رواية الارملة الفصل السادس عشر16 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️الارملة❤️

الجزء السادس عشر ..


فنظر اليها هادي بحنان وقال لها دون السيطرة على كلماته: اتمنى لهاتين العينين ان تبرقا بالفرح والسعادة ..فالحزن لا يليق بهما ..


وشعرت سارية بالاحراج ..ولم تعرف ماذا تقول له ..فتذكرت شيئا ما وسالته: هل كميات الدم التي تحتاجها منال جاهزة?? 


فلوى شفتيه قائلا :كلا ..


قالت له: اذن انا ساتبرع لها ..وساسال اقاربي ان كانوا يستطيعون ذلك ايضا ..


فقال لها بقسوة: انت لا يمكنك التبرع فحالتك لا تسمح لك ..وستؤذين نفسك ..وسارى ماذا يمكنني ان افعل لاؤمن لنا الكمية التي تريدها ..


فاطرقت راسها ارضا وقالت :آه كم اشعر بالنفور من هذا العالم عندما ارى ان ابنتي قد فقدت شعرها ورموشها ..فمند بضعة ايام كنت اراقب اهدابها ..واتعزل 

برموشها ..اما اليوم فقد خسرتهم ..ولا ادري ماذا يخبئ لها الزمن بعد ..مسكينة ابنتي ..ليتني كنت مكانها ولم ارها تعاني مما تعانيه يوما ..


فقال هادي :هذا امر طبيعي ..وباذن الله عندما تستعيد عافيتها ستستعيد شعرها ورموشها لا تقلقي ..


فابتسمت بحزن وقالت: اتعلم ان ابنتي كانت تحب الشعر الطويل… وترفض ان اقصه لها ..ولكنها خسرته عنوة ..


فهز راسه وقال لها: عليك ان تكوني قوية يا سارية ..ولا تظني انك فقط من تعانين من هذه المشاعر المتناقضة ..انظري الى المشفى انه مليئ بالمرضى ..فاحبسي دموعك لانها لن تنفعك ..وتؤذيني ايضا ..


وعرفت سارية ان هادي يكن لها مشاعر خاصة ..وتحسست ذلك من صدق نبرته.. ولكن هذا ليس وقته الآن ..لذلك تركته على عجل وعادت الى غرفة

 ابنتها التي طلبت منها ان تقوم باخذها في جولة في ارجاء المشفى لانها تشعر بالملل ..وبما ان طلبات الاميرة كانت مجابة ..وضعتها على الكرسي المتحرك ..وبدات رحلتها في ارجاء

 المشفى ..ولاحظت منال ان الاطفال جميهم بدون شعر ولا رموش ..فقالت لامها التي

 لم تسمح لها بامساك المرآة لتدرك انها هي ايضا مثلهم ..حيث قامت بربط راسها ايضا بقماش سميك حتى لا تتحسس يداها جلدة راسها ..:امي ما بال هؤلاء الاطفال بلا شعر ??


فقالت لها منال وقلبها يعتصر من الالم :ايهما تفضلين ..ان تخسري شعرك ..وتتحسن صحتك ..ونخرج من هنا ..ام تبقي في المشفى ..وانت تحافظين على شعرك ..


فاجابت منال بدون تفكير :ان اخسر شعري واعود الى المنزل طبعا ..لقد مللت هنا يا امي ..واشتقت الى كل زاوية من زوايا المنزل ..


فامسكت سارية يديها الصغيرتين ..وخانتها دمعتها ..فقالت لها منال: انا بخير ..لا تبكِ… اشعر بعذاب الضمير عندما ارى دموعك.. 


ووقع نظر سارية على اللون الازرق في يدي منال من اثر وخز الابر ..والمغذي. ..فزاد هذا المشهد من هطول دموعها ..وقالت لنفسها ;يا الهي لم ارسم لابنتي

 هذا المستقبل المدمي للقلوب… بل لونت مستقبلها بالوان الامل ..كنت اريدها ان تكمل دراستها..وتتزوج ..وافرح بها وباولادها ..ولكن الحمدلله على كل حال ..


ثم قامت بعد ذلك بطبع قبلة على جبينها ..وكان هادي يراقبها من البعيد ..وتخيلوا لعنة الاعجاب ..لقد اعجب بحزنها ..وتمنى لو انها تخصه بصفة رسمية

 حتى يقف الى جانبها دون حواجز ..ويمسك لها يدها ويضعها على قلبه ليخبرها ان كل نبضة من نبضاته تنادي باسمها ..ولكن الوقت غير مناسب الآن ..فهي مشغولة باحزانها ..وقلقها على ابنتها ..


وكان في نظام مصرف الدم ..انه يجب التبرع عبر ثلاثة اشخاص ..ويكون  اثنا عشرة كيسا من الدم احتياطي ..وعاد هادي ليحذر سارية مرة اخرى

 من التبرع لان اظافرها بيضاء  مما يدل على تعبها وارهاقها ..وقلة غذائها.. وانشغالها بابنتها ..وكانت قد ملأت الاستمارة بغية التبرع ..فقام بتمزيقها ..وقال لها: لا تقلقي ساتحدث مع مدير بنك الدم حتى يؤمن لك الأكياس..

 

فقالت له بعد ان ابصرت الحاحه انها ستتصل بالاقارب علهم  ياتون ويتبرعون ..وبالفعل قامت سارية بالاتصال باقاربها ..ولكنهم جميعهم رفضوا 

تحت حجج معينة فذاك لا يستطيع الذهاب الى المشفى بسبب الحرب ..وآخر مشغول مع زوجته ..وأخر يخشى ان يتعرض لسوء وهكذا ..ولم ياتِ احدهم ليربت لها على كتفها ويخبرها

 انه الى جانبها ولو بالكلام ..فكانوا يكتفون بالاتصال بها وسؤالها حتى يرفعوا اللوم

 عن انفسهم ..وبينما كانت تتحدث الى الهاتف معهم ..سمعتها احدى النساء وهي تمربالردهة ..فاقتربت منها وقالت لها: حفيدي مصاب بهذا المرض وادرك جيدا ما تعانيه.. ولكن لا تقلقي ساساعدك بتامين المتبرعين ..


وقامت مباشرة بالاتصال بولدها ..واخبرته ان ياتي الى المشفى فورا للتبرع ..ورحب كثيرا بالفكرة ..وطلبت منه ان يحضر صديقه ايضا ..وما تبقى الا شخص واحد ..وقررت سارية ان تكون هي المتبرع الثالث

 بالرغم من حالتها الصحية واصرت على ذلك ..ومن حسن او سوء حظها ان هادي اضطر للخروج من المشفى ..فذهبت وتبرعت في غيابه عبر الموظف البديل ..وبالفعل فان تحذيرات هادي كانت محلها حيث شعرت ان روحها تكاد تخرج من جسدها ..وقالت للموظف: يكفي ارجوك ..اكاد اموت ..


فقال لها :ما كان عليك التبرع ..


فاجابته :روح ابنتي اهم من روحي ..

                  الجزء السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>