قصة ❤️بصراحة ❤️
الجزء الخامس ..
فاجابته بيأس :نعم انا كذلك ..
فقال بخذلان: ولكن كيف تخرجين مع شاب آخر ..وتتحدثين الى الشباب عبر النت وانت مخطوبة??!!
فتنهدت ..وشبكت يديها ببعضهما البعض ..وقالت له: هذا امر عادي ..فخطيبي يعرف هذا الامر ويتقبله ..ولا مانع عنده ..
وما قالته منال كان صادقا ..الا انها
ارادت ان تنقذ نفسها من السؤال المحرج عبر اللجوء الى الكذب هذه المرة ..فاستتلت :ويعرف اننا سوية الآن !!
بالطبع لن تتجرأ منال ان تخبر خطيبها انها برفقة شاب آخر ..على الرغم من معرفته انها تتحدث اليهم عبر مواقع التواصل ..ومع هذا فان الكذبة الاخيرة ..لم تتمكن من قلب علي ..فهو يدرك جيدا انه يستحيل هذا الامر بكل هذه البساطة ..ولكنه تجاهل الامر ..وقال: ظننتك تتدعين انك مخطوبة ..لكي تتهربي من تحرش الشباب بك ..وطلباتهم لصورتك والخروج معك ..
فتجاهلت هي ايضا تعليقه ..وكانت خطوتها في متابعة المسير ..كفيلة بالتهرب من كل ما يحرجها من نظرات وتساؤلات علي ..
وبدون ان يشعر رافقها في المسير ..وكأن الارجل تفهم حركات بعضها ..وتتبع بعضها ايضا ..بشكل ديناميكي !!
واستمر المسير ..متناسين سيارة الاجرة ..الى ان وصلت الى منزلها ..سيرا على الاقدام برفقة الصديق الذي يلتهم الوقت والتعب ..وكان الشعور متبادلا ..فاوصلها على الرغم ان منزله يقع في منطقة بعيدة عن منطقتها ..ومع هذا فالتعب والارهاق قد غادر جسده ..واحتل تفكيره ..لانها مخطوبة فقط !!
ووصلت منال الى منزلها والسعادة تتملك قلبها ..ولاحظت امها ذلك ..ولكنها لم. تسالها ..لان تعرف جيدا ان منال لا تتحدث عن شيئ الا ان ارادت هي ذلك ..وفي تلك الليلة لم تتحدث منال مع علي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ..وتاجل الامر بشكل طبيعي الى اليوم التالي ..ولكن مع تغييرات جديدة ..حيث اعطته رقم هاتفها ..وفضلا ان يكون التواصل عبر الهاتف ..لان الخصوصية بدات تظهر بشكل جلي بينهما ..واصبحت قادرة على التعاطي معه بحرية اكثر ..وبدات تخبره عن حياتها الخاصة جدا ..اما هو فاكتفى باخبارها رؤوس اقلام عن. حياته ..فهو رجل غامض ..ويصعب عليك فهم مايجول في خاطره ..او ربما لان حياته كانت روتينية ..وليس فيها ما يستدعي الدهشة ..ولا يوجد اي تفاصيل او منعطفات ..وهذه هي حياته فعلا.. وهذا ما كان فعلا!!
وبعد فترة من الزمن اطلت عاشوراء ..بحزنها ومواعظها ودروسها ومجالسها ..وكانت المجالس تقام في المنطقة التي تسكن بها منال ..فكان علي يتذرع بمجيئه اليها ..مع ان الهدف الاساسي هو رؤية منال ..لان منطقته كانت تقيم المجالس ايضا ..ولكن في منطقة منال ..سيضرب عصفورين بحجر واحد ..الاستماع ورؤية الفتاة الصريحة الغريبة!! بعد انتهاء المجلس ..كانت تذهب منال الى احدى الاماكن التي اتفقا ان يتلاقيا فيها ..ويتكلمان سوية ..ثم يغادر المكان على امل الرؤية مجددا في اليوم التالي ..اما منال فعلى الرغم من سعادتها الا انها كانت تشعر بعذاب الضمير تجاه خطيبها ..لانها تعلقت بعلي كثيرا ..واصبح جزءا لا يتجزأ من يومياتها ..فاين موقع الخيانة هنا ??!!لذا لا بد من انهاء العلاقة معه ..حتى لو انهتها مع علي ايضا ..فالامر بالنسبة اليها ليس وجود علي في حياتها فحسب ..بل لان. مشاعرها تبدلت تجاهه ايضا ..وعلى ما يبدو انها كانت مخطئة في فهمها لمشاعرها ..وما زاد من حماسها لقبوله هو كونه رجلا منفصلا عن زوجته ..ولديه اولاد ..لذلك لن تعاني معه حيال هذا الامر ..ولن يقوم بالنيل منها بكلمات الاهانة والمطالبة بولد له منها ..ولو كانت تحبه وتريده حقا ..لما انجذبت الى علي ..ولكن يأتي السؤال الآن :ما هي الذريعة التي ستتذرع بها لتنفصل عنه ..فهو لم. يرتكب خطأ بحقها ..وقد وافقت على كل شروطه سابقا ..وليس من المعقول ان تاتي الآن وتطالبه باشياء تستدعي الانفضال ..وقد اتفقا عليها سابقا !!
وانتهى موسم عاشوراء.. ولم. تنته لقاءات علي ومنال ..ولكن هذه المرة بعد انتهاء دوامه في العمل ..حيث كانا يذهبان الى البحر ..وتامله ..والسير على شاطئه ..والمغادرة الى المنزل عند الغروب ..حيث كان يوصلها ويعود الى بيته وتطورت العلاقة بينهما لتخبره اكثر عن خصوصياتها ..علاقتها باهلها ..واقاربها ..وشعورها تجاه معارفها ..وكيف امضت حياتها ..الى ان. سألها ذات مرة :يتملكني الفضول لاعرف ما هو سبب قبولك بالزواج من رجل يكبرك بعشرين عاما ..??
وشعرت بالتوتر من هذا السؤال .ولكنه اصر على استفزازها ..واكمل: والادهى انه ليس من بلدك ..كيف تأمنين على حياتك معه ??!الا تخافين ان يلحق بك الاذى ??
لا ادري كيف وافق اهلك على هكذا زواج ..لو كنت مكانهم لما وافقتك على هذه المهزلة وهذا الجنون ..اين الضمان لحياتك هناك ..هل هي المراقد المقدسة ?..حسنا ..اذهبي وزوري.. وبعدها عودي الى لبنان سالمة غانمة ولك حريتك ..
كل هذا ومنال تستمع اليه بغضب ..ولو امكنها ان. تصرخ بعد كل تلك التساؤلات لفعلت ..ولاحظ هو ذلك ..ولكنه بات كمن يزيد من اشعال الحريق برمي الزيت بالنار ليصبح اكثر اشتعالاوتوقدا ..حيث اعلى من نبرة صوته ..وقال :ما الذي يدريك انه لن يتعرض لك باي اذى ..?
فصرخت بوجهه قائلة والدموع تجري على خديها :لاني امراة عاقر… هل فهمت ??هل شعرت بالراحة الآن ..انا لا انجب… !!
