رواية خارج السرب الفصل السابع عشر17بقلم ليلي مظلوم


 
رواية خارج السرب 
الفصل السابع عشر17
بقلم ليلي مظلوم 

فقالت ربى ساخرة :المفروض انها صديقتي ..وعلى ما يبدو انها اصبحت ضرتي ..اوتظنني لم الاحظ هذا ..


فوقف مزمجرا كالأسد ..وقال لها: نعم هذا صحيح ..اعترف بانني احبها ..وهي تحبني   ايضا ..ولكني لم اتزوج بها لحد الآن… ما رايك ان ترحلي الى منزل اهلك ..واتزوج بها بعد ان يتزوج حسن وجابر ..


فحدقت بملامحه جيدا ..وهي مستغربة كل الاستغراب كيف هانت عليه العشرة ..يريد طردها ليتزوج باخرى هكذا بكل بساطة وبدون سبب ..غير آبها لما قد تشعر به بعد كل هذه المدة ..وماذا سيصفها المجتمع بعدما تعبت وربت واصبحت اما.. وعلى شفير ان تصبح جدة    ..ايعقل ان تترك المنزل الذي يحتضن كل ذكرياتها مع ولديها ..ولاجل ماذا ??لاجل صديقة خائنة ..لا افهم كيف حلل الشرع هكذا انواع من الزيجات ..اين الوفاء ..اين الاخلاق ..اين المبادئ ..الم ياتِ الرسول ليقول انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ..اي اخلاق هي هذه ..والخيانة مضاعفة ..!!

وبعد سماعها لتلك الكلمات ..تظاهرت انها لم تسمع شيئا ..وغادرت المكان ..خشية منها   ان يتطور الامر ..ويعرف حسن وجابر ..وهي لا تريد ازعاجهما ..وبعد زواجهما سيكون لكل حادث حديث ..


اما شيماء فبعد ابتعادها عن عدنان في تلك الفترة ..والتي كانت تستقرض فيها الاموال من جهة بوعود واهية ..او تتمسكن من جهة اخرى وتذرف دموع التسول واستعطاف معارفها ووووو شعرت بالشوق اليه… وانتظرت اليوم الذي فيه لزيارة هبة ..حتى تحاول اقناعه بالرجوع اليها… وهذا ما قد حصل ..فقد حضر الاب المصون الى منزل شيماء ..وهبة لم تكن بانتطاره بل على العكس ..فبمجرد ان راته ..هربت منه الى غرفتها ..وبدات تبكي بحرقة .   .انها في سن المراهقة ..ولا تشعر بطعم الحنان ..واصبحت ضحية اهلها كما اختها جميلة تماما ..الا ان جميلة كانت اجرأ منها حيث كانت تصرخ وتدافع عن حقها

فراقبها عدنان جيدا وكيف تدخل الى غرفتها كمن يهرب من الموت ...ثم نظر الى شيماء بغضب وقال :هاه يا سيدة شيماء ..هل انت من زرع الافكار السوداء في راس هبة عني..  


ومع ان ذلك العتب الغير صحيح ..قد استفز  مشاعرها الا انها حاولت التظاهر بالهدوء ..وقالت له بابتسامة مصطنعة ;عدنان ..ما. رايك ان. نتصالح كرمى   لهبة ..وكرمى لمشاعري التي لا زلت احتفظ بها تجاهك داخل قلبي.. 


فحدق بملامحها للحظات ..وكانه يفكر بامر ما ..فاغمض عينيه مشيرا الى حزنه الأناني ..وتفكيره العميق .ثم قال لها: شيماء لا انكر اني اكن لك مشاعر خاصة ..فانت امراة جميلة وحيوية .بالرغم من سنك ..واي رجل في هذاالعالم يبحث عن الجمال لن يرفضك ..ولكنني بصراحة    اتخذت قراري عندما طلبت مني الطلاق ..وخلقت فجوة كبيرة بطلبك اللئيم ..فلست مستعدا لاكون خاتما باصبعك ..تعودين وترحلين ساعة تشائين ..انا لست من هذا النوع من الرجال ...


فوقفت غاضبة ..واشارت اليه بيدها ..قائلة :ولكنك. تتصرف معنا على هذا النحو انا وربى ..لم يحق لك هذا ..


فاجابها بثقة : بالرغم من ان اتهامك هذا ليس في محله ..فانا كنت صريحا معك منذ البداية     ..الا ان الرجل يحق له ما لا يحق للنساء ..ولا تبداي بالخطاب امامي عن حقوق النساء وما شابه ..لانني رجل شرقي وتلك التصرفات متاصلة داخلي ..


فقالت بوجه مستنفر ;يا لهذا الكلام القاسي الظالم ..لقد اشعرتني اننا كالدمى بالنسبة اليكم ..او انه يجب عليكم الزواج باربعة نساء مختلفات الفكر    والشكل ..حتى تكوّنون في قلبكم امراة واحدة ..اليس من الاجحاف هذا.. ماذا عنا نحن النساء ..??!


فقال لها بابتسامة مستفزة :اسالي الدين وهو يجيبك ..الاجابة ليست عندي ..ابحثي جيدا حيال هذا الامر ..قد تجدين ما يرضي رغباتك ..


فتنهدت وحبست دمعتها قائلة: يبدو انكم انتم الرجال تاخذون من الدين ما يستهويكم ويلبي 

رغباتكم ..وتتخذون من القرآن عضين ..بالعموم انت حر في اتخاذ قرارك ..وما طلبت منك هذا الا كرمى لهبة ..


فتهيأ للرحيل وهو يردد باستفزار :وكرمى للمشاعر التي لا زلت تحتفظين بها في قلبك ..يبدو ان ذاكرتك ضعيفة ..


ثم نظر وراءه وارسل اليها قبلة في الهواء وبعدها قال: اقسم اني احبك ..ولكني لن اعيدك الى ذمتي كزوجة ..وداعا ..


ثم رحل من المنزل ..بعد ان خلف انفجارا من الغيظ والخيبة وراءه.. وبالطبع فان حالتها قد ترجمتها دموعها ..وبالرغم من كل صفاتها التي لا احبها في المراة ..الا ان موقفها محرج ويستدعي الشفقة ..اليس كذلك?? 


وفجاة رن هاتفها ..فقالت لنفسها :يبدو انه احد المعجبين ..سارد عليه وارضى بطلبه ان كان الزواج ..علي انسى عدنان وعائلته ..


الا ان مخيلتها حلقت بعيدا ..فالمتصل كان جميلة.وما ان سمعت صوتها حتى تداخلت المشاعر داخل قلبها ..

                  الجزء الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>