رواية الارملة الفصل الرابع عشر14 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️الارملة ❤️..

الجزء الرابع عشر ..


وفي ذلك اليوم بقيت سارية في الغرفة ..منتظرة ابنتها من جهة ..ومراقبة فاعل الخير من جهة اخرى ..ولكنها انتظرت على الشرفة وهي تتامل 

المكان بروحها ومشاعرها ..فهل ستخرج من هذا المبنى برفقة ابنتها مع روحها ..ام ان الزمن سيكون قاسيا معها لدرجة ان تلك المسكينة لن تخرج من هنا الا جثة هامدة ..وبعد مضي وقت من الزمن… دخل احدهم الى الغرفة ..انه هادي ومعه منال ..وهو يجرها على الكرسي ..ولم ينتبه لوجود سارية ظنا منه 

انها ذهبت لتحضر بعض الاغراض ..وقام بجميع التجهيزات ..ثم وضع يده في جيبه وهو يراقب منال التي لم تنتبه الى كل الذي يجري حولها ..وازال الوسادة ووضع المبلغ تحته ..ليفاجأ بصوت سارية قائلة :اهذا انت المتبرع فاعل الخير ..


وبمجرد ان سمع صوتها ارتعدت فرائصه كالذي يرتكب جريمة ما ..وادار ظهره وهم ليخرج من الغرفة وهو يقول :انا من اضع المبلغ ولكني لست وحدي

 المتبرع ..فالمشفى باكمله احبك لاخلاقك وطيبتك واحب منال ..اطباء مرضى ممرضون. .وهذا واجبنا جميعا ..كنت اتمنى ان يبقى الامر طي الكتمان ولكني مضطر لاخبارك الحقيقة… 


اكمل كلماته ..وخرج من الغرفة ..ولا زال وجهه مخطوف اللون لانه لم يحب لسارية ان تعرف ما اخبرها به.. فلحقت به وقالت له بنبرة يشوبها الاسف :اعتذر

 اليك عما قلته لك في المرة الماضية ..تلك حياتك الخاصة ولا دخل لي بها… واشكركم جميعا على فعلتكم واسال الله ان يهبني العمر والمال لارد لكم الجميل ..


فالتفت اليها وترك الحديث للعيون للحظات قليلة ثم اطلق لسانه تلك الجملة :لقد طلقتها بطلب منها ..وانتهيت ..ولم اشأ ذلك من اجل ولدنا ولكنها ابت الا ان تتخلى عنه لقاء مبلغ مالي كي تعيش حياتها ..


قال تلك الكلمات ويبدو انه منزعج جدا ..واتضحت الامور في ذهن سارية التي لامت نفسها

 كثيرا ..وقالت له :اكرر اعتذاري ..


فرفع يده مشيرا اليها بالصمت ..وتركها لافكارها ..حيث حدثت نفسها ببضع كلمات :فعلا كلنا يعاني في هذا العالم ..الموت ..المرض ..الفراق ..الالم ..الحزن ..الشوق ..كلها مشاعر تدمي القلب وتميته ..ولكن لا بد من وجود فسحة امل تشرق عليها الشمس بشعاعها الذهبي البهي الالوان ..فلا فرح دائم ولا حزن دائم… 


ثم انطلقت الى غرفة منال التي انهكتها هذه الجلسات ..اليس من الافضل ان تكف عن التعرض لها ..ولكن هذا ظلم لجسدها ..وقد تشفى.. فالالم قائم بكل الاحوال ..ومرت عدة ايام ..كانت خلالها منال تشعر بعدم الرغبة في الطعام ..لتفاجئ امها بطلب محبب الى قلبها ..حيث قالت لها :امي اريد البطاطس كما كنت تقومين بطهيها عندما كنا في المنزل ..اشعر برغبة في تناولها ..لقد اشتقت الى ذاك الطعام وومللت غذاء المشفى.. 

كان هذا الطلب بمثابة اعادة الروح الى جسد سارية ..التي اشرقت عيناها بشمس الحنان والحب ..وبدا  ذلك واضحا في تقاسيم وجهها ..وكان ذلك في منتصف الليل ..فهرعت الى الكافيتيريا وطلبت منهم البطاطس ..فاخبروها ان الكمية قد نفذت ..فشعرت بالحزن وخيبة الامل ..ونظرت في ارجاء المكان لتسمع صوت احدى الامهات تقول لولدها :كلها ..انها لذيذة ..لقد اشتريناها لتونا ..


فاقتربت سارية منهما ..وقالت لها بلهفة :الا يريد ولدك البطاطس ..


قالت الام :كلاااا… ويبدو انها سيرميها انه عنيد جدا ..


فقالت سارية :حسنا ساشتري له الطعام الذي يحبه لقاء البطاطس ..فابنتي قد اشتهتها لتوها ..


وفرح الصبي لسماعه هذا الكلام ..وخاصة عندما قامت امه باعطاء سارية البطاطس وهي مبتسمة ..ثم قالت لها ;لا اريد اي شيئ منك ..خذيها ..واطعمي ابنتك… 


ولم ترضَ سارية ذلك وابت الا ان تشتري طعاما آخر لتبادله معها ..وهرعت الى غرفة منال وقدمت اليها الامنية التي تمنتها ..وبدات الاخيرة تاكل بشهية وكانها لم تاكل منذ شهر ..ثم خلدت الى النوم ..وفي صباح اليوم التالي توجهت سارية الى غرفة حلا واخبرتها ان ابنتها تشتهي طعام المنزل وقد سمح الطبيب لها بذلك ..وطلبت منها ان تهتم بها حتى تذهب الى المنزل وتقوم بطهي الطعام الذي تحبه منال ..فقالت لها حلا :انه لمن دواعي سروري ذلك ..اذهبي ولا تقلقي ..


فاحتضنتها… ثم خرجت من المشفى مسرعة ..لتلتقي بهادي ..وهو يقول لاحد الاولاد الذي كان معه في السيارة وهو يهم بالنزول  :انتظرني قليلا ساعود الى هنا ..


والتقت عيونه بعيون سارية ..فقال لها: الى اين انت ذاهبة في هذا الوقت ..?جئت كي اطمئن على منال ..مع ان هذا يوم اجازتي ..


قالت له بحماس :انا ذاهبة لاطهو لها الطعام الذي تحبه ..فلم اصدق نفسي حين طلبت مني ذلك ..


ثم نظرت داخل السيارة وقالت متسائلة :ولدك?? 


قال لها بفخر :نعم… وسآخذه اليوم للتنزه.. فقد سمعت نصيحتك وقررت ان اهتم بعائلتي ..وهو وحده عائلتي ..!!


فهزت راسها وقالت :انا آسفة… علي الذهاب الآن… وواشكرك على اهتمامك بابنتي ..


وعم الصمت للحظات ثم قال هادي :ما رايك ان اذهب معك ???هذا افضل لك من سيارة الاجرة  ..واعدك الا آخذ منك المال

                الجزء الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>