رواية بصراحة الفصل التاسع9 بقلم ليلي مظلوم

الجزء التاسع ..

فحدقت بناظريه للحظات ..ثم قالت ضاحكة: لا تقلق !!

وما ان وصلت الى منزل اهله.. لم. تشعر بالغربة او الخوف ..فهو قد رسم لها شكل المنزل    بمخيلتها ..وكان كما وصفه لها تماما ..بيت متواضع ..وعائلة طيبة ..لم يدخلها الدهر في تقلباته ..وبدل ان تكون هي الضيفة الخجولة ..كانوا هم المستقبلين الخجولين ..فقد بدا الارتباك واضحا على محياهم من خلال نظراتهم وتصرفاتهم  واحاديثهم ..اما هي صديقتنا الصريحة والتي لا تخشى شيئا كانت تشعر بالراحة ..وقد احكمت السيطرة على اعصابها وخجلها وارتباكها ..وتملكتها الثقة بالنفس ..بالرغم من ان عائلة علي ..كانت عائلة محافظة جدا ..ومتدينة ..فامه ترتدي   اللباس الشرعي ..ووالده يبدو عليه علامات الوقار والتقوى ..وقد رسموا حدودا لعلاقتهم بالآخرين ..ومن الواضح ان اختلاطهم بالغرباء كان. خجولا !!فكل ارتباطاتهم كانت ضمن العائلة الواحدة.. ووجود فتاة مع ابنهم. يعد شيئا جديدا وغريبا بالنسبة اليهم ..فاخوانه واخواته قد تزوجوا من الاقارب فقط ..ثم ياتي ابنهم ليحضر معه الى منزلهم ضيفة جديدة ودون وجود علاقة رسمية بينهما ..ولكنهم اناس طيبون ..ويقدرون وجود الضيوف في منزلهم ..واستقبلوا منال بحفاوة ..كان الاستغراب يبدو من نظراتهم ..وتصرفاتهم ..الا ان افواههم والسنتهم كانت لها رايا آخر ..فلم تكل تلك اللحمة عن قول :اهلا وسهلا ..لقد انرت منزلنا ..

وبعد وقت قصير غادرت الضيفة المنزل لتتكرر زيارتها كل اسبوع ..حيث اعتادوا على وجودها ..ولم يحدثهم علي بشانها ..وكلما وجه سؤال اليه بخصوصها ..كان يترفع عن الاجابة ..ولكن المشاعر كانت واضحة   بين ابنهم. وبينها ..وضاق الاب ذرعا من هذه الزيارات دون علاقة رسمية ..مع انه احب منال ..واستأنس بوجودها واعتاد عليه ..ولكن التقاليد تبقى التقاليد ..فقال لعلي :اخبر منال اني اريد التحدث اليكما سوية بموضوع هام ..

فقال علي :ما الذي تريده منا ??!

فقال والده ..عندما تكونان سوية ستعرف ...وقد علمت بامر المحادثة التي دارت بينك وبين امك البارحة ..وخصوصا مرض منال ..لكن ثق بي ..

وبالفعل ..فقد اخبر علي منال برغبة والده ..واستغربت هي ذلك ..ولكن الغريق لا يخشى من البلل.. ربما سيخبرها عن. انزعاجه من زيارتها ..وباسوأ   الاحوال ستكف عن ذلك ..ولبت الدعوة ..وذهبت الى منزل علي وهي تترقب نتائج هذه الزيارة ..والمدهش انها ايضا لم تشعر بالارتباك ..ماذا يعني ..فعلي لن. يتخلى عنها ..وستعود العلاقة بينهما الى سابق عهدها ..وما كتبته السماء.. ستتلقاه الارض ..وجلست الى جانب علي ..وهي تنظر اليه متسائلة عما سيسمعانه بعد قليل ..اما والد علي ..فكان يتمشى في الغرفة. وهو واضعا يديه وراء ظهره ..كانه استاذا ..والحضور تلاميذه ..فتوقف قليلا عن المسير ..ونظر الى منال بجدية وقال   : عائلتنا لها قوانينها ..وعاداتها وتقاليدها ..واتيت انت لتكسري هذه القواعد.. وهذا لا يناسبنا ..لاني لا اريد لالسن الجيران ان تجعل منك ومن ولدي قطعة لبان تمضغها بشكوكها ..وتساؤلاتها ..ولا ارضى ان يشار اليك بالبنان ..فانا اخشى على سمعتك ..كما اخشى على سمعة بناتي ..

وشعرت منال في تلك اللحظات انها هي الشاب ..وليس علي ..واكمل والده :ان اردتما الارتباط ..فارتبطا بعلاقة رسمية ..اما الخطوبة ..او كتب الكتاب  ..وعندها فقط يمكنك زيارتنا كما تشائين ..لاننا الفنا وجودك ..واعتدناه ..ويعز علينا فراقك ..

فتنهدت منال وقالت :ولكن !!هل ستوافقون علي بكل ما انا فيه ..

فهز راسه قائلا: لقد علمنا امر مشاكلك الصحية ..وانك فتاة عاقر ..هذا لا يهمنا مبدئيا ..لاننا ندرك جيدا ..ما معنى ان تكون الفتاة عاقرا وهي لا ذنب لها .  .وقد تخيلت ان. يكون الامر قد حدث مع ابنتي ..وانا متامل جدا برحمة الله ..

فنظرت منال الى علي ..وعاتبته لانها لم. يخبرها انه قد اخبر اهله بامر عقمها ..ولكن   الجميل في الامر انهم. تقبلوا الموضوع برحابة صدر وعقلانية ..على عكس تخيلاتها ..

ثم اردفت قائلة: ليس لدي اي مانع في الارتباط ولكن الوقت غير مناسب الآن ..وكما تعلم فان اجرة ولدك بالكاد تكفيه لاحتياجاته الخاصة ..

والجدير بالذكر ان علي قد ترك عمله في الشركة التي كان يعمل بها سابقا ..وعمل بشركة اخرى بدخل اقل ..

كل هذا وعلي يستمع الى حديث والده مع منال . ويبدو انهم درسوا الامر من جميع جوانبه سابقا ..ولم يخبرها علي بذلك ..ولو ان هناك اي اعتراض ..لما احضرها الى منزل اهله ليهينها ..ولكن لماذا اخفى عليها هذا   الامر ..ربما لانه يريدها ان. تسمع بنفسها موافقة اهله على الارتباط به ..واكمل المتحدث كلامه :لا تقلقي يا منال ..فانا مستعد للمساعدة ..وسادعم ابني ..بدل الالف ليرة ..مليونا عدا ونقدا كما يقولون ..

وقد شعرت منال بالاستياء.. فوالد علي قد فهم قصدها خطأ ..وخاصة انها ابنة عائلة غنية ..وهم عائلة متواضعة ..فقالت بكل ثقة :لا اريد سوى خاتم   زواج ازين به اصبعي ..ليعرف الناس اني خطيبة. ولدك ..وسيكون المقدم نسخة من القرآن ..والمؤخر حج بيت الله الحرام  برفقة

زوجي المستقبلي ..فهذا ديدن والدي ..وساخبر اهلي اليوم بالامر ..وارد لكم الجواب ..واشكرك على تفهمك وصراحتك ..وبصراحة اكبر لا يمكنني   تكهن. موقفهم ..فهم حذروني من وجود شخص في حياتي في هذه الفترة ..

                  الجزء العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا