رواية ادمان الفصل الرابع4بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️إدمان❤️..

الجزء الرابع ..


فاقترب منها .وحدق بملامحها جيدا ..ثم اخرج من جيبه مصحفا ..وفتحه .ليضع اصبعه

 على احدى الآيات ..وقد كانت: بشرى لزكريا بابنه يحيى ..وبعدها قال مراد بجدية: ليس الامر بالنسبة الي ان يكون الجنين   صبيا او بنتا ..ولكن عندما استخرت الله ..كانت من نصيبي هذه الآية مما تدل على انجابك ليحيى ..طفلنا سيكون اسمه يحيى ..


فقطبت حاجبيها مستنكرة مما سمعته ..وبعدها اومأت الى القرآن وهي تقول :هذا لا يسمى استخارة ..هذا اسمه محاولة لكشف الغيب الذي لا يعلمه   الا الله ..وكلامك ليس دقيقا ..ولا يمكننا ان نلجا الى الاستخارة في هكذا امور ..


فوضع يده على فمها محاولا اسكاتها قائلا: اتكفرين بقدر الله يا ربى ..لن اسمح لك الخوض  في هكذا امور ..لان الامر محسوم عندي ..


فغضبت منه ..ونادت بصوت مخنوق متمرد: يا ام مراد ..يا ام زوجي ..تعالي واسمعي ترهات ولدك ..


فهرعت ام مراد الى الصالة ..ووجهها مخطوف اللون خائفة مما قد تسمع ..فقالت بلهفة: ما بكما?? 


فقالت ربى: لقد اخبرتك صباحا اني حامل  في شهري الاول ..فهل انا قطة لاقدر على معرفة نوع الجنين في اليوم نفسه ??اخبريني ..


فتنفست ام مراد الصعداء وقالت بخيبة: انها الاستخارة اليس كذلك ..?


فهزت ربى راسها ..معاتبة ثم اشارت الى ام مراد وقالت: هل تعلمين ادمان ولدك على الامر?? 


فنظرت الى مراد.. لتتحسس ملامحه ..وادركت انه غير مهتم لغضب ربى ..فامسكتها من يدها وهمست لها: اريد ان اتحدث اليك على انفراد ..


وذهبت معها ربى وهي تتامل برود مراد الذي اشعل سيجارته ..ثم جلس على الكرسي الهزاز واغمض عينيه متجاهلا كل ما يحدث حوله ..مما استفز مشاعرها ..وحاولت ان تتكلم الا ان ام. مراد قالت لها: تعالي معي لابأس ..


ثم خرجتا الى الحديقة ..وجلستا على المقعد وهما تتاملان الزهور التي يلاعبها الهواء العليل ..ودم ربى يغلي في عروقها ..وحاولت ام مراد ان تمتص   غضبها قائلة: ادرك انك على حق ..ولكن هذا طبع مراد وقد اعتدت عليه ..وعليك ايضا انت ان تعتادي عليه مثلي ..


فقالت ربى: لا يعنيني امر الجنين ..فهذا شيئ سخيف امام قراره الذي اتخذه مؤخرا ..لقد قرر ان يبقى في المنزل ..منتظرا مجيئ المال اليه   دون تعب ثم. ابتسمت بسخرية واكملت :هذا ما اخبرته اياه الاستخارة ..غريب امره..هل هو يستخير ام يطلع على الغيب الذي لا يمكن لاي احد ان. يطلع عليه ..


فقالت ام مراد يائسة: لا تقلقي ..لن نجعلك تموتين من الجوع في منزلنا ..


وعندما سمعت ربى تلك الكلمات شعرت بالاهانة فهي لا تقصد ما فهمته ام مراد البتة ..فنظرت اليها بحزن ..وكادت ان تقفز دموعها من عينيها ..وتاملت

 ام مراد  اهدابها المتكسرة ..واليأس الذي سيطر على ملامحها ..وشعرت انها اخطأت بحقها ..فأمسكت لها يدها ..وقالت :ربى انا اتعامل معك كأنك ابنتي ..ومراد مدمن على

 الاستخارة ..ولايمكننا ان نفعل شيئا مالم يقتنع هو بنفسه.. لذا عليك ان تتعودي على ذلك   فهو يستخير حتى في اتفه الأمور ..وحاولت معه كثيرا ..ولكن في كل مرة كانت محاولاتي تبوء بالفشل ..


فقالت ربى بنبرة تشوبها الغصة :انا لم اقصد تدهور وضعنا المادي فقط ..ولكن كل شيئ قد يتدهور ان بقي على حاله ..


فهزت ام مراد راسها موافقة على ذلك الكلام ..ولكن ماذا عساها تفعل ..فهذا ديدن   مراد منذ سن المراهقة ..ورجعت بذاكرتها الى الوراء ..كيف كان يستخير عند الامتحانات… وعند شراء الثياب ..وحتى في نوع الطعام احيانا ..وكل هذا بسبب فهمه الخاطئ للخطبة التي القاها الشيخ في احد المساجد عن الاستخارة واهميتها حيث

 عشعش هذا الفكر في كل كيانه ..وسيطر الصمت للحظات ..وبعدها ذهب مراد الى الحديقة  ..ثم نظر لزوجته بحنان وقال :انا آسف ان ازعجتك بتصرفي… واياك ومجادلة تلك الامور معي ثانية ..


وقبل ان تجييه ..اتصل به احدهم ..فاجاب بلهفة ..ويبدو ان المتصل قد قال له شيئا سيئا حتى تغيرت ملامحه ..ثم نظر الى الارض بحزن ويأس وغضب وقال: حقا!!! 


ثم اقفل الهاتف وحاول الدخول الى المنزل..لكن والدته استوقفته وقالت له :ما بك?? 


فاجابها بلهجة حزينة :لقد تدهور الوضع المادي في العمل ..لانني رفضت احد العروض التي قدمت الي ...حتى مع نصيحة اصدقاء ابي لي ..اشعر انهم حاكوا لي المكائد ليدمروني ويسيطروا على السوق ..


ولم ترد امه ان تزيد الامر سوءا ..واكتفت بسؤاله :والآن ما العمل ??


فهمس لها: ساستخير ..وارى ان كان علي قبول العرض الآخر ..ولن اقدم على اي خطوة قبل ان اعرف ماذا كتب لي الله ..


وعرفت ربى ان هناك خطأ قد ارتكبه مراد في العمل ..فما معنى ان يترك عمله معتمدا على فشل غيره ..وها هو الفشل قد اصابه هو…


ومرت عدة اشهر ولا زال وضع العمل يزداد سوءا ..وقد اقترب موعد ولادة ربى ..التي لم يسمح لها مراد بصور الاشعة التي قد تعرف جنس المولود مصرا    على انه ذكر.. وفي احدى الليالي استيقظت المسكينة على الم المخاض ..وايقظت زوجها ليأخذها الى المشفى ..

                   الجزء الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات