رواية❤️الارملة ❤️..
الجزء التاسع عشر والاخير ..
فقامت سارية باقفال الهاتف بدون ان تجيبه او تعطيه املا في موافقتها ..ثم بدات تتذكر كيف امضت ايامها في المشفى… .وكيف وقف الى جانبها في اصعب لحظات حياتها ..وبالطبع فان منال لم تفارق مخيلتها وهي تتحدث عن هادي بلطف ..فهي قد احبته لحسن تعامله معها ..وكانت تفرح لرؤيته ..لو كانت حية هل كانت ستشجع
والدتها على هذا الزواج ..ثم بدات تنظر الى اولادها واحدا تلو الآخر .وهي تتخيل ماذا ستكون ردة فعلهم لو عرفوا ان امهم ستتزوج ..ولكنها بالطبع لن تتركهم ..فكان طلب هادي
ان يقوم باغداق حنانه عليهم ..وهذا يعني انه لا يرفض وجودهم ..ثم قالت لنفسها: اوووه كم انا مجنونة ..كيف اسمح لنفسي بالتفكير بهذه الطريقة ..وهل لا زلت صغيرة على الزواج ..وهل سيتقبل الاقارب هذه الفكرة ..
وقطع حبل افكارها اتصال هادي مجددا ..ولكنها لم تجب على الهاتف لانه ليس لديها جوابا مناسبا ..فارسل اليها رسالة: اعلم بما يجول في خاطرك ..وادرك انك بحاجة الى من يقف الى جانبك ..انت بالطبع تفكرين
في ردة فعل الاقارب ..ولكن اخبريني اين كانوا عندما كنت بحاجة اليهم… وبالنسبة الى عمرك ..فهذا امر عادي ..ومن هم في جيلك لم. يتزوجوا بعد ..فارجوك لاتحرميني وتحرمي نفسك من هذه الفرصة ..فانا بحاجة الى وجودك وانت كذلك ..
قرات كلماته المقنعة ..اضافة الى انه يحظى باهتمام خفي في قلبها ..وبدات تفكر بجدية في طلبه ..ومع هذا فهي لم تجبه ..واعطت لنفسها فرصة اخرى في التفكير ..لان هذا القرار لا يؤخذ بثوان ..وقد يستغرق شهورا لتتقبله ..
وفي تلك الليلة ..وبينما كانت سارية تقوم باطعام اولادها ..فاجاها سؤال ابنتها الصغيرة التي قالت لها: امي ..الى اين يذهب الموتى ..
فاستغربت سؤالها وقالت لها: الى السماء.. لماذا??
قالت ابنة الثلاث سنوات بصوت متقطع: اريد بابا ..اريد منال ..
فقالت سارية لنفسها: ايعقل انها لم. تنسَ اختها ..يا لهذه المشاعر الرقيقة ..ولكنها بالطبع لا تتذكر والدها ..ولا تعرف شكله الا عبر الصور ..
وفجاة رن جرس الباب ..وكان والدها ..فاستقبلته بحفاوة ..فقال لها: لم. آتِ الى هنا لارى استقبالك يا ابنتي ..ولكني اتيت لاطلب منك الذهاب الى منزل زوجك ..فليس من اللائق ان تسكني وحدك هنا ..
فقالت له بنبرة واثقة وهذا ليس من عادتها :ولكني لست وحدي ..فابنائي معي ..ولا داعي لهذا الكلام ..ولا تنسَ اني بعت المنزل ..
قال لها بغضب: يمكنك استرجاعه ..لان عماد لن. ياتي ليسكن معك مجددا ..وخاصة ان زوجته لم تعد قادرة على الانجاب بعد اجهاضها المتكرر ..فهو مشغول بها ..
قالت له: اخيييي ..غريب هذا الاسم ..انا وحيدة ياابي في هذا العالم… وليس لي الا اولادي ..اخبرني ماالذي قدمته لي الاعراف التي تتغنون بها ..وهل وقفتم الى جانبي في محنتي ..ام انكم لا تتذكرون ان لكم ابنة الا حينما تريدون ..انا آسفة ..سابقى في منزلي فانا مرتاحة هنا..
قال لها: اذن تعالي واسكني معي في المنزل ..
فقالت له: لماذا ??حتى اصبح خادمة لزوجتك واولادها ..لقد مللت اهمالكم وتحكمكم بي ..دعوني اعيش بسلام ..
قال لها: منذ متى وانت تتحديني ..هل جننت.. اقسم باني ساغضب عليك ..وسترين ابا آخر ..
فقالت له: حسنا ان كان الامر كذلك ..فانا سانتقل الى منزل زوجي ..كما تريد ..ولكن ليس المتوفى ..
فحدق بها جيدا ..ثم قال لها: لا بد وانك جننت ..هل ستتزوجين ولم يمضِ بضعة اعوام على وفاة زوجك ..وانت في هذه السن ..
فاغمضت عينيها بحزن وقالت: هذا الذي لا تريدني الزواج به ..وقف الى جانبي وانا بامس الحاجة اليكم ..ليت منال حية لتخبرك بما فعله من اجلنا ..
فقال بسخرية: هل ذهبت الى هناك لعلاج ابنتك ام لتعشقي يا سيدة سارية ..
فهزت راسها وقالت له: لو لم تكن والدي لاسمعتك كلاما آخر ..
فخرج من منزلها غاضبا ..لتتصل بهادي وتخبره بموافقتها على الزواج ففرح لذلك كثيرا ..ووعدها انه سيكون نعم الزوج ..لانه راى فيها صفات جميلة هي نفسها لم تكن ملتفتة اليها..
فقالت له: ولكن اهلي غير موافقين على الزواج ..وخرج ابي غاضبا لتوه من هنا ..
فضحك وقال لها: انها الاعراف ..ولكنك المسؤولة عن نفسك ..وبعد زواجنا بفترة .. سيقوم بتقبل هذا الامر وخاصة عندما يراك سعيدة ..
واقفلت الهاتف ..ليتصل بها سلفها ..فتجيبه مباشرة ..ليقول لها: لقد اخبرني والدك انك تريدين الزواج يا زوجة اخي ..
قالت له: نعم ..ساتزوج وهذا حقي ..والاولاد سيكونون معي ايضا ..
قال لها: لقد صدمت عندما سمعت هذا الخبر ..ولم اتوقع منك ابدا هكذا فعل ..
قالت له: اولا اشكرك على وقوفك الى جانبي .واستقبال اولاد اخيك في المنزل ..عندما كنت في المشفى ..وهذا لا يعني انه لديك الحق في التحكم بتصرفاتي ..
قال لها: اذن عليك ان تنسي ان لك سلفا ..وسانبذك من عائلة اخي ..
وبدات سارية تسترجع ايامها الماضية ..وادركت جيدا انها لن تستطيع اكمال حياتها بدون ان يكون هناك رجلا الى جانبها ليحميها من براثن هذا المجتمع
الظالم ..وبعد فترة تزوجت بهادي الذي نفذ وعده لها ..وعامل اولادها معاملة جيدة ..وهي ايضا اعتبرت ولده كولدها ..وشعر معها بحنان الام الحقيقي ..ولم يمضِ سنة واحدة ..حتى بدا والدها يتقبل الامر ..ولكن دون زيارتها ..فكانت تقوم هي بذلك من باب صلة الرحم ..اما سلفها فاشتاق الى اولاد اخيه ..واضطر بعد مضي كل تلك الايام ان يتواصل معها ليراهم ..ولكنه بقي متجهم الوجه كلما يراها ..اما هي فقد استقالت من مسؤوليتها الصعبة ..وامضت كل وقتها في الاهتمام باولادها وابن زوجها الذي ظن انها والدتها الحقيقة ..وهكذا كانت حياتها سعيدة لانها اتخذت قرارها الذي يناسب ظروفها ..
وفي النهاية اقول لكم انه علينا ان نرحم الارامل واليتامى ..فهم بشر يشعرون كباقي الناس ..ويحزنون ويفرحون ..وبحاجة الى من يقف الى جانبهم دوما ..وعلينا اعطاؤهم فرصة ليتنفسوا ..ويعيشوا بسعادة ..ولن يفهم هذا الاحساس الا من عاشه ..
النهاية
