالت بصوت مخنوق :ابنتي اهم ..
فقال لها :وان حصل لك اي مكروه من سيهتم بابنتك? ?
فقالت له: الله كريم.. ولن يحدث لي اي مكروه قبل شفائها ..
قال لها غاضبا :في المرة القادمة لن اسمح لك ..
فوقفت كاللبوءة التي تدافع عن اولادها وقالت له: لو احتاجت الى روحي لاعطيتها اياها ..هل فهمت ..انها فلذة كبدي ..ولم يحضر متبرعين ..فماذا عساي افعل ..
قال لها: عليك الا تخالفي تعليماتي ..ففي ايذائك لنفسك اذى لروحي ..فاحذري ..
ثم خرج من الغرفة ..وعلمت سارية ان وراء قسوته اهتماما كبيرا ..ولكن هذا ليس وقته ..فاين عنها زوجها المتوفى ..ماذا لو كان حيا ..وهو من يحدثها
بتلك النبرة القلقة ..لماذا تركها الاهل والاقارب والاصحاب ..يا لظلم الدنيا ..وجدت الحنان عند اناس لم تتوقع في حياتها ان تحصل على اهتمامهم او معرفتهم حتى ..
ومن سوء حظ منال ان فئة دمها كانت نادرة وهي o سالب.. وكانت تتوفر باعجوبة ..وذات يوم اخبرها الطبيب ان حالة ابنتها لا تبشر بالخير ..ولا يوجد امل بشفائها ..فبدات سارية تبكي ..حيث تخيلت انها فقدت ابنتها ..وقالت له: ارجوك افعلوا المستحيل فانا لا اطيق بعدها عني ..
فقال :نحن نحاول قصارى جهدنا معها وما عليك الا الدعاء..
وساءت حالة منال لدرجة ان سارية كانت تشربها الماء عبر الملعقة ..واصبح وزنها ثلاثين كيلو غراما ولم يعد جسدها يتقبل الطعام ولا الماء ..بالرغم
من ان الله قد جعل من الماء كل شيئ حي ..فتخيلوا انكم لم تسقوا الورود لفترة محددة فاخبروني هل ستذبل ام لا!!
وذات يوم طلبت منال من امها ان تجلسها بالقرب من النافذة علها تسترجع ذاك الاحساس بالوقوف ..فلبت سارية طلبها ..وفجاة بدات منال تتنفس
بصعوبة ..وتشهق بين يدي امها ..ثم اغمي عليها مباشرة ..ولم تعرف ماذا تفعل سارية في تلك اللحظات ..حيث هرعت الى غرفة حلا ونادتها للمساعدة ..
فتوجهت حلا برفقة سارية بسرعة الى غرفة منال ..وساعدتها في حملها الى السرير ..ووضعها عليه ..وكان المغذي قد افلت من يدها اثناء وقوعها ..وقامت
حلا بمناداة الممرضة مباشرة لمساعدتهما ..فقامت بارجاع المغذي الى يدها وفحص دمها وبعد ان. عرفت النتيجة قالت بياس الى سارية: ان نسبة دمها اصبحت اثنان ونصف وهي بحاجة الى كيس من الدم فورا ..
فهرعت سارية الى المراة التي ساعدها ولدها بالتبرع ...لتجدها غارقة بدموعها ..فحفيدها قد فارق الحياة ..تبا لهذا المرض الذي قلما ينجو احدهم من براثنه ..
عندها تركت المراة لانها لا تستطيع تقديم المساعدة لها ..واقاربها حولها يقومون بالتخفيف عنها بالكلمات التي تطلق في هذه المناسبات عادة ..ولم يكن امام سارية الا الاتصال بهادي ..وطلب المساعدة منه لتامين اكياس الدم ..فقال لها: لا تقلقي ساحاول جهدي ..
وعادت مباشرة الى غرفة منال لتجدها قد استيقظت من اغمائها وحلا الى جانبها ..وفوجئت الام بان شفاه ابنتها قد اصبحت حمراء مما يدل
على عمل الدم بشكل سليم في جسدها ..واصبح لون خدودها وردي ..فقالت سارية بلهفة :انظري يا حلا ..لقد تغير لون ابنتي ويبدو ان الدم عاد الى عمله بجسدها ..
فقالت حلا: نعم معك حق ..شافاها الله وعافاها ..على الاقل لديك الوقت الآن لتقومي بتامين الدم ..لقد سمعت بوفاة حفيد جارتنا ..وحزنت كثيرا لاجلها ..
قالت سارية :هذا صحيح.. ساعد الله قلبها ..
ولاحظت سارية ان منال تطلب منها شيئا ما عبر الاشارة فهي لا تستطيع التكلم ..
