رواية خارج السرب
فقالت له بتفاجؤ: بالامس كنت السبب في ادماني عليها واليوم تطلب مني الاقلاع عنها بكل هذه البساطة ..هل جننت ..?
فقال لها: ان ادمانك عليها قد يقتل الجنين في بطنك ..وادماني عليها قد يقتلك ويقتل الجنين ..لذا علينا ان. ننسى امرها ...وسنتساعد سويا ..فبعد مرور عدة اشهر ستخرج من دمنا ويصبح نظيفا ..
وظلت جميلة تراقب زوجها الذي ذهب الى المكان المخبأة الحبوب فيه وقام باتلافها ..ثم عاد بادراجه الى جميلة وامسك يدها قائلا: اعرف ان الامر
صعب علينا ..ولكننا معا سنجتازه ..صدقيني ..وثقي بي ..اريد ان ابدا حياة نظيفة بعيدة عن التلوث العقلي والعاطفي ..
ولم يكن امام جميلة سوى القبول ..والرضوخ لرغبة زوجها ..الذي كان من المفروض
ان يزيد حبه في قلبها لانه الآن اصبح الزوج المناسب ..بعكس ما خيل اليها انه الزوج المتسلط الذي يحرك املاكه كيف يشاء وزوجته وجنينها ملكه ..
ولنعد الآن الى شيماء التي جن جنونها عندما علمت ان الاجرة التي تتقاضاها مع آخر كل شهر قد انقضى مفعولها ..وذلك ان ابنتها شيماء قد بلغت الثامنة
عشر عاما ..وعلاوة على ذلك قد تزوجت وان كان بطريقة غير اعتيادية ..وكانت تعتمد في مصروفها على تلك الاجرة ..فمن. اين تحصل الآن على ما يسد حاجياتها الغير ضرورية من لباس مميز ..ونزهات ووووو وخاصة ان ابنتها هبة تحتاج
الى المصاريف الخاصة بها ايضا ..وعدنان قد ترفع عن تحمل مسؤولية المنزل كزوج حقيقي ..فما كان امامها سوى وضعه تحت الامر الواقع ..فعندما جاء لزيارتها لانه يتصرف كالضيوف
عندها ..قالت له: اسمعني يا عدنان ..هبة هي ابنتنا معا ..وعليك ان. تتحمل المصاريف التي تخصها وتخصني ايضا ..لانني على ما اظن انني لا زلت زوجتك ..اليس كذلك ..
وكان عدنان يرتشف فنجان القهوة ..فوضعه على الطاولة ..ووضع رجله فوق الرجل الاخرى ..وقال لها متمردا ;وان لم. افعل ماذا ??
فزادت من حدة نبرة صوتها وقالت بحزم: تطلقني ..فلا حاجة لي بك ..
وكان في بال شيماء ان تقوم بالضغط عليه من اجل تحمل المسؤولية ..ولكنها لم. تدرِ
انه اناني ..ولا يحب الا راحته ..حتى في زواجه من ربى لانه يدرك جيدا انها امراة صالحة ..وستربي اولاده جيدا..
وستتغاضى عن اخطائه ..وطريقة حبه للنساء لا يمكن لاي احد ان يقوم بتفسيرها ..فالذي يعجز عن تفسير تصرفات النساء يعجز ايضا امام حالته المتناقضة ..ولا سيما وانه يفرغ شحنات مشاعره وحبه .
.وتغذية احاسيسه انه رجل مهم في قلب امراة ثالثة دخلت الى حياته او ادخلها هو ..والادهى انها صديقة زوجته ..فخسارته لشيماء ليست بالامر الصعب على
الرغم من تعلقه بها ..فلم يعقب على كلامها ..وخرج من المنزل ..ولم تفهم شيماء موقفه ..وقالت لنفسها: لا بد وانه يراجع حساباته
.. فبالتاكيد لم يجرؤ على خسارة زوجة مثلي ..ولا سيما بوجود هبة كرابط ابدي بيننا ..
ولكن تخمينات شيماء لم تكن في محلها ابدا ..ففي اليوم التالي ..وصلتها الى المنزل ورقة
طلاقها ..فصدمت مما رات ..يا للخسارة اهكذا تكون مواقف الرجال ..ماذا عن هبة ..لقد جن والدها بالتاكيد ..!!كيف ستعيش
ابنته ..وماالذي اشغله عن عائلتيه غير امرأة ثالثة… نعم ..فقد لاحظت ربى اهتمامه بصديقتها التي تزورها لتطمئن عن احوالها ..وهذا لا يخفى على
امراة ذكية مثلها ..ولكننا احيانا نتغابى او نتجاهل معرفة الاشياء لاننا ندرك جيدا
طعمها العلقم ان تاكدنا من صحتها ..ولكن الامر زاد عن حده ..وقررت ربى مصارحة زوجها بما تشعر ..وانتظرت ذهاب ولديها الى العمل ..لانها لا تريد ان تزعجهم باي شيئ حتى بعد ان
. كبرا ..وقررا ان يرتبطا ويحصلان على بيتهما المستقل ..وكان عدنان متكئا على الكنبة
..ويتحدث عبر تطبيق الواتس اب مع احدهم ..او مع احداهن ..فاقتربت منه ربى وقالت له: لقد علمت انك طلقت شيماء هل هذا صحيح ??
فقال بتجاهل :نعم!!
فاظهرت الاسى بين نبرات كلماتها ..وقالت: وهبة?? ماذا عنها ??
فاجاب وهو لا يزال يداعب الهاتف باصابعه :لا تقلقي ..اذهب لرؤيتها كل اسبوع ..ولكني
اشعر انها لا تحبني ..لهذا لست مهتم لامرها كثيرا ..وعلي ان اعترف لك انك احسنت تربية الاولاد اكثر من شيماء ..
فهزت راسها وقد اعتراها احساس بالاشمئزاز ..ما هذا الرجل بحق السماء ..كيف يتكلم هكذا عن زوجته ..ام ان. معظم الرجال هكذا ..يبررون لانفسهم
..وللناس باسباب سخيفة ..ولا بد انه تحدث عنها بالسوء امام صديقتها ايضا ..ليقنعها بمظلوميته ..
واخيرا استطاعت ان تنطق كلمتها التي علقت في حلقها :وسامية??
وعندما سمع باسم سامية ..جلس مباشرة ..ووضع الهاتف على الطاولة ..وقد تغير لونه
..ثم سال بصوت مريب :اي ساامية ..ما بهااا ساميية ..ما دخل سامية ??
