رواية ادمان الفصل الثامن8 بقلم ليلي مظلوم


 رواية ❤️إدمان❤️..

الجزء الثامن ..


قالت له مستنكرة :ماذا تريد من هاتفي ..ليس لك هذا ..


قال لها :لم اطلب الاذن منك ..وستعطيني اياه رغما عنك ..ام انك تخشين ان اجد رقم رامي وهو يزين لائحة الارقام ??!!


وهنا اسودت الدنيا كلها في نظر ربى ..تبا للموقف السيئ الذي جعل زوجها يشك باخلاقها ..كيف سمح لنفسه بهذا ..وعلام استند ??ومن هو رامي اساسا ..??


فالتزمت الصمت بسبب حزنها وخيبتها ..وخيّم الهدوء على الغرفة الممزوج بشحنات الاتهام ..وقلة الثقة ..ثم نظر مراد حوله ليجد الهاتف امامه على السرير ..فاخذه بين يديه كمن حصل على صيد ثمين ..وعيون ربى المعاتبة تراقبه عن كثب ..ترى هل بحثه سيثبت براءتها ..ام انه سيخيل اليه اشياء اخرى.. اليوم اتهمها برامي ..وغدا قد يكون سامي وبعدها هاني ..تبا لهذه السلسلة الوهمية التي فتكت بكرامة ومشاعر المسكينة ..وبدا مراد يتفحص الهاتف بنهم ..وكل اعضائه تآمرت لترى ما بداخله ..وخاصة عيناه التي لم ترَ دليلا واحدا على اتهامه لها ..وبعد الانتهاء من رحلة بحثه.. .اعطاها الهاتف وهو يقول :الخائن الذكي لا يترك دليلا على ادانته ..واقسم اني ساكشف الحقيقة ..


فحملت الهاتف ورمته ارضا ..ثم اقتربت منه بغضب ..وبدات تحف على راسه قائلة: شغل عقلك… انا لست خائنة ..واقسم انه لولا ولديّ ..وما قد يرياه بعد رحيلي لما كنت بقيت في منزلك لحظة واحدة بعد اتهامي ..هل انت رجل عاقل ..بربك اخبرني ..


فازاح يدها عنوة ..ثم هددها :ان لم تعجبك طريقة العيش هنا فاذهبي الى اهلك واخبريهم بمعاناتك يا بنت الاصول ..واخبريهم انك بت تعاملين زوجك بتجاهل لان احدهم قد اخترق قلبك ومشاعرك ..


قالت بغضب :اصمتتتتتت ..لا اسمح لك باهانتي ..ولن اعمل على اثبات براءتي من امر بديهي ..لقد اصابك الجنون ..


وبعد تعالي الصراخ في المكان وانتشاره في آذان الولدين ..بدآ بالبكاء وكانهما يتوسلان الى امهما وابيهما ان يكفا عن هذا الجدال الذي لم يعرفاه ولم يدركاه ..فبنظر الاولاد بشكل عام ..لا يهم من يكون صاحب الحق ..بقدر ما يهمهم ان يروا السعادة والهدوء والمحبة والالفة تسيطر على المنزل ..وهي غابت عن اجواء ربى ومراد ..ماذا ستفعل الآن وكيف ستتصرف بعد اتهامها بكرامتها ?..ايهما اولى ان ترحل وتترك ولديها ام. تبقى وتعض على جرحها ?..وفي ظل تلك الاجواء قال مراد وهو يعض على أسنانه :لقد انقذك مني صراخ ولدينا ..!!


ثم خرج غاضبا تاركا زوجته اسيرة احزانها وجراحها ..فهي التي حسّنت صورته دوما في نظر عائلتها ..فهل ان ذهبت اليهم واخبرتهم بما جرى معها قد يصدقونها ..وهل يتحملون وقع هذا الخبر ..ماذا ستكون ردة فعل امها المريضة ..وكيف ستقوى على النظر في عيون زوجها ??وهي توقن انه يشك في اخلاقها.. لماذا ??وعلام استند باتهامه?? لو كانت تعلم من هو الشخص الذي اتهمها بعلاقتها معه لكان اهون ..ولكانت فهمت شيئا ما !!!لماذا يا مراد انت مصر على تدمير هذا المنزل ..ما هي ذريعتك ..وهل انت مرتاح البال .ام انك حزين ..وترسل اشعاعات حزنك الى كل سكان هذا المنزل ومن بينهم ولديك ..لماذا ايها الرجل المؤمن الذي تدعي انك تعود للقرآن في كل تصرفاتك ..وتلقي اخطاءك في بئر عظمته ..انه الكتاب المقدس الذي انزله الله على نبيه ليشعرنا بالراحة والأمان ..وليس لنستخدمه بطريقة خاطئة تؤذينا وتؤذي كل من حولنا ..ليس هذا العشم بك ايها الزوج ..والاب ..والابن… 


وبعدها ذهبت ربى و ومشاعرها ترجف من التوتر ..الى ام مراد وقالت لها: اتعلمين ان ولدك اتهمني بكرامتي ..مع رجل لا اعرفه حتى !!هل ترضين بهذا ??انت تعلمين جيدا الى اين اذهب وكيف امضي وقتي ..


فهمست ام. مراد بحزن وخيبة :لقد سمعت شجاركما وابيت التدخل ..لان مراد كان غاضبا جدا ..ولن. يسمع اي كلمة تعانده وهو في تلك الحالة ..


فزاد غضب ربى وقالت بلوم: ومتى كانت حالته تسمح بالحديث معه ..انه لا يرى الا من زاويته ..اتعلمين ..ربما طلاقي منه هو الحل الوحيد ..ولكن اخشى على ولدي من جهة ..وعلى ردة فعل اهلي من جهة اخرى ..على العموم انا مضطرة للذهاب الى منزل اهلي ..وسابقى هناك مدة اسبوع كامل ..لان امي تحتاجني فهي ستجري عملية لقلبها غدا ..وعلي المكوث الى جانبها ..


قالت ام مراد بحنان: اذهبي ..وانا ساهتم بالاولاد ..لا تقلقي بشانهم ..


قالت معاتبة: ليتك نصفتني عندما اتهمني ابنك ..ووجه سلاحه الفتاك الى قلبي وروحي ..انا بالفعل لم اعد احبه ..ولم اعد اريده ..ولكن ما يجبرنا على المر هو الأمر ..وسآخذ ولدي معي ..وابنك المصون لن يعارض هذا ..فهو يشجعني دائما على رعاية امي ..شخصيته متارجحة ..انه مريض نفسي ..


فقالت ام مراد بغضب :اهذا جزائي لاني اريد مساعدتك ..هل جننت ..?


قالت لها: المساعدة هي في الانصاف .على العموم الله يعلم اني بريئة ولست من هذا النوع من النساء ولن يرضى بظلمي ..


انهت كلماتها ..وخانتها العبرة ..ترى هل هي دموع الذل والاهانة ..ام دموع الندم ..ام دموع مختلطة ..يا لهذا الموقف المخزي الذي لم تتخيل يوما ان تقفه ..وامام من ??امام الرجل الذي احبته ..وتزوجها لاخلاقها ..واين هو الآن ..انه يأخذ خلوته ..اتراه يراجع ضميره ..ام يستخير لاجل مصيبة اخرى ..??نظرت حولها فلم تجد من ينصفها ..فنظرت الى السماء وطلبت من الله ان يلهمها الصبر ..ولكنها في نهاية المطاف ستستسلم ..وبكت وبكت ..الى ان انهارت… وخارت قواها.. واستسلمت لغيبوبة ..كانت اقل ما يمكن ان يحدث لها في تلك اللحظات ..ولم تستيقظ الا على صوت ام مراد وهي تقول لها :هيا استيقظي يا ابنتي ..هل انت فرح الآن بما فعلته يا مراد ..تكاد تخسر زوجتك ..??


وتظاهرت انه لا زال مغمى عليها لتعرف ردة فعله بعد كلام والدته ..

ماذا ستكون ردة فعل مراد وهل ستتحسن احوال المسكينة ..هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ان شاء الله .

              الجزء التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات