رواية الارملة الفصل السادس6 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️الارملة ❤️..

الجزء السادس ..


فلوت نيرمين شفتيها قائلة :انت تسيطر على مشاعري بطريقة ذكية ..وتجعلني انفذ طلباتك بحجة حبي لك ..وهذا نقطة ضعفي ..فلك ما تريد ..ولكن ان تعدى الزمن الاسبوع ..فلا اعدك خيرا ..لاني امراة حامل ..ولا اقدر على تحمل تلك الأعباء وحدي ..


فداعب وجنتيها قائلا: حسنا حسنا ..المهم ان تعود اختي وتشفى منال ..اتعلمين انا اشفق عليها كثيرا ..فهي لا تستحق ما يحدث لها.. 


فقالت نيرمين لنفسها :هي واختك تستحقان كل شر ..والله اعلم ماذا اقترفتا حتى حل بهما ما حل ..والآتي اعظم ..


ولكن مهلا يا نيرمين ..من سمح لك ان تقرري ان كان هذا عقابا لسارية وابنتها او اختبارا ..او امرا عاديا قد يمر به اي انسان ..فلست انت  ولا غيرك من يحق له التدخل في شؤون الله ..هو وحده اعلم بالعقاب والثواب ..والانسان ليس له الا الظاهر… فاعرفي حدودك ..وتادبي مع الله ..لانه ليس جزارا انما هو ارحم الراحمين !!!


اما منال تلك الوردة الذابلة ..والتي يفوح منها عطر الامل رغما عنها ..فقد اعطاها الطبيب ثلاثة اكياس من الدم عل الكريات تجد التوازن فيما بينها ..ولكن هذا لم يحصل مع الأسف ..حيث ساءت حالتها ..وبدات تنزف من انفها ..وتخسر من وزنها ..واصاب الورم بطنها ..وعندما راى الطبيب ذلك بعد ان كشف عليها ..طلب من سارية ان تلحق به الى غرفته حتى يشرح لها وضعها الغير مطمئن ..ولحقت به وفي ذهنها يدور الف سؤال وسؤال فهي لاحظت ان ابنتها لا تستجيب للعلاج بل على العكس ..ولكنها صبورة    ومستسلمة ..ربما لانها في المشفى ..وفي ذهنها ان هذا بسبب العلاج ..وانها ستشفى قريبا ..اما الطبيب فقال لسارية :ان وضع ابنتك يزداد سوءا ..وجسمها لا يتفاعل مع الدم الذي وضعوه لها ..وهو يرفضه ..والكريات الحمراء ترفض ان تتكاثر في جسدها ..حتى ان نخاعها الشوكي يرفض ايضا افراز خلايا جديدة ..


وتذكرت سارية انها قرات مقالا ذات مرة عن هذه العوارض التي تصيب الانسان ..مما يدل على اصابته بمرض اللوكيميا (سرطان الدم)..فقالت للطبيب بلهفة وخوف وتساؤل :اللوكيميا??!!!! على ما اظن!! 


فتنهد الطبيب ..ثم نظر اليها بوجه قلق :اظن ذلك ..ولكن علينا التأكد ..لذلك يجب نقلها الى مشفى آخر مختص بهذه الأمراض ..


فاغمضت سارية عينيها ..وتمنت لو انها لم تسمع هذا الكلام عن فلذة كبدها..  انها فتاة في الثالثة عشر من عمرها ..ايعقل هذا ..رباه !!ما هذا الاختبار الصعب ???ولكن مهلا ..هي والطبيب يتحدثان عن ظنون ..وعليها الذهاب الى المشفى المختص للتأكد من صحة ظنهما ..ربما يكون هناك املا لا يتعدى نسبة العشرة بالمئة ..ولم تتمالك نفسها  امام الطبيب ..وردت يدها الى فمها ..وبدات تبكي بحرقة ..حتى تبللت وجنتاها  بالدموع ..يا لعاصفة هذا الخبر على نفسها ..جعلها تمطر دموعا فقط ..ولو امكن لجسدها ان يمطر دما لامطر في تلك اللحظات ..وتركها الطبيب لمدة لا تتعدى الخمس دقائق ..وقد اشفق عليها وعلى ابنتها ..وكان يحمل القلم بين يديه ..ويلاعبه باصابعه ..فرماه ببطء على المكتب ..وهو ينظر الى المراة التي امامه ..ولا يستطيع ان يخفف   عنها ..او يكذب عليها ..ويخبرها ان ابنتها بخير ..فهذا سيؤذي منال حتما ..وما كان منه الا ان قال بجدية :اسمعيني يا اختي ..الدموع لن تنفعك ..صدقيني ..وعليك ان تكوني قوية حتى تتخطي هذه المحنة ..وعليك ان تنقلي ابنتك الى المشفى المختص في اسرع وقت ممكن ..فربما يكون هناك علاجا ..ولا تنسي الامل بالله دوما ..


فتنهدت ..واخرجت من قلبها زفرة الالم ..ومسحت دموعها ..ثم قالت بصوت مخنوق :حسنا ..معك حق ..واشكرك على تعاونك معي ..


ثم خرجت من الغرفة ..وهي تشعر انها في دنيا غريبة ..وحاولت ان تعدل من شكلها حتى لا تلاحظ عليها منال ذلك ..ولكن القلب المقهور لا يعلم بمدى عذابه الا الله وصاحبه ..فنحن نحاول اصلاح مظهرنا الخارجي ..ولكن الاحزان تحتلنا رغما عنا عندما نكون عاجزين عن ايجاد الحلول في مثل هذه الحالات ..ووصلت الى غرفة    منال التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر ..وفمها مزركش بقطرات من الدماء.. فقالت لامها: ما الذي كان يريده منك الطبيب ??هل سنخرج اليوم ..لقد اشتقت الى اخواني والى المنزل والى اصدقائي ..اشتقت ان اتناول طعاما لذيذا ..ونلتف حول المائدة فنتمازح ..ونمرح ونلعب ..


وتمالكت سارية نفسها ..واحتاجت الى قوة كبيرة استمدتها من الله ومن الرضا بقضائه ..وقالت لها: سنعود الى المنزل حتما يا صغيرتي ..ولكن ليس الآن ..لاننا سنذهب الى مشفى آخر ..اجدر من هذا ..ويحتوى على اطباء مهرة ..اريدك ان تعودي الى المنزل وانت نشيطة ..


فقالت منال بتأفف: امي لقد مللت هنا ..فلنذهب الى المنزل ..وسآخذ الدواء هناك بانتظام !!


قالت لها: اصبري يا حلوتي ..لا تكوني لجوجة هكذا ..


واحترمت منال كلام امها ..وقال باستسلام :حسنا ..


ثم خلدت الى النوم علها تهرب من المها وواقعها المرير ..اما سارية فقد تلقت اتصالا من عماد ..وعندما اجابت كان صوتها مخنوقا قد اجهده البكاء ..فقال لها عماد: الن تعودي اليوم ?

?وكيف هو حال منال?

 

فقالت له :آه من منال ..احدثك بامرها لاحقا.. ولكن اخبرني كيف حال الاولاد الآن ..وخاصة هديل ..هل تقوم بازعاجكم ..


فسمعت صوت نيرمين تقول بعصبية :نعم ..انها تزعجنا كثيرا ..فعودي الى منزلك لاني لست خادمة عندك ..


ترى كيف ستكون ردة فعل سارية ..وهل سيكون ظنها وظن الطبيب في محله ام ان هناك مفاجآت اخرى ..هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ..

                     الجزء السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>