رواية ادمان الفصل السادس6 بقلم ليلي مظلوم

الجزء السادس ..

قالت امها بترقب :اعيدي الاتصال به مجددا ..لقد شعرت بعدوى قلقك !!

فقالت ربى :لا احب ان الح عليه ..سانتظر قليلا ..وبعدها اتصل ..

ومرت ساعتان من الزمن عاشت ربى خلالها الخوف والقلق ..ولم يعد بمقدورها ان تنتظر ..لذا استاذنت امها الذهاب ..وعادت الى منزلها بسيارة    الاجرة ..لتجده بحالة فوضى عارمة ..وام مراد جالسة في احدى الزوايا وهي غارقة بدموعها ..والى جانبها ولديها ..يبكيان 

تارة ..واخرى يتاملان المكان بوجه طفولي بريئ ..وشعرت ربى بالخوف الشديد.. بالكاد استطاعت الوصول الى مكان ام مراد ..التي بمجرد ان راتها عانقتها بشدة ..وبدات تبكي قائلة :لقد جاءت الشرطة واخذت مراد ..ولن تطلق سراحه حتى ندفع مبلغا كبيرا من المال بسبب عمله.. 

ثم اغمضت عينيها وقالت بسخرية وحزن :اقصد قلة عمله ..

فتنهدت ربى وهمست :هذا ما كنت اخشاه ..وحذرته مرارا… 

فقالت لها ام مراد :ارحمي قلبي هذا ليس وقته ..

فهزت ربى رأسها متاملة المكان بعينيها ..وقلبها الحزين وعقلها الذي لم يستوعب الصدمة ..ثم قالت :وما الحل الآن اخبريني ..

فاجابت دموع ام مراد قبل لسانها وبعدها استتلت :علينا ان نودع هذا المنزل ..ونبيعه ونسكن في منزل صغير ..لهذا انت ترين الفوضى بهذا الشكل المخيف  ..وعلينا بيعه وايجاد منزل آخر باسرع وقت ممكن ..

فتنهدت ربى وقالت لنفسها :لو كان مراد خارج السجن لاستخار ايضا اين سيسكن وكيف ..رباه ما هذا البلاء??!! 

وبعدها اقتربت من ام مراد ..وهي تنظر الى ولديها بعين الشفقة ..وقالت لها :حسنا افعلي ما ترينه مناسبا ..وسآخذ اولادي واسكن في منزل اهلي ريثما تهدأ الامور قليلا واتمنى ان تاتي انت ايضا ..لانه ليس لديك اي مكان تذهبين اليه حتى نجد منزلا ..

فقطبت ام مراد حاجبيها ..ونظرت الى الولدين قائلة :لن تذهبي الى اي مكان ..الامر  لا يستحق كل هذا ..سنذهب الى الفندق في هذين اليومين… .وبعدها ننتقل الى منزلنا الجديد باذن الله ..

ففكرت ربى بالامر من ناحية اجتماعية ورات انه من الاجدر ان تقف الى جانب ام مراد في تلك الفترة ..وخاصة انها تكاد تموت من القهر وهي مكتفة اليدين ..وبالفعل هذا ما قد حصل ..حيث قامت ببيع المنزل ..واخرجت ولدها من السجن ليسكن في منزل قد اختارته هي قبل استخارته ..ولم يعد لديه الوقت للاستخارة ..وظنت ربى انه عند خروجه سيكون نادما على اهماله ..او قد يخجل من فعلته ..ولكن على العكس.. فبمجرد ان رآها قال لها :الحمدلله اني استخرت والا لكنت بقيت في السجن لمدة اطول ..

فصرخت ربى باعلى صوتها :ما هذا الهراااااااء… انت لا تعلم ما الذي خلفته وراءك حين دخولك السجن ..

فقال لها صارخا :ايتها الزوجة الحنونة اهكذا تقابلين زوجك بعد خروجه من السجن ??!!ما هذا بحق السماء.. 

فقالت له برجاء: لا بد وانك جننت لتأخذ الاستخارة على المحمل الحسن ..

فصرخت ام مراد قائلة :اجلا هذا العراك.. وتعاليا لنحتفل بخروج مراد من السجن ..

وشعرت ربى انها كانت قاسية نوعا ما مع مراد ..وقررت ان تهدئ من روعها قليلا ..فذهبت الى المطبخ الجديد الذي شعرت انها غريبة عنه فحجمه ضيق… وبالكاد استطاعت ان تعرف مكان الاغراض بمساعدة ام مراد التي قالت لها :لقد ذهب مراد ليرتاح قليلا ..ويلاعب الولدين ..وهذه فرصتي الثمينة لارجوك ان تكفي عن تذمرك ..فالمراة يا ابنتي قد تدمر منزلها من حيث لا تشعر ..صحيح ان مراد مدمن على الاستخارة وهذا شيئ سيئ ادرك هذا ..ولكن من ناحية اخرى فهو يحبك ..وينفذ لك كل طلباتك ..فحاولي ان تبداي معه صفحة جديدة علك تمتصين غضبه ..اصبغي شعرك مثلا ..غيري من نبرتك القاسية ..اهتمي به بحيث تحضرين له الهدايا ..فاجئيه باخبار سارة ..افعلي اي شيئ ..

فتنهدت ربى وقالت :معك حق ..ساحاول ان اغير من طريقة تعاملي ولباسي عل الحياة تبتسم في وجهي وتتغير ..فبت اشعر انها باهتة الالوان ..وتفتقد الحيوية والسعادة ..

ولم تكمل كلامها حتى اطل مراد عليهما قائلا :لقد ظننت ان المنزل سيئا لدرجة كبيرة ولكن لا بأس ..اعدكما ان يعود كل شيئ الى مكانه الطبيعي قريبا ..

فازاحت ربى خصلة شعرها عن عينيها وهي تقول: المهم ان تكون معنا يا زوجي العزيز ..حتى لو عشنا بغرفة واحدة ..يكفينا نفسك ولمساتك الساحرة ..

فحدق بها جيدا ثم نظر حوله وبعدها وجه لها الكلام مستغربا :هل تتوجهين بحديثك الي ??

فابتسمت وقالت بخجل :وهل انا متزوجة من رجل غيرك ?طبعا اوجه حديثي اليك ..

فقال بعد ان رفع حاجبيه :غريب ..ما هذه النبرة الحانية ..هل اصابك السحر ..

ولكن تلك الكلمات لم تؤذِ مشاعر ربى بالرغم مما تحمل في طياتها  من روح التشكيك ..فقالت له: يا عزيزي هل تفضل الشعر الأشقر ام الكستنائي.. 

فغمز لها وقال :هل تريدين ان تصبغي شعرك ??

فاشارت برأسها ان نعم ..فقال لها :حسنا ساجيبك بعد قليل ..

                  الجزء السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا