رواية ادمان الفصل العاشر10 بقلم ليلي مظلوم

الجزء العاشر. ..

فأجابت بسرعة :ألو نعم ..

ففاجأها صوت غريب لم تسمعه قبلا حيث قال :السلام عليكم ..انا. الشيخ الذي اعطاني زوجك التوكيل  ..

فقالت باستغراب ;عن اي توكيل تتحدث ??

قال الشيخ بصوت متردد :طلاقك !!!الم تتفقا على هذا ..!

فتنهدت ربى ..محاولة اخراج زفرة توقعها وخيبتها وحزنها… ونظرت حولها في ارجاء منزل اهلها ..ولم يكن اي احد الى جانبها ..لتراقب التحف والاثاث ..وتحسدهم. لانهم لا يملكون المشاعر ..ولا يشعرون بالالم والخذلان ..اما هي فكل المشاعر السلبية اتفقت لتهاجمها بعد ان سمعت تلك الكلمة ..ولداها.. امها ..المجتمع ..ابوها ..هي نفسها ..كيف ستنظر الى كل هؤلاء بعد ان تتطلق ..والعذر اقبح من الذنب ..واخيرا وقع نظرها على المرآة الموجودة في الصالة ..وحدقت بنفسها جيدا لتشعر انها كبرت عشر سنوات في لحظة ما ..والشيخ لا زال يناديها :ابنتي !!هل تسمعيني ..

وبلحظة واحدة استحضرت قواها وعاد اليها سمعها وبصرها ..وقالت :نعم حضرة الشيخ ..انا اسمعك… وارجو ان تقوم بالاجراءات اللازمة في اسرع وقت ممكن… ولكن هناك شرط وهو ان ارى اولادي ساعة أشاء.. 

قال الشيخ :حسنا لك هذا ..ساحدث مراد بالأمر ..

ثم اقفل الهاتف.. وتوقعت ربى ان تنهار ..او ان تسقط ارضا ..او ان تذرف دمعة ..ولكنها طبقت المثل (الضربة اللي ما بتقتلك ..بتقويك)..ثم قالت لنفسها: ما كان علي ان اسكت على اتهاماته في السابق ..كان عليّ محاربة جنونه.. وتورطه في الاستخارة ..وليحصل ما يحصل ..وما وصل اليه هو بسبب سكوتنا جميعا وخاصة امه ..

ثم دخلت الى غرفة امها ..وكان والدها الى جانبها ايضا فقالت لهما :كنت اخشى ان اخبركما عن حياتي ..حتى لا احزنكما ..اما والأمر قد وصل الى الطلاق ..فلا بد من ذلك ..

وقالا بصوت واحد :طلاااااق??!! لماذااااا ?!

قالت ربى :البيوت اسرار وليس من حقي فضحها.. ولكن اطمئنا فاللوم لا يقع على عاتقي ..

ثم نظرت الى امها بثقة وقالت :مارست تعليماتك وتحذيراتك ونصائحك ..ولكن 

مع الأسف ..طبقتها مع اناس لا يستحقونها صراحة… لا تحزنا… فربما هذا في صالحي.. 

فقال والدها مزمجرا: في صالحك??!! هل هناك صالح في الطلاق ..فلننتظر بعض الوقت وقد تحل اموركما ..

فخرج صوت حنون محبب الى قلب ربى انها امها.. وقالت :يعز عليّ ذلك يا ابا ربى ..ولكني اثق بابنتي وسلوكها ..دع الامور تسير كما يجب ..ولا تقف عثرة في  طريقها ..

ولم يحاول والد ربى الاخذ او الرد لانه لا يريد ان يؤذي زوجته المريضة ..فخرج من  الغرفة ..متوجها مباشرة الى منزل مراد ..طرق الباب بغضب ..ففتحت له ام مراد ..فقال لها: اين هو ابنك ??

قالت باستغراب :لقد سافر ..الم تخبرك ربى?? ايعقل انه لم يخبرها ??

قال لها :بلى اخبرها انه يريد طلاقها ..هل هذا معقول يا ام مراد ..اهكذا تردون لنا امانتنا ??بكل الأحوال ..علي ان افهم منه السبب لان ربى رفضت الافصاح عن شيئ وقالت البيوت اسرار!! 

ولم تعرف ام مراد بماذا تجيب والدا قد احترق قلبه على ابنته… والادهى ان مراد لم يخبرها بهذا ..فقالت بتلعثم :بصراحة لا اعلم عن امر الطلاق شيئا ..ساحدث مراد بهذا الامر حين عودته ..وساقنعه ان يتراجع عن هذا القرار ..

فرفع والد ربى اهدابه وهو يقول :لقد فهمتني خطأ يا سيدة ..فانا لم ابع ابنتي ..وهي ليست بتلك البضاعة الفاسدة ..انما اردت ان اعرف السبب ..لاحاسبها ان كانت هي المخطئة ..وليس لارجوكم بعدم طلاقها ..فاني لن اعجز عن اطعامها ..

وشعرت ام مراد بالخجل ..ولم. تعرف بماذا تجيبه ..فاكثر اللوم يقع على عاتق مراد ..وربى اكملت معروفها ورفضت الافصاح عن السبب ..يا لها من فتاة راقية ومهذبة وذات اخلاق رفيعة ..سيندم مراد بعد طلاقها حتما ..

وبعدها نظرت بخجل الى والد ربى وقالت له: انا اعتذر ان فهمتني خطأ فلا اقصد جرحك البتة ..ولكن ثق ان ابنتك كانت ولا تزال نعم الكنة ..

فهز راسه متحسرا ثم قال :نعم الكنة!! وقد كسرتم فؤادها ..على العموم عندما يعود ولدك من السفر لي حديث خاص معه فابلغيه ذلك لو سمحتِ..ولن احملك وزر اخطائه ..

ثم غادر الاب الحزين المجروح المكان ..تاركا وراءه عذاب الضمير ..لام مراد التي استغربت فعل ولدها ..ماذا دهاه ..??ولماذا هو مصر على خسارة الذين يحبهم بسبب عقله السجين ..??

ومرت عدة ايام ..وتم طلاق ربى بسبب ذنب لم تركتبه ..وشعرت بالحزن عند سماعها (انت طالق)..ولكن طلاق زوجها لها بهذه الطريقة قد ترافق مع طلاق احترامها وحبها له.. فقد خاب الامل به ..ولم يكن مراد سعيدا بهذا الطلاق ..بل سيطر عليه الشعور باهانة كرامته ..فهو من جهة يحب زوجته ..ويشعر باهانتها المزعومة من جهة اخرى.. وعاد الى وطنه . وبمجرد ان راته والدته ..لاقته بنظرات العتاب وخاصة عندما لاحظت شكله المتعب ..فقالت له: لماذا فعلت هذا بنفسك يا ولدي ..فربى لا تستحق منك هذا الخذلان ..

فنظر اليها غاضبا: تقولين هذا وانت تعرفين السبب ..?

فقاطعته قائلة: والدها مصر على رؤيتك والتحدث اليك ..

ولم تكمل كلامها حتى زاد من حدة نبرته :ماذا اقول له ..ابنتك خائنة ..هل تظنين انه سيتحمل معرفة السبب ..

ماذا ستقول ام مراد لولدها ..وهل سيرضى بمقابلة والد ربى ??هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ان شاء الله ..

              الجزء الحادى عشر من هنا