رواية جنازه بدون ميت
الفصل الرابع
الكاتبه / مي علي
دخلت استقبل الضيوف
لقيت الحاج
بيقول ...
اهو ده عاطف ابني ودراعي اليومين يا حاج بطراوي
رفعت عيني لقيتها جت ف عنين البطراوي
ملا وشي نظرة استغراب وغضب
وهو كمان للحظه كان ده تعبير وشه
لكن لقيته قام ومد ايده وسلم عليا
انا افتكرت لحظتها انو مش فاكرني أو ميعرفنيش
الحاج ...
اهو ده بقي يا عاطف الحاج بطراوي عشره قديمه وشريكي ف الأرض وانشالله هنعمل شغل كويس مع بعض ولا اي يا حاج
البطراوي ...
اه طبعا يا حاج اومال اي
ماشالله ابنك زي الفل
- عاطف ده ابني اللي ربنا عوضني بيه بعد سنين عمري دي كلها
- ربنا يخليهولك يا علوان
- يارب وتفرح بولادك
قوم بينا نتغدي يلا
عاطف قوم شوف الحاجه خلصت الأكل
- حاضر يا حاج
قومت دخلت
امي واقفه ف وشي
- قالك اي العقرب ده
- مجبش سيرة انو يعرفني ولا حتي بين الراجل ده مش جاي وراه خير
والحاج شكله بيرتحله وعامل معاه شغل
- احنا لازم نقوله الراجل ده مين وعمل فينا اي
- معقول هنروح نقوله كنا خدامين واتطردنا زي الكلاب
- الحاج لما يعرف كده لابد هيقطع علاقته بيه
- اهدي بس لحد مانشوف الحاج اي دنيته
وبالفعل حطينا الاكل وقعد اتغدي وهو عينه راحه جايه ف كل ناحيه
ومشي
وبعدها بيومين روحت انا وعمي الحاج الأرض
وكان موجود
وفارد قلوعه ع الأرض زي ما تكون بتاعته هو
مع أن هو ملوش فيها غير الربع
الحاج طلب مني اباشر شغل الأرض بنفسي
فكنت بروح ودايما الاقيه موجود
وانا كنت ممشي الشغل ومش مديه اي اهتمام
لحد ما فيوم كنت ف الأرض
وفضل يلقح عليا بالكلام هو ورجالته ....
والله وابن الخدامه بقي ليه ارض وعزوه يا عيال
- عجبي ع الزمن يا معلم
سبت الشغل اللي ف ايدي
وروحت
جبته من لياقة العبايه
من وسط كل رجالته
- انا سكتلك كتير وقولت معلش راجل كبير والاحترام ليه واجب
إنما كبير ومهزق يبقي تاخد بالجزمه
ورقعته قلمين علي سداغه
فجأه هجم عليا عيل من رجالته
وفضلنا نضرب ف بعض
لحد ما اتكاترو عليا وكتفوني
بصلي وقال ..
كان لازم تتربي من وانت عيل صغير عشان تعرف ازاي ترد علي اسيادك
ربوووووه يا رجاله
ضربوني علقه لولا رجالة الحاج حاشو عني
وشيعو للحاج يجي
ولما جه الحاج
كان شايط غضب
- اي اللي عملتو ف الواد يا بطراوي
- الواد ضربني يا علوان
قال علي رأي المثل يا مربي ف غير ولدك يا باني ف غير ملكك
- تقوم تخلي رجالتك يتكترو علي عيل اد ولادك
- بقولك ضربني يا علوان
- لازم عملتله حاجه
- والله ما جيت جمبه حتي اسأل الرجاله
بصتله وقولت ...
كداب يا ابا الحاج
ده هو اللي بدأ لما قال عليا ابن الخدامه والرجاله يتمئلتو عليا
للكاتبه مي علي
- ايه ايه ايه بيقولك يابن الخدامه بتشتم جماعتي يا بطراوي
- جماعتك ايه يا علوان انت اتهفيت ف نفوخك يوم ما اتجوزت الوليه الناقصه وحبيت ع الشحات ابنها
دول عالم ضلاليه وبكره ترميهم طردة الكلام
- بس يا راجل يا ناقص
طب والله اللي بيتهزلو سبع سموات لا اكون معلمك الادب انت ورجالتك
وشاور لرجالته طردوهم بره الأرض طردة الكلاب
بصله وقال ...
الارض دي خلاص معدش لك فيها حاجه
والشراكه اللي بنا فضيتها وفلوسك باستيكها متلمستش
هرميهالك قدام باب دارك تشريلك بيهم عضمه يا كلب
وسبناها ومشينا بعد ما طردناهم طردة الكلاب
ولما روحنا
قعد الحاج وسأل اي الحكايه
حكينهالو من اولها لاخرها
حتي هو كمان استغرب ليه مقلوش
ونمنا وعدي اسبوع والبطراوي ورجالته اختفو
وبعتلهم عمي الحاج الفلوس ع البيت
لحد ما فيوم
صحينا علي صوت ترزيع الباب
قومت فتحت وانا مزعور
لقيته صبي من الصبيان
- فيه اي يا بني
- الأرض يا عاطف الأرض
- مالها انطق
- النار قادت فيها وبقت عليها واطيها
للكاتبه مي علي
- يا خبر اسود
جريت ع الاوضه
- ابا الحاج
ابا الحاج اصحي
- اي يا عاطف فيه اي
- الأرض اتحرقت
- بتقول اي
- قوم معايا قوم
خرج وبص للواد وقال ...
- وانتو كنتو فين
- والله يا حاج كنا موجودين وحاولنا نطفيها
والواد حمدان يا حاج النار مسكت فيه وهو كان قاعد وسط الاش ولقيناه ميت
ده غير اللي اتبهدلو بسبب الحريقه
الارض شاطت خالص يا حاج
- البطراوي هو البطراوي الكلب
انا ....
يابا احنا نطلع ع القسم لازم نعمل محضر
- هنقولهم فيه اي يابني هنقولهم فيه اي
- اللي حصل
اكيد هيسألوك بتتهم مين
لازم تتهمو
يلا يا حاج يلا بينا
وفعلا نزلنا وروحنا القسم
وعملنا محضر
وجابو البطراوي وحققو معاه
وشهدو شهودنا
بس البيت عنده وأهل البلد شهدو أنهم ما شافهوش خارج من بيته
وطبعا افرجو عنه
لانو مش هو الفاعل
ويدورو بين رجالته
لكن موصلناش لا لحق ولا باطل
وضاع حقنا
والأرض بقت خراب
والحاج تعب بسبب اللي حصل ده
ارض يجي ١٥٠فدان اتحرقت كلها بمحصولها بألاتها ومات ناس كمان وهما بيطفوها
روحت لمرات حماد بنفسي وعزيتها ودفعتلها فلوس تأكل بيها عيالها
انا ادري بحال اليتيم
ووعدتها أن لها شهريه ومتكفلين بكافة شئ ليها وللعيال
للكاتبه مي علي
ورجعت الأرض
حاولت اوقفها علي رجلها
عشان الحاج حتي يسترد صحته شويه
وميفضلش شايل الهم والحزن
الارض كانت هتسلم محاصيل لناس دافعين عربون
وكل ده نزل فوق راسنا
بدأنا نظبط التالف ونحرت من اول وجديد
ونجز اللي اتحرق
والناس قدرو ظروف الحاج وصبرو عليه
لحد بس متتعدل الدنيا
وانا ف الأرض
لقيت راجل معرفوش
وكنت ساعتها لحالي
كنت بقعد لوقت متأخر من الليل
بعد ما الفلاحين يمشو
اكمل بقيت الشغل
لقيت الراجل ده جاي بيجري ونفسو اتقطع
وفجأه قال ...
فين عاطف ابن الحاج علوان
- انا عاطف انت مين
- بركه اني لقيتك
إلحق الحاج علوان راح للبطراوي
وحبسوه ف المخزن وهيتلمو عليه هو ورجالته يموتوه ويقولو انو اتهجم عليهم
- ده هقطع راس البطراوي ده من جدره
وجريت علي بيت البطراوي من غير ما افكر ولا احسبلها ولا اخد بالي من اي حاجه
لقيت الراجل ف نص الطريق قال ...
هروح المركز ابلغ انا بسرعه
للكاتبه مي علي
- طيب ماشي بسرعه
وكملت انا طيران علي مخازن البطراوي
والدنيا كانت هوس هوس
ف البلد بليل
الباب مفتوح وفي نور ف المخزن والباب موارب
دخلت جري ع المخزن وانا متوقع اني هلاقي رجاله كتير وعمي علوان مربوط زي ما الراجل قالي
دخلت لقيت الدنيا فاضيه
بصيت حواليه
مفيش حاجه
فجأه سمعت صوت تأويهات متقطعه لحد زي ما يكون بيتوجع
اتقدمت شويه لجوه
ورا الكراتين
فجأه النور اطفي
معدتش شايف اي حاجه
حاولت اطلع التليفون من جيبي بس ملقتهوش
اتاريني سبته وطلعت اجري مع الراجل زي الاهطل
طب فين نور المكان ده
صوت التأويهات اتكتم خالص
حاولت احسس علي اي حاجه تفتح النور
أو حتي أخرج من مطرح مجيت مفيش ولا خيط نور
وانا عمال احسس لمحت بعيني ضل واقف ورايا بص أثره علي الارض
الكاتبه مي علي
حسيت بنفس سخن جاي من ورايا
وقبل ما الف كنت مرزوع علي دماغي رزعه خلتني فقدت الوعي ف لحظتها
معرفش فضلت كده اد اي
بس لما قومت عيني كانت مزغلله مش قادر أجمع حاجه
ابتديت اركز انا فين
لقيتني ف اوضه
اوضة مكتب
وانا مبطوح ع الأرض
قومت
وببص حواليه
يانهار اسوووووود
لقيت البطراوي واقع جنب المكتب ع الارض غرقان ف دمه وطعنات كتير ف جسمه وسكينه راشقه ف قلبو .....
