رواية خارج السرب
فنظر الى ربى وقال ;هنيئا لك بولديك ..ساخرج من هنا وساتزوج بسامية واسكن في منزل آخر ..هل يعجبك هذا ..
فقال جابر: هذا افضل ..
فتدخلت ربى بصوت حازم وقالت :جابررر!!! كيف تتحدث مع والدك بهذه الطريقة..
قال جابر: امي ..لن تخرجي من المنزل الذي امضيت عمرك فيه ..وربيتنا باشفار عيونك ..ان اراد الزواج فليرحل هو ولن نسمح له بايذائك ..
فخرج عدنان غاضبا وهو يقول: ساخرج لاني كرهت المنزل بمن فيه… وليس نزولا عند رغبتكم ..ولا اريد لسامية ان تصطدم معكم ايها الرجال..
فتمردت دموع ربى ..لانها لم تحب ان تصل يوما لهذه النتيجة ..ويبدو ان. عدنان مصرا على قراره ..وهو لم. يشعرها يوما بوقوفه الى جانبها ..وخاضت معترك الحياة وحدها ..فاقترب منها حسن وجابر ..واحتضناها سوية ..وقالا :لا تقلقي يا امي نحن. الى جانبك ..
فقالت لهما :الحياة الزوجية ليست معركة نخوضها ..كنت اتمنى غير هذا ..
فقال حسن :ونحن ايضا نتمنى غير هذا ..ولكنه قرر قراراه.. ولا خروج لك من المنزل ..سندفع ثمنه له ..وسيبقى لك ..كهدية منا او كواجب علينا كما تشائين ..
وبالفعل هذا ما قد حصل ..فبعد عدة محاورات توصل الجميع الى هذه النتيجة ..عدنان تزوج سامية ..وولديّ ربى اشتريا المنزل لامهما ..ولم يسمحا لها بمغادرته ..وكانا بارين معه ولم يزورا والدهما الا نادرا ..وقد صرف المبلغ المتبقي معه على النساء.. حتى سامية لم. تسلم من انانيته… وبقيت تختلق المشاكل معه ولم يعش مرتاحا… على عكس ربى التي كان ضميرها مرتاحا فقد ادت واجباتها تجاه ولديها على اكمل وجه ..وكل من عرفهما احبهما لاخلاقهما وحسن تربيتهما ..اما شيماء فذات يوم كانت تنظر الى نفسها في المرآة وتتحسر على جمالها وشبابها اللذين ابت ان يكونا قد ضاعا منها.. فبنظرها لا زالت صغيرة وجميلة ..وفجاة رن هاتفها ليخبرها المتصل بما جعلها تشيب وتشيخ فجاة ..فولدها محمد قد مات او قتل اثر خلاف مع احد الشباب ..الذي قتل هو ايضا بيد احد اصدقاء محمد ..بعد خسارتهما لمبلغ كبير نتيجة لعب القمار ..وفجاة تراءى الى ذهنها وصية باقر التي لم تحفظها ..وخسرت ولدها ..ولم. تدرك من الملام ..ولم يعد مهما هذا الامر بالنسبة لها… فمعرفتها اياه لن يعيد روح محمد الى جسده ..وانهارت اعصابها حيث قامت بتحطيم كل ادوات الزينة التي كانت موضوعة امامها ..وبدات تصرخ باعلى صوتها :محمد !!!محمد قد مات ??لا اصدق هذا… تبا لي من امراة بائسة ..
ثم خرجت من غرفتها ..واكملت عملية تحطيمها للتحف التي لا ذنب لها سوى انها كانت امامها ..وذعرت هبة عندما رات امها على تلك الحالة… وادركت ان الوضع يفوق قدرتها على التحمل ..فقد جنت المراة وحاولت ان. تفهم منها ما الذي حدث ..ولكن دون فائدة ..حيث اقتربت منها ..وامسكته بعنف وهي تقول :محمد لم. يمت هل تفهمين .???
وشعرت هبة بالذعر اكثر ..ولم يخطر الى بالها في تلك الاثناء سوى جابر وحسن فاتصلت بهما خائفة مذعورة واخبرتهما بما حصل ..فهرعا الى المكان ..الذي لم يبقَ منه الا حطام امراة. افقدها عقلها موت ولدها ..تلك المراة التي لم. تهتم. يوما الا بنفسها ..ها هي اصبحت مجنونة ..بكل ما للكلمة من معنى .. وقد اهتما بامور الجنازة ..وتوجهت انظارهما نحو اختهما المسكينة التي اصبحت وحيدة ..ولطالما كانت كذلك ..
وبعد مرور عدة ايام ..كان مصير شيماء الجنون ..اما هبة.. فقد اخذها اخويها الى منزلهما ليخففا عنها عبء الحياة ..ولم تشعر بالاستقرار فهذا ليس حلا ..عندها قررت ربى ان تقوم بتربيتها ..وضمتها الى سربها ..لان والدها مشغول بالنساء ومشاكله مع سامية ..وتلك الفتاة لا ذنب لها سوى انها ولدت في ظل عائلة مهشمة من الداخل والخارج ..وبالطبع فان زوجة هاني لم ترضَ باحتضانها ..لانها ليست مجبرة على تحملها معها ..وهذا حقها خارج نطاق الانسانية ..لهذا قررت ربى باخذها الى منزلها ..واحتضانها هي علها تؤنسها وتكسب الاجر ان احسنت التعامل معها ..بالرغم من لؤم شيماء وعدنان معها..
مرت عدة سنوات واصبحت هبة عروسا جميلة ..وحان الآن موعد زفافها لزميلها في الجامعة وتحسنت احوالها بفضل ربى وحسن وجابر ..ولم تنسَ جميلة معروفهم ابدا ..ففي ذلك اليوم ..اقتربت من ربى واحتضنتها ..قائلة: اشكرك يا زوجة عمي وابي ..ان صح التعبير ..وليتك
كنتِ امي ..لاغرد في سربك باجمل الالحان ..اشكرك لانك انقذت هبة من وحل عائلتنا ..ونظفت قلبها من الضياع
بحبك وحنانك ..وطيبتك التي لا مثيل لها ..انت تستحقين كل الخير ..ولم اشعر بالقلق يوما على عروستنا طالما انها كانت تحت جناحك…
تمت ..
وفي النهاية اقول ..اياكم ان تجعلوا اولادكم يغردون خارج سربكم واحتضنوهم بجناح
الحب والحنان ..لانهم مهما غادروا في صيف وشتاء عمرهم ..سيعودون اليكم في خريفه وربيعه ..
النهاية
