رواية ❤️إدمان❤️
الجزء الحادي عشر ..
فضربت امه يدها على الطاولة التي كانت امامها ثم قالت له بغضب :انها ليست خائنة وانا ادرك هذا جيدا ..
قال لها: تدركين هذا ..اليس كذلك ..??ولكن ما سر تجاهلها لي في الفترة الاخيرة ..لا اريد التحدث بالامر ..فهذا يؤذيني ..
ولم يكمل كلامه حتى طُرق الباب مما انهى النقاش ..ولكن من تراه يكون الزائر في هذا الوقت المحرج لا بد وانه شخص ملهوف ..وعرف بعودة مراد ..ففتحت امه الباب لتكون اختها الغاضبة ..التي بمجرد ان رات مراد قالت له: هل انت مجنون لتطلق ربى ..??
ولم يرد ان يتحدث بموضوعها ..بل حول الامر لنقاش آخر بنظره ..حيث قال لها: اتذكرين تلك العروس التي حدثتني عنها قبل زواجي بربى ..اساليها ان كانت ترضى الزواج برجل متزوج. ولديه توأما ..وقد طلق زوجته ???!!
فضحكت خالته ..ونظرت الى اختها لتنقل لها عدوى الضحك ..ومراد ينظر اليهما باستغراب ..ثم قال :معكما حق ..كيف ترضى بي الآن ..
فقالت امه وهي لا تزال تضحك من الالم كالعصفور الجريح الذي يرقص من احتضاره :العروس هي نفسها ايها المجنون ..
فاجابها كتيار كهربائي صعق من الصدمة :ماذا ??ماذا تقصدين ??
قالت له خالته: هي نفسها كما اخبرتك امك ..وشاءت الصدف ان تكون كذلك ..فالعروس التي حدثتك عنها في ذلك اليوم كانت ربى ..ولم اشا اخبارك بطلب من والدتك ..
فنظر الى امه معاتبا وقال: لماذا فعلت هذا بي??
قالت له: لو اخبرتك لاعدت النظر في الامر ..وللجأت الى استخارة ثالثة لتعرف مرادك .وانا ارفض هذه الطريقة ..
قال لها: ولكنك لو فعلت لما وصلنا الى هنا ..آه منك ياامي لقد دمرتني ..
قالت له :بل دمرت نفسك ..وخسرت عملك ..وزوجتك وان بقيت على هذا المنوال ستخسر نفسك وكل من حولك ..فليست ربى التي تعامل بهذه الطريقة ..
فوضع يديه على راسه وهو يركض كالمجنون في ارجاء المنزل ..قائلا :لقد سحرتكم ..انت لا تعلمون النساء حين تختبئ وراء العفة والكرامة ..خائنة والف خائنة ..
فنظرت خالة مراد الى اختها وقالت باستغراب :خائنة ..ربى ??هذا لا يعقل ..انا اعرفها جيدا ..لقد ظلمتها يا رجل ..لو رايتها بام عيني لكذبت عيوني ..
فصرخ مراد :كففففففى…. لا تدافعي عنها ..انت لا تعلمين شيئا… والنار حين تقرر ان تحرق احدهم لا تؤلمه الا هو ..فارحموا المي …
وغضب مراد في ذلك اليوم واصراراه كان كافيا لتصمت الاخت واختها وهما تدركان تماما براءة ربى ولكن ماذا عساهما تفعلان ??
وقالت خالة مراد لاختها: ولدك مريض يااختي فعالجيه ..والا فانك ستخسرينه..
ثم غادرت المكان ..وقام مراد بالذهاب الى غرفته ..ليجد ولديه النائمين المحرومين من حنان امهما ..وهذا كان كفيلا ليجعلاه يزيد النقمة على الزوجة البريئة ..فلحقت به والدته لتقول لها: اعد النظر بما اقترفته يداك ..
فلوح يده في الهواء محذرا: اياك ان تعيد فتح هذا الموضوع معي مرة اخرى ..يكفيني ما لقيته من خسارة في سفري ..واريد ان ابقى مع حزني قليلا لو سمحتِ..
فاحترمت والدته رغبته ..لانها تدرك جيدا انه لا فائدة من التحدث معه ..ولكن لا بد من علاج هذا الأمر ...كيف السبيل الى ذلك ??
وبقي الوضع على حاله لمدة ايام ..وكان مراد لا يزال يعيش في ارق مستمر.. فالراحة قد غادرته وغادرت حياته ..واصبح وضع المنزل لا يطاق ..ولم تتجرأ امه ان تعيد الحديث معه في الامر ..الا ان لوالد ربى راي آخر فهو مصر على رؤية مراد والتحدث اليه ..وكان الاخير يتهرب منه فلا يجيب على اتصالاته المتعددة ..فقد عرف بعودته من السفر ..ويتملكه الفضول ليعرف سبب طلاق ابنته التي انصرفت الى خدمة امها بعد طلاقها ..ولتغدق عليها من حنانها وحبها ..ولكن الحزن كان يسيطر عليها بعد زيارة ولديها ..الا ان مراد قد سقط من عينها ولم تتحسر على فراقه ..ولم يعد بمقدور والدها التحمل فقرر زيارة مراد بنفسه. فاستجمع قواه وتوجه الى منزلهم ..ولكنه لم يجده في المنزل ..فخابت محاولته مجددا ..وكانت امه وحدها في المنزل ..فقالت له: اريد اخبارك ان ابنتك لم تخطئ.. وولدي قد خسرها لسبب تافه جدا ..فلا تبحث في الامر رجاء..
قال لها: يا لهذا السبب الذي يخفيه عني الجميع.. اخبريني به واريحي فضولي..
ولم يكن بامكانها التحدث بالامر ..لان الرجل سيسخر منها ولن يصدقها ..وان صدق سيؤذي ابنته البريئة ..ففضلت عدم الافصاح عن الأمر ..وغادر والد ربى المكان وهو يحمل خيبته مجددا ..
اما مراد فبعد عودته الى المنزل ومعرفته بزيارة والد ربى ..حمد الله انه لم يلتق به ..وقالت امه: مسكين والدها يكاد يجن ليعرف سبب طلاق ابنته ..
وعندما هم مراد ليجيبها ..رن هاتفه وانقذ الموقف ..وكان احدى اصدقائه الذين كان يسهر معهم ..فاجابه مراد مباشرة ..فقال صديقه: لقد عرفت بامر رجوعك من السفر ..ونريد ان نسهر سوية ما رايك . ?
فتراءى الى ذهنه صورة رامي ..كيف سيراه بعد الذي حصل ..ولماذا لم يعاقبه كما عاقب زوجته اهو الخوف من الفضيحة ..ولكن لا بد من ذلك ..فقرر قرارا داخل نفسه ..وقال لصديقه :حسنا ساذهب لاراكم الليلة ..ولكن كونوا جميعكم حاضرين لاني مشتاق اليكم جدا ..
فقال صديقه :وهو كذلك يا مراد. اراك الليلة ..