رواية❤️إدمان❤️
الجزء الخامس ..
عندها قام مراد بايقاظ امه ..وهو ينظر الى ربى بعين الشفقة ..و ما باليد حيلة ..وبعدها توجه الثلاثة الى المشفى مع احاسيس ممزوجة بالخوف والترقب وولادة ولي العهد الذي سيملأ المنزل سعادة وحيوية ..ودخلت ربى الى غرفة العمليات وهي تنظر الى زوجها بعينيها الدامعتين ..وكانها تطلب منه الدعاء لها لتخرج من تلك الغرفة بسلام هي وجنينها ..وانتظر مراد في الردهة وامه الى جانبه ..فتارة يتمشى محاولا التخفيف من خوفه وتوتره ..وتارة يجلس الى جانب امه ليلتقم منها الكلمات المهدئة الشبيهة بالدواء الذي يعالج الروح ويرفع من المعنويات قائلة له: بعد قليل عندما تخرج زوجتك برفقة ابنك ستنسى هذا التوتر ..
وبعد ساعات خرجت الطبيبة من الغرفة ..وهي مذهولة ..قائلة :مبارك لك التوأم ..انهما بصحة جيدة ..
فنظر مراد الى امه باستغراب لانه لم يكن متوقعا هذا الامر ..فزوجته لم. تتعرض لصور الاشعة ليعرف ذلك ..فقالت الطبيبة: الم تكن تعلم بهذا ??
قال مستغربا: بصراحة كلا ..ولكن ما جنس المولودين ??وكيف حال زوجتي..??
قالت الطبيبة :غريب هذا الامر ..مع كل هذا التطور الذي وصلنا اليه ولم تكن تعلم ??اما زوجتك فهي بخير اطمئن .وقد اصبحت ابا لبنت وصبي ..
فنظر الى امه بزهو وقال: الم اقل لكم انها ستنجب صبيا ..هل لا زال لديك شك بالاستخارة ..
فقالت الطبيبة متسائلة: الاستخارة ??لم افهم ..
وحاولت امه ان تغير الموضوع ..حيث قالت :وكيف حال الجميع ??
ثم ابتمست وبعدها استتلت ;لقد اصبحنا نتحدث بالجمع!!
قالت الطبيبة :لقد اخبرتكم انهم بخير ..حمدا لله على سلامتهم ..بعد قليل سننقل المريضة الى غرفتها الخاصة ..ولم تكن ولادتها بالامر السهل ابدا ..
ولم تكن المفاجأة بالتوأم بالنسبة لربى اقل نسبة من تفاجؤ زوجها وامه واهلها حتى ..والجدير بالذكر ان ام ربى كانت مريضة ..لهذا لم. تستطع الذهاب معها الى المشفى ..وعادت ربى مع ولديها الى المنزل ..لتدب الحيوية فيه ..ولكن مع الأسف لا زال الوضع المادي لزوجها في تراجع ..وكلما تراجع اكثر كلما استخار بطريقة جنونية اكبر ..وفي كل مرة يخرج بنتيجة سيئة وهي عدم العمل.. لان رزقه سيزيد ..فقالت له ربى :يا مراد ..ما هذا الجنون الذي يسيطر عليك ..بالله عليك اخبرني ..لقد انجبنا ولدين وعلينا ان نقوم بتربيتهما ..وانت بعملك هذا تؤدي بنا الى التهلكة ..صدقني ..الارزاق لا تاتي بدون عمل ..اعقل وتوكل ..
فقطب حاجبيه مستنكرا ..ثم لوح يده فى الهواء محذرا :ربى.. رببببى… لقد طلبت منك مرارا عدم التدخل في هذا الأمر ..انا اعرف صالحي جيدا ..واثق بما يخبرني به كتاب الله ..
فقالت غاضبة: وهل كتاب الله يطلب منك الجلوس في المنزل منتظرا الرزق ان ياتي اليك ..
قال لها :كفاك كلاما ..
فقاطعته قائلة: حسنا ..هذا ليس وقته الآن ..ساصبر لاعلم ماذا ستكون النتيجة ..بكل الاحوال اريد الذهاب الى منزل امي فهي مريضة وبحاجة للرعاية ولا يوجد اي احد ليقوم برعايتها كما يجب ..
فهز راسه قائلا: الجنة تحت اقدام الامهات.. ولا تظني اني قد اقف يوما في طريقك ..بل على العكس ..فانا اشجعك دائما لتكوني بارة مع اهلك ..وهذا ما يامرك به كتاب الله ..
قالت لنفسها :انه يفهم الكتاب كما يحلو له ..ليته يدرك انه ليس للاستخارة ..غريب امر هذا الرجل مع صفاته المتناقضة ..
وبينما كانت خارجة من المنزل برفقة ولديها التقت بام مراد ..فقالت لها: اعلم انك ذاهبة الى منزل اهلك من اجل رعاية امك ..لذلك اتركي الولدين هنا ..وانا ساقوم برعايتهما ..من جهة اتسلى معهما ومن جهة اخرى فانهما قد يشغلانك في منزل اهلك ..
فشعرت ربى بالراحة ..وقالت لها: اشكرك من كل قلبي ولن انسى لك معروفك ..
ثم قالت لنفسها: انها نعمة من الله ..ان تكون ام زوجي ذات اخلاق رفيعة معي ..الحمدلله ..كل شيئ يسير على ما يرام في حياتي الا ادمان مراد على الاستخارة ..قد يدمرنا من حيث لا يدري ..
وما ان وصلت الى منزل اهلها حتى لاقتها والدتها بوابل الدعاء.. وامطرت عليها رضا ..وتقديرا لها ..لان اولادها البقية قد انشغلوا عنها بحياتهم الخاصة ..وربى التي ولدت تواما بالامس القريب قد جاءت لترعاها ..وبرفقة زوجها مما يدل على رضاه عن هذا الامر ..وهذا يعني انه زوج مثالي وصاحب اخلاق رفيعة .لا بد وان حياة. ابنتها هادئة ولا تشوبها المشاكل ..وامضت ربى يومها الى جانب امها بدون تأفف لانها تدرك جيدا ان هذا واجبها ..وكانت كل يوم تذهب اليها صباحا ..وتعود الى منزلها بعد الظهر حيث يأتي مراد ليقلها الى المنزل ..ولكن ذات يوم ..تاخر مراد ..فقلقت ربى ..واتصلت به.. لكنه لم يجب على الهاتف ..مما زاد من قلقها ..وقالت لنفسها: ترى هل اصاب احد اي مكروه ..ليس من عادته الا يجيب على اتصالاتي ..
ولاحظت امها القلق في عينيها وتصرفاتها فقالت لها: لقد شغلتك عن عائلتك يا ابنتي فسامحيني ..
فقالت ربى بحنان: الامر ليس كذلك يا غالية ..واطمئني فمراد يحبك جدا ..وهو من يوصلني الى هنا بكامل رضاه ..
ترى ما سر تاخر مراد ..??هل
بدا يتذمر من رعاية ربى لوالدتها ام ان الامر اكبر من ذلك ??هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..