رواية الارملة الفصل الحادى عشر11 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️الأرملة❤️..

الجزء الحادي عشر ..


قالت الطبيب بوجه عبوس ..اما الالم فانه سيخترق جسدها لا محال ..انه السرطان الخبيث الذي يفتك بجسد تلك المسكينة ..اما الامل ..فالامل بالله دوما.. ولا يمكنني اعطاؤك النتيجة الا بعد العلاج ..فهناك مرضى قد شفاهم الله ..وهناك من…

 

ثم صمت للحظات ..وانتبه لنفسه كيف جرح مشاعر الامومة ..ولكن لابد من معرفتها الحقيقة وان كانت مرة… 


وفي اليوم التالي ..تعرضت منال لاول علاج كيميائي ..وما اصعبه من علاج ..فقد بدات تشعر بالغثيان ..وانها في دنيا غير دنيا ..وامها تراقبها بصمت ..وابت دموعها الا ان تتكلم ..وقالت لنفسها: كنت اظن ان فقداني لزوجي من اصعب الامور التي تعرضت لها في حياتي ..ولكن فقداني لمن هو حي اصعب بكثير ..ليتني مت ولم ارَ ابنتي تعاني ما تعانيه…

 

وتراءى الى ذهنها مباشرة انها استطاعت ان تدفع تكلفة العلاج الاول ..من المال الذي ادخرته ..وماذا ستفعل بعد ذلك ..وهي التي امضت عمرها دون ان تطلب من احدهم ولو فلسا واحدا ..ولكن هل ستضرب زهرا يربحها الجائزة الكبرى ..لا بد من ان تفعل شيئا ما حتى تحضر المال ..وخرجت لتتمشى في الردهة ..بعد ان خلدت منال الى النوم ..وكان ذلك بعد منتصف الليل ..وقد غادرها النعاس لحزنها وتفكيرها ..وفجاة رات احد الأشخاص نائما دون غطاء هناك لانه يمنع النوم الى جانب المرضى للرجال ..وما هي الا لحظات حتى جاءت زوجته وهي تقول له: سالم ..سالم ..استيقظ ..اريد قارورة ماء لو سمحت ..


ففتح سالم عينيه بتثاقل ..ثم قال بحنان: حاضر ..انا ذاهب الآن ..كيف حال ابنتنا ..


فتنهدت المراة وقالت: انها تهذي ..انا قلقة عليها كثيرا ..


فاجاب سالم بعد ان امسك يد زوجته :لا تقلقي يا عزيزتي ساذهب لاكلم الطبيب ..


ثم مسح لها دموعها ..وبعدها غادر المكان ..

كانت سارية تراقب هذا المشهد وهي تشعر بالغبطة.. فزوجها ليس الى جانبها ليتحمل المسؤولية عنها ..ولا ليحتضنها ويمسح دموعها ..ويخفف عنها آلامها.. لقد رحل وتركها وحيدة تعاني في هذه الدنيا ..وفجاة سمعت  صوت المراة تسالها :ما بك يا اختي ??


قالت سارية :لا شيئ لقد شعرت بالملل ..فخرجت من الغرفة ..علي ارفه عن نفسي  ..


قالت المراة :هل احد اقربائك مريض ..


قالت سارية بعد ان تنهدت :نعم ..ابنتي .

.

فسالتها المراة :عذرا ولكني منذ فترة وانا اراك وحدك ..اليس لديك اقارب واين هو زوجك ??


فقالت سارية بحزن :زوجي استشهد ..واقاربي لا يستطيعون المجيئ الى هنا بسبب الحرب ..فانا انتمي الى طائفة مغايرة عن هذا البلد ..وانت تعلمين التحيز ..لكنهم يتصلون بي يوميا للاطمئنان عنها ..


فقالت المرأة :شفاها الله وعفاها… ولعن الحرب التي افقدتنا احبائنا واخلاقنا وانسانيتنا ..اعتبريني كاخت لك هنا ..وان احتجت لاي شيئ فنادني مباشرة ..اسمي حلا ..وانت ..?


قالت :انا سارية ..ويكفيني لطفك ..


وبعد لحظات وصل سالم ..واعطى القارورة لزوجته ..ثم التفت الى سارية وقال: اهلا اختي… هل تحتاجين الى اي شيئ ..


فقالت له مباشرة :شكرا لك ..


وبعدها انصرفت الى غرفة منال ..وتمنت لو تجد زوجها هناك ..و هو يحادث ابنته ..ويخفف عنها آلامها ..ثم يلتفت اليها ..ويبتسم لها ..ولكن هيهات ..الموت لا يسمح لابنائه بالعودة الى الدنيا ..الا بسبب الذكريات التي تجمعهم مع الأحياء… وتبين لسارية ان تخيلاتها ما هي الا سراب ..فبدات تنظر الى ابنتها وتحدق بملامحها ..وهي جالسة على كرسيها ..حتى خلدت الى النوم هي ايضا ..ولم تستيقظ الا على صوت هادي ..الذي قال :انا آسف سيدة سارية ..ولكني المسؤول عن تمريض منال ..وعلي ان اراقب وضعها ..


قالت له وقد بان على وجهها التعب والاستياء.:حسنا تفضل.. 


وكان هادي يتعامل مع منال برفق شديد ..ويخصصها باهتمامه ..ومن الواضح انه معجب بسارية… ولكنها لم تكن تلتفت لتلك الامور وهي في خضم مواجهتها لمرض ابنتها ..وما زاد من عذابها اكثر هو كيفية احضار المال… وخرجت من الغرفة ..تاركة هادي وابنتها ..ونزلت الى حديقة المشفى علها تتنفس هواء منعشا… وتجد حلا لازمتها المالية ..وكان هادي يراقبها من النافذة ويتحسس وجعها ..وهو نفسه لا يدري لماذا هو منجذب اليها ..وفجأة رن هاتفه ..وكانت زوجته… فقال لها غاضبا :ماذا تريدين… وماذا لديك بعد من النكد ..?


قالت زوجته بضحكة شيطانية :اريد الطلاق ..وساترك لك الصبي ..فقد اجد نصيبا افضل منك ..


قال لها :اي ام عاقلة تترك ولدها من اجل مصلحتها الشخصية ..لن اطلقك واجرح قلب ولدي بهذا ..


قالت له باستهزاء: اذن ساتصرف على اني مطلقة… وانت تحمل النتائج ..بالنسبة لابنك… يمكنك ان تاخذه معك الى المشفى طالما ان جدته قد اراحها الله من رؤيتك ايها المعتوه ..


ولم يرد هادي ان يزيد الامر سوءا… لذلك اقفل الهاتف ..وراح ينظر الى سارية ويقارن فيما بينها وبين زوجته كأم…

                 الجزء الثانى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>