رواية الارملة الفصل الخامس5 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️الارملة ❤️

الجزء الخامس ..


وحاولت سارية ايقاظها مباشرة ..حيث احضرت زجاجة عطر ورشت لها على انفها… وبدات منال تستعيد وعيها شيئا فشيئا ..ولكن اللهفة لم تغادر قلب سارية ..واحتضنت ابنتها وبدات تبكي بحرقة وهي تقول لنفسها  :الامر ليس عاديا ..لا بد وان آخذها الى طبيب آخر في منطقة اخرى ..ففي هذه المنطقة لا يعرفون الالف من العصا ..


وعندما راتها منال تبكي بحرقة وتحتضنها وكانها تودعها قالت لها: انا بخير يا امي ..لماذا تبكين?? لا تقلقي فانا عفريتة ولدي سبعة ارواح لن اموت واتركك وحدك في هذا العالم ..انظري الي ..!!


ثم افلتت نفسها من حضن امها ..وبدات تراقصها وكان التعب والالم غادرها فجاة ..ربما لانها رات دموع والدتها ..وربما هي بالفعل قد شفيت وتحسنت ...


وكان عم منال يتصل دائما بوالدتها للاطمئنان على اولاد اخيه الشهيد ..بما انه اصبح بعيدا عنهم ويسكن في منطقة اخرى… وزوجته كانت لطيفة ايضا ..وتحاول التخفيف عن سارية ..بالكلام الحاني المشجع ..والجدير بالذكر ان منال اصيبت بالاغماء مرات عديدة ..وفي كل مرة تاخذها امها الى طبيب مغاير  في تلك المنطقة ..ويقولون لها ان الامر عاديا ..وهذه هي عوارض فقر الدم… وذات يوم اتصل بها سلفها ليطمئن عن احوال الاولاد كعادته ..فتنهدت وقالت له: منال ليست على ما يرام… فقد اغمي عليها عدة مرات ..وانا لا اثق بكلام الاطباء صراحة ..


فقال سلفها بلهفة :لا تقلقي يا سارية ..سآتي اليكم غدا ..وآخذها الى طبيب مختص في منطقتنا ..فمنال ابنة الغالي رحمه الله .


فتنفست الصعداء وقالت له :شكرا لك ..حماك الله وعائلتك من كل شر !!!


وكانت نيرمين تستمع الى تلك الكلمات ..وتكيد لها… وفي اليوم التالي حضرت سارية نفسها وكذلك منال ..تنفيذا للاتفاق الذي دار مع عم منال في اليوم السابق ..فنظرت نيرمين الى سارية بريبة قائلة :ما لي اراك قد جهزت نفسك وكأنك عروس جديدة ..هل انت ذاهبة الى الطبيب ام الى الزفاف ??


فاقتربت منها سارية بخطوات سريعة ثم قالت لها بنبرة قاسية :الام تلمحين ست نيرمين??


قالت بغيظ :ولماذا غضبت?? تذكري دوما ان سلفتك هي صديقتك وتتصل بك يوميا للاطمئنان عنك ..فلا تغدري بها ..


فرفعت سارية يدها .محاولة صفعها وهي تقول لها :اخرسي!!!! لعن الله تفكيرك الاسود ..ونيتك الاسوء… 


وتذكرت في تلك اللحظات انها ان صفعتها فقد تكيد لها اكثر ..لذا انزلت يدها ..ورافق ذلك وصول سلفها ..فامسكت يد ابنتها وخرجت من المنزل وهي تلعن حظها ..وتقول لنفسها :لماذا يظنون السوء بالارامل ..ان كانت زوجة اخي تتحدث عني بتلك الطريقة ???!!فماذا سيقول الغريب ..


وكان يبدو على وجهها علامات القلق والاضطراب ..فقال لها سلفها: ما بك يا سارية ..لم انت قلقة هكذا ??باذن الله سيكون كل شيئ على ما يرام ..


فقالت له: ارجو ذلك ..


فنظر اليها مبتسما واكمل: انا اعتبرك كاخت لي ..واولادك هم اولاد اخي ..فلا اريد ان ارى هذا الوجه حزينا هكذا ..


قالت له وقد تسلل الى قلبها بعض الراحة: اشكرك يا اخي ..لم تقصر… 


وبعدها بدا يتحدث عن حبه لاخيه الشهيد ..وكيف امضيا طفولتهما ....وكان الحديث عشوائي المشاعر ..تخلله الدموع والغصة من جهة ..والفخر والعزة من جهة اخرى.. الم الفراق صعب جدا لا يدركه الا من عاشه ..وقطعت عجلة السيارة تلك المسافة الكبيرة ..وكانت سارية تنظر الى منال بين الفينة والاخرى لتريح قلبها ..وترى ابنتها انها بحالة جيدة ..ومستمتعة بالنظر الى الشارع المزين باشجار عالية ..لو امكنها ان تنطق ..لنطقت بما فعله البشر في تلك المنطقة بسبب افعالهم السيئة التي تبعد عن الانسانية اكثر من المسافة التي تبعدها المشفى عن منطقتهم ..واخيرا وصلوا الى مكانهم المنشود ..وطلبوا رؤية الطبيب الذي سيتتبع حالة منال ..ويعرف سر الحالة التي تتعرض لها بين حين وآخر ..ودخلوا الى غرفته.. ونظر الى منال نظرة رحيمة ...ليبعث الاطمئنان الى نفسها ..وبعد عدة اسئلة طرحها عليها ..قال لعمها: عليكم ان تجروا لها بعض التحليلات اللازمة ..وعلى ضوئها ساحدد حالتها ..


فقالت سارية: الا تجد تفسيرا اوليا لحالتها?? 


قال لها: ليس الآن ..نتحدث بعد ان ارى نتيجة الفحوصات ..


وبعد ان اجرت منال الفحوصات اللازمة ..نظر اليها الطبيب بامعان ..وطلب منهم ام يبقوا في المشفى ..حتى يعطوها بعض الاكياس من الدم ..لان نسبة الكريات البيضاء  تتغلب على نسبة الكريات الحمراء في جسدها ..

وتسلل الخوف الى قلب سارية ..وكان عليها ان تبقى في المشفى لعدة ايام ..عندها قال لها سلفها :ساعود الى المنزل الآن لانه لدي بعض الاعمال ..وانت ابقي هنا مع ابنتك ..حتى لا نتركها وحدها ..


عندها اتصلت سارية بعماد واخبرته انها ستتغيب عن المنزل لعدة ايام ...وستعود مع ابنتها الى المنزل عل الله  يشفيها..

 وطلبت منه الاهتمام باولادها… فقال لها: حسنا حسنا ..لا تقلقي ..سابقى الى جانبهم ..وستقوم نيرمين بالاهتمام بهم ..


وكانت نيرمين تستمع الى المحادثة ..فقالت له بعد ان اغلق الهاتف :من سمح لك ان تقرر عني?? هذا ما كان ينقصني ان اكون اما لاولاد اختك .


فقال لها: وماذا بمقدورنا ان نفعل ..امر وفُرض علينا ..الا تفعلي هذا كرمى لحبنا ..?


هل ستوافق نيرمين على الاهتمام باولاد سارية ..وهل ستشفى منال هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..

                   الجزء السادس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>