رواية الارملة الفصل الثانى عشر12 بقلم ليلي مظلوم


 رواية ❤️الأرملة❤️..

الجزء الثاني عشر ..


وقد ملت سارية الجلوس في الحديقة وهي تراقب المارة… وترى الاهتمام الواضح بين الاقارب ..الا هي كانت تشعر بالوحدة والالم ..لماذا كتب لها ان تعيش وحيدة مع ابنة مريضة تصرخ من الالم ولا يمكنها ان. تفعل لها اي شيئ ..ان كانت ستعيش حياتها على هذا النحو ..فلماذا خلقها الله اذن ..حتى تحرق قلب امها واخوانها واحبائها ..

ثم رفعت راسها الى السماء.وقالت: استغفر الله العلي العظيم ..ما هذه الافكار السوداء التي ترعد في راسي انها تمطر كفرا واعتراضا على مشيئة الله ..يارب ثبت قلبي على الايمان وردني اليك ردا جميلا ..


ثم انطلقت الى غرفة ابنتها ..التي كانت شاحبة الوجه ..مغرورقة العينين ..بالكاد تستطيع ان. تكلم امها ..وبعدها قالت :اشعر بالغثيان يا امي ..ما هذا الشعورالصعب ..لقد اخبرتني اني لن اتالم ..اهذا وعدك لي ??


قالت سارية بعد ان سجنت دموعها في مقلتيها :يا حبيبة قلبي ..هوني عليك ..يجب ان تقومي بهذه الجلسات حتى تشفي من مرضك ..الا تريدين العودة الى المنزل ..?


قالت منال: بلى ..لقد اشتقت لكل زاوية في منزلي ..حتى زوجة خالي اللئيمة اشتقت اليها ..ومستعدة ان  تحمل طبعها السيئ ..المهم ان اخرج من هنا ..


واقتربت سارية محاولة اصلاح الوسادة لابنتها ..لتفاجأ بوجود مبلغ كبير تحت الوسادة ..فقالت لمنال غاضبة :من الذي وضع هذا المبلغ هنا?? 


قالت منال: لا اعرف ..ولم اعِ من دخل في غيابك يا امي ..فانا مغمضة العينين دائما ...


قالت سارية غاضبة :تباااااا.. هذا ما كان ينقصني ..ان اكون متسولة في آخر ايامي ..


ثم. حملت المبلغ بين يديها وذهبت الى غرفة الطبيب المختص ..وقالت له بعتب :هل انت من وضع المال تحت الوسادة ..


فرفع الطبيب حاجبيه ..ونظر اليها باستغراب ..وكانه يريد ان. يلتهم حزنها ويفهمها انها  بحاجة الى هذا المال ..وردة فعلها هذه ليست في محلها ..وكسر صدى صراخها قائلا :كلااااا ليس انا… ولا داعي لكل هذا الصراخ ..


وفجاة. دخل هادي ..الى الغرفة ..ورأى المبلغ بين يديها ..والانكسارفي عينيها ..وكانها تقول :ان كنت ارملة هذا لا يعني ان. اكون بلا كرامة ..


وحولت سارية نظرها الى هادي… وسالته بغضب :هل انت?? 


وقبل ان. تكمل كلامها قال لها: لا لست انا ..لماذا تتصرفين كالمجانين ..هذا رزق ارسله الله اليك فارضي به ..انت بحاجة اليه واكثر ..تجاهلي الموضوع ..


فخرجت من الغرفة غاضبة ..وفي الردهة التقت بزوجة سالم فقالت لها: هل انت من  وضع المبلغ تحت وسادة ابنتي ??


فاجابتها بتجاهل: لا داعي لسؤالك ..استخدمي هذا المبلغ ..فنحن بشر وعلينا ان. نشعر باحزان بعضنا البعض ..على العموم انت بلا معيل ..وعليك   ان تشكري الله لان الدنيا لا زالت بخير ..ووجدت من يساعدك ..وكي ترتاحي لست انا من فعل ذلك ..


فتنهدت سارية ..واكملت طريقها الى غرفة ابنتها ..وبدات تفكر في ردات فعل الجميع ..الجميع انكر ان له صلة  بالموضوع ...وهي بالفعل بامس الحاجة    اليه ..وليس امامها الا ان. تعض على الجرح وتقبله ..وقالت لنفسها وهي تنظر الى المال باستحقار :تعال يا زوجي العزيز ..وانظر الى الحالة التي تمر بها زوجتك وابنتك ..آه يا لكرامتي التي هدرت ..


واضطرت ان تقبل هذا المبلغ ..وبقلبها الف غصة وغصة ..يالسخرية القدر فهي في زواجها كانت ترفض ان يساعدها زوجها ..وهذا واجبه ..والآن مضطرة لقبول هذا المبلغ وهي مغلقة فمها ..ونظرت  من   النافذة الى السماء الصافية التي ينبثق منها نور الشمس ..وشعرت انها في ليلة عاصفة دامسة ..يتخللها اعاصير من المشاعر الممتزجة التي لا تستطيع تفسيرها في تلك اللحظات ..ولم. ترد لابنتها ان. تشعر بعذاب الضمير.. لانها بطريقة او باخرى هي السبب بالموقف الذي حصل معها ..

وبعد ذلك اليوم ..وتعرض ابنتها للعلاج الكيميائي الاول. .بدا الاقارب والاهل يتصلون بسارية للاطمئنان على حالة. منال ..ولكنهم اعتذروا جميعهم    عن الحضور ..لانهم لا يستطيعون ذلك ..بسبب الاوضاع الامنية    للبلاد ..الا زوجة والدها ..واختها المقربة ..قررتا الذهاب ورؤية سارية وابنتها ..ودعمهما معنويا ..وقد فرحت سارية لقدومها كثيرا ..فعلى الاقل هناك من يسال ..ويجازف بحياته ليراها ..ومضت الايام سريعا ..وحان الوقت لان تخضع للجلسة الكيميائية الثانية ..وعندما عرفت منال بذلك شعرت بالذعر ..فهي لا تقوى حتى على المسير الى غرفة الاشعاع ..وكان هادي هو المسؤول عن تلك الامور ..فاحضر لها كرسيا متحركا ..وحملها برفق ..ثم توجه بها الى هناك ..كما ساهم في حصولها على اكياس

 الدم التي يجب ان تتجرعها ..وقال لسارية :اياك ..ثم اياك ان تقومي انت بالتبرع لها ..لان اللون الحيي قد غادر ملامحك ..وستؤذين نفسك بذلك ..وبكل الاحوال لن اسمح لك بذلك ..وهذا واجبي كممرض ..

                 الجزء الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>