رواية الارملة الفصل الثامن8 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️الأرملة ❤️..

الجزء الثامن ..


فقالت له بهمس :ها اخبرني بالنتيجة !!!


فتنهد الطبيب ..ثم وقف واحضر بعض الاوراق من الأرشيف وهو يقول :لقد كان ظن زميلي في محله ..ابنتك مصابة بداء اللوكيميا ..وهذا المرض يحتاج الى الكثير من المال وقد لا تكون النتيجة مرضية ..


فحدقت به جيدا ..حتى سالت دموعها على خديها وقالت: ما هذا الاختبار الصعب ..انا لا املك المال ..ولا اعدك اني استطيع ان اسدد تكاليف العلاج ..ولكني ساحاول ذلك ..وساعمل على جمع المبلغ من الاقارب ..فانا ارملة ..وقد استشهد زوجي في احدى المعارك ..ولا حول لي ولا قوة ..


وقد نظر الطبيب الى الناحية التي تقف بها سارية ..ثم قال :ماذا تريد يا هادي ??هل هناك خطب ما ..


وكان يبدو على هادي علامات التاثر بما سمعه من سارية التي لم تنتبه الى وجوده في الغرفة بسبب الصدمة التي تلقتها..


 ولاذت بالصمت للحظات وهي تشعر بالقشعريرة تسري في كل اجزاء جسدها ..ثم خرجت من الغرفة ..تاركة هادي يسال الطبيب عنها قائلا :من هي تلك المرأة ..


فقال الطبيب بتجاهل :انها زوجة احد الشهداء ..وعلى ما يبدو ان وضعها المادي متدهور نوعا ما ..


قال هادي :فلنراف لحالها اذن ..ومن جهتي ساقوم بتمريض ابنتها مجانا ..


فابتسم الطبيب معجبا بالحالة الانسانية التي سيطرت على هادي ..ثم قال له: وانا لن آخذ منها المال الكثير ..ولكن هذه مهنتي كما ترى ..ولا يمكنني   معالجتها مجانا ..فعلى اقل تقدير علي اخذ ثمن الدواء.. وبعض الأمور اللازمة ..اما بالنسبة لمجهودي الشخصي فاني بالطبع ساساعدها ..


قال هادي :فقط لانها زوجة شهيد وانت تنتمي لتلك الطائفة!!! 


فاطرق الطبيب راسه ارضا ..ثم حدق بهادي ..وقرا ملامحه جيدا ..واستتلى :الانسانية لا علاقة لها بالطوائف وانت تعلم رايي جيدا حيال هذا الموضوع ..انها امراة مسكينة ..وارجو ان تشفى ابنتها قريبا ..


فاكد هادي على موقفه قائلا: ارجو ذلك ..


ثم خرج من الغرفة لاداء عمله.. وفوجئ بوجود سارية في الردهة ..وقد ابتلت وجنتاها بالدموع.. ولم يدرِ ما الذي جعله يقترب منها ..ثم اخرج من  جيبه منديلا وقال بانسانية :امسحي دموعك ..فعلى الله تدبير شؤون العباد ..ولا تقلقي الدنيا لا زالت بخير ..


فقالت له بحرقة :لو كان زوجي حيا ..لما فكرت بتلك الطريقة ..ولكنت رميت ثقل همومي على كاهله.. ولكن ماذا افعل وقد خطفه الموت مني.. واخشى ان اقصر بحق ابنتي ..


فابتسم وقلبه يعاصر من الالم ..ثم قال :لدي عمل الآن ..واعدك ان اقف الى جانبك في اوقات فراغي ..لا تحزني فالحزن لن يحل ازمتك ..وساتحدث الى ادارة المشفى بمراعاة وضعك المادي ..اكثر الاطباء هنا يتكلمون باسم الانسانية ..ولن يقسوا عليك ..ثقي بذلك ..


ولعل تلك الكلمات العادية قد اخذت مأخذها في مشاعر سارية ..فهي في الموقف الصعب الذي تعيشه تلتقط اي كلمات عابرة ..كيف اذا كانت صادقة وتحاكي واقعها المرير ..ولكن السؤال يبقى :هل معاونة الاطباء لها ...وهذا الممرض الذي يدعى هادي سيكون كافيا ..ام انها ستحتاج الى المال من اجل مصاريف اخرى ولا سيما انها اصبحت عاطلة عن العمل منذ ان دخلت ابنتها الى المشفى ..فلا يوجد    هناك اي شخص قد يتبرع ليكون معها ..بينما تقوم هي برعاية اخوتها البقية ..يا الهي لقد تذكرت اولادها في تلك اللحظة ..ترى هل يقوم اخوها وزوجته بالرعاية بهم ام. انهم يعاملونهم معاملة قاسية ..فالحنان قد ذهب من قلب اخيها منذ زواجه .ولم تجد تفسيرا منطقيا واحدا للمعاداة من قبل زوجته ..وبينما كانت تفكر باولادها وبمشكلة منال ..رن هاتفها ..وكان المتصل عماد ..فقالت لنفسها :ارجو الا يكون قد حصل اي سوء للاولاد .فانا لم اتكلم معهم منذ مدة ..وخاصة هديل .فاجابت بلهفة :الو نعم !!


قال عماد: متى ستاتين الى المنزل ??


قالت له وقد تملكتها الغصة :لا اعلم يا اخي فمناللل. 


وقبل ان تكمل كلامها قال عماد بلهجة قاسية :زوجتي ليست مضطرة ان تسكن مع اولادك وتقوم برعايتهم ..عليك ان تقدري ظروفي انا ايضا ..وقد قررت الذهاب لتعيش في منزل اهلها. وسالحق بها ايضا ..لذلك   جدي حلا لاولادك ..انا آسف يا اختي ..ولكن عائلتي اهم من عائلتك ..واحببت اخبارك كي تاتي وتجدي حلا لهم ..وساضع هديل في منزل ابي لحين عودتك ..


فقالت سارية بحزن وتمرد :لاااا اتركها في المنزل ..فانا ساذهب حالا اليه ..ولكني قد اتاخر في الوصول بسبب المسافة البعيدة .واشكرك على اية حال ..


ثم اقفلت الهاتف واستسلمت لبكائها ..حتى بدا جميع المارة ينظر اليها بشفقة واستغراب ..ولم يدركوا ان الامر لا يتعلق فقط بسبب ابنتها .ولكن ايعقل ان يتصرف معها اخوها على هذا النحو .واي اخ هو انه ابن امها وابيها… آه منك ايتها الدنيا عندما تقررين ان تلعبي لعبتك   فانك تميتينا ونحن احياء.. ماذا ستفعل وكيف ستتصرف الآن ..واين ستضع الاولاد ..كل تلك التساؤلات كانت تدور في ذهنها وهي تغادر المشفى ..ونسيت ان تخبر منال بذلك ..

                        الجزء التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


             

تعليقات



<>