رواية اسيره لعينيه الفصل الاول والثاني
في قلب الصعيد في مدينة أسيوط
في شقة صلاح عبد الله
صلاح:ألحقيني يا ماجدة أنا حاسس أن قلبي واجعني قوي أتصلي بالدكتور بسرعة أنا مش قادر أخد نفسي
ماجدة :صلاح رد عليا إيه اللي حصل ،انت كنت بخير من شوية
صلاح:بقولك قلبي تعبان كلمي الدكتور مجدي بسرعة
ماجدة:آلو دكتور مجدي ،ممكن تيجي بسرعة صلاح تعبان ومش قادر يأخد نفسه أرجوك متتأخرش
د/مجدي: حاضر يا مدام ماجدة بس هو اللي حصل
ماءجدة: صلاح تعبان الظاهر قلبه رجع يوجعه تاني
د/مجدي:ماشي متقلقيش خير إن شاء الله نص ساعة وهكون عندكم
ماجدة:حاضر بسرعة لو سمحت
بعد نصف ساعة وصل د/مجدي لشقة صلاح فهو صديق للعائلة منذ زمن ،وصل بسرعة قياسية ووقع الكشف علي صلاح ولكن للأسف سبق السيف العزل تبين لدكتور مجدي حدوث جلطة فى القلب لصلاح ولابد من إجراء عملية جراحية لإذابة الجلطة وطلب عربة الإسعاف لنقل صلاح إلي المستشفي
د/مجدي : صلاح لازم يدخل العمليات عشان ندوب الجلطة بسرعة
ماجدة:أرجوك اتصرف بسرعةيا دكتور مجدي ،انا خايفة قوي
د/مجدي:أنا طلبت الإسعاف وهتيجي كمان خمس دقايق وهنقله المستشفي عندي
بعد فترة تم نقل صلاح إلي المستشفي الخاصة بدكتور مجدي وقد اقترح بعد الأطباء الآخرين محاولة إذابة الجلطة بالعلاج اولا وإذ لم يحصل الأمر سوف يدخل صلاح العمليات
شرح دكتور مجدي الأمر لماجدة علي الوضع كله ووضعها أمام جميع الاحتمالات وطلب منها الدعاء لزوجها لتخطي الأزمة بخير ،وأخبرها برغبة صلاح في رؤيتها
ماجدة:الف سلامه عليك يا صلاح ،أنا عارفه انك هتقوم منها بخير عشان خاطرنا وعشان خاطر هنا حبيبتك والدلوعة بتاعتك ،قالت ماجدة ذلك شرعت في البكاء بشدة
صلاح:, ماجدة خليكي قوية عن كدا عشان خاطر هنا هي ملهاش غيرك دلوقتي
ماجدة:متقولش كده إن شاء الله هتقوم بالسلامة وتعيش وتجوزها هي وأخوها وتفرح بأولادهم
صلاح بصوت منخفض أجوزها عندك حق
ماجدة: بتقول حاجه ياصلاح
صلاح :,اناعايزك تكلمي فهمي أخويا وتقولي ليه يحي بسرعة ها بسرعة ياماجدة
ماجدة: حاضر ياصلاح بس ارتاح أنت
خرجت ماجدة من غرفة صلاح وقامت بالأتصال بفهمي شقيق زوجها والذي يعيش في القاهرة ويدير شركة للمقاولات خاصه به ومعه ابنه آسر
ماجدة:فهمي صلاح تعبان قوي وطلب مني أكلمك تيجي ليه بسرعة عايز يشوفك قبل،....
فهمي:ياساتر يارب ماله صلاح ياماجدة ايه اللي حصله
ماجدة: صلاح حصله جلطة في القلب والمفروض يدخل العمليات كمان ساعات
فهمي : حاضر أنا هتصرف وأنزل بسرعة ،خليكي قوية وإن شاء الله هيكون بخير
ماجدة:يارب يافهمي أنا خايفة قوي على صلاح
بعد دقائق قامت ماجدة بالاتصال بابنتها هنا كما طلب منها صلاح أيضاً بعد فترة قصيرة
هنا بصوت مختنق من البكاء: ماله بابا ياماما مش هو كان كويس وبخير قبل ما أنزل
ماجدة:أيوة ياهنا بس فجأة لقيته بيصرخ بوجع ويقول ألحقيني يا ماجدة وأنا كلمت دكتور مجدي وجينا هنا وعلي فكرة بابا قال لازم تدخلي عنده أول ما توصلي المستشفي
هنا :هو فين أنا عايزة أشوفه بسرعة
ماجدة:حاضر ياحبيبتي،بس بلاش عياط مش عايزاه يشوفك كده ويتأثر انت عارفه دمعتك غالية عليه إزاي
هنا: حاضر ياماما هحاول
دخلت هنا غرفة العناية الخاصة بوالدها صلاح ولكن لم تستطع الصمود أمام مظهره ذلك فأطلقت العنان لدموعها وارتمت في علي والدها
هنا:ألف سلامة عليك يا بابا
صلاح:بلاش عياط يا هنا أنا عايزك تسمعي الكلام اللي هقولوا دلوقتي من غير نقاش ولو كنتي بتحبيني فعلاً هتنفذيه من غير نقاش
هنا: حاضر يا بابا اللي حضرتك عايزه هعمله
صلاح:أنا عايزك،........
في القاهرة في شركة فهمي للمقاولات
فهمي:آسر ياابني عمك صلاح تعبان قوي ووأنا لازم أنزل البلد عنده بسرعة هو لازم يدخل العمليات كمان ساعات
آسر: خير يا بابا هوعمي عنده أيه
فهمي:جلطة في القلب
آسر :,خلاص يا بابا أنا هحجز لحضرتك تذكرة طيران وحضرتك روح المطار دلوقتي وأنا هظبط الشركة هنا وهجي علي طول
فهمي:وأبقي أتصل بوالدتك وقلها علي الموضوع
آسر: حاضر يا بابا وإن شاء الله عمي هيكون بخير
علي الفور توجه فهمي إلي المطار و من حسن الحظ وجد مكانا شاغرأ في الطائرة المتوجهة إلى أسيوط فحمد ربه على ذلك،وبعد ساعتين وبعد الأنتهاء من إجراءات الخروج من المطار تمكن فهمي من الأتصال بزوجة أخيه صلاح وعرف منها المستشفى التي يعالج فيها أخيه فأسرع بركوب تاكسى لإيصاله لوجهته
في المشفي
ماجدة :عمك وصل ياهنا وطلب مني عنوان المستشفى وتقريباً نص ساعة ويوصل ،ياريت تنزلي الريسبشن عشان تستقبليه
هنا:حاضر يا ماما
وصل فهمي إلي المشفي بعد فترة ورأي هنا تستقبله في الريسبشن وتوجه إليها فورا وأخذها في أحضانه مواسي لها وحتي يطمئنها بوجوده إلي جوارهم في ذلك المصاب
توجه بعدها إلي غرفة العناية المركزة الخاصة بأخيه
فهمي:, ألف سلامة عليك يا صلاح عامل أيه دلوقتي
صلاح:شكلها مش فاضل في العمر بقية يا فهمي
فهمي:متقولش كدا يا صلاح،إن شاء الله هتقوم بالسلامة
صلاح:أنا عايز أطلب منك طلب يا فهمي أنا عارف أنه تقيل عليك بس أنا عشمي فيك كبير
فهمي:انت تأمر أمر يا صلاح
فهمي: ربنا يخليك يا فهمي ،أنت عارف أن ابني باسل مسافر إيطاليا ولينا فترة مش قادرين نوصله وأنا خايف على هنا
خايف أسيبها للدنيا تلطش فيها من بعدي وتبقى من غير ضهر ولا سند
فهمي:,متقولش كدا يا صلاح ربنا يخليك ليها وتعيش وتفرح بيها
صلاح:ما هو ده الموضوع اللي كنت عايز أكلمك فيه ،أنا عارف إن ابنك آسر خاطب بنت خالته بس أنا خايف علي هنا عايز أطمن إنها هتكون مع حد يصونها ويتقي ربنا فيها فبطلب منك إن لو ربنا خد أمانته أنك تجوز هنا لآسر مش هكون مطمن عليها غير معاك يافهمي عشان هي لحمك ودمك
فهمي : بعيد الشر عنك يا صلاح وإن شاء هعملك اللي إنت عايزه ،إرتاح أنت بس عشان هتدخل العمليات
وعند هذه الكلمة دخل دكتور مجدي وبصحبته مجموعة من الممرضات لتجهيز صلاح للعملية
في أثناء ذلك سارع فهمي بالخروج من غرفة العناية قبل أن تتمكن الدموع منه،يالله أخيه الوحيد والحبيب صلاح يحتضر
كم هذا ثقيل على النفس أن تودع أحبائك ،يا الله أشفي أخي ولا ترني سوءاً فيه أبداً هكذا حدث فهمي نفسه
بعد فترة خرج الممرضون بصلاح ليتوجهوا بصلاح لغرفة العمليات وعندما رأته كلا من هنا وماجدة أخذوا في البكاء لرؤيته على تلك الحال.
بعد مرور خمس ساعات خرج دكتور مجدي وعلي وجه أسف شديد،فأسرعت هنا وماجدة ومعهم فهمي لسؤاله عن حالة صلاح ولكن للأسف أخذ الله أمانته
د/مجدي:البقاء لله ياجماعة للأسف مقدرناش نسيطر علي الحالة
هنا:لا بابا بابا متقولش أن بابا سابني ومشي لا بابا ميعملش كدا ،بابا ميسبش هنا حبيبة قلبه وحدها وشرعت في الصراخ
أما ماجدة فأحست بطعنة قوية تخترق قلبها أرحل حبيب العمر ،رحل شريك الدرب ،أي فاجعة أصابتها أي كارثة أصابتها
وكان حال فهمي مثل حالهم فقد رحل الأخ والصديق ،رحل وترك له تلك الوصية التي عزم علي تنفيذها وليحدث ما يحدث وكأن قلبه دليله وصاه صلاح برعاية هنا لأنها هشة القلب لا تتحمل مصائب الزمن
بعد فترة تملك فهمي نفسه وقام بالاتصال بابنه آسر وأخبره بالفاجعة التي أصابت العائلة
بعد عدة ساعات قام آسر بالإنتهاء من كافة إجراءات الدفن الخاصة بعمه ورتب لإجراء جنازة تليق بالفقيد وكان آسر قد قدم هو ووالدته سميرة منذ ثلاث ساعات
في شقة المرحوم صلاح كانت سميرة تحاول أن تواسي ماجدة وهنا علي ما ألم بهم من مصاب
سميرة:بس يا هنا يا بنتي كفاية عياط أدعي ليه بالرحمة وأقري قرآن على روحه وحاولي تمسكي نفسك شوية عشان خاطر مامتك إنتي شايفة حالتها إزاي
هنا :مش قادرة يا طنط إنتي مش عارفة بابا كان بالنسبة لي ايه دا كان أغلي حاجة ليا في الدنيا
سميرة : عارفة يا بنتي ربنا يصبرك إنتي وأمك ،هو إنتوا كلمتوا أخوكي باسل
هنا ،:مش قادرين نوصله يا طنط وأنه ميقدرش يجي يحضر ،... وشرعت هنا في النحيب متذكرة فقدها لوالدها
في المساء وفي جنازة المرحوم وقف كلا من فهمي وابنه آسر بأخذ العزاء في للمرحوم وقد أستمرت الجنازة عدة ساعات وأنتهت في العاشرة مساءً
وبعد الأنتهاء توجه فهمي وآسر إلي شقة المرحوم صلاح
وقام بسؤال زوجته سميرة عن حالة كلا من هنا ووالدتها فأجابته أنهم لم يتوقفوا عن البكاء فطلب منها الأتيان بهنا لمحادثتها
فهمي:هنا يابنتي المرحوم كان غالي علينا كلنا بس هي دي إرادة ربنا والبكاء مش هيرجع اللي راح ،أنا عايزك تدعي ليه بالرحمة هو مكنش يحب يشوفك كدا يا هنا إنتي بالنسبة ليه كنتي حاجة تانية
هنا: حاضر ياعمي هحاول إن شاء الله
فهمي :طيب يا بنتي ممكن تندهي مامتك أكلمها
هنا : حاضر يا عمي ،وذهبت هنا لمناداة والدتها
فهمي،:بصي يا أم باسل إنتي مينفعش تفضلي لوحدك إنتي وهنا انتوا لازم ترجعوا معانا
ماجدة:عايزني أسيب بيتي يا فهمي
فهمي:مش عايز ده المرحوم هو اللي وصاني عليكم وكمان فيه موضوع تاني بس مش هقدر اقول ليكي دلوقتي
ماجدة:وصية المرحوم لازم تتنفذ ولو كانت علي مين ،إحنا نستني يومين العزاء واللي يريده ربنا يكون
فهمي: بإذن الله
بعد فترة طلب فهمي من آسر أن يسبقهم هو في السفر ويسافر غدا صباحا لإدارة الشركة الخاصة بهم علي أن يلحقوا به هم زوجة عمه وابنة عمه هنا
بعد مرور ثلاث أيام كان فهمي في طريقه إلى القاهرة ومعه باقي العائلة وأستغرق سفرهم ست ساعات بالسيارة تقريباً
في فيلا فهمي
أتفضلوا يا جماعه أنتو مش غرب والبيت بيتكم كانت سميرة هي من نطقت بتلك الكلمات ثم شرعت في إيصال هنا ووالدتها إلي غرفهم ليستريحوا من عناء السفر
(في المساء )
كان آسر قد عاد من عمله وأراد التحدث مع والده ووجده في غرفة المكتب فدخل إليه
آسر : حمد لله على السلامه يا بابا
فهمي:الله يسلمك يا ابني ،فيك الخير كنت عايز أكلمك في موضوع
آسر:خير يا بابا
فهمي:خير يا ابني انت عارف إن وصية الميت واجبة
آسر:عارف يا يابا
فهمي:بص يا ابني المرحوم عمك كان خايف علي بنته قوي فطلب مني طلب بخصوصك إنت وهي
آسر:مش فاهم يعني إيه
فهمي:عمك قبل ما يموت طلب مني أنك تتجوز بنته هنا
آسر:أتجوز مين،بابا حضرتك عارف إني بحب حنين والمفروض هنتجوز
فهمي:عارف يا ابني بس عمك وصاني وأنا مقدرتش أقوله لا
آسر : حضرتك مقدرتش تقول لا بس أقدر أقول لا
فهمي:يعني إيه يا آسر هتكسر كلمتي ووعدي للمرحوم
آسر:أسف بابا بس دي حياتي وكمان مقدرش أكسر قلب حنين
فهمي :طيب إحنا نوصل لحل وسط ،إحنا نعمل كتب كتاب بس لحد ما نقدر نوصل لابن عمك باسل
آسر :أسف مش هقدر
فهمي:مكنش دا عشمي فيك يا آسر
بعد ذلك خرج آسر من مكتب والده ومن الفيلا وذهب لمقابلة ابن خالته مازن للتحدث معه
بعد فترة دخلت سميرة علي زوجها لتجده حزين ومكتئب فسألته ما الذي حدث معه هو وآسر بعدما علمت بخروج آسر من المنزل مرة أخرى فحكي لها كل شيء من بداية الأمر حتي رفض آسر
سميرة:كنت عارفه أنه هيرفض ،انت مش عارف إن ابنك بيحب خطيبته إزاي
فهمي: عارف وعشان كده قلت ليه على حل وسط بس برضه رفض ،ربنا يهديك يا آسر
سميرة :مش عارفة أقولك أيه أنت عارف حنين تبقي بنت أختي ومش عايزة قلبها ينكسر
(عند آسر ومازن في الكافية)
مازن:انت لو حسبتها بالعقل هتلاقي نفسك مش خسران حاجة
زي ما قلك والدك كتب كتاب وبس لحد ما ابن عمك يرجع
مازن :,أيوة أنا رأي أنك توافق،أومال انت بتأخد رأي ليه ،عشان عارف أني بفكر بعقلي مش بقلبي
آسر:بختك مفيش حاجة بتأثر فيك
مازن بتنهيدة:تفتكر يا آسر
آسر :اللي يشوفك وأنت بتتنهد كده يفتكر أنك بتحب وغرقان في الحب كمان
مازن :,,انت تعرف عني كده
آسر :, الصراحة لا
مازن :المهم انت دلوقتي تروح البيت وتبلغ والدك أنك وافقت
آسر:تمام أسيبك أنا كده،هتروح ولا هتفضل هنا
مازن :,لا أنا هستني معتز هو كلمني من شوية وقال هيجي يقعد معانا
آسر :مش هوصيك يا مازن محدش يعرف الموضوع ده غيرك أنت وبابا ولو معتز سألك كنا بنتكلم عن ايه قوله أي حوار وخلاص
مازن :عيب عليك يا آسر،متقلقش أنا عن نفسي معرفش حاجة هو أنت كنت جاي ليه،ثم أخذ مازن في الضحك بصوت عالي وشاركه آسر في الضحك
آسر :أضحك أضحك ما أنت مش شايل هم حاجة
(في الفيلا )
أستأذن آسر في الدخول لغرفة والده وأخبره بموافقته علي الزواج بابنة عمه هنا ولكن علي أن يكون الموضوع سري لا يعلمه أحد غير أهل الفيلا فقط ووافق فهمي علي هذا الاقتراح
( في الصباح)
قام فهمي بالتحدث مع والدة هنا بشأن وصية المرحوم بزواج هنا وآسر وأخبرته أنها توافق على الأمر ولكن عليه أن يسأل هنا عن الأمر
