رواية الارملة الفصل الثامن عشرعشر18 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️الارملة ❤️..

الجزء الثامن عشر ..


فقالت لها سارية: ما الذي تريدين قوله اخبريني.. 


فاشارت اليها انها تريد ان تشرب ..فهرعت سارية واحضرت كوبا من الماء وبدات تنهل    عليها بالماء عبر الملعقة ..وهي تحمد الله وتشكره على تحسن وضعها ولو بشكل لا يذكر ..وامضت تلك الليلة وهي تفكر ان كان هادي قد نجح باحضار اكياس الدم او وجد المتبرعين ..فانها بالطبع لن تطلبه من المتبرعين السابقين فالظروف غير مناسبة تماما ..وهم مشغولون بالعزاء.. 


واشرقت الشمس في اليوم التالي ..لتعيد النشاط الى المكان ..والملفت ان سارية سمعت تمتمة في الخارج ..ففتحت الباب لتفاجا بوجود بائعة تحمل بين يديها بعض الاغراض التي تحبها الفتيات عادة علها ترسل السعادة الى قلوبهن ومن الغريب ان هذا الشيئ مسموح في المشفى ..ووقع نظرها على عيونها فابتسمت لها وقالت لها: تعالي ادخلي ..لعلي اجد بين اغراضك ما يفرح ابنتي ..


فدخلت البائعة ..وفرحت منال لرؤيتها ..وبدات تنظر الى البضاعة بشوق ..وتشير اليها بيدها وعيونها ..ولاحظت عليها سارية ذلك ..فقالت لها: اخبريني ماذا احببت حتى اشتريه لك ..


فاشارت اليها طبعا لان صوتها قد اختفى ..بانها تريد صبغا باللون الاحمر ..


فقالت لها سارية: حاضر يا نور عيوني ..


ثم اشترت لها امنيتها ..وامسكت يدها وبدات تصبغ لها اصابعها ..وكانت تتاملها منال بابتسامة الرضا ..وبعدها اشارت اليها انها تريد ان تشرب ..فتركت الصبغ من يدها واحضرت اليها الماء ..وعيونها مبتلة بالدموع ..ثم اشربتها ..فنظرت اليها منال بحنان ..وكانها تودعها ..ومسحت لها دموعها وقالت لها بصوتها المبحوح: ارحوك يا امي لا تبكِ ..لا تبكِ..

وظلت تردد تلك الكلمات ..حتى خلدت الى النوم بنصف اغماضة عين ..وسمعت سارية   صوت انفاسها التي تدل على صعوبة في التنفس  ..وحضر الطبيب ليقوم بفحصها في تلك الاثناء.. وقال لها بصوت حزين :ابنتك تنازع يا سارية ..


وكان وقع تلك الكلمات كالرصاص على قلب الام التي امضت فترة لا يستهان بها الى جانب ابنتها علها تشفى .. ولكن ايعقل انه بعد هذا الانتظار تودعها بلمستها ووصيتها :ماما ما بقي تبكي ..


فصرخت في وجه الطبيب قائلة: كيف تموت ..ما هذا الهراء ..انقذوها ارجوكم ..


فقال الطبيب: لقد ماتت ..وليس بوسعنا اي شيئ لنفعله ..البقاء لله ..


فاحتضنتها سارية عنوة وبدات تصرخ باعلى صوتها :لا تموتي ..لا يمكنك ذلك ..لا لااااااا ارجوك ..استيقظي ..

فانا التي ربيتك بيدي هاتين ..وحملتك بهما ..ولاعبتك ..وركضت ورائك وامامك   لاستقبلك باحضاني وانت في اول تعلمك للسير على اقدامك ..لاااااااا قومي هيا ..


ثم اغمي عليها فجأة ..ولم تستيقظ الا وابنتها قد اصبحت في ثلاجة الموتى ..وبعد قليل اتصل بها هادي ليخبرها انه استطاع تأمين اكياس الدم لابنتها ..فقالت له بغضب وحزن ;ما حاجتي اليها الآن ..وقد خسرت ابنتي ..


ثم رمت الهاتف من يدها واستسلمت لبكائها ..ولم تستطع الاتصال بذويها لاخبارهم ..وهرع هادي اليها ليلقنها كلمات الصبر في هذه المواقف قائلا   لها :هذه حال الدنيا يا سارية ..فكلنا سنموت ..وابنتك ارتاحت من اوجاعها ..


قالت له بصوت مبحوح :وانا كيف سارتاح بعد موتها ..


وبعد عدة ساعات عادت سارية الى منزلها ..بسيارة الاسعاف مع ابنتها وهي كل الطريق تبكي وتبكي… حتى بكى الموظفون الذين كانوا برفقتها واشفقوا عليها ..وعندما علم الاقارب بما حل معها ..توجهوا الى منزلها ليقوموا بواجب العزاء ..فقالت لهم: كانت منال تريد رؤيتكم وهي حية ..ولست بحاجة اليكم الآن ..


فكان جوابهم :انت تتكلمين على هذا النحو لانك مفجوعة ..وواجبنا ان. نقف الى جانبك الآن ..وسنقوم بدفن الجسد الهزيل ..


فلم تجبهم سارية لان كل كلمات العتب في تلك الاثناء لا تكفيهم ..

وحضر جيرانها الذين كانوا معها في المشفى ليكملوا مسيرة. وقوفهم الى جانبها ..ومن بينهم هادي ..وقد حضر اولادها ايضا ..فاحتضنتهم بحرقة.. واخبرتهم بوفاة اختهم ..وتعالت اصوات النحيب والوداع تحت لائحة الشوق ..فهم لم يروها مند دخولها الى المشفى ..


ومرت سنة من الحزن ..ولم تفارق منال مخيلة امها التي عادت الى مهنتها السابقة لتصرف    على اولادها ..وقد فقدت معنى الفرح والابتسامة ..وكانت لا تزال على تواصل مع الذين كانوا الى جانبها في محنتها ..اما عبر الزيارات للنساء ..او عبر الهواتف للممرضين ..وعلى راسهم هادي ..الذي اتصل بها ذات يوم ..وقال لها: كيف حالك يا سارية ..


قالت له :الحمدلله على كل حال ..شكرا لسؤالك ..فها انا اصارع الحياة لاستطيع اكمال مسيرتي الى جانب اولادي ..


فقال لها: الا تحتاجين الى من يساعدك في هذه المسيرة ..


قالت له: ارجو ان اوفق الى اكمال واجبي معهم ..


فصمت للحظات ثم قال مترددا: ما رايك ان. نكمل حياتنا سوية ..فاحن على اولادك ..وتحني على ولدي 

             الجزء التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>