قصة❤️خارج السرب ❤️
الجزء الرابع ..
قال الرجل بصوت حزين :بلى.. هنيئا لكم بشهادته ..
فابتسمت بحزن ...ثم هطلت دموعها الحارة المشتاقة ..وقالت بتساؤل; هل انت متاكد ..?
فهز راسه قائلا: نعم ..فانا المسؤول عن. مثل هذه الامور ..
وفي تلك اللحظة ..تجمعت في ذهنها كل المواقف التي جمعتها بباقر… ثم قالت بصدمة: لااصدق ..لا اصدق.. فهو قد وعدني بمجيئه ..ولا يخلف وعدا ..بااااقر…
وصرخت باعلى صوتها :باااقر… هذا غير معقول ..كيف تذهب وتتركني وحيدة ..وسمع اطفالها والعاملة صراخها ..ولم يفهموا ماذا حل بباقر الا هاني ..الذي اصيب بصدمة كبيرة ..والعاملة التي حزنت حزنا شديدا ..فمن. يحميها ويعاملها بلطف قد رحل ..ماذا سيحل بها بعد رحيله ..وكيف ستتحمل طبع شيماء الصعب التي تعاملها كخادمة. وليس كعاملة لها حقوقها ..هذا ما خشيته بداية… ولكن دموعها انهمرت متمردة على رحيله ..ولم تعد تعرف شيماء كيف تتصرف ..وماذا ستفعل ..??كيف ستعيش ..وكيف ستكون حياتها بعد فقدانها لمن كان يساندها ويحميها ..يا لقساوة هذا الخبر ..كيف قلب المنزل راسا على عقب ..
ولم. تعرف في تلك اللحظات ..صوت الصراخ من اين يخرج ..وخاصة بعد مجيئ الجيران والاهل والاقارب الذين استغربوا الخبر ..ورفضوه ..فباقر لا زال في مقتبل عمره ..انه لا يتعدى الثلاثين عاما ..ولكن الموت لا يفرق بين طفل وكبير وشيخ وجنين ..وعليل وصحيح ..وحزين وسعيد ..وخيم الحزن والهلع على اجواء ذلك الحي ..الذي كان. حديثه كله عن. باقر وانجازاته ..وطيبته ولطفه ..وحزنوا لحال زوجته ذات الخامسة والعشرين عاما ..واطفاله .الصغار الذين حرموا من عطفه وحنانه ..
ومرت عدة ايام ..والبكاء قد تلاشى ..الا ان الشوق والحنين قد ازداد ..وفجاة تذكرت شيماء ذلك الظرف الذي اعطاها اياه الرجل في ذلك اليوم ..فاين وضعته ..??لقد نسيته بسبب الخبر الذي صدمها ..وبدات تتذكر شيئا فشيئا ..حتى وصلت بذاكرتها انها كانت ترتدي الفستان النيلي ..لا بد وانها وضعته في جيب الفستان ..فهرعت الى خزانتها ..ووجدت منشودها ..وفتحت الظرف ..فوجدت به مبلغا من المال ..وداخله ورقة ..مكتوبا فيها: زوجتي العزيزة ..عندما يصلك هذا الظرف قد اكون في عداد الشهداء ..ووصلت الى العالم الآخر ..اولا اريدك ان تعلمي انني احبك ..ولم افكر يوما بالزواج باخرى ..وقد وضعت لك مبلغا من المال سيساعدك في تامين مستلزماتك ومستلزمات الاولاد بعد رحيلي ..اهتمي بهم ..واغدقي عليهم من حنانك ..انا آسف لانك تركتك تعانين في هذا العالم وحدك ..ولكن الموت كان سيخطفني باية حال ..وانه لشرف كبير لي في الدنيا والآخرة ان. اكون شهيدا ..وضميري مرتاحا.. .سامحيني ان. اذيتك يوما بدون قصد ..ولا تنسي اطفالنا ..فالحزن كالورم ..سيزول مع الايام ..فالصبر هو الدواء الذي سيساعدك على تخطي هذه المحنة ..
وداعا يا زوجتي العزيزة ..
واحتضنت شيماء كلمات زوجها ..وهمست :سامحك الله ..معك حق ..علي ان اتخطى هذه المحنة ..فمن غير المعقول ان امضي عمري والبكاء حليفي ..لا بد من العيش بسلام ..
وفي تلك الفترة لم تترك عائلة باقر شيماء وحدها ..فكان الجميع يطل عليها بين الحين والآخر ..ويذكرون باقر بخير… ويعبرون عن شوقهم ..ويؤكدون لشيماء انهم لن يتخلوا عنها مهما حصل ..
مرت عدة اشهر ..وتغيرت الاحوال ..حيث عاد المنزل الى طبيعته نوعا ما ..ولم تقم شيماء بدفع اجرة العاملة ..ربما لانها نسيت ذلك ..وربما لانها معتادة على ان هذه الامور كانت مسؤولية باقر ..والعاملة كانت تحتاج الى المال ..وعندما طلبت حقها من شيماء.. قالت لها غاضبة :الا ترين اننا نمر بمحنة ..الا تشعرين ..لم يعد لدي المال ..وان لم يعجبك الامر ..فانا قد استغنيت عن. خدماتك ..
فاجابت العاملة بانكسار :انا بحاجة الى المال ..ولن ابقى هنا مجانا ..
فصرخت شيماء بوجهها وقالت لها: حسنا ارحلي من هنا ..وخذي كل اغراضك معك لا اريد اي شيئ هنا يذكرني بك ..وساتحدث الى المسؤول عنك في المكتب واسوي معه الامر ..
ولم يكن امام العاملة الا الرحيل ..ودموعها تسبقها ..فقد احبت الاطفال واحبت اباهم ..واشتاقت الى المعاملة الطيبة ..وربما لو ان شيماء كانت معه طيبة لتحملت ..ولكن ما الذي يجبرها على البقاء وهي تسمع الشتائم يوميا وتتناولها صباحا ومساء.. ولم تتجرا ان. تودع الاطفال الذين حزنوا لفراقها ..فقد كانت تحل مكان امهم في اكثر الاحيان ..
مرت سنة ..وبدات شيماء تتذمر من الوضع الذي تعيشه ..انا لا زلت صغيرة وعلي ان اكمل حياتي ..وووووووو من هذا القبيل .وذات يوم اتصلت بها احدى صديقاتها ..لتقول لها: كيف حالك يا شيماء?
اجابت شيماء بتنهد :بخير ..ما الذي ذكرك بي ??
اجابت: هل تذكرين مروان صديق زوجي ..الذي رايته ذات مرة عندنا ..
اجابت: نعم ..ما به ..?
قالت :لقد طلب مني التحدث اليك في امر الزواج ..
