رواية❤️إدمان ❤️..
الجزء التاسع ..
قال مراد بخيبة :هذا لا يجعلها بريئة بنظري… هناك شيئ اقوى ..وسافعله قريبا ..
ففتحت ربى عينيها مع ثقلهما… وشعرت بغصة كبيرة تسيطر على كيانها… ثم وقفت بصعوبة ..وبعدها قالت :ساذهب الى غرفتي ..انا على ما يرام ..
وامضت ليلتها وهي طوال الوقت تفكر ..هل تسعى لتبرئة نفسها ..ام ماذا ??ايعقل انه
هو من يحب امرأة غيرها ..ويتذرع بها ..ليلقي اللوم عليها كعادته ..فهو الرجل الذي لا يخطئ والذي يتوكل على الله في جميع اموره ..بعقله وتفكيره يمكنه اختراق الغيب ايضا .
.ماهذه المعضلة ..??!!لا تريد ان تهدم منزلها ..ولكن يبدو انه على شفير الهاوية ..كل هذه الافكار لم تفارق خيالها
..وكانت تتقلب على سريرها ذات اليمين وذات الشمال ..وهي تسمع صوت عقرب الساعة
يئن من هدوء الليل ..وعواصف القلوب المحزونة ..ما بال الشمس تأبى أن تستيقظ ..فربما ان ذهبت الى منزل اهلها ستشعر بالراحة…
واخيرا اشرقت الشمس ..وربى تشعر بالتعب الشديد ..فهي بالكاد استطاعت ان تنام
ساعة واحدة طوال الليل ..حيث اخترق نومها التفكير السلبي ..والتشاؤم بشأن مستقبلها الذي لم ترَ اي نور قد يشرق على صباحاته ..فجهزت نفسها وولديها ..وذهبت الى منزل اهلها ..
وهي تجر خيبتها معها ..وبمجرد ان راتها والدتها عرفت انها ليست على ما يرام ..وحاولت ان تخفي عليها احزانها لانها خرجت حديثا من المشفى بعد اجراء عملية لقلبها ..وهي لا تريد ان تقلقها ..فقالت لها :ما بك يا ربى??
قالت ربى بابتسامة مصطنعة :لا شيئ يا غالية ..ولكني كنت قلقة بشانك ولم استطع النوم طوال الليل ..كيف اصبحت الآن ..?
فهزت امها راسها غير مصدقة اياها ثم قالت بحرقة :عندما اشعر انك بخير تتحسن احوالي تلقائيا ..ولكن قلبي المريض يشعر بك ..هذه ليست لهجتك المعتادة ..ولا نظرتك الى الحياة ..اهو زوجك ام امه ..?
فتمردت دمعة من عيني ربى وتنهدت ثم قالت ;لا احد منهما ..انا غير متصالحة مع نفسي فقط ..ولا اعرف ماذا اريد .اشعر بالضياع ..ولا اجد نفسي الا بين احضانك ..وسابقى هنا الى ان تتحسن احوالك ومشاعري ايضا ..
فقالت لها: ان كان هذا يضايق زوجك فلا تفعلي ..صحيح انني اشعر بالأنس وانا الى جانبك ..ولكن اكون مرتاحة اكثر عندما اراك سعيدة مع عائلتك ..
فقالت ربى: لا تقلقي بشأن مراد ..فهو ان اشتاق الي والى ولدينا سيأتي الى هنا ..ويعرف طريق المنزل جيدا ..
وامضت ربى يومها وهي مشغولة تارة مع والدتها .وتارة اخرى مع ولديها ..وتوقن جيدا ان مراد لن يتصل بها ..ولكن المفاجاة ..انه حضر في المساء برفقة والدته ..وتظاهر ان كل شيئ على ما يرام ..وكان تعاطيه مع ربى طبيعيا ..وقبل رحيله قال لها :سآخذ الولدين معي ..فهما سيشغلانك عن الاهتمام بوالدتك ..وابقي هنا الى ان تتحسن احوالها ..
واصرت ام ربى على ابنتها ان ترحل مع زوجها ..ولكن اصرار مراد على بقائها كان اقوى ...واستسلمت ربى لرغبة زوجها ..وهمست لها امه :لا تقلقي ..ستتحسن احوالكما باذن الله .فمراد رجل طيب ..ولعن الله الشيطان حين تتدخل بينكما ..
فابتسمت ربى معلنة ان هذا الكلام ليس وقته الآن وقالت لنفسها :مشكلتنا نحن البشر اننا دائما نلقي اللوم على الشيطان ..في حين ان الحقيقة واضحة امامنا ..ولكننا نابى رؤيتها لان هذا ما تريده انفسنا ..
ورحل مراد آخذا الولدين معه ..ومرت عدة ايام… لم يحاول الاتصال بربى او التحدث معها ..الا هي كانت تتصل بامه لتطمئن على ولديها ..ولم تسال عنه ..وقد عتبت عليه عتابا شديدا ..كيف هانت العشرة
على قلبه ..فهو يدرك جيدا انها تمر بظروف صعبة ..ايعقل انه سيتركها غاضبة وحزينة ..??نعم ..وكان مراد يعيش في دوامة صعبة ..وكعادته ..قرر ان يلجأ الى الاستخارة ليتفحص ان كان زوجته بريئة ..ولكنه في كل مرة كان يؤجل الامر لانه كان يخشى من النتيجة ..واخيرا استجمع قواه ..وقرر خوض
هذه المجازفة التي قد تهدم منزله وتفقده اعز ناسه ..صديقه من جهة ..وزوجته من جهة اخرى ..والادهى ان زوجته لا تعرف من صديقه الا اسمه حين وجه اليها سهم الاتهام في تلك
الليلة… وامه تعرف انها بريئة ..بل والكل يعرف هذا ..لان سلوك ربى لا يسمح لها بهذا . .وهي ليست من هذا النوع من النساء ولا تخرج من المنزل الا للضرورة ..وكانت توقعات
مراد في محلها ..فعلى تقديره ان زوجته قد خانته ..بناء على الآية التي قرأها ..اي جنون هذا يا مراد ??ما بالك ??آه منك ايها الرجل !!!وبطبيعة الحال
..فالرجل الشرقي غالبا ما
يعاقب زوجته اما بالقتل او الطلاق في تلك الحالة ..وبما انه كان رجلا ملتزما على حد تفكيره
..قرر ان. يطلقها ..ولم يخبر اي احد بهذا القرار الا للشيخ نفسه حيث اعطاه رقم زوجته ..
ووكله بطلاقها ..وبينما كانت ربى تغسل الاطباق رن هاتفها ..فهرعت لترى ان كان مراد هو المتصل ولكن الرقم كان غريبا ..فاجابت بسرعة ..