رواية❤️إدمان❤️..
الجزء الثالث عشر والأخير ..
ثم حمل القرآن بين يديه ..وقال :اقسم بالله العلي العظيم الا الجأ الى هذا القرآن الا لآخذ الوعظ والارشاد ..واقرأ كلماته لاريح روحي من هموم هذه الحياة ..لقد ظلمت الجميع واخطأت بحقهم ومن بينهم هذا المقدس ..
وقد قلقت امه من خلوته ..فلحقت به الى
غرفته وقالت له: اخبرني بوجعك يا ولدي ??ماذا حل بك ??
قال لها مبتسما: بل بدات باستيعاب معالجة اوجاعي ..لقد خرجت من هذا المنزل حاملا الشر في قلبي ..وعدت اليه وقد تسلل الصواب الى عقلي ..انا آسف يا امي ..اعذريني ..واعدك ان اعيد كل شيئ الى مكانه ..
فدمعت عينا الام لعودة ولدها الى رشده ..وقالت له: وربى??
فرفع راسه الى السماء متنهدا وقال: لقد ظلمتها كثيرا ..ولا ادري ان كانت ترضى بالرجوع الي بعدما اقترفته يداي ..ماذا افعل الآن ..
قالت له: اذهب وحدثها بالأمر ..قد تسامحك ..فهي فتاة طيبة ..
فقال لها: ساذهب مهما كلفني الامر ..فانا اخطأت كثيرا وعلي تحمل نتيجة اخطائي ..
ولم يكذب مراد قرارا ...ولو كان بمقدوره الذهاب اليها في هذا الوقت المتأخر لفعل ..ولكنه سيزيد الامور سوءا .. وبقي طوال الليل وهو يتخيل نفسه وهو جالس امامها ..ويخبرها بما حصل معه ..اتراها ستسامحه ..وهل سترضى الاستماع اليه بعد ان صدها مرات عديدة ..ولم يستمع اليها هو ..لقد اشتاق اليها ..الى نظرات عيونها ..الى كلماتها الحانية ..الى تذمرها المبرر ..الى وقع خطواته في المنزل .
.لقد احبها مجددا ..واي حب هو هذا ..حب ممزوج بكل معاني الشوق والندم ..ليتها تسامحه ..ليت ترضى العودة اليه دون ان يقوم باي خطوة ..ولكن اين السبيل الى ذلك ..لا بد من مداواة جرحها ..لابد من الاعتذار اليها ..لا بد من افهامها انها انسانة غالية على قلبه. لا بل الاغلى
..ونظر الى ولديه النائمين وقال لهما بهمس: انا آسف ..ساستخدمكما كوسيلة مضمونة لاستعطاف امكما ..واعادتكما الى حضنها الدافئ ..
ولم يعرف مراد كيف حل الصباح ..حتى جهز نفسه الى الخروج ..وطلب من امه الدعاء له قائلا: اسالي الله ان يعيد الي زوجتي كما اعاد الي عقلي يا غالية ..
فضحكت امه ..ودعت له امامه مما اشعره بالاطمئنان ..وتوجه مباشرة الى منزل ربى وهو لا يدري عما قد يحدث في ذلك المنزل بعد لحظات ..وعند وصل الى هناك ..بدا يتامل المنزل وهو يقول: حبيبتي هناك في ذاك المنزل الذي لم ارَ من اصحابه الا الطيبة والاخلاق ..فساعدني يا رب .
.ثم.طرق الباب بعد تردد ..ومن حسن حظه انها هي التي فتحت له ..وبمجرد رؤيته عادت اليها ذكرياتها السيئة معه ..فقالت له: امي نائمة ..وابي ليس هنا ..ولا يمكنني استقبالك فعد من حيث اتيت ..لانه يحرم علي الجلوس معك يا طليقي..
وحاولت اغلاق الباب ..ففتحه عنوة وقال لها برجاء: اسمعيني قبلا ..انا لست مراد الذي تعرفينه ..
فقالت بقسوة: لا يهمني امرك ..ارحل من هنا ..
فتسمر مكانه وقال :لن ارحل قبل ان تستمعي الي يا ربى ..وانت تعلمين عنادي ..
فتنهدت وقالت بنبرة قاسية :ارحللللل ..
قال لها: استحلفك بولدينا ..اسمعيني ..
ففكرت للحظات وقالت بسخرية :علي ان استخير ..انتظرني كي اعود ..وانت وحظك ..
فضحك قائلا: معك حق ..لقد ظلمتك كثيرا ..واخطأت بحقك ..وانا لم آت الى هنا الا لاصلح ما افسدته يداي ..
فقالت معاتبة :كيف ستصلحه ..باتهام جديد ?..لقد جرحتني كثيرا ..وما كان علي السكوت عن حقي ..فامثالك لا يستحقون ان نعاملهم كما عاملتك… لكني تصرفت باخلاقي التي تربيت عليها ..
ولم تكمل ربى كلامها حتى سمعت صوت امها تناديها :ربى ربى ..
قالت له: لقد استيقظت امي ..وعلي الاهتمام بها ..هيا ارحل ..
فاجابها; وهل علمتك امك ان تطردي ضيوفك من المنزل ..انا ذاهب اليها لاخبرها بعدم استضافتك لي ..
ثم اخترق المكان ..وذهب الى غرفة ام ربى التي تفاجأت به قائلا: انا آسف ..لاني دخلت بهذه الطريقة ..ولكن ربى طردتني ..اتقبلين بهذا ??
فضحكت ربى رغما عنها ..اما امها فقالت وهي مقطبة حاجبيها: ما الذي اتى بك الى هنا بعد فعلتك ..
قال لها: فعلتي نفسها.. ارجوك ..اطلبي من ربى ان تستمع الي ..اريد ان اصحح اخطائي ..الا تريدين رؤية احفادك الى جانبك ..انا حقا عدت اليكم بحلة جديدة ..واريد تصحيح خطاي ..واعلان توبتي بين يديكم ..
فقالت بهمس :تبا للزمن الذي جعلك تقف هذا الموقف امامنا ..بعد ان كنت شامخا كالطود ..
ثم التفتت الى ربى وقالت: استمعي اليه ..فربما في كلامه شيئ يجعلك تعيدين النظر في قرارك ..
فاحترمت ربى طلب امها ..وقالت له: تفضل ..
ثم ذهبت برفقته الى الصالة ..وجلس مراد على الاريكة كالطفل الذي ارتكب ذنبا فادحا ..وبدا يخبر ربى بكل ما حصل معه ..ثم وعدها وعدا قاطعا انه لن يستخير في حياته مجددا مهما كلفه الثمن ..وانه يشتاقها وعرف قيمتها ..ولم يعش يوما مرتاحا في البعد عنها.. ونسج في
مخيلتها مستقبلا جميلا برفقة ولديهما ..وبعد عدة محاولات ..تغيرت احوال ربى ..التي قالت له: اما ان اعود الى منزلك ..فهذا امر معقول ..ولكن مسامحتك تتطلب فترة من الزمن ..فالجرح بليغ ..
قال لها: هذا حقك ..ويكفيني بداية ..ولكن ماذا عن والدك الذي سمعت انه يريد رؤيتي بالحاح مرارا ..
قالت له: لا تقلق بشأنه ..ساخبره بكل شيئ واوضح له الامر ..ولكنه ان رفض ساعدل عن قراري ..وفي المساء ساعلمك النتيجة ..
غادر مراد المكان وهو يتامل ان يكون كل شيئ على ما يرام ..وعند عودة والد ربى الى المنزل اخبرته بكل التفاصيل حتى يكون لديها سببا لاقناعه بقبوله عودتها ..ففكر والدها للحظات وقال: اعطه فرصة ثانية ..واظن انه تغير بالفعل بعد ان خسرك وخسر عمله ..والا لما جازف واتى الى المنزل ..
فقالت له; وهو كذلك ..
ثم اتصلت بمراد الذي كان ينتظرها بفارغ الصبر وقالت له: لقد قمت بالاستشارة قبل الاستخارة ..ودرست الموضوع من جميع جوانبه ..وانا موافقة على اعطائك فرصة جديدة ..
فقال لها مراد فرحا: هذا حقك ان تسخري مني ..ولكن ليس في كل مرة ..فارحمي عذابي يا زوجتي ..
وعادت ربى الى زوجها الذي عاد اليه عقله ..وبدأ بتأسيس عمله مجددا ..وتحسنت احواله ..وعادت المياه الى مجاريها مع زوجته ..وذات يوم عاد
الى المنزل فرحا وقال لعائلته: لقد قررت ان نسافر جميعنا الى احد البلاد من اجل السياحة ..فاحوالي قد تحسنت وارغب باسعادكم جميعا ..ولكني محتار في الذهاب الى تركيا او فرنسا. .انتظروني كي استخير ..
فصرخت امه وزوجته في الوقت نفسه: مراااااد??????!!! مجدداااااا???!!
فضحك وقال :انا امزح 😜 ما بالكما ..احبكما زوجتي وامي ..احبكما توأمي ..احبك مراد 🙈
النهاية