رواية المصير الجزء الاول1والثانى2 بقلم ملك


 رواية المصير

الجزء الاول الثاني

يعيش عبدالسلام وزوجته الزهراء حياة سعيدة وكانا زوجان  تقيان على قدر  حالهما يعيشان حياة بسيطة ما خلت يوما من سعادة وهناء.  وكان يقطنان في بلدة ساحلية ولهما ياسر و  سمر وكانا يفيضان من الحسن والجمال  وكانا محل إعجاب من أهل البلدة  نظرا لأخلاقهما و تربيتهما 

عبدالسلام يعمل في مكتب  الإبحار مراقبا لمراكب الصيد والسلع . كان عمله شاقا حيث يراقب دخول وخروج المراكب يوميا .

أما الزهراء فهي ملازمة البيت مع أبناءها تقوم بتربيتهم وترعى شؤونهم 

كان ياسر طالبا  في السنة النهائية 

يختص شعبة العلوم كان يحلم أن يكون جراحا لانه عايش مرض أمه المزمن فألزم نفسه بوعد أن يصبح طبيبا مختصا حين يرى عذاب أمه وصراعها مع المرض وكان يلازمها  في كل نوبة وفي بعض الأحيان كان يتداوم هو و  أخته الليل الطويل ساهرين على خدمتها و عافيتها.أما سمر فكانت في الصف الثاني وتصغر أخاها بسنوات.وأحبت أن تدرس الأدب وكانت تعشق فن المحاماة أنهى ياسر أخر السنة متفوقا مما جعله يختار بعد ذلك سلك الطب و التمريض. 

وكان هذا الإختصاص إلا في  كليات العاصمة مما سيحتم عليه مغادرة بلدته في السنة المقبلة وما كان يشغل باله إلا أمه التى تصارع المرض ومن ليلة الى أخرى كان يتربص بها.

 وبعد مرور الشهور ،حان الفصل الدراسي الأول لم يخطر على باله يوما ان يترك خلفه أسرته  الصغيرة التي ستعيش حزنا كبيرا لأنهم لم يفارقوه للحظة واحدة وكان قلب أمه يتقطع على فراق إبنها ولكنها كانت تدرك بأن سيكون له مستقبلا حافلا بالنجاح

سهر تلك الليلة بطولها مع العائلة وكان الجو مشحونا بعض الشيء لم تصدق الأم بأن إبنها سيبيت خارج أسوار أحضانها أما عبد السلام فلزم غرفته التي كانت مظلمة ليتستر على دموعه .كانت سمر تهيىء حقائبه في دهشة وكانت تجهش بالبكاء لم تتصور فرقة  أخيها الذي كان يوصلها كل يوم للمدرسة وكان لها المؤنس والمرشد 

شق ياسر طريقه للعاصمة طالبا للعلم مشمرا على ساعديه بالجد والمثابرة قاطعا وعدا لوالديه بالنجاح والحصول على الشهادة العليا في مجال الاختصاص الذي يتمناه .بقي ثلاثي العائلة يعودون أنفسهم على غيابه كان ابوه مهموما طوال الوقت وأمه كانت كل ليلة تحضن وسادته حتى تنام أما سمر  لم يكن حالها مختلفا عن والديها فكانت تجلس في غرفته تكلم صورته المعلقة على الحائط كمجنون لا يعي ما يفعل .

عاشوا حالة صعبة لغياب إبنهم ومع الأيام خمد ذلك القلق وانطفىء ذلك الشوق تقريبا وعادت الحياة الى طبيعتها

 تمكن الولدان من إجتياز العام الاول فمابقي لسهرالا سنةواحدة  وأخيرة للالتحاق بالفصل الثانوي أما الفتى فمازال المشوار طويلا وشاقا. 

كان ياسر في الجامعة يتقاسم غرفة هو وزميله بسام وهما  من نفس البلدة

كانا يدرسان مع بعض .في وقت الفراغ يتجه ياسر وصديقه الى نادي الجامعة ، وهناك يلتقي كل الطلاب  لتناول المرطبات وشرب القهوة او العصير  .

كانت مها زميلة ل بسام  تتوود اليه كثيرا ، والذي بدوره كان يبادلها نفس الاحساس. كان  يحكي علاقته  لصديقه ياسر  الذي يتذمر من هذه التصرفات، التي يرى فيها بانها مضيعة  للوقت والتلهي عن الدراسة.

دارت اشهر وجاءت اشهر اجتهد ياسر وصديقه لتخطي السنوات الاولى من الجامعة  حتى بقي لهما عاما  واحدا وذات يوم كان ياسر جالسا في نادي الطلاب ينتظر صديقه وفجاة تقدمت له طالبة تسأل عن زميلتها (مها) قالت صباح الخير اخي.

ياسر : صباح الخير

هي   : كنت ابحث عن زميلتي مها التي  تدرس مع صديقك بسام فرد عليها بانه لم يراها وقال لها انا كذلك انتظر في صديقي ربما  عنده اجابة ويعلم اين هي .

أأستطيع ان اجلس قليلا انتظر قدومه او ربما تكون معه.

 قال لهابكل سرور تفضلي اجلسي 

جلس الطالبان سويا كلا  ينتظر صديقه والصمت يخيم كانت الطالبة تسرق النظر اليه  وهو منشغل بكتيب صغير ويرتشف قهوته قالت له أأنتما من نفس المدينة فقال وهو كذلك لقد عشت انا وبسام طفولتنا معا و درسنا معا وكذلك نحن في جامعة  واحدة ولكل منا اختصاص 

فردت عليه ألهذا نراك دائما وحدك  و تجالس الا ابن بلدتك بينما كان يتحدثان دخل بسام و مها فوجداهما يجلسان سويا. ولكنه استغرب من صديقه  لانه يعلم بانه لا يحبذ الجلوس مع الطالبات.سلم كلا على زميله وبعد لحظات  وقف ياسر ليغادر المكان  قائلا استسمحكم عذرا  فانا مشغول لبعض الشيء .

و ذات مرة لمحته زميلة مها جالسا وحده في مكتبة  الجامعة قتقدمت منه وتحدثت اليه 

اهلا ياسر كيف حالك

ياسر : بخير الحمد لله

هي : اراك منشغلا وكأنك تبحث عن شيء ما

هو : انا احضر بحثا علمياوكنت  ابحث على بعض المصادر فلم اجد .

سالته الزميلة وعرفت بان الذي يبحث عنه موجود عندها 

قالت له هذا الكتاب موجود عندي في البيت ساحضره لك.

فرح بهذا وبأنه سيتحصل على ما  كان يبحث ، ولم يهتم لشعورها .

في صباح موالي كانت صفاء  تبحث عنه لتسلمه الكتاب فالتقت ب مها وصديقها بسام فسالتهما عن ياسر

كانت متلهفة للقائه. فعرفت بانه في صالة المحاضرات فسارعت اليه على امل ان تشعره بقربها منه والتودد له لان هذا الكتاب ما كان لديها في البيت بل اشترته خصيصا  له. لم يكن ياسر يعلم ذلك ولكن ارادت ان تتقرب منه بهذه الهدية.شكرها كثيرا وحين عودته الى الغرفة  وجد مكتوبا في صفحته الاولى . الى من هوى قلبي  واستشعره نبضي اود ان افتح عيني عليك واغمضها عليك الى من سرق نومي وسحر عقلي اهديك كل سلامي. احس ياسر بعذوبة ما قرأ  واستحسن معانيها.

الثاني2 

دامت علاقة بسام ومها الي نهاية السنة ، ولكن العلاقة الثانية كانت سطحية نوعا ما وكانت  من طرف واحد .طرف احب بكل مشاعره، وطرف كان همه الدراسة والنجاح. واضطرت صفاء ان تقص على مها ما يجول في قلبها  وسالتها عن علاقتها مع بسام

مها ؛ نحن بخير.

صفاء : وما اخرة علاقتك مع بسام.

مها : بعد نهاية السنة سيتقدم لخطبتي وبعد التخرج سنتزوج ونعملا معا.

صفاء :حظك من السماء ، واتمنى لك كل الهناء .

مها  : وانت ماذا فعلت مع ياسر

صفاء : لم استطيع حتى النظر فيه ولم يعطني حتى فرصة لذلك وكأنه خلق لطلب العلم لا غير. وبعد لحظات من حديثهما جاء بسام وجلس وعلم ما كان  يدور بين الصديقتين فاخبر صفاء بان صديقه ياسر لا يهتم لهذه العلاقات . و وعدها بان يحدثه ويلفت نظره

مرت ايام وايام بينما كان الصديقان في الغرفة قال له ألم تلاحظ بان صفاء تودك وتتطلع لكل اخبارك .فرد عليه ياسر قائلا وكيف ذلك هل شكت مني او من تصرفاتي . فاخبره بسام لا لا.. لم اقصد هذا ولكن صفاء  تودك وتريدك ان تكون بالقرب منها. ولما سمعه قال انت صديقى وتعلم اكثر من اي احد بانني لا يرق لي هذا ولا احبذ هذه العلاقات فانا جئت الى هنا للعلم وقطعت عهدا على نفسي بان ادرس فقط وربطت وعدا لأمي وابي على ان اتحصل على الشهادة النهائية فما يخطر في بالي غير ذلك.

كان هذا الرد صدمة ل صفاء مما جعلها تبتعد عن الشلة في بعض  الاحيان ولكن قلبها مولع بالفتى وبعد فوات الزمن  جاءت العطلة عاد ياسر الى  كنف عائلته  والفرحة لم تفارقه نجح وتفوق وما بقي له إلا سنة واحدة وأخيرة وتعد سنة تجارب في الاختصاص الذي يحب ان يمتهن فيه مستقبلا .

 واراد ان يقضي العطلة مع العائلة وكان يهتم لامه كثيرا .

وذات صباح نهض متأخرا فوجد اخته سمر قد حظرت له فطور الصباح وتبادلا الحديث عن نجاحها والتي من جهتها اتمت الطور الثانوي وكانت قد اختارت المحاماة .

امضى الفتى عطلته في البيت كان يستمتع الجلوس والسهر مع افراد العائلة وفي ليلة صيفية اجتمعوا على مائدة العشاء. فجأة دق باب البيت بلا توقف فسارعت سمر لترى من الطارق واذا هي الجارة تطلب المساعدة  فسمع ياسر ما دار بينهما وعلم بان والدتها مريضة ولحق بها وما كان عليه ان يتخلى على تقديم المساعدة  وكان هذا كذلك طلب امه فاخد ادواته و انطلق واخته الى بيت الجارة ليكشف عليها وبعد ذلك منحها شبه وصفة .

استحسنت الفتاة الجارة تصرف ياسر الذي اعتبرته بانه موقف انساني وشعور نبيل.فاردت ان تكرمه فطلبت من امها ان تعزمه هو والعائلة ،وتاسس معهم  علاقة جار .

 وفي مساء يوم موالي دق الباب وكان ياسر هو من فتحه فتفجأ بالفتاه متسمرة امامه فظن 

بان امها مريضة ومازالت تعاني من الالام 

ياسر   : اهلا بك ماذا هناك .

الجارة : لا، لا  كل شيء على ما يرام لقد جئت لاشكرك على نبلك و وقوفك مع امي .فهي بخير و ارسلتني اليكم لتدعوكم لتناول العشاء معا .

ياسر أشكرك كثيرا واي شخص كان في مكاني لفعل ما فعلت فهذا واجب حتمي

الجارة: هل قبلتم العزومة اذا.

ياسر. :  القرار عند والدتي ولست انا.

ناد الفتى امه وذهب الي حال سبيله تاركا امه مع الجارة.  ومع حلول الليل تمت العزومة  ولكن ياسر لم يكن حاضرا لانه لا يهتم لذلك ويعتبر ما قام به واجبا وعملا خالصا لوجه الله ولايريد به مكافأة او مادوبة عشاء.

بدات الجارة تترك الغرفة وتسكن في شرفتها مترقبة مرور جارها ياسر . حاولت ان تخلق عذرا لتزوره في بيته ولكن دون جدوى عملت على توطيد العلاقة مع اخته سمر لتعبيد الطريق ليكون العبور سهلا لقلبه ولكن لم ينفع .

حلت السنة الجديدة دخلت سمر للجامعة الموجودة في بلدتها .اما ياسر فقد طار الى العاصمة وكله اصرار وعزيمة على اتمام السنة الاخيرة ونيل شهادة التخصص . التقى مع اصدقاءه كانوا فارحين وكل يقص كيف قضى عطلته.

وفي اليوم الموالي كان الفتى يتلق محاضرة واشتد فيها النقاش مع استاذته فاعحبت بذكائه وطلبت منه ان يكمل إلقاء  بقية المحاضرة على زملاءه اعجب الطلاب بهذا المستوى وذات يوم تلقى رسالة نصية في هاتفه كان مضمونها اشتقت لرؤيتك، فكان تفكيره في صفاء التي  كانت تطارده بأعينها من مكان الى مكان فقص على صديقه بسام بمحتوى الرسالة فرد عليه صديقه بان صفاء توده وذات مرة كان هو ومجموعته جالسين في نادي الطلاب يحتسون العصير فدخلت عليهم الاستاذة وجلست معهم لتناول العصير. وكانت تمازحهم .ارادت ان تلفت ياسر بانها جاءت من اجله.

دخل الطلاب المحاضرة الثانية  وكانت القاعة شبه فارغة ، بعد لحظات هم البعض بالخروج منها وبقى ياسر  وقلة من الطلاب يتابعون شرح الاستاذة وفي  والاخير تقدمت له وقالت سيكون لك مستقبلا حافلا فانت الوحيد المجد ولا تترك محاضراتك فشكرها ياسر وفجاة وضعت يدها على يده وقالت اتمنى ان ألقالك دكتورا في يوم ما . ارتبك الفتى واحس بدفء ما شعر به من قبل

                           الجزء الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>