رواية ❤️الأرملة ❤️..
الجزء الثالث ..
ولكن سارية لحقت بابنتها متجاهلة كلام نيرمين ..واعطتها مخفضا للحرارة ..ثم خلدت الى النوم ..وفي المساء عاد عماد من عمله ..وتوجه مباشرة الى غرفته الخاصة ..ليجد نيرمين تدعي البكاء.. فقال لها مذعورا :ما بك يا نيرمين ??
فنظرت اليه بعتب ..ثم اطرقت راسها ارضا ..وبعدها قالت :اولا انا حامل ..!!
ففرح عماد لهذا الخبر وقال بحماس :انها البشرى !!!ومم حزنك اذن ??!
قالت له بغنج: اختك الارملة ..لقد آذتني بكلماتها ..
فقطب حاجبيه قائلا :ان تكون اختي ارملة هذا لا يعطيك الحق باهانتها ..واعلم ان اختي تدللك كثيرا ..لا بد وان في الامر سوء تفاهم !!
فقالت غاضبة: ما قصدك ??هل اكذب عليك ??
قال لها مرتبكا :لا اقصد هذا ...ولكني اعلم اختي جيدا ..
فزادت من حدة غضبها ..ومسدت على بطنها وهي تكلم جنينها :هل رايت يا جنيني والدك لا يصدقني ..وكان هناك ثار بيني وبين اخته ..لا اعدك بمستقبل مشرق ..
فاقترب عماد منها ..ثم مسد على بطنها وقال: يا جنين والدتك ..اعلم ان اباك يحب امك ..وهي فهمته خطأ ..فعمتك انسانة لا تقدر بثمن ..وارجو ان تعي امك هذا جيدا ..
فوقفت نيرمين غاضبة ..ثم بدات تبكي ..وتقول :انا اكرهك تبا لك وللحياة التي اعيشها معك ..
فامسك يدها وقال :اهدئي يا نور عيوني ..فقرات ذات مرة انه لا يجوز للحوامل ان. يغضبن ..وانهن يصبحن غريبات الطبع ايضا ..وسريعات الغضب ..هيا يا ايها الغضب ارحل من غرفتي ..اريد ان اعيش بحب وسلام مع رفيقة دربي ..
فابتسمت نيرمين عنوة ثم قالت :فقط لاني احبك ساتجاهل الموضوع ..ولكن احذر غضبي وحزني في المرة القادمة ..
فقال لها: لن يكون مرة قادمة باذن الله ..
وهل انت متاكد من ذلك يا عمار ..الا تعلم شيئا عن. كيد النساء..??!!??
اما سارية فكان كل همها ابنتها ..وكانت تنتظرها كي تستيقظ بفارغ الصبر ..وعندما خرجت الملاك من غرفتها كان يبدو عليها علامات الارتياح فاحتضنتها امها وقالت لها: كيف حال اميرتي ??
قالت لها :الحمدلله بخير ..علي ان ادرس دروسي ..لا اريد ان اتاخر في علاماتي ..اريد ان اكون متفوقة دائما ..
ثم تناولت عشاءها ..وانكبت على دروسها ..وهي تحمل في قلبها وعقلها الاحلام الوردية ..وترسم مستقبلا مشرقا لنفسها ..برفقة عائلتها التي تحبها ..
وبعد ذلك خرج عماد من غرفته ..ثم نظر الى اخته باستغراب منتظرا ان تحدثه باي شيئ يخص زوجته ..الا انها لم تفعل واكتفت بسؤاله عن عمله وكيف امضى يومه ..فقال لها: كان يوما عاديا ..ولكن اريد ان اطلب منك طلبا..!!
وعندما سمعت سارية تلك الكلمات عرفت ان نيرمين قد حدثته بما حصل ..ولكن هل يا ترى قد كذبت على محدثها ..??
فقالت له: تفضل !!
قال لها: اريد ان تهتمي قليلا بنيرمين ..فهي حامل ..وانت تدرين كيف تكون الحالة النفسية للنساء في تلك المرحلة ..فارجوك لا تؤاخذيها على غضبها او كلامها ..
فقالت لنفسها: لقد حملت بخمسة اطفال ولم اجرح احدهم يوما ..ولم يهتم زوجي بي او يقدر ظروفي ..هنيئا لك يا نيرمين بعمادك ..
ثم نظرت اليه بحنان وقالت :لا تقلق بشانها ..ولكن عندما رايت منال بتلك الحالة لم اعِ ما اقول ..
فقال متلهفا: وما بال منال /???هل هي بحاجة الى الطبيب ??
قالت له: لا تقلق هي بخير الآن ..وتدرس في غرفتها ..وعلي ان اهتم باخوتها الآن ..عن اذنك ..
ثم ذهبت لترى اولادها واحدا تلو الآخر ..لتطمئن عن احوالهم ..وخاصة هديل لانها الاصغر بينهم ..وهي تاخذها معها الى محل الخياطة حتى لا تزعج نيرمين بوجودها…وبدا كل واحد يخبرها بالاحداث التي مرت معه في ذلك اليوم وهي تستمع اليهم بحماس ..وتعظهم وترشدهم وتشجعهم… فذاك يخبرها عن المنافسة بينه وبين اصدقائه .وذاك يخبرها عن النقاش بينه وبين استاذه ..وآخر يتباحث معها في الاوضاع الامنية ..وكانت توزع نظراتها على الجميع فكانهم ينتظرون جلوسها معهم حتى يفرغون ما في جعبتهم ..ولكن بالها كان عند منال ..فعلى الرغم من انها اخبرتها انها اصبحت مرتاحة الا ان حدس الامومة فيها ظل يخيّل اليها مشاهد مزعجة ..فكانت تطل عليها بين الفينة والاخرى ..ولا تشعر بالراحة الا عندما تسمع دندنتها وهي تقرا ما تحتويه الكتب التي بحوزتها ..وفي اليوم التالي ..انطلق التلاميذ الى مدارسهم ..وظلت عيون سارية تلاحق منال ..واخيرا قالت لها: ان كنت لا تشعرين بالراحة فتغيبي اليوم عن المدرسة ..
فقالت لها منال :اطمئني يا غالية فانا بخير ..
ثم غابت عن ناظريها ..وذهبت سارية الى عملها ..وبدات تفرغ قلقها بين المنسوجات ..وفي تمام الساعة العاشرة رن هاتفها ..فشعرت بالقلق ..واجابت بسرعة ..:الو نعم .
فقال المتصل :انا مدير مدرسة ابنتك منال ..
وعندما سمعت ذلك ازداد قلقها فقالت له: ما بها منال ??!!
قال المدير :بصراحة كانت تجلس في الصف ويبدو عليها علامات التعب وعندما سالتها المعلمة عن حالها ..لم تلحق ان تجب واغمي عليها ..
ترى ما الذي حل بمنال ??وماهو سبب اغمائها هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ان شاء الله ..
