رواية بصراحة الفصل الثامن8 بقلم ليلي مظلوم


 قصة❤️بصراحة ❤️..

الجزء الثامن… 

واكتفى علي بالتحدث عن مشاعره.. ولم يذكر اسم منال ضمن مخطاطاته المستقبلية ..الا انها قالت له: اريد ان اطلب منك شيئا غريبا !!


فقال لها بهدوء وتمعن :تفضلي.. 


فاجابته: لا اريد ان يعرف اي احد بعلاقتنا ..وخاصة اهلي وعائلتي ..لانه وكما تعرف ..لم يمضِ زمن بعيد على انهاء علاقتي بكاظم ..وقد انهيت علاقات كثيرة قبلها ..فانهم لن يتحملوا فكرة وجود شخص جديد في حياتي ..


فقال لها: لك هذا ..اعدك بذلك ..ولا اعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل ..من يدري ماذا سيحدث ..


فقالت لنفسها: المستقبل !!ان اكثر ما يخيفني هو التفكير فيه.. وما يهمني سوى حياتي الآنية ..


ومرت الايام ..وازدادت مشاعر العاشقين التهابا وتوقدا ..واصبحا كالجسد الواحد ..كل يعرف عن الآخر اكثر المعلومات اهمية وخوفا ..ولم يعد بمقدور علي الابتعاد عنها ولو. يوما واحدا.. فهي ان لم تكن    معه بجسدها ..فانها تحتل عقله وقلبه في غيابها..وقرر قرارا جذريا ..فذات يوم قال لها: منال اريدك ان تكوني شريكة لحياتي ..!


وبدل ان تفرح لهذا الخبر ..شعرت كمن رمي بدلو مملوءا بالماء الساخن ..لقد اصبح الامر جديا ..وتسلل الخوف الى قلبها ..فما الذي يجبر شاب باول عمره 

ان يرتبط بفتاة عاقر من جهة ..وقد انهى دراسته من جهة اخرى.. وهي لم. تصل الا   الى الصف الخامس الابتدائي ..مع انها تلميذة حوزة ..واهم ما في الامر ..كيف سيوافق اهله 

على الارتباط بها وهي لا تنجب ..!!ولم. تفكر يوما ان تكون زوجة له ..وكل ما توصلت

 اليه هو اهمية فكرة وجوده في حياتها دون النظر الى المستقبل ..متناسية ان من يحب شخصا عليه ان يكلل هذا الحب بالارتباط المقدس ..


فقالت له: ولكن هذا قرار صعب ..ويحتاج الى مزيد من الدراسة والتفكير !!


فقال لها وكأنه فهم ما ترمي اليه :وهل تظنين اني لم افكر بما يجول  في خاطرك الآن ??!


فنظرت الى عينيه وحدقت بهما جيدا واوشكت دموعها على خيانتها ..الا انها استطاعت   سجنها بمقلتيها ..واكمل علي: ولكن كل الذي تفكرين به لا يهمني ..فما نفع الزواج بامراة اخرى ينقصها الصفات التي اعجبتني بك ??!والتي شدتني اليك ..ولا تستطيع ان تخترق قلبي

 وتملكه كما فعلت انتِ..بطيبتك وقسوتك ..وجنونك ..وتفكيرك المنطقي ..وشعوري بانك صديقتي قبل ان تكوني حبيبتي ..وكونك المرآة التي تعكس   ما يجول في خاطري وعقلي وقلبي! ما نفعها ان لم. تحبني بطريقتك ..ولم تكن مجنونة 

مثلك ..جنون عقلاني وجنوني ..لا اريد لامراة اخرى ان تدخل عالمي ان لم تكن مثلك ..انا   اريدك انت فقط ..وصدقيني فانا راضًٍ بما كتبه الله لي معك انت تحديدا !!وراضٍ بان لا اكون ابا طالما انك ستكونين من نصيبي !!


وعندما استشعرت صدق مشاعره قالت له :موافقة بشرط واحد ..وهو ان. تخبر اهلك بهذا   الامر لاني لا اريد ان. ياتي ذلك اليوم الذي سيلومني به اهلك على عدم الانجاب ..ويشعرني اني اقل منه حظا !!


ومع ان علي كان موفقا في دراسته الاكاديمية ..وشابا ترفع له القبعات لصدقه وتفانيه ..الا ان منال. كانت اكثر واقعية منه لان الدهر قد قلبها بين طياته   وصهرها ليخرج منها انسانة ..تفهم الحياة جيدا ..اكثر من اي شخص لديه شهادات جامعية عالية ..بالرغم من كون علي رجلا عقلانيا .وواقعيا ..!!


وغادر العاشقان المكان ليتركا احاديثهما الى البحر الذي قلبها بين مد وجذر ..اما علي   فكان كل همه موافقة منال على الارتباط به باي ثمن ..ويدرك جيدا ما معنى ان تكون عاقرا ..فهذا العائق الوحيد 

بينهما ..واي عائق هو هذا ??فقلة هن الامهات اللاتي يرضين

 لاولادهن الارتباط بفتاة لا تنجب ..فتلك الفكرة مخيفة ..ويفسرها المثل القائل (وما اغلى من الولد الا ولد الولد)..ولكن العاشق لا يفكر بهذه الطريقة 

..هو يريد فقط ان يكون الى جانب المراة التي احبها وتملكت روحه ..ما اقسى الامراض حين تحرمنا لحظات السعادة ..!!


وبعد فترة قال علي لمنال بطريقة قاسية :لن انفذ شرطك انا آسف ..ولست مضطرا ان اخبر احدا بما افكر به واخطط له ..فهذه حياتي انا ..وانا حر بما امليه على نفسي ..فهل اهلي هم الذين سيتزوجون ام انا !!??


فقالت له بحماس :لقد افرحتني كلماتك ..واشعرتني اني مهمة بالنسبة اليك ..


فقاطعها قائلا: بل الاهم ..انت لم. تدركي قيمتك بعد في قلبي وعقلي ..


فقالت له: اذن تعرفني الى اهلك ..اريد ان اذهب الى امك ..واخبرها بكل شيئ.. ان خانتك قوتك فان قوتي وارادتي لن تخوناني ..


فقال لها بصوت يخاطب موسيقى هدير الامواج :وهل كنت مخطئا حينما اسميتك بالمجنونة ..لك هذا ولكني لست مسؤولا عن النتائج ..


فاجابته: بعد زيارتي لهم ..ساحدد الوقت المناسب لاطلعها على كل شيئ!! 


فهز راسه: وانا ساساندك من البعيد ..وربما هي المساندة الاهم لان رايي اهم ما في الامر .

.وما عليك الا ان. تطلبيني للزواج ..وانا اخجل كعادتكن انتن الفتيات ..واطلب مهلة    للتفكير ..فهل تظنين اني ساوافق على امراة قد غادر عقلها راسها العنيد هذا ??!


فضحكت منال ..وقالت :حسنا ..غدا ساذهب برفقتك الى منزلك ..وهيئ الاجواء الليلة ..لاني لا اريد ان اهان واطرد من منزلكم ..


فاحمر وجهه غضبا :ومن الذي يقدر على اهانتك وانا موجود ايتها المجنونة ..?!


وفي اليوم التالي ..حضرت منال نفسها جيدا ..على امل زيارة اهل حبيبها للتعرف الى

  معتقداتهم وطقوسهم العائلية ..!!وكان علي قد اخبر اهله انه سيحضر معه ضيفة مهمة   الى المنزل ..ولم يكونوا على علم باسباب 

هذه الزيارة ..وعندما التقى بها قال :هيا بنا اهلي في انتظارك ..ولكن خففي قليلا من نسبة جنونك !!

                   الجزء التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>