رواية ادمان الفصل الثانى عشر12 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️إدمان❤️..

الجزء الثاني عشر ..


اقفل الهاتف ..ليتلقى نصيحة امه التي نصحته برؤية احد علماء الدين وطرح مشكلته امامه ..واعطته الاسم ..


فقال لها مبتسما: اليوم سيكون كل شيئ على ما يرام ..وسارتاح باذن الله ..

وقد عنى شيئا آخر عكس التي فهمته والدته ..


وعند المساء توجه مراد مباشرة الى المقهى الذي يجمعه مع اصدقائه عادة. .وبمجرد    وصوله بدأ يبحث عن رامي بين الجموع ..فهو ان لم يعاقبه فلن يرتاح فؤاده ولن يكمل حياته بشكل طبيعي ..فسيفضحه

 امام الملأ ..وسيضربه ان استطاع . وان كانت الفضيحة تطاله ..فان هبت شيئا فقع فيه ..ولكنه لاحظ انه غير موجود.. فقال لنفسه: ذلك الاخرق لا يقوى على رؤيتي ..اتراه عرف انها زوجتي بعد طلاقها ..


فقال لاصدقائه بعتب  :اين رامي ??


والتزم الجميع بالصمت لبرهة ..فصرخ بهم :اين هو ذلك الخائن ??


فنظر اليه الجميع باستغراب فكيف عرف انه خائنا !!


فقال احد اصدقائه: طالما عرفت بخيانته هذا يعني انك تعرف انه مسجون !!


فقال مراد :مسجون ??لماذا ??


فقال صديقه :بعد ان قتل زوج عشيقته التي قتلها زوجها ..كانت ليلة مظلمة حالكة   عليه ساعد الله قلبه وقلب اهله..  ..فبعد عدة وسائط حتى ترفعت وسائل الاعلام عن ذكر الامر بتفاصيله المرة ..


قال مراد :افهموني الامر اكثر ..


فقال احد اصدقائه: لقد حذرته مرارا.. وعندما اقتنع ان يبتعد عنها ذهب لرؤيتها ليفهمها ان هذا الامر ليس سليما وهو حراما ..ومن اجل حظه السيئ. . عرف زوجها بالأمر وحصلت مشاجرة بينهما ..وكانت ضحيتها الزوجة التي قتلها زوجها والزوج الذي قتله رامي ..


وهنا تملكت الصدمة مراد ..هذا يعني ان ربى بريئة حقا ..لقد اتهمها ظلما وعدوانا ..يا له من زوج بائس ..وخرج من المكان كمن نال ضربة على راسه ..ما الذي فعله بحق الجميع ..نفسه وزوجته وولداه وامه ..يا الهي.

. وفي ظل تلك التساؤلات تذكر نصيحة امه ..برؤية عالم الدين الذي ذكرته امامه.. وبعد عدة محاولات مع نفسه تذكر اسمه ..واستدل الى المنزل ..وساقته قدماه الى هناك مباشرة وهو يعصف بالخيبة والالم والشعور بالذنب ..لابد من اللجوء لاحدهم ليفهمه ويرشده الى التصرف السليم ..وعندما رآه الشيخ 

عرف من ملامحه انه متعرض لأزمة كبيرة ..وحاول ان يفهم منه مشكلته وان كان لا يعرفه ..فقال له: افرغ ما في جعبتك يا ولدي ..فقد تجد دواءك عندي ..


وبدأ مراد يقص عليه قصته من البداية الى النهاية ..والشيخ لم يحاول مقاطعته فهو رجل حكيم ..ويتمتع بحس الاستماع ومراعاة الظروف ..وبعد الانتهاء قال له مراد :هذه قصتي فارشدني ..


فتنهد الشيخ ..والتزم بالصمت للحظات ..فهذه القصة من اغرب القصص التي استمع اليها ..ايعقل ان يكون احدهم مدمنا على الاستخارة بهذه الطريقة ..ولكن حالة مراد كانت كافية وحدها ليشفق عليه ويحاول مساعدته 

مبتدئا حديثه بالمدح بربى وحسن تربيتها ..وبعدها قال :اولا عليك ان تفهم وتوقن وتدرك وتتلمس ان الله لم ينزل القرآن على نبيه من اجل الخيرة ..

بل لينظم حياة الناس ويجعلهم يتعظون مما جرى مع الامم السابقة ..انه كتاب وعظ وارشاد وتاريخ ان صح التعبير ولم يكن يوما كتابا لكشف الغيب

 عن حياتنا الخاصة ..وهذا خطأ يقع به الكثير ..ومن ناحية اخرى فالخيرة لا تكون لكشف الغيب او المستور ..انها فقط طريقة لتخرج المتردد من

 حالته الصعبة وعدم مقدرته على حسن الاختيار.. بعد ان يكون ملما بجميع جوانب الامر الذي يتعرض اليه ..


ثم رفع سبابته في الهواء واكمل محذرا :الخيرة لا تكون مقابلا للعقل وتقوم بتعطيله ..بل العكس هو الصحيح ..فان اخبرك عقلك امرا والخيرة امرا آخر تلجا الى العقل مباشرة ..وهي تنسجم مع معاني المشورة 


...وتكون بعد استشارتك لعقلك ولذوي الاختصاص. .وان ضاقت بك السبل تقوم باستشارة ربك من باب  الاطمئنان فقط ..وليست للامور التافهة والبديهية في حياتنا ..اعد النظر يا ولدي 

..في امور حياتك ..وساخبرك امرا قد يدهشك ..لم يصل العلماء الى رواية معتبرة بخصوص الاستخارة ..والعمل بها يكون من باب الرجاء ليس اكثر ..


فهز مراد راسه متحسرا: وانا الآن اعيش في حالة ضياع ..واشعر اني اريد ان الجأ اليها لاجد حلا ..!!


فضحك الشيخ وقال :ليس من السهل ان تتخلص منها ..وحالتك هذه لا تتطلب الخيرة بل تتطلب الارادة والتفكير بشكل سليم ..وكل شيئ 

سيحل باذن الله ..ولكن اياك ثم اياك اللجوء اليها بتلك الطريقة ..لان النتائج ستكون ليست في صالحك ابدا ..اعد بناء نفسك وعائلتك ..بعقلك وعاطفتك ..وارادتك وعملك ..


خرج مراد من منزل الشيخ  بعد ان شكره وهو انسان آخر ..وكان مفعول تلك الزيارة كالسحر ..وعاد الى منزله ..والتزم غرفته لبضع ساعات دون

 ان يتحدث لاي احد ..وبدأ يراجع حساباته كلها ..متذكرا كل التفاصيل ..نعم ربى بريئة ..ومعها حق ..امه على حق ايضا ..الكل محقون الا هو كان يعيش في هالة وهمية اسمها الخيرة ..

                  الجزء الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات