رواية هيلينا الفصل السادس6بقلم ليلي مظلوم


رواية هيلينا 
الفصل السادس
بقلم ليلي مظلوم 

وبدل أن يجيب البائع أجاب سامي بسرعة :الفتاة متزوجة ..وهي زوجة صديقي ابحث لك عن عروس في مكان آخر ..!!


وشعر الرجل بالإحراج وأجاب بصوت متلكئ: أنا آسف ..لم أكن أعرف هذا .. لم أر خاتم الزواج في إصبعها ..أرجوك لا تغضب مني ..


فأجابه سامي بتجاهل :لا عليك ..ولكن احذر مرة أخرى أن تقع في نفس الخطأ ..


صحيح أن الغريب شعر بالإحراج ولكن سامي شعر بالغضب ..وقال لنفسه :على هادي أن   يجبر زوجته علي ارتداء الخاتم وإلا فإنها ستتعرض للكثير من المضايقات ..ولا بد من التحدث معها أولا ..


وعادت هيلينا إلى المنزل لتجد زوجها في عالم آخر ..والدموع تملأ عينيه ..فقالت له :

-ماذا هناك ؟؟!!


ثم التفتت مباشرة لابنها لتجده نائما وفي أحسن أحواله ..ثم اقتربت من زوجها بخطوات متثاقلة وقد جف فمها من الخوف وهزته بكتفيه :

-ماذا هناك يا هادي؟؟!


-لا شيئ !!اتركيني !!


-هادي؟؟!هل مات أحدهم ..


-لا اطمئني ..ولكن تهديدك البارحة بتركي ذكرني بوالدتي ..أنا أكره النساء هل فهمت كلكن سواسية ..


-يا إلهي ..هل أنت مجنون لتفكر بهذه الطريقة ..ثم إن أمك إلى جانبكم الآن ومعكم ..لماذا   أنت مصر على أن تسجن نفسك في الماضي ..أنت بحاجة لعلاج إن بقيت أسيرا لأفكارك السوداء.. 


فضحك ساخرا :

معك حق فأنت لم تمري بما مررت به سابقا ..ويمكنك التشدق بما تريدين فالنار لا تحرق إلا صاحبها ..


-هادي أيعقل أنك لا زلت تحمل كل هذا الغضب وأنت أصبحت أبا ..أما آن لك أن تسامح ؟؟


-أسامح ؟؟أسامح من ؟؟تلك التي تدعي أنها أمي ..تلك التي تركتنا أنا وإخوتي التسعة وأخواتي الأربع ووالدي لتتزوج عمي أخ والدي ..وعندما مرض

 عمي ومات ..قررت أن تعود إلينا بعدما قرر إخوتي ذلك !!أنا لم أكن راضٍ عن عودتها إلى

 المنزل ..ولكن والدي كان يحبها كثيرا ..ويغار عليها من أي شيئ.. ويخشى أن يتزوجها رجل ثانٍ بعد أخيه !!لقد كانت حياتي جحيما ..لم أعرف طعما

 للراحة والأمان.. لقد تشردت ..ونمت ليالٍ وأنا جائع بسببها ..ولم أذهب إلى المدرسة قط  ..لقد كانت  المزابل منزلي ..ولم أعرف الحنان في حياتي 

..حتى أن أخي الأكبر كان يستغل ضعفي ..لأعمل معه وأحصل على قضمة مغمسة بالذل ..وكل أصدقائي كانوا من السكارى تعلمت منهم أشياء كثيرة وأنا الآن تلميذا لهم ..


-وما ذنبي أنا حتى تلحقني لعنة عقدتك من أمك ؟؟


-لأنكن متشابهات ..


-ألا يمكنك أن تفكر بطريقة أخرى ؟؟أن تحبني بصدق مثلا ..وتحتضنني وتحتويني ..وترحمني لنعيش بسلام !!


-كيف أفعل هذا ؟؟ها أخبريني ؟؟وأنت لست ملكي ..وأشعر أنك ستطيرين إلى أعالي السماء.. 


-لن أتركك إن حافظت عليّ صدقني ..


-لست مضطرا أن أخوض هذه المجازفة !!كل ما عليك فعله هو الإهتمام بهذا الطفل كي لا يعيد تجربة والده ..


-ولماذا لم تظهر عليك هذه العلامات عندما كنا خاطبين !!؟؟


-ألم تلاحظي أنني اخترت عروسا صغيرة في السن حتى أتحكم بها كما أشاء ..وعندما أنجبت الطفل بدأت تلك الأحاسيس تهاجمني مرة أخرى ..


فصرخت بأعلى صوتها: وماذنبي أنا ؟؟!!


فأجابها بصوت أعلى :وما ذنبي أنا أيضا ؟؟!!!هيا لنختم هذا الحديث لقد مللت ..


-تبا لك… لقد دمرت حياتك وستدمر حياتي وحياة طفلي ..


-كفاك تذمرا ..بالمناسبة الليلة سأسهر عند صديقي سامي ..وسنجتمع كلنا هناك ..عليك أن تعتادي على هذا الأمر والبقاء وحدك ليلا في المنزل ..ولا تطلقي بوق النكد مفهوم !!


ولم يكن أمام هيلينا سوى الرضوخ لأوامر ذلك المعقد ..وحل المساء ..وتركها المصون وحيدة في المنزل مع طفلها وحاولت أن تسلي نفسها بأن تشغل

 التلفاز( المرناة)..ولكن شيئ ما حدث كان أكثر تسلية لها.. حيث رن هاتفها وكان الرقم غريبا عكس ذلك الصوت ..فبمجرد أن أجابت وسمعت صوت المتصل عرفت أنه سامي ..فتسارعت نبضات قلبها وتظاهرت أنه لم تعرفه ..وقالت بتساؤل :

-من معي ؟؟


-أنا سامي صديق هادي ..وقد أخذت رقم هاتفك من هاتفه خلسة لأني مضطر أن أتحدث إليك ..


-وما الذي يضطرك لفعل ذلك ؟؟


-لا تقلقي لم أتصل كي أؤذيك أبدا ..ولكن عليّ أن أنبهك لأمر مهم ..


-تفضل !


-عليك أن ترتدي خاتم الزواج عندما تخرجين من المنزل ..وإلا فإنك ستتعرضين لمضايقات عدة ..اليوم في الدكان جاءك أول خاطب ..ولو عرف هادي بالأمر لكنت في خبر كان!! 


-وأنت الرجل الشهم الذي يحذرني من المكائد ..أليس كذلك ؟؟؟


-أرجوك لا تفهميني بشكل خاطئ ..لم أتصل لأسمع كلماتك ودفاعك عن نفسك ..بل لأحذرك ..


فتغيرت لهجتها ..وقالت بصوت هادئ :

-ليس الخاتم من يربط المتزوجين ببعضهم البعض ..أشكرك على غيرتك ..ولكن ليس لدي خاتم !!


-لم أفهم عفوا على تطفلي ..


-لقد بعت الخاتم لأسباب مادية ..ولكن أين هادي ؟؟لقد أخبرني أنه ذاهب لزيارتك ؟؟


-آه أنت تعرفين اسمي اذن !!؟؟


فخجلت منه وأعادت السؤال :أين هو هادي ..؟


-إنه يلعب الورق مع أصدقائي الآخرين في الغرفة المجاورة ..هيلينا ..ما رأيك أن أشتري لك الخاتم وأقدمه كهدية مني لزوجة أخي وصديقي؟؟


           الجزء السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>