رواية خارج السرب
الفصل الرابع عشر14
بقلم ليلي مظلوم
-ماذا .?لم افهم ..هل جننتم ..ساتزوجها رغما عنكم ..اين هي جميلة ..??
-جميلة هي التي لا تريدك .فاحفظ كرامتك وابتعد عن طريقنا ..هل فهمت ..
عندها اقفل الخط ..ثم اتصل مباشرة بجميلة ..فاجابته بسرعة.. فقال لها بلهفة :ما هذا الذي حدثتني به والدتك??
-ماذا قالت لك??
-طلبت مني الابتعاد عنك ..هل لي ان اعرف السبب ??
)(بيأس)-لقد عرفت بامر الحبوب التي تعطيني اياها ..هذا ولم تعرف بامر الحشيشة ايضا ..!
!جميل انا احبك ..ولن اتخلى عنك ..وساحاول اقناعها بالقبول والا فانها لن تسلم من قراري الذي ساتخذه ان اصرت على رايها ..
-جميلة ..يبدو ان الامر محسوم عندها ..فما هو قرارك ..
-بكل بساطة نهرب سوية .وليفعلوا ما يريدون ..
(بعد ان تنهد )-هذه هي جميلة التي اعرفها ..لا تعرفين كم احبك يا فتاة ..اذن حاولي معها ..وان رفضت اعلميني لارتب اجراءات هروبنا ..ويبدو ان المصالحة مع عائلتك ليس بالامر الصعب !!
وبالفعل فقد خرجت جميلة من غرفتها مزمجرة غاضبة ..وهي تصرخ: من سمح لك ان تقرري عني ??
-انا امك يا غبية ..افهمي هذا.. واريد مصلحتك !!
(ساخرة)-مصلحتي ..اين كنت عندما كنت بالحاجة اليك والى نصائحك. مع الاسف الاوان
قد فات ..انا احب جميل ..وساتزوج به ..فالافضل ان ترضوا بذلك ..لانني ساتزوجه رغما عنكم ..
فاقتربت منها شيماء ..ثم شدتها من شعرها ..وكل هذا ..وعدنان يقف موقف المتفرج بذهول ..ولم يحاول التدخل ..ولكن صراخ 😱 جميلة حرك به بعض المشاعر ..فقال لها: دعيها يا شيماء ..ليس هكذا تحل الامور… !!
-كيف تحل يا عدنان الا تسمع ما تقول??!
-لا تقلقي لا بد وانها تمزح فهل هي مجنونة لتربط مصيرها برجل لا مستقبل له ..
اجابت جميلة: بلى انا مجنونة ..!!
فصرخ بوجهها :-جميلة!!!!!!
فهزت راسها متوعدة ..ثم دخلت الى غرفتها واتصلت بجميل واخبرته انها مستعدة للهروب معه ..واتفقا على المكان والموعد المحددين ..كل هذا تمردا
على اسلوب والدتها بالتربية ..وحبها لجميل ..وادمانها على الاقراص التي اعطاها اياها ..
وفي اليوم التالي استيقظت جميلة باكرا..ورتبت غرفتها وجهزت اغراضها ..ثم دخلت الى غرفة امها وقالت لها :معك حق ..جميل زوج لا يناسبني..
-احسنتِ..هذه هي ابنتي التي اعرفها ..
فابتسمت جميلة بمكر ..ثم قالت لها: هل ستذهبين الى السوق اليوم??
-نعم ..ساذهب لشراء بعض الاغراض ..هل تذهبين معي ?
-كلا ..اريد ان اجلس مع نفسي قليلا علي اتاقلم مع وضعي الجديد..
-الامر سهل… وجميل لا يستحق كل هذا الاهتمام..
وخرجت جميلة من غرفة امها .منتظرة خروجها من المنزل ..واللحظة المناسبة لتنفذ خطتها باحكام ..وبالفعل هذا ما قد حدث ..فبعد خروج شيماء.. جهزت جميلة نفسها ..واخذت حقيبتها ..وخرجت من المنزل .
.دون ان. تفكر بعواقب فعلتها ..وكان جميل بانتظارها ..وتوجها مباشرة الى اقرب شيخ وكان جميل قد رتب الامر مع اهله ..
وتزوج بمحبوبته ..وهو يشعر بنشوة الانتصار على اهلها ..كيف لا وهو الشاب المدلل الذي اعتاد الحصول على كل ما
يرغب فيه ..واهله لا يعارضونه باي شيئ.. وعندما عادت شيماء الى المنزل ..لاحظت
ان الهدوء يسود المكان ..فتجولت في المنزل علها تعرف السر وراء الهدوء وهي تنادي ;جميلة ..اين انت .تعالي وانظري ماذا احضرت لك ..
واخيرا دخلت الى غرفتها ..لتجدها فارغة من الثياب ..ومن صاحبة الغرفة ..فشعرت
بالقلق ..فاتصلت بجميلة ..ووجدت ان رقمها مقفلا ..فادركت انها هربت
من المنزل ..فاتصلت مباشرة بعدنان .الذي جن جنونه ..وقال لها :هذا نتيجة تربيتك يا شيماء.. لقد هربت الفتاة من قلة اهتمامك علها تجده في مكان آخر ..
-ولكنك عمها ..والمفروض ان زواجنا كان في البداية من اجل الاولاد .فلا تبدا برميي بسهام الاتهامات ..انت مسؤول ايضا .
-هذه مسؤوليتك وحدك ..يا لهذا المنزل الفاشل ..
ثم خرج من المكان ..وهو يفكر بينه وبين نفسه ..ايعقل ان اللوم يطاله ايضا .ولكن ما ذنبه هو… فجميلة اخذت شيئا من صفات امها ربما ..
ومرت الايام ..ولم يحاول احدا من عائلة جميلة البحث عنها.. واكتفت امها بمحاولة الاتصال
بها بين الفينة والاخرى علها تجد ما يروي فضولها ..ولكن
على ما يبدو فان ابنتها قد غيرت رقم هاتفها.. ولكن كيف هي حياتها الجديدة ..??بالطبع
فانها بقيت مدمنة على تلك الحبوب التي تتناولها دون خوف الى جانب زوجها ..نعم زوجها الذي كان
يعاملها معاملة حسنة فهو احبها بالفعل ..ومن شدة حبه لها احب ان يغرقها معه في بحر الادمان ..لا افهم. بصراحة هذا النوع من المشاعر ..فمن المفروض ان من يحب شخصا ..يتمنى له السعادة ..وينشله من وحول هذه الدنيا ..
ومرت عدة اشهر ..والعروس قد حملت ..وكانت فرحتها عارمة ..ولم تستطع ان تنتظر حتى
يحين موعد عودة جميل من عمله لتزف اليه هذا الخبر السار ..فاتصلت به. واخبرته بالامر ..
