رواية سنين عمري الضائعة الفصل العاشر10 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️سنين عمري الضائعة❤️ 

الجزء العاشر ..


فقالت له: كيف ساتحدث اليك وانت في السفر ..وانا اعاني مع الاجهزة الالكترونية وعندما كنت اتواصل معك سابقا ..كنت اذهب الى منزل عمي .. !!ولا استطيع التحدث اليك كيفما وانى اشاء ..وفي احيان كثيرة تكون  اشارة الشبكة في منزلنا ضعيفة !!


فابتسم ميثم وقال :مع ميثم كل شيئ وله حل لا تقلقي ..


ثم ذهب مباشرة الى محل الاجهزة الالكترونية ..واشترى لها جهازا مميزا ..وعاد الى منزل اهله.. ووصل شبكة منزلهم القوية بمنزلها ..حتى يأمن   انها ستكون على تواصل دائم معه ..الجهاز والشبكة مؤمنتين وبطريقة سهلة جدا ..ولن تعاني ابدا من هذه المسالة بعد اليوم ..الى تلك الدرجة كان يعنيه شعورها بالراحة والرضا ..ولم يغب عن ذهنه مسألة التيار الكهربائي ..فاصلح هذا الامر ايضا ..وعليها ان تتواصل معه وكانها الى جانبه دوما ..في اي ساعة واي وقت !!ليلا ونهارا !!


واريد ان اسال الاحباب الذين فرقتهم المسافات ..هل يكفي التواصل الاجتماعي  لاطفاء نار الشوق ..ام يزيدها اشتعالا ..عندما ترى من تحب امامك على الشاشة ولا تستطيع ان تلمس روحه ..او تشد شعره   ان ازعجك او استفزك 👌ايعقل انهم قد يخترعون اجهزة ..بحيث نستطيع اختراقها ..والوصول الى من نحدثهم ..ونلمس اجسادهم ..ان كان بداعي الشد على الايادي في حالات المحبة ..او الضرب المبرح ان كان بداعي الاستفزاز والعقاب !!وليس اجمل من لقاءات المواجهة ..فهي تعطي الانطباع الاصدق ..والنظرات الاقوى ..وحتى نبرة الصوت الاسلم والتي  تكون في مكانها المناسب ..!!


وبعد ان أمن ميثم كل وسائل الاتصال التي تجمعه بملاك.. شكرته على اهتمامه ..وابتسمت قائلة :الحاجة ام الاختراع ..لقد تذكرت الآن عندما   احضرت الهاتف الداخلي (الانترفون)ووصلته بين منزلنا ومنزلكم ..كي يتسنى لنا الحديث دائما ..وكي توفر على نفسك من فاتورة الاتصال ..ماذا لو لم تكن منازلنا قريبة من بعضها البعض?? 


فضحك قائلا: لا تقلقي ..لكنت اخترعت جهازا آخر ..واصبحت العالِم  ميثم بداعي الحب والشوق ..ملاك انا لا اطيق فكرة بعدك عني ..انت كل شيئ بالنسبة الي ..عليك ان تعي هذا جيدا ..والى آخر عمرك ..


فاغمضت عينيها ..واستمتعت بموسيقى تلك الكلمات الصادقة واردفت قائلة: الا تعلم اني انافسك هذه المشاعر ايضا!! 


وحان الآن موعد سفر ميثم ..يا لتلك اللحظات الصعبة والقاسية على كليهما.. فقد امضت ملاك وقتها وهي تبكي ..وتتألم ..وذهبت الى   المطار كي تودع حبيبها ..وتراقب الطائرة وهي تقله بعيدا عنها ..انها طائرة خبيثة ..بكل وقاحة تأخذ احبابنا ..وتبعدهم عنا وتتركنا نعاني مع المسافات ..وعندما رآها ميثم على تلك الحالة تأثر كثيرا !!ولكنه اخفى دموعه..


ووصل الى ارض الغربة ..وهو يحمل الذكريات التي حملها معه من لبنان بحلوها ومرها في قلبه وعقله ..وصورة ملاك وعيونها تحديدا وهي دامعة لا تفارق مخيلته ..ولكن لابأس ..فالايام تمر مر السحاب ..وسينتشلها   من لبنان يوما ..وتصبح المرافقة الشخصية له اينما ذهب ..هذا بعد الزواج طبعا ..!!وهذا كان الامل والدواء  الذي يسكن له الم الشوق والفراق ..وها هو يتحدث اليها يوميا ..ولا ينقطع عنها ..ويطمئن عنها ويبثها مشاعره الجياشة ..ويصبرها على علقم الفراق ..!!


وذات يوم قالت له: هل ستأتي الى لبنان في عطلة رأس السنة ?


فاجابها ميثم ;لا ادري ..ساحاول جاهدا ..ولكني لا اعدك ..فالامر ليس محتوما عندي ..


وهنا خطر الى بالها انه سيحاول جهده ..ولا بد من انه سياتي مهما كان الثمن ..وعاشت على هذا الأمل ..

وكلما سالته كان يخرج من الحديث كالشعرة من العجين ..لانه قرر في نفسه ..ان يكون امر عودته الى لبنان مفاجاة جميلة لها ..ودعا الله ان تسوى اموره ..وسعى قصارى جهده في ذلك ..ونجح الامر ..وعاد الى   لبنان ..قبل يومين من عيد رأس السنة ..ولكنه بالطبع لم. يخبرها بذلك ..ووقف امام منزلهم ..وفتح هاتفه ..عله يسجل لحظات اللقاء عبر الفيديو ..وفي نفس الوقت كان يتحدث اليها عبر برنامج الواتس اب ..وكتبت اليه: لماذا لا ترد على رسائلي ..اين كنت طوال هذا الوقت ??!


ملاحظة ..كانت ملاك ترسل الى ميثم الرسائل ولا تصله ..فاثارها الشك في ان يكون قد غادر بلاد الغربة وعاد الى لبنان ..ولكن ميثم كان بارعا في الاستفزار ..والهروب من الاسئلة المحرجة ..واطفا لها شعلة هذا الامل ببروده ..


فكتب اليها: بداعي العمل ..واضطررت ان اقفل الهاتف ..انت تعلمين اننا على ابواب العيد ..فقد كان الشغل مضاعفا !!


فكتبت اليه بيأس: بمناسبة ذكر العيد ..هل ستأتي الى لبنان?? 


فأجابها :مع الأسف فان صاحب العمل رفض اعطائي الاجازة ..لنا الله ..فقد حرمني رؤيتك لا سامحه الله!!


فشعرت بالغيظ والحزن ..وكتبت اليه: لكني اشتاقك ..وكنت اعيش على امل رؤيتك ..فيكون عيدي عيدين ..ولا يهمني العيد الاول ..بقدر ما يهمني ان اراك الى جانبي ..تبا لقد اغضبني هذا الخبر حقا !!


وبينما كانت ترسل اليه رسائل الحزن والعتب ..قام ميثم بتصوير باب منزلهم ..ووارسلها اليها ..


وعندما وصلتها الصورة تفاجأت من ذلك وقالت بصوت عال: يا الهي انه باب منزلنا ..!!لقد  قام بتصوير الباب ..ماذا يعني هذا ?لا بد وانه ارسل والدته لتقوم بتصوير الباب حتى يلعب باعصابي كعادته ..


وهو كان يستمع  الى حديثها مع نفسها ...لانها كانت تفكر بصوت عال ..فقال لها بصوت اعلى :كلااااا انها ليست امي ..انني انا من اتيت وقمت بتصوير الباب !!

                 الفصل الحادى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>