رواية بصراحة الفصل العاشر10والاخير بقلم ليلي مظلوم


 قصة❤️بصراحة❤️..

الجزء العاشر والأخير ..


وعندما عادت منال الى منزلها ..اخبرت اهلها بكل شيئ.. واصرت على موقفها ..وقد   لامتها امها على تصرفاتها بداية ..ولكن عندما تذكرت الظروف التي اوصلت ابنتها الى هذه الشخصية تجاهلت الامر ..وكان اخ منال الاكبر موجودا ايضا ..وهو يحب اخته حبا شديدا    ..ويقدر ظروفها ..فقال لها محاولا ايصال رسالة اليها انه الى جانبها: ان كنت فرحة ..ومتاكدة من قرارك ..فاننا سنكون الى جانبك ..


فامسكت يده وقالت له: اشكرك يا اخي ..واحمد الله على وجودك في حياتي ..


وتم تحديد يوم الخطوبة ..وكتب الكتاب ..الذي دام لمدة سنتين الا يوما واحدا ليتكلل بعده بالزواج والرباط المقدس ..وبما ان الاوضاع كانت ليست كما يحب في لبنان ..فقد قرر علي ومنال السفر الى   الخارج ..عله يجد هناك من يقدر شهادته الحائزة على تقدير… هذا ما قد حصل ..حيث اخذ معه زوجته وحبيبته وصديقته ..المجتمعة في شخص واحد ..ووجد عملا مرموقا ..وكان يعود الى لبنان في فصل الصيف ..كانت حياتهما جميلة وهادئة ..ولاحظ الجميع ذلك ..حتى اطلقوا عليهما عصافير الحب.. ولم يذكر في تاريخ قصتهما الغريبة انهما تشاجرا او غضبا من بعضهما البعض ..او نام احدهما وهو يحمل في قلبه ذرة حزن   من الشخص الآخر ..وتوطدت قصة زواجهما بعشق ابدي من نوع آخر ..فتلك النار ازدادت توقدا واشتعالا بعد الزواج على عكس التوقعات ..ولم يعد يشكل علي كل شيئ في حياة منال ..بل اصبح حياتها في حد ذاتها ..وكلما مرت بينهما الايام اكثر ..كل   ازدادت تعلقا به ..وهو كان كالطفل الصغير لا يعرف ان يفعل اي شيئ بدونها من لباس ومأكل وزيارات وعلاقات مع الآخرين ..وكان سفرهما الى الخارج قد وطد علاقتهما اكثر واكثر لانهما وبكل بساطة كل واحد منهما يشكل الوطن للآخر ..هو عالمها ..وهي دنياه ..


وقد اقترح علي على منال الذهاب الى الطبيب ..فربما يكون لديه راي آخر حيال    عقمها ..وهذا ما قد حصل ..ولم تعارض ابدا ..وذهبت الى الطبيب الذي اخبرها ان امكانية انجابها ضعيفة ..ولكنها ليست مستحيلة ..وبالرغم من ان هكذا خبر قد يزعج احيانا الا انه يعتبر الامل   بعد كان امكانية ذلك مستحيل سابقا ..ونصحهما الطبيب باجراء عملية طفل انبوب ..فاحتمال نجاح هذا الامر واردا وان كان ضعيفا ..وكان هدف 🎯 منال انجاب طفل لتفرح قلب علي وخاصة عندما يسمع كلمة بابا ..وهذا ما قد فعلته ..فجربت حظها للمرة الاولى والثانية والثالثة ..ولكن المحاولات باءت بالفشل ..الا ان الاطباء ظلوا مصرين على احتمال حملها الضعيف .وبقيت هي محتفظة بهذا الامل.. وتوقن جيدا ان الله   لن يخيب ظنها به ..حتى وان لم تصبح اما ..فذلك لامر خفي عنها لرحمته ..وخاصة انه عوضها برجل اصبح بالنسبة اليها كل شيئ الاب والام والاخ والاخت والصديق والحبيب والزوج والابن ..ولا يمكن تعويضه باطفال الكون كلهم ..


وقد حاولت مرات عديدة ان تقنعه بالزواج من اخرى وهذا حقه ..الا انه كان يرفض ذلك وبشدة ..وفي احدى الايام الصيفية ..طلبت من والدته ان تقنعه   بذلك ..لانها هي ايضا تملك الحق في انجاب حفيد ..ولم يكن رايها مغايرا لراي ابنها ..حيث قالت لها: اياك ان تفكري في هذا الامر ثانية ..فهو عندما اختارك كان يعلم بعقمك ..ولم تخدعيه ..اياك ان تدمري العش الزوجي ..


فقالت منال بيأس :انا لا ادمر حياتي ..ولكني اضحي بسعادتي لانني احبه من كل قلبي ..ومن   يحب شخصا عليه ان يضحي من اجله ..ولو بنفسه وروحه من اجل ان يراه سعيدا ..


فقالت لها: هذه اول وآخر مرة تفتحين هذا الموضوع امامي ..والا فاني ساغضب منك ..ولن اكلمك ثانية ..


عندها التزمت منال الصمت ..وحمدت الله انه ارسل لها اما اخرى تخاف الله فيها ..

وظلت تحاول مرة ومرة ومرة ..عل الطبيب ينبئها بحلم حياتها ..ولكن في كل مرة كانت تفشل العملية ..ويكون الداعم الاول لها هو علي ..الذي يقول   مازحا: على الاقل لفشل هذه العملية ايجابياتها ..بحيث ترجعين الى المنزل بسرعة ..فانا لا اطيق بعدك عني ..وان كان ليلة او ليلتين في المشفى ..


وبقيت على هذه الحال مدة من الزمن ..واكملت مشروع حياتها الى جانب الملاك الانساني.. وكانا في كل ليلة ..وعندما يريان اي طفل  يقولان:الحمدلله لقد وهبنا اكثر مما نستحق!! 


وذات مرة قال لهما الطبيب ..ساحاول معك يا منال للمرة الاخيرة ..لان هذا النوع من   العمليات سيؤذيك ..فاما تصبحين اما.. واما ستبقين عاقرا ..ولن. تخسري شيئا.. 


وبدون تردد وافقت منال ..وعلي ايضا ..وتملكها الخوف لمعرفة مصيرها ..وذهبت الى المشفى ..واجرت العملية… متاملة ان ترى الفرح في عيون حبيبها   ..وان تتخلص من العلاجات والاوجاع ..ودعت الله من كل قلبها ان تسوى امورها هذه المرة… 


وبعد مرور سنتين ..كان علي يجلس في حديقة المنزل ..ويبدو عليه علامات الحزن واليأس ..فاقتربت منه منال وقالت له: ما بك?? 


فنظر اليها كطفل صغير :اني اغار من ولديّ التوام ..فمنذ ولادتك ..وقد اهملتني ..حتى جعلتني اتمنى لو ان العملية لم تنجح.. 


فامسكت يده ..وتاملت بالوردة الموجودة امامها ..ثم قطفتها

وقدمتها اليه قائلة :ليس لها ذنب لاقطفها ..سوى انها تغار من ريحك وقلبك الطيب ..ايها   المجنون ..هل لدي ما هو اغلى منك في هذا الكون يا حبيبي.. لم اصدق كيف ناما ..حتى آتي اليك ..واكون لك وحدك ..واسمع تذمرك الظريف هذا ..


ثم داعبت انفه بيديها الناعمتين وهي تقول : احبك يا ملاكي❤❤

                  النهاية

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>