قصة ثلاثية بيت باكوس كامله بقلم محمد شعبان جميع الفصول مكتملة للاخير الخاتمه


قصة ثلاثية بيت باكوس

الجزء الاول


أوقات الحياة بتديلك بدل الفرصة اتنين و تلاتة عشان حياتك تتغير للأحسن؛ بس المعظم مننا مابيستغلش الفرص أو بيستغلها غلط بطمعه و جهله لحد ما  الفرص دي بتتقلب عليه و بتبقى نقمة أكتر منها نعمة ف بتتحول حياته لجحيم، و انا بقى ماكنتش متوقع أن الحياة ممكن تديني فرصة للتغيير إلا لما مات عمي....


طب انا مين و ليه المقدمة الطويلة دي؟!

تعالى و انا افهمك و احكيلك حكايتي من البداية لحد النهاردة....


أنا تيسير رضا عبد العال

شاب مصري من حي شعبي من أحياء القاهرة

عايش في شقة إيجار انا و صاحبي الوحيد في الدنيا (سعد زغلول) و على فكرة ده مش أفيه "ده أسمه فعلًا"...

المهم بقى إن انا عايش مع سعد في شقة إيجار بعد ما عمي طردني من بيت جدي اللي في حي الدرب الاحمر بعد خلافات طويلة ما بيني و ما بينه؛ ملخص الخلافات دي هي إن من بعد موت ابويا و قبله موت امي و هي بتولدني ماتبقاش في الدنيا ليا غير عمي اللي  اتجوز مرتين و طلق برضه مرتين لأنه مابيخلفش و عشان كده عمي كان بيحاول يربيني تربية شديدة شوية لكن الأمور فلتت منه و انا سيبت المدرسة و بقيت بشتغل بسبب الأمور المادية اللي ابتدت تضيق علينا و بصراحة كده بقيت حر و بعمل اللي انا عايزه.. بشرب سجاير و اوقات مخدرات و كتير كنت برجع البيت متأخر لحد ما ف ليلة رجعت فيها البيت و انا شارب؛ ليلتها عمي اتخانق معايا خناقة لرب السما انتهت بأن انا سيبت له البيت و روحت قعدت مع صحبي و زميلي في الشغل  سعد... سعد اللي عايش في شقة إيجار لوحده لأن ابوه و امه ميتين زي حالاتي، عيشت مع سعد و كنا بنقسم كل حاجة سوا؛ إيجار الشقة و الأكل و المصاريف و كل حاجة متعلقة بالأمور المعيشية، و ساعدنا على التأقلم مع بعض أكتر إننا كنا شغالين في مكان واحد أو بمعنى أصح كنا شغالين في "كافيه" واحد....

مشيت الأيام و انا مقاطع عمي و هو كمان فضل مقاطعني لأنه كان شايف إن انا عيل بايظ و تلفان لحد ما جالي الخبر اللي كان هو البداية للأحداث اللي شقلبت حياتي...


في ليلة كنت سهران انا و سعد في بلكونة الشقة بتاعتنا و كنا قاعدين بنلف سجاير حشيش و بنضحك و نهزر و احنا مشغلين أغاني لحد ما فجأة تليفوني رن،  بصيت في التليفون باستغراب لأن المتصل كان احمد ابن عم مرعي اللي كان جاري أيام ما كنت قاعد في الدرب الاحمر، مسكت التليفون و قولت لسعد يوطي صوت الأغاني و رديت...

- ألو.. ازيك يا احمد انا تما... أيه... بتقول أيه... عمي مات!!


أيوة ده كان نص كلامي مع احمد، عمي رفعت مات... جت له غيبوبة سكر و مات قصاد البيت، أول ما عرفت الخبر غيرت هدومي انا و سعد و نزلنا جري على الدرب الاحمر و طبعًا الأهالي كانوا نقلوا جثة عمي للمستشفى، روحت عالمستشفى و استلمت الجثة و غسلناه و دفنناه و بعد كده عملت عزا عند البيت اللي بقى بتاعي من بعد موت عمي.

بعد ما خلص العزا روحت انا و سعد على شقتنا و أول ما دخلنا من باب الشقة قعدت على كنبة الأنتريه و قولتله...

- يلا قوم لم هدومك.

بص لي و رفع حاجبه الشمال...

- ألم هدومي!!!... ليه؟!

قولتله و انا بقوم من عالكنبة و بروح ناحية أوضتي..

- هتيجي تعيش معايا في بيت الدرب الاحمر، أظن من بعد ما ورثت البيت مابقاش له لزمة إننا نقعد في شقة إيجار.

رد عليا سعد و قال...

- بس ده بيتك انت و...

قاطعته...

- بيتي و بيتك واحد، إحنا مع بعض عالمرة قبل الحلوة... يلا قوم لم هدومك و بينا عالبيت، و اعمل حسابك من بكرة هنجيب عربيات نقل عشان  تنقل العفش ده من هنا للبيت اللي هنقعد فيه، البيت كبير و هيشيل العفش ده مع العفش اللي فيه... يلا يا سعد ماتتنحش الله يباركلك.

قام وقف و بص لي بصته الغبية المعتادة...

- يعني احنا هنسيب الشقة دي خلاص؟!

بصيت له و انا بضرب كف بكف...

- يا ابني بطل غباء بقى، طبعًا هنسيبها... أومال هنفضل واخدينها و هنفضل ندفع في إيجار و احنا مش قاعدين فيها؟!!

بقولك ايه، بص يا سعد.

بص لي و قال باهتمام...

- أيه يا تيسير قول..انا باصص اهو.

قربت منه و حطيت إيدي على كتفه و قولتله...

- من هنا ورايح ماتسألش و ماتفكرش و ياريت كمان ماتقوليش أي حاجة غير حاضر... تمام يا عم.

هز لي راسه وهو بيقول...

- حاضر تمام... هخش انا الم الهدوم... بس تفتكر احطهم في الشنطة الجلد ولا احطهم في شنط بلاستيك من اللي هي...

قاطعته و انا بضرب خدي بإيدي اليمين..

- يا عم اي حاجة يا عم... أي حاجة يا عم المهم تروح تلم هدومك و تنجز.

ضحك سعد و قال لي وهو بيروح ناحية أوضته...

- مش عارف الواد ماله، تلاقيه قافش عشان ماصطبحش.

سيبته و دخلت لميت هدومي و عقبال ما انا خلصت كان هو لم هدومه و نزلنا من الشقة على بيت الدرب الاحمر... بيت الدرب الاحمر اللي بقى بيتي و حقي.


وصلنا البيت و أول ما دخلنا بص سعد للعفش و لشكل البيت وقال...

- يخربيت الجمال... ده انت ابن ناس اهو ياض يا تيسير.

وقفت جنبه و قولتله و انا بتأمل في البيت...

- اه ابن ناس... او كنت ابن ناس لحد ما عمي الله يسامحه بقى ما طردني من البيت، ما علينا يعني يلا ندخل نحط هدومنا في الأوض اللي هننام فيها و بعد كده نقعد سوا بقى نتكلم و نشوف هنعمل أيه، و انجز يا  سعد عشان انا فرحان اووي لأني أخيرًا بقيت بمتلك بيت ولازم من النهاردة حياتنا تتغير.

بص لي سعد و هرش في راسه وهو بيقول...

- و انا هقعد في أنهي أوضة؟!

شاورتله على أوضة من أوض البيت اللي بيتكون من دور واحد و قولتله...

- خش الأوضة دي، الأوضة دي أوضة عمي و انا بصراحة مش هنام فيها ولا هدخلها عشان بتفكرني بيه، الله يرحمه بقى كان مُعقد نفسيًا؛ عدم الخلفة جننه، خد انت أوضته و انا هروح ارتب حاجتي في أوضة ابويا الله يرحمه.

من غير جدال قال لي سعد "حاضر" و خد الشنطة اللي فيها هدومه و راح أوضة عمي و انا خدت شنطتي و دخلت الأوضة اللي كنت قاعد فيها انا و  ابويا الله يرحمه و بعد كده فضلت قاعد فيها لوحدي لحد ما عمي طردني من البيت، فضلت ابص في الأوضة و اتأمل حيطانها اللي وحشتني و بعد كده فتحت الشنطة اللي فيها هدومي و روحت ناحية الدولاب اللي أول ما فتحته سمعت سعد وهو بيقول بصوت عالي...

- الحق يا تيسير ا


               الجزء الثانى من هنا

تعليقات



<>