رواية❤️الارملة ❤️..
الجزء العاشر ..
فقالت سارية بصوت معترض :هذا ليس صحيحا ..فالمنزل يكاد يكفر بسبب الاوساخ وقلة الترتيب ..وانا رتبت كل شيئ ..والآن اذهب لتنام في حضن زوجتك ..
فلم يعقب على كلامها ..واستسلمت هي لدموعها ..وبدات تفكر بينها وبين نفسها :ماذا سافعل بهؤلاء الاولاد. لقد تأخرت على منال ..ولا يمكنني تركهم وحدهم هنا ..
وتحلق اولادها حولها كما يتحلق الصيصان حول الدجاجة يطلبون الحنان ..وبينما كانت تفكر بحالهم ..اخترق جدار مخيلتها رنين هاتفها ..وكانت سلفتها ..التي قالت لها: كيف حال منال ??
قالت سارية بحزن: لا اعلم ماذا اقول لك ..ولكني لست الى جانبها الآن ..واخبرتني الطبيبة بانها نائمة ..
فقالت سلفتها بتفاجؤ: كيف استطعت تركها وحدها ..
ولم تستطع سارية ان تجيبها لانها شعرت برغبة في البكاء..
واعادت سلفتها السؤال مجددا :ماذا هناك يا سارية ..
فاستسلمت سارية لبكائها ..ولاحظت سلفتها ذلك فقالت لها: اخبريني ماذا هناك?? واين انت??
قالت سارية بصوت مختلط بالدموع والعتب :انا في المنرل الى جانب اولادي ..وعلي الذهاب الى المشفى الآن ..ولكني لا ادري اين ساترك اولادي ..
قالت سلفتها باستغراب :ولكن الا يسكن معك اخيك في المنزل ذاته ..
من اشد الامور ايذاء للإنسان ان يعاتب بشخص من أرحامه ..او اصدقائه المقربين ..ولكن ماذا عساها تفعل الآن ..فتنهدت ..ثم قالت :كان ..ولكنه رحل من هنا ..لديه ظروفه الخاصة ..ولا يمكنني اجباره على شيئ فوق طاقته ..
فقالت سلفتها بلهجة حانية :ها هي المدارس قد اقفلت ابوابها ..وهذا في صالحك ..لذلك احضري الاولاد الى منزلي وانا ساقوم بالاهتمام بهم ريثما تشفى منال باذن الله ..ولا تقلقي بشانهم فانا اعتبرهم كاولادي ..وسيتسلون معا ..
ففرحت سارية كثيرا لسماعها هذا الاقتراح ..وشكرت الله لانه يهيئ الامور للانسان دون ادراكه ..وعلينا التوكل عليه دائما فهو خير من يحل امورنا ...
وبعدها قالت :لا اعلم كيف اشكرك ..انت انسانة رائعة فعلا ..حماك الله ..
وشعرت براحة غريبة وبعدها اكملت: حسنا ..ساتوجه حالا الى منزلكم ..
وبالفعل فقد جهزت سارية اغراض ولادها ..واعطتهم قائمة من التحذيرات.. وبعدها اتجهت الى منزل عمهم…بعد ان طلبت سيارة الاجرة ..وعندما وصلت الى هناك ..استقبلها الجميع بحفاوة ..وصرخ اولاد العم مرحبين باولاد عمهم الذي استشهد ..وانتقلوا الى غرفتهم الخاصة ..اما سارية فقد احتضنتها سلفتها ..وبداتا تبكيان معبرتين لبعضهما عن مشاعر المحبة والألفة ..وبعدها قالت
سارية :لا اعرف كيف اشكرك ..!!!
فقالت لها: ششششششش لنفرض ان المعادلة كانت معاكسة ..الن تحتضني اولادي ??
قالت سارية :طبعا طبعا!!
وهنا تدخل سلفها قائلا :هؤلاء اولاد اخي ..ولن نتركهم في الشارع ..ولكن يا سارية اخبريني هل لديك المال الكافي لعلاج منال ??
فاطرقت راسها ارضا وقالت :الله يدبر الامور ..
فتململ بحركاته ..ثم داعب لحيته ..وبعدها قال :ليتني املك المال ..ولكنك تعلمين حالتي المادية !!!وقد اساهم بجزء بسيط فقط ..
فقالت له مطمئنة اياه:يكفي انكم احتضنتم اولادي ..والله كريم جدا ..وساجد مخرجا باذنه ..
ثم ذهبت الى غرفة اولادها وودعتهم واحدا تلو الآخر ..وانطلقت الى المشفى التي تبعدكثيرا عن منزل سلفها ..وعندما وصلت الى الحديقة ..ناداها احدهم قبل الدخول الى المبنى...انه هادي ..فاجابته بسرعة :ماذا هناك ??
قال لها :ابنتك نائمة الآن ..وكنت بانتظار عودتك ..اخبريني هل هناك خطب ما ..ولماذا خرجت بتلك الطريقة ??
قالت وهي تحاول الدخول الى المبنى متلهفة لرؤية ابنتها :لا شيئ ..شكرا لسؤالك ..
ثم اكملت طريقها متوجهة الى غرفة ابنتها ..التي فتحت عينيها مع دخول امها ..فابتسمت لها وقالت: كم الساعة الآن يا امي ??
قالت امها: انها العاشرة لماذا ..
قالت منال: ياالهي!!! نمت كل هذا الوقت دون ان أشعر ..وسالت للممرضة عنك ..فاخبرتني انك ذهبت لتحضري بعض الاغراض .
قالت سارية :نعم ..هذا صحيح يا نور عيوني ..هل اتى احدهم الى الغرفة غير تلك الممرضة ..
قالت سارية :اظن ان احدهم اسمه هادي ..اتى الى هنا ..وسالني بعض الاسئلة ..من اجل ان يملأ السجل الذي يخصني..
فرفعت سارية حاجبيها مستنكرة ثم قالت لنفسها: لكني دونت المعلومات المطلوبة في السجل ..
ثم نظرت الى منال وسالتها :ماذا سالك ??
قالت لها :عمري ..وعدد اخواني ..واستشهاد والدي ..وعمرك انت وووووو هكذا ..
فقالت سارية لنفسها :هذه اسئلة عادية ..لقد اسأت الظن بالرجل ..
وماهي الا دقائق ..حتى دخل الطبيب المختص لحالة منال ..وقام بفحصها ..ثم قال لسارية :غدا ستكون الجلسة الاولى من العلاج ..فجهزي نفسك وجهزي ابنتك ..
فنظرت منال الى والدتها متسائلة ..فقالت سارية: لا شيئ مخيف ..اليس كذلك ايها الطبيب ..
فابتسم قائلا: نعم نعم بالطبع ..
وخرج من الغرفة ولحقت به سارية ..وسالته بعينين ذابلتين : هل هناك الم ..??
ثم اطرقت راسها ارضا واكملت: وامل???
