رواية وعود متناثرة الفصل الرابع4بقلم ليلي مظلوم


 
رواية وعود متناثرة
 الفصل الرابع4
بقلم ليلي مظلوم

فنظرت اليه كريستين باستغراب ..ولكن تسلل الأمل الى قلبها لان حالته النفسية بدات تتحسن ..مما سيساعد بنسبة كبيرة في تحسن حالته الجسدية ..وماذا عن تهاني هل ستلبي دعوته ام انه غضبت من ردة فعلها .

وستفهم الامر بشكل سيئ ?..لذلك ..حملت هاتفها مجددا ..واتصلت بها والحت عليها   في المجيئ ..وقالت ليامن :بارك الله لك تلك الخطوة ..وهذا ينبئ بتحررك من لعنة الخوف من نظرة الناس اليك ..


فقال لها: يجب ان اعود كما كنت سابقا ..وانا لا انكر وقوفك الى جانبي ..وسهرك الليالي

 لأجلي ..لقد لاحظت كم عانيت في الفترة الماضية ..حيث دفنت نفسك في قبر مرضي ..وعلينا ان نعيد الاوكسجين الى حياتنا لنكملها ونحن اسعد زوجين ..


فأمسكت له يده ..ونظرت اليه بكل حنان وقالت :اكاد اجزم انك بعد شهر سترمي هذا الكرسي ..او تتبرع به لاحد المرضى لانك لن تعود بحاجته ..


وبالفعل فقد حضرت ضيفة كريستين ..والملفت ان يامن كان معهما اثناء الجلسة ..وقد شارك بالاحاديث بكل ثقة ..حتى ان تهاني استغربت ذلك   وقالت :انت رجل عظيم يا يامن ..ارى انك لم. تتاثر بحالتك كما يفعل المرضى عادة ..وساكافئك بجلسة فيزيائية مركزة من احد زملائي في العمل ..وان اعجبك الامر يمكنك ان تتابع معه ..


فقال لها: اشكرك على لطفك وحسن ملاحظتك ..الا ان طبيبي الخاص يتابع حالتي 

منذ مدة… وسيكون الامهر ..بكل الاحوال انا بدأت اشعر برجليّ منذ مدة ..حتى اني لم اخبر   كريستين بهذا ..كنت اريد ان افاجئها وانا اسير امامها ..ولكن حماسي لم يعد يتحمل !!!


وفرحت كريستين لسماعها ذلك الخبر ..فجهدها لم يذهب عبثا ..وقد كانت مصيبة بالفعل  عندما قررت اللجوء الى طبيب نفسي ليساعدها في حل هذه الازمة ..فقالت له: وهناك من يجب ان يتلقى هذه البشارة ايضا !!


فهز براسه متسائلا :من? 


فقالت له :اهلك وخصوصا والدتك ..لقد كانت قلقة عليك كثيرا في الفترة الماضية ..واتصلت  بي مرارا ..لانها لم ترد ان تزعجك ..وقلبها لا يتحمل ان ترى فلذة كبدها وهو يعاني امامها ..


فارتسمت على وجهه ابتسامة الرضا ..وسألها: هل لا زلتما كالاعداء?? 


فقطبت حاجبيها لانها تعتبر ان هذا الأمر شأن خاص ويجب تجنب اطلاع اي احد عليه حتى لو كانت صديقتها تهاني ..وحولت الحوار الى منحى آخر ..قائلة :الليلة سنذهب الى منزلهم ..واوقن تماما انها ستفاجأ كثيرا… وستحب هذه المفاجأة ايضا… !!


وكانت تهاني تستمع اليهما ..وتسللت الغيرة الى قلبها من حيث لا تدري ..ولكن لماذا ??هل هي بسبب انها لم تتزوج بعد.. والقرار بيدها ..حيث تقدم 

اليها الكثير من الشباب ولكنها رفضتهم بشدة لانها تناشد   الحرية ..ولا تريد لاحد ان يزاحمها بها ..وتغيرت ملامحها ..وخشيت ان يدرك احدهما هذا الموقف ..فقالت :استأذنكما الآن علي الرحيل ..


فقالت كريستين :ولكنك اتيت لتوك ..


فنظرت الى يامن ..وقالت وكأنها تريد لفت انتباهه: لدي الكثير من العمل ..انا امرأة منتجة ..ووقتي ثمين… !


فضحكت كريستين ..واجابتها بعفوية :حسنا ..لك هذا ..ولكن اعيدي زيارتك مرة اخرى ..لقد فرحت بلقائك ..


فابتسمت معبرة عن فرحها لذلك الاطراء وغادرت المكان ..والمشهد الذي جرى امامها    منذ لحظات لم يغادر مخيلتها ..ترى ما الذي اصابها فجأة ..ولماذا لرجل كيامن لا يتمتع باي مزايا ان يخترق عقلها ولو للحظات ..

وعند حلول المساء ..توجهت كريستين مع زوجها الى منزل اهله.. ثم قرعت الباب ..وكان   يامن مختبئا خلف الباب الآخر ..وما ان فتحت امه حتى قالت مباشرة: كريستين!!! ماذا هناك ??هل يامن بخير ??


وكانت البسمة الناعمة تزين محيا المستمعة .فاجابت :نعم هو بخير ..اطمئني ..وساجعلك ترينه بنفسك وحالا… !!


وتقدم يامن بكرسيه النقال ..وهو ينظر الى والدته بحنان ..وقال: هل انت مستعدة لاستقبال الضيوف ??


فتدحرجت دموع والدته ..وقالت: بل مكانك في قلبي يا نور عيوني ..تفضلا ..


وكانت الجلسة جميلة جدا ..ضحك ومزاح ..وتذكر ايام الطفولة ...والكل شارك بتلك المسامرة ..والد يامن وامه ..وزوجته وهو ايضا ..حيث  كان يحمل البوم الصور بين يديه ..ويقول لكريستين :انظري الي كيف كان شكلي عندما كنت طفلا ..انا منذ بداياتي واتحلى بالظرافة ..


وكانت تلك السهرة كفيلة بتخزين الطاقة الايجابية في قلوب الجميع ..والتي كان سببها   الاساسي هي بطلتنا الجميلة ..وفجاة امسكت ام يامن يدها وقالت لها: اعتذر اليك عندما كنت فظة معك ..ولكن صدقيني ..عندما تنجبين طفلا ستدركين معنى الامومة ..ومعنى ان تكون روحك في جسد آخر ..لقد قابلت قسوتي   وخبثي بكل طيبة ..ولم تحرميني من ولدي مع انك كنت قادرة على ذلك ..


فاحمر وجه كريستين ..وقالت بحياء: لقد دفنت الماضي بكل قسوته ..واطلب منك ان تكوني اما لي ..


ثم عانقتها ..وتصافت القلوب ..وعادت المياه الى مجاريها ..

ولكن يجدر الاشارة هنا انه يجب على الانسان ان. يكون متوازنا في عواطفه ..فان   تكون حزينا وقلقا في مكان ما لا يعني ان تصب غضبك في مكان آخر ..لا ذنب لكريستين بما جرى مع يامن حتى تتلقى تلك القسوة من والدته ...


وفي اليوم التالي ذهبت   الزوجة السعيدة الى السوق لشراء بعض الحاجيات وهي مطمئنة البال وعلى يقين بان يامن سيسير باية لحظة ..وما ان

 خرجت حتى رن هاتف 📞 يامن ...فاجاب بسرعة :الو نعم من معي،..


اجاب المتصل: تهاني!! 



           الجزء الخامس من هنا

تعليقات



<>