رواية❤️الأرملة❤️..
الجزءالثالث عشر…
قالت سارية: ولكن ان احتاجت ابنتي الى روحي ساهبها اياها ..
فتذكر هادي كلام زوجته في تلك اللحظات وقال لنفسه :ساقوم بطلاقها ..ما حاجتي الى زوجة مثلها ..
فقالت له سارية: اين سرحت بافكارك ..
وقبل ان يجيبها رن هاتفه ..وكانت زوجته ..فقال لها قبل ان تتكلم :لك كل ما تريدين ايتها الخبيثة ..واعلمي انك لن تري ابننا ما حييت ..
فتناست سارية وجعها في تلك اللحظات وقالت له بلهفة :اجدك حنونا مع المرضى ..فكيف تسمح لنفسك ان. تحرم اما من ولدها ..عذرا على التدخل ..ولكني
اشعر بالنفور من هذه المواقف ..ارفق بقلب زوجتك ..طلاق وحرمان لولدها ..كيف ستتحمل كل ذاك ..اليس لديك احاسيس ولا مشاعر انسانية تردعك عن ظلمك…
حدق هادي بملامحها جيدا ..فالانسانية تمطر بغزارة في مشاعرها ..يا لهذه الانسانة الرائعة ..
ثم ارتفعت نبرة صوتها لتقول له: اريد ان اتبرع لابنتي بدمي… فهلا قمت بعملك ??
فتغيرت ملامحه ..وقال لنفسه :كم هي عنيدة تلك المراة… !!
ثم نظر اليها بقسوة وجدية :اخبرتك انك لا تستطيعين ذلك ..وقد قمت بتأمين الدم الذي تحتاجه ابنتك في الوقت الحالي ..وعندما يأتي غدا نفكر في هذا الامر ..ولكن واجبي يحتم علي ذلك ..ولن اسمح لك ..
فلوت شفتيها مستنكرة: غريب امرك… كان الاجدر ان تظهر مشاعرك هذه لزوجتك ..فلربما اصلحت امور منزلك ..
ثم تركته وحاولت ان تعود الى غرفة ابنتها علها ترتاح قليلا ..فاستوقفها هادي قائلا :بعد نصف ساعة تقريبا يمكنك رؤية ابنتك ..انتظريها في غرفتها وساحضرها بنفسي الى هناك…
ولم تعرف سارية في تلك اللحظات ..هل اخطأت بحق هادي ??ولماذا تجرات للتحدث معه بتلك الطريقة ..??وما دخلها هي ??ولكنها احترمها ولم
يجبها ..ولم يحاول الدفاع عن نفسه ..ولكن عليها الاعتراف لذاتها ..لقد تخطت حدودها ..وجرحت مشاعر الرجل ..وهو ليس مستعدا للنقاش ابدا .. وقام بمساعدتها ..مع ان اكثر الاهالي في هذا الطابق تراهم يجرون مرضاهم الى غرفة الاشعاع بانفسهم ..
ومضت النصف ساعة سريعا هذه المرة على عكس الزمن السابق ..لان سارية كانت شاردة الذهن وتشعر بالذنب تجاه هادي ..الذي طرق الباب ثم
دخل الى الغرفة وهو يجر منال… دون ان ينطق بحرف واحد ..ثم حملها واجلسها على السرير ..وقام ببعض التعديلات على المصل..
ولم يمضِ بضع ثوان حتى خلدت منال الى النوم ..وخرج هادي من الغرفة دون ان ينظر الى سارية حتى ..مما زاد من شعورها بالتقصير تجاه هذا
الانسان الذي لم ترَ منه الا خيرا ..واقتربت من ابنتها وبدات تراقب ملامحها الطفولية ..وتتمنى لها الشفاء العاجل ..ثم قالت لنفسها وقد تدحرجت دمعة على خديها: اخشى ما اخشاه يا ابنتي ان تموتي بعد رحلة عذابك هذه ..
وطرق الباب احدهم ..انها حلا ..التي ابتمست بمجرد ان لاقت عيونها عيون سارية ..وقالت لها بهمس :اتمنى لها الشفاء العاجل ..جئت كي اطمئن عنها ..
وخرجت السيدتان الى الشرفة ..وبداتا تتحدثان عن اوجاع ابنتيهما ..وقالت سارية :اشكرك على مجيئك وسؤالك ..
قالت حلا: هذا واجبي ..وقد نامت ابنتي ..كانت جلستها البارحة…
قالت سارية بحزن وخوف :هل ستتالم منال بعد استيقاظها ??
قالت حلا: نعم ..وستصاب بحالة اكتئاب ايضا ..ولن تستقبل معدتها الطعام ..
فردت سارية. يدها الى وجهها وقالت :ويلييييي يا للمسكينة ..لا اظن ان جسدا مثل جسدها قد يتحمل كل ذاك الالم ..
فهزت حلا راسها وتمتمت بحزن: حتى الاطفال يصابون بهذا اللعين ..ويتحملون ..ماذا عسانا نفعل ..ابنتي هي وحيدتي بالاضافة الى ثلاثة اخوة
صبيان ..وها انا افقدها شيئا فشيئا ..واجدها تقترب من الموت امام ناظري ولا استطيع ان افعل لها اي شيئ ..وانتظر معجزة من السماء علها تشفى ..
ثم نظرت الى سارية لتجد خدها مليئا بالدموع ..فقالت :امحسي دموعك يا صديقتي ..فهي لن تحل شيئا ..وارجوووك ان احتجت لاي شيئ ..فاذهبي
الى غرفتي ولا تخجلي ..لقد رايتك صامدة في هذا المشفى ..ولم ياتِ احدهم ليبادلك الدوام ..
فضحكت سارية وقالت :نعم ..هذا صحيح ..فانا لا اقوى على تركها لنصف ساعة ..وجميعهم مشغولون ولديهم ما يكفيهم من الهموم ..
ومع الاسف بدات حالة منال تزداد سوءا ..وتظهر عليها عوارض فتاكة ..وبدات الجراثيم تهاجم جسدها النحيل ..وكلما اتصل بها احدهم ليسالها عن حالة ابنتها تقول لهم :الحمدلله انها جيدة ..
ولكن في طيات كلامها حزن كبير ..فماذا عساها تقول لهم ..وكانت بين الجلسة والاخرى
تجد مبلغا من المال تحت وسادة ابنتها ..فتشعر بالذل والهوان ..ويتملكها الفضول لتعرف من هو المتبرع ..وما غايته من دفع هذه المبالغ ..هل بغية الاجر ..هل لا زالت الدنيا بخير ..وقررت فيما بينها وبين نفسها ان تعرف من هو صاحب او صاحبة القلب
الطيب !!!وكان على منال ان تخضع لجلسة علاج جديدة ..وهنا خططت سارية لتعرف من هو المتبرع ولماذا ?ومتى يجد الوقت ليضع المال خفية ..
